ونهجر طريقتهم ونصير إلى اتباع أهل الكلام والاقتداء بهم وهذا من أدل الأشياء على ضلاله وقبح مقاله فإنه لولا مخالفته لهم وسلوكه غير طريقتهم لما نفرنا منهم.
على أنه قد قال في آخر هذه المقالة فالله الله الزموا طريقة السلف الصالح فناقض كلامه هذا تسترا بعد أن فضح نفسه وكشف الستر عنها بذمه لقولهم وتنفيره من اتباعهم ودعايته إلى مخالفتهم.
ولسنا ممن يقبل قوله في ذم من مدحه الله تعالى ورسوله والأئمة ولا نهجر طريقة من أمرنا بسلوكها لقوله.
قال الله تعالى: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه }، وقال سبحانه وتعالى: { محمد رسول الله والذين معه } الآية.
وقال النبي: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم».
وقال النبي: «لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».
وقال: «إن الله اختارني واختار أصحابي فجعل لي منهم أصهارا وأنصارا».
وقال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ».
وقال: «اقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر».
وقال: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
وقال حين ذكر الفرق إنها «كلها في النار إلا واحدة» قيل من الواحدة قال: «ما أنا عليه وأصحابي».
ويروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فبعثه برسالته. ثم نظر في قلوب العباد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد بعده فاختارهم لصحبة نبيه ونصرته ولم يزل أئمتنا يحثوننا على اتباع سبيلهم والاهتداء بهديهم.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا وأقربها هديا وأحسنها حالا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوا آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.
وروي عن الحسن البصري رحمه الله تعالى بعض هذا الكلام أو قريب منه.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.
وقال رضي الله عنه:إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر.
وقال رضي الله عنه: أنا لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال أمور تكون من كبرائكم فأيما مرية أو رجيل أدرك ذلك الزمان فالسمت الأول فأنا اليوم على السنة.
وقال حذيفة بن اليمان: يا معشر القراء خذوا طريق من قبلكم فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا.
وقال الإمام أحمد رضي الله عنه: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة ضلالة.