حديث الأوعال:

وروى أبو داود في سننه أن النبي قال: [ إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا - وذكر الخبر إلى قوله -: وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك ] فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله ولم يتعرض لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله
قول الإمام مالك في الاستواء:

سئل مالك بن أنس الإمام رضي الله عنه فقيل: يا أبا عبد الله: { الرحمن على العرش استوى } كيف استوى فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم أمر بالرجل فأخرج
فصل في إثبات صفة الكلام

الصفة الخامسة عشر: الكلام:

ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من خلقه سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة ومن أذن له من ملائكته ورسله وأنه سبحانه يكلم المؤمنون في الاخرة ويكلمونه ويأذن لهم فيزورونه وقال الله تعالى: { وكلم الله موسى تكليما } وقال سبحانه: { يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي } وقال سبحانه: { منهم من كلم الله } وقال سبحانه: { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب }
الصفة السادسة عشر: كلام الله بحرف وصوت مسموع:

وقال تعالى: { فلما أتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك } وقال: { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني } وغير جائز أن يقول هذا إلا الله
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [ إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء ] وروي ذلك عن النبي وروى عبد الله بن أنيس عن النبي أنه قال: [ يحشر الله الخلائق يوم القيامة حفاة عراة بهما فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمه من قرب: أنا الملك أنا الديان ] رواه الأئمة واستشهد به البخاري
وفي بعض الاثار: أن موسى عليه السلام ليلة رأى النار فهالته وفزع منها ناده ربه: يا موسى ! فأجاب سريعا استئناسا بالصوت: لبيك لبيك أسمع صوتك ولا أرى مكانك فأين أنت ؟ فقال: أنا فوقك ووراءك وعن يمينك وعن شمالك فعلم أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى قال فكذلك أنت يا إلهي أفكلامك أسمع أم كلام رسولك ؟ قال: بل كلامي يا موسى
فصل في أن القرآن كلام الله حقيقة

ومن كلام الله تعالى: القرآن العظيم وهو كتاب الله المبين وحبله المتين وتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود