إيرج: بالجيم، قلعة بفارس من أمنع قلاعها.
إير: بالتحريك، ناحية من المدينة يخرجون إليها للنزهة.
إير: موضع بالبادية كانت به وقعة. قال الشماخ:
على أصلاب أحقب أخدري ** من اللائي تضمنهن إير وقيل إير جبل بأرض غطفان. قال زهير:
لا أبلغ لديك بني سبيع ** وأيام النوائب، قد تدور
فإن تك صرمة أخذت جهارا ** لغرس النخل أرزه الشكير
فإن لكم مئآقط عاسيات ** كيوم أضر بالرؤساء إير وإير بني الحجاج من مياه بني نمير.
إيرم: بفتح الراء، صقع أعجمي عن نصر.
الأيسر: بالفتح وفتح السين أيضا. موضع في قول ذي الرمة.
وبحيث ناصي الأجر عين الأيسر الأيسن: بالنون. اسم لبطن واد باليمامة لبني عبيد ثعلبة من بني حنيفة.
الإيغاران: بالكسر والغين معجمة وألف وراء وألف أخرى للتثنية ونون. اسم لعدة ضياع من كور أو غرت لعيسى ومعقل ابني أبي دلف العجلي رحمه الله تعالى وقيل لها الإيغاران أي إيغارا هذين الرجلين وهما الكرج والبرج. والإيغار اسم لكل ما حمى نفسه من الضياع وغيرها ويمنع منه تقول أوغرت الدار إذا حميته وأوغر صدر فلان إذا حماه ومنعه من بلوغ غرض فامتلأ غضبا ولا يسمى الإيغار إيغارا حتى يأمر السلطان بحمايته فلا تدخله العمال لمساحة خراج ولا مقاسمة غلة فيكون الإيغار لعقبة من بعده على ممر السنين خلا الصدقات فإنها خارجة عنها يحصيها المصدق ويأخذ الواجب عنها ووجد بخط ابن شريح الإيغار أن يقرر أمر الضيعة مثلا على عشرة آلاف درهم فيوغر لصاحبها بعشرة الاف درهم كل سنة يؤديها في بيت المال أو غير البلد الذي الضيعة فيه فتكون الضيعة موغرة محمية لا تدخلها يد عامل أو متصرف وهذين الإيغارين عنى الحيص بيص في رقعته إلى أمير المؤمنين المسترشد بالله أن الموصل والإيغارين وهما اليوم إقطاع ملكين سلجوقيين كانتا جائزتين لشاعرين طائيين من إمامين مرضين المعتصم بالله والمتوكل على الله وبناء المجلس أعظم وخطره أشرف وأجسم وغمامه أسح وأرزم فإلام الإهمال. قلت وقد وقفت على كثير من أخبار أبي تمام والبحتري فلم أر فيها أن واحدا منهما أعطي واحدا من هذين الموضعين لكنه ورد أن أبا تمام مات وهو يتولى بريد الموصل تولى ذلك بعناية الحسن بن وهب.
أيغان: آخره نون إحدى قرى بنج ده. منها أبو الفتح عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عثمان الأيغاني العثماني سمع جامع الترمذي من القاضي أبي سعيد محمد بن علي بن أبي صالح البغوي الدباس وكان مولده في حدود سنة 470 ووفاته في سنة 546 أو 547، وأبو عمر الفضل بن أحمد بن منويه بن كاكويه الصوفي الأيغاني روى عن أبي عامر الحسن بن محمد بن علي القومسي روى عنه أبو الفتح مسعود بن محمد بن سعيد المسعودي سنة 561 بشاذياخ.
إيك: بالكسر وآخره كاف، هو أيج الذي تقدم ذكره.
أيك: بالفتح موضع في قول أنس بن مدرك الخثعمي:
فتلك مخاضي بين أيك وحيدة ** لها نهر فخوضه متغمغم الأيكة: التي جاء ذكرها في كتاب الله عز وجل: كذب أصحاب الأيكة المرسلين الشعراء: 176، قيل هي تبوك التي غزاها النبي اخر غزواته وأهل تبوك يقولون ذلك ويعرفونه ويقولون إن شعيبا عليه السلام أرسل إلى أهل تبوك ولم أجد هذا في كتب التفسير بل يقولون الأيكة الغيضة الملتفة الأشجار والجمع أيك وإن المراد بأصحاب الأيكة أهل مدين. قلت ومدين وتبوك متجاوران.
إيلاق: اخره قاف. قال أبو علي إن حمل اللاق لبعض بلدان الشاش على أنه عربي فالياء التي بعد الهمزة يجوز أن تكون منقلبة عن الواو والهمزة والياء وهو من إعصار وليس مثل إيعاد إلا أن تجعله سمي بالمصدر وإيلاق. مدينة من بلاد الشاش المتصلة ببلاد الترك على عشرة فراسخ من مدينة الشاش أنزه بلاد الله وأحسنها وهو عمل برأسه وكورته مختلطة بكورة الشاش لا فرق بينهما وقصبتها تونكت وبإيلاق معدن الذهب والفضة في جبالها ويتصل ظهر هذا الجبل بحدود فرغانة، وقد نسب إليها قوم منهم أبو الربيع طاهر بن عبد الله الإيلاقي الفقيه الشافعي كان إماما تفقه على أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي وأخذ الأصول عن أبي إسحاق الاسفراييني مات سنة 465 وله ست وتسعون سنة. وفي التحبير محمد بن داود بن أحمد بن رضوان الإيلاقي الخطيب أبو عبد الله من إيلاق فرغانة أقام بمرو مدة وعلق الطريقة على الحسن بن مسعود الفراء ثم انتقل إلى نيسابور وسكنها وعلق الخلاف على محمد بن يحيى الجزي وكان فقيها صالح سمع الحديث الكثير من الفراوي وعبد المنعم القشيري وزاهر الشحامي وطبقتهم ثم قدم علينا مرو وأقام عندي في المدرسة العميدية إلى أن مات في ربيع الأول سنة 539. وإيلاق بليدة من نواحي نيسابور، وإيلاق من قرى بخارى.
إيلان: اخره نون. موضع قرب مراكش بالمغرب من بلاد البربر ذكر في حروب عبد المؤمن بن علي.
أيلة: بالفتح. مدينة على ساحل بحر القلزم ممايلي الشام. وقيل هي آخر الحجاز وأول الشام واشتقاقها قد ذكر من اشتقاق إيلياء بعده. قال أبو زيد: أيلة مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير وهي مدينة لليهود الذين حرم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير وبها في يد اليهود عهد لرسول الله ، وقال أبو المنذر سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام، وقال أبو عبيدة أيلة مدينة بين الفسطاط ومكة على شاطىء بحر القلزم تعد في بلاد الشام وقدم يوحنه بن رؤبة على النبي من أيلة وهو من تبوك فصالحه على الجزية وقرر على كل حالم بأرضه في السنة دينارا فبلغ ذلك ثلاثمائة دينار واشترط عليهم قرى من مر بهم من المسلمين وكتب لهم كتابا أن يحفظوا ويمنعوا فكان عمر بن عبد العزيز لا يزداد على أهل أيلة عن الثلاثمائة دينار شيئا، وقال أحيحة بن الجلاح يرثي ابنه.
ألا إن عيني بالبكاء تهلل ** جزوع صبور كل ذلك تفعل
فإن تعتريني بالنهار كابة ** فليلي إذا أمسى أمر وأطول
فما هبرزي من دنانير أيلة ** بأيدي الوشاة ناصع يتأكل
بأحسن منه يوم أصبح غاديا ** ونفسني فيه الحمام المعجل
الوشاة الضرابون وناصع مشرق ويتأكل أي يأكل بعضه بعضا من حسنه، وقال محمد بن الحسن المهلبي من الفسطاط إلى جب عميرة ستة أميال ثم إلى منزل يقال له عجرود وفيه بئر ملحة بعيدة الرشاء أربعون ميلا ثم إلى مدينة القلزم خمسة وثلاثون ميلا ثم إلى ماء يعرف بتجر يومان ثم إلى ماء يعرف بالكرسي فيه بئر رواء مرحلة ثم إلى رأس عقبة أيلة مرحلة ثم إلى مدينة أيلة مرحلة. قال ومدينة أيلة جليلة على لسان من البحر الملح وبها مجتمع حج الفسطاط والشام وبها قوم يذكرون أنهم من موالي عثمان بن عفان ويقال إن بها برد النبي وكان قد وهبه ليوحنه بن رؤبة لما سار إليه إلى تبوك وخراج أيلة ووجوه الجبايات بها نحو ثلاثة آلاف دينار وأيلة في الإقليم الثالث وعرضها ثلاثون درجة، وينسب إلى أيلة جماعة من الرواة. منهم يونس بن يزيد الأيلي صاحب الزهري توفي بصعيد مصر سنة 152، وإسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى بن عبد الحميد بن يعقوب الأيلي روى عن سفيان بن عيينة وعن عبد المجيد بن عبد العزيز بن رواد حدث عنه النسائي مات بأنجلة سنة 258، وحسان بن أبان بن عثمان أبو علي الأيلي ولي قضاء دمياط وكان يفهم ما يحدث به وتوفي بها سنة 322، وأيلة أيضا موضع برضوى وهو جبل، قال ابن حبيب أيلة من رضوى وهو جبل ينبع بين مكة والمدينة وهو غير المدينة المذكورة هذا لفظه، وأنشد غيره يقول:
من وحش أيلة موشي أكارعه ** والوحش لا ينسب إلى المدن وقال كثير:
رأيت وأصحابي بأيلة موهنا ** وقد غار نجم الفرقد المتصوب
لعزة نارا ما تبوخ كأنها ** إذا ما رمقناها من البعد كوكب
تعجب أصحابي لها حين أوقدت ** وللمصطليها آخر الليل أعجب
إذا ما خبت من اخر الليل خبوة ** أعيد لها بالمندلي فتثقب ومما يدل على أن أيلة جبل. قول كثير أيضا:
ولو بذلت أم الوليد حديثها ** لعصم برضوى أصبحت تتقرب
تهبطن من أركان ضاس وأيلة ** إليها ولو أغرى بهن المكلب
إيلياء: بكسر أوله واللام وياء وألف ممدودة، اسم مدينة بيت المقدس. قيل معناه بيت الله وحكى الحفصي فيه القصر وفيه لغة ثالثة حذف الياء الأولى فيقال إلياء بسكون اللام والمد، قال أبو علي وقد سمي البيت المقدس إيلياء بقول الفرزدق:
وبيتان بيت الله نحن ولاته ** وقصر بأعلى إيلياء مشرف
فإيلياء الهمزة في أولها فاء لتكون بمنزلة الجربياء والكبرياء وتكون الكلمة ملحقة بطرمساء وجلخطاء وهو الأرض الحزن والياء التي بعد الهمزة لا تخلوا من أن تكون منقلبة من الهمزة أو من الواو وقياس قول سيبويه أن يكون من الواو ولا تكون منقلبة من الهمزة على هذا القول لأن الهمزتين إذا لم يجتمعا حيث يكثر التضعيف نحو شددت ورددت فإن لم يجتمعا حيث يقل التضعيف أجدر ألا ترى أن باب ددن وكوكب من القلة بحيت لا نسبة له إلى باب رددت ولم تجتمع الهمزتان فيه كما اجتمع سائر حروف الحلق في هذا الباب في قلة مهاه والبعاع والبعة ولج وسج ونج وإذا جعلتهما من الياء كان من لفظة قولهم في اسم البلد أيلة هذا إن كان فعلة وإن كان مثل ميتة أمكن أن تكون من الواو، ومما جاء على لفظه من ألفاظ العرب الإيل وهو فعل مثل الهيخ في الزنة وكون العين ياء ومن بنائه الإمر ولد الضائن والقنف، وقالوا للبراق الإلق وللقصير دنب ومجيء البناء في الاسم والصفة يدل على قوته. فإن قيل هل يجوز أن تكون إيلياء إفعلاء فتكون الهمزة ليست بأصل كما كانت أصلا في الوجه الأول، فالقول في ذلك أنا لا نعلم هذا الوزن جاء في شيء وإذا لم يجىء في شيء لم يسع حمل الكلمة عليه ولوجاء منه شيء لأمكن أن تكون الياء الأولى منقلبة عن الواو أو منقلبة عن الهمزة كالإيمان ونحوه ولم يجز أن يكون انقلابها عن الياء لأنه لم يجيء من نحو سلس في الياء إلا يديت وأيديت.
قيل إنما سميت إيلياء باسم بانيها وهو إيلياء بن أرم بن سام بن نوح عليه السلام وهو أخو دمشق وحمص وأردن وفلسطين. قال بعض الأعراب:
فلو أن طيرا كلفت مثل سيره ** إلى واسط من إيلياء لكلت
سمى بالمهاري من فلسطين بعدما ** دنا الفيء من شمس النهار فولت
فما غاب ذاك اليوم حتى أناخها ** بميسان قد حلت عراها وكلت
كأن قطاميا من الرحل طاويا ** إذا غمرة الظلماء عنه تجلت
الإيم: بالفتح. جبل أسود بحمى ضرية يناوح الأكوام، وقيل جبل أسود في ديار بني عبس بالرمة وأكنافها. قال جامع بن عمرو بن مرخية.
تربعت الدارات دارات عسعس ** إلى أجلى أقصى مداها فنيرها
إلى عاقر الأقوام فالأيم فاللوى ** إلى ذي حسا روضا مجودا يصورها
أين: وهو يين، وقد ختم به هذا الكتاب. وفي كتاب نضر أين، قرية قرب إضم وبلاد جهينة بين مكة والمدينة وهي إلى المدينة أقرب وهناك عيون، وقيل أين مدينة في أقصى المغرب، وقيل بدله يين وهو موضع قريب من الحيرة.
أيناون: نونان وواو مفتوحة. اسم واد.
الإيواز: بالكسر واخره زاي. جبل في أطراف نملى ونملى بالتحريك جبال في وسط ديار بني قريط، والإيواز جبل لبني أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
الإيوان: اخره نون. وهو إيوان كسرى، قال النحويون الهمزة في إيوان أصل غير زائدة ولو كانت زائدة لوجب إدغام الياء في الواو وقلبها إلى الياء كما في أيام فلما ظهرت الياء ولم تدغم دل على أن الياء عين وأن الفاء همزة وقلبت ياء لكسرة الغاء وكراهية التضعيف كما قلبت في ديوان وقيراط وكما أن الدال والقاف فاآن والياءين عينان كذلك التي في إيوان، وإيوان كسرى الذي بالمدائن مدائن كسرى زعموا أنه تعاون على بنائه عدة ملوك، وهو من أعظم الأبنية وأعلاها رأيته وقد بقي منه طاق الإيوان حسب وهو مبني بآجر طول كل آجرة نحو ذراع في عرض أقل من شبر وهو عظيم جدا. قال حمزة بن الحسن قرأت في كتاب الذي نقله ابن المقفع أن الإيوان الباقي بالمدائن هو من بناء سابور بن أردشير فقال لي الموبذان موبذان أميد بن أشوهست ليس الأمر كما زعم ابن المقفع فإن ذلك الإيوان خربه المنصور، أبو جعفر وهذا الباقي هو من بناء كسرى أبرويز، وقد حكي أن المنصور لما أراد بناء بغداد استشار خالد بن برمك في هدم الإيوان وإدخال الته في عمارة بغداد فقال له لا تفعل يا أمير المؤمنين فقال أبيت إلا التعصب للفرس فقال ما الأمر كما ظن أمير المؤمنين ولكنه أثر عظيم يدل على أن ملة ودينا، وقوما أذهبوا ملك بانية لدين وملك عظيم فلم يصغ إلى رأيه وأمر بهدمه فوجد النفقة عليه أكثر من الفائدة بنقضه فتركه فقال خالد الآن أرى يا أمير المؤمنين أن تهدمه لئلا يقال إنك عجزت عن خراب ما عمره غيرك ومعلوم ما بين الخراب والعمارة. فعلى قول المويذان إنه خرب إيوان سابور بن أردشير وعلى قول غيره إنه لم يلتفت إلى قوله أيضا وتركه. وما زلت أسمع أن كسرى لما أراد بناء إيوانه هذا أمر بشراء ما حوله من مساكن الناس وإرغابهم بالثمن الوافر وإدخاله في الإيوان وأنه كان في جواره عجوز لها دويرة صغيرة فأرادوها على بيعها فامتنعت وقالت ما كنت لأبيع جوار الملك بالدنيا جميعها فاستحسن منها هذا الكلام وأمر ببناء الايوان وترك دارها في موضعها منه وإحكام عمارتها، ولما رأيت الإيوان رأيت في جانب منه قبة صغيرة محكمة العمارة يعرفها أهل تلك الناحية بقبة العجوز فعجبت من قوم كان هذا مذهبهم في العدل والرفق بالرعية كيف ذهبت دولتهم لولا النبوة التي شرفها الله تعالى وشرف بها عباده، وقال ابن الحاجب يذكر الإيوان:
يا من بناه بشاهق البنيان ** أنسيت صنع الدهر بالإيوان
هذي المصانع والدساكر والبنا ** وقصور كسرى أنو شروان
كتب الليالي في ذراها أسطرا ** بيد البلى وأنامل الحدثان
إن الحوادث والخطوب إذا سطت ** أودت بكل موثق الأركان
قلت ومن أحسن ما قيل في الإيوان، قول أبي عبادة البحتري:
حضرت رحلي الهموم فوجه ** ت إلى أبيض المدائن عنسي
أتسلى عن الحظوظ وآسي ** لمحل من آل ساسان درس
ذكرتنيهم الخطوب التوالي ** ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظل عال ** مشرف يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه على جبل القب ** ق إلى دارتي خلاط ومكس
حلل لم تكن كلأطلال سعدى ** في قفار من البسابس ملس
ومساع لولا المحابات مني ** لم يطقها مسعاة عنس وعبس
نقل الدهر عهدهن عن ** الجدة حتى رجعن أنضاء لبس
فكأن الحرمان من عدم ال ** أنس وأخلى به بنية رمس
لو تراه علمت أن الليالي ** جعلت فيه مأتما بعد عرس
وهو ينبيك عن عجائب قوم ** ولا يشاب البيان فيهم بلبس
فإذا ما رأيت صورة أنطا ** كية أرتعت بين روم وفرس
وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنوشروان وقيصر ملك أنطاكية وهو يحاصرها ويحارب أهلها.
والمنايا مواثل وأنوشروان يز ** جي الصفوف تحت الدرفس
في اخضرار من اللباس على أص ** فرار يختال في صبغة ورس
وعراك الرجال بين يديه ** جفوة منهم وأغماض جرس
من مشيح يهوي بعامل رمح ** ومليح من السنان بترس
تصف العين أنهم جد أحيا ** ء لهم بينهم إشارة خرس
يعتلي فيهم ارتيابي حتى ** تتقرى منهم يداي بلمس
قد سقاني ولم يصرد أبو الغو ** ث على العسكرين شربة خلس
من مدام تقولها هي نجم ** ضوء الليل أو مجاجة شمس
وتراها إذا أجدت سرورا ** وارتياحا للشارب المتحسي
أفرغت في الزجاج من كل قلب ** فهي محبوبة إلى كل نفس
وتوهفت أن كسرى أبرويز ** يتعاطى أو البلهبد أنسي
حلم مطبق على الشك عندي ** أم أمان غيرن ظني وحدسي
وكأن الإيوان من عجب الصن ** عة جوب في جنب أزعن جلس
يتظنى من الكابة أن يب ** دو لعيني مصبح أو ممسي
مزعجا بالفراق عن أنس إلف ** عز أو مرهقا بتطليق عرس
عكست حظه الليالي وبات ال ** مشتري فيه وهو كوكب نحس
فهو يبدي تجلدا وعليه ** كلكل من كلاكل الدهر مرسي
لم يعبه أن بز من بسط الدي ** باج واستل من ستور الدمقس
مشمخر تعلو له شرفات ** رفعت في رؤوس رضوى وقدس
لابسات من البياض فما تب ** صر منها إلا فلائل برس
ليس يدرى أصنع إنس لجن ** صنعوه أم صنع جن لإنس
غير أني أراه يشهد أن لم ** يك بانيه في الملوك بنكس
فكأني أرى الكواكب والقو ** م إذا ما بلغت آخر حسي
وكأن الوفود ضاحين حسرى ** من وقوف خلف الزحام وجلس
وكأن القيان وسط المقاصير يرجعن بين حور ولعس
وكأن اللقاء أول من أم ** س ووشك الفراق أول أمس
وكأن الذي يريد اتباعا ** طامع في لقائهم صبح خمس
عمرت للسرور دهرا فصارت ** للتعزي رباعهم والتأسي
فلها أن أعينها بدموع ** موقفات على الصبابة حبس
ذاك عندي وليست الدار داري ** باقتراب منها ولا الجنس جنسي
غير نعمى لأهلها عند أهلي ** غرسوا من رطابها خير غرس
أيدوا ملكنا وشدوا قواه ** بكماة تحت السنور حمس
وأعانوا على كتائب أريا ** ط بطعن على النحور ودعس
وأراني من بعد أكلف بالأش ** راف طرا من كل سنخ وأس
واجتاز الملك العزيز جلال الدولة البويهي على إيوان كسرى فكتب عليه بخطه من شعره.
يا أيها المغرور بالدنيا اعتبر ** بديار كسرى فهي معتبر الورى
غنيت زمانا بالملوك وأصبحت ** من بعد حادثة الزمان كما ترى أبهات: بوزن هيهات. موضع.
أيهب: بالباء الموحدة. موضع في بلاد بني أسد قليل الماء. قال النابغة:
كأن قتودي والنسوع جرى بها ** مصك يباري الجون جاب معقرب
رعى الروض حتى نشب الغدر والتوت ** بدجلاتها قيعان شرج وأيهب أيهم: بالميم. موضع في قول النابغة:
ألمم برسم الطلل الأقدم ** بجانب السكران فالأيهم
دار فتاة كنت ألهو بها ** في سالف الدهر عن الأخرم قال نصر، ولطيء الأيهم وهي أودية لبني موقع.
أية. بالفتح والتشديد. من أعمال الري.
هذا اخر كتاب الهمزة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله أجمعين وأصحابه وذريته والتابعين وتابع التابعين ورضي الله عن السلف الصالحين، اللهم آمين
الباب الأول: في صفة الأرض وما فيها من الجبال والبحار وغير ذلك
فال الله عز وجل ألم نجعل الأرض مهادا، والجبال أوتادا النبأ: 6 و 7، وقال عز وجل: الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء غافر: 64، وقال سبحانه: والله جعل لكم الأرض بساطا نوح: 19، قال المفسرون البساط والمهاد القرار والتمكن منها والتصرف فيها. واختلف القدماء في هيئة الأرض وشكلها، فذكر بعضهم أنها مبسوطة التسطيح في أربع جهات في المشرق والمغرب والجنوب والشمال ومنهم من زعم أنها كهيئة الترس. ومنهم من زعم أنها كهيئة المائدة. ومنهم من زعم أنها كهيئة الطبل. وزعم بعضهم أنها شبيهة بنصف الكرة كهينة القبة وأن السماء مركبة على أطرافها. وقال بعضهم هي مستطيلة كالأسطوانة الحجرية أو العمود، وقال قوم الأرض تهوي إلى ما لا نهاية له والسماء ترتفع إلى ما لا نهاية له. وقال قوم إن الذي يرى من دورانا لكواكب إنما هو دور الأرض لا دور الفلك. وقال اخرون: إن بعض الأرض يمسك بعضا.. وقال قوم إنها في خلاء لا نهاية لذلك الخلاء. وزعم أرسطاطاليس أن خارج العالم من الخلاء مقدار ما تنفس السماء فيه. وكثير منهم يزعم أن دوران الفلك عليها يمسكها في المركز من جميع نواحيها. أو أما المتكلمون فمختلفون أيضا، زعم هشام بن الحكم أن تحت الأرض جسما من شأنه الارتفاع والعلو كالنار والريح وإنه المانع للأرض من الانحدار وهو نفسه غير محتاج إلى ما يعمد لأنه ليس مما ينحدر بل يطلب الارتفاع. وزعم أبو الهذيل أن الله وقفها بلا عمد ولا علاقة. وقال بعضهم: إن الأرض ممزوجة من جسمين ثقيل وخفيف فالخفيف شأنه الصعود والثقيل شأنه الهبوط فيمنع كل واحد منهما صاحبه من الذهاب في جهته لتكافىء تدافعهما. والذي يعتمد عليه جماهيرهم أن الارض مدورة كتدوير الكرة موضوعة في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة والنسيم حول الأرض هو جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك وبينه الخلق على الأرض وأن النسيم جاذب لما في أبدانهم من الخفة والأرض جاذبة لما في أبدانهم من الثقل لأن الأرض بمنزلة حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد وما فيها من الحيوان وغيره بمنزلة الحديد. وقال اخرون: من أعيانهم الأرض في وسط الفلك يحيط بها الفرجار في الوسط مقدار واحد من فوق وأسفل ومن كل جانب وأجزاء الفلك تجذبها من كل وجه فلذلك لا تميل إلى ناحية من الفلك دون ناحية لأن قوة الأجزاء متكافئة ومثال ذلك حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد لأن في طبع الفلك أن يجتذب الأرض.
وأصلح ما رأيت في ذلك وأسده في رأي ما حكاه محمد بن أحمد الخوارزمي قال الأرض في وسط السماء والوسط هو السفل بالحقيقة والأرض مدورة بالكلية مضرسة بالجزئية من جهة الجبال البارزة والوهدات الغائرة لا يخرجها ذلك من الكرية إذا وقع الحس منها على الجملة لأن مقادير الجبال وإن شمخت صغيرة بالقياس إلى كل الأرض ألا ترى أن الكرة التي قطرها ذراع أو ذراعان إذا بني منها كالجاورسات وغار فيها أمثالها لم يمنع ذلك أحكام المدور عليها بالتقريب ولولا هذا التضريس لأحاط بها الماء من جميع الجوانب وغمرها حتى لم يكن يظهر منها شيء فإن الماء وإن شارك الأرض في الثقل وفي الهوي نحو السفل فإن بينهما في ذلك تفاضلا يخف به الماء بالإضافة إلى الأرض ولهذا ترمسب الأرض في الماء وتنزل الكدورة إلى القرار فأما الماء فإنه لا يغوص في نفس الأرض بل يسوخ فيما تخلخل منها واختلط بالهواء والماء إذا اعتمد على الهواء المائي لتخلخل نزل فيها وخرج الهواء منها كما ينزل القطر من السحاب فيه ولما برز من سطح الأرض ما برز أنحاز الماء إلى الأعماق فصار بحارا وصار مجموع الماء والأرض كرة واحدة يحيط لها الهواء من حميع جهاتها ثم احتدم من الهواء ما مسى فلك القمر بسبب الحركة وانسحاج المتماسين فهو إذا النار المحيطة بالهواء متصاغرة القدر في الفك إلى القطبين لتباطؤ الحركة فيما قرب منهما وصورة ذلك الصورة الأولى في الأعلى. وقال أبو الريحان: وسط معدل النهار يقطع الأرض بنصفين على دائرة تسمى خط الاستواء فيكون أحد نصفها شماليا والاخر جنويبا فإذا توهمت دائرة عظيمة على الأرض مارة على قطب خط الاستواء قسمت كل واحدة من نصفي الأرض بنصفين فانقسم جملتها أرباعا جنوبيان وشماليان على ما وجدها المعينون لم يتجاوز حد أحد الربعين الشماليين فيسمى ربعا معمورا أو مسكونا كجزيرة بارزة تحيط بها البحار وهذا الربع في نفسه مشتمل على ما يعرف ويسلك من البحار والجزائر والجبال والأنهار والمفاوز المعروفة ثم إن البلدان والقرى بينها على أنه بقي منها نحو قطب الشمال قطعة غير معمورة من إفراط البرد وتراكم الثلوج. وقال مهندسوهم: لو حفر في الوهم وجه الأرض لأدى إلى الوجه الآخر ولو ثقب منها بفوشنج لنفذ بأرض الصين. قالوا: والناس على الأرض كالنمل على البيضة احتجوا لقولهم بحجاج كثيرة منها إثباتي ومنها إقناعي وليس ذلك ببعيد من الأرض لأن البسيط يحتمل نشز الشيء فالأرض على هذا لمن هي تحته بساط ولمن هي فوقه غطاء. واختلفوا في مساحة الأرض فذكر محمد بن موسى الخوارزمي صاحب الزيج أن الأرض على القصد تسعة الاف فرسخ العمران من الأرض نصف سدسها والباقي ليس فيه عمارة ولا نبات ولا حيوان والبحار محسوبة من العمران والمفاوز التي بين العمران من العمران.قال أبو الريحان: طول قطر الأرض بالفراسخ ألفان ومائة وثلاثة وستون فرسخا وثلثا فرسخ ودورها بالفراسخ ستة الاف وثمانمائة فرسخ وعلى هذا تكون مساحة سطحها الخارج متكسرا أربعة عشر ألف ألف وسبعمائة وأريعة أربعين ألفا ومائتين واثنين وأربعين فرسخا وخمس فرسخ. وكان عمر بن جيلان يزعم أن الدنيا كلها سبعة وعشرون ألف فرسخ فبلد السودان اثنا عشر ألف فرسخ وبلد الروم ثمانية آلاف فرسخ وبلد فارس ثلاثة آلاف فرسخ وأرض العرب أربعة آلاف فرسخ. وحكي عن أزدشير إنه قال الأرض أربعة أجزاء فجزء منها أرض الترك وما بين مغارب الهند إلى مشارق الروم وجزء منها المغرب وهو ما بين مغارب الروم إلى القبط والبربر وجزء منها أرض السودان وهي ما بين البربر إلى الهند وجزء منها هذه الأرض التي تنسب إلى فارس ما بين نهر بلخ إلى منقطع إذربيجان وأرمينية الفارسية ثم إلى الفرات ثم برية العرب إلى عمان ومكران ثم إلى كابل وطخارسنان. قال دروثيوص إن الأرض خمسة وعشرين ألف فرسخ من ذلك الترك والصين اثنا عشر ألف فرسخ والروم خمسة آلاف فرسخ وبابل ألف فرسخ. وحكي أن بطليموس صاحب المجسطي قاس حران وزعم أنها أرفع الأرض فوجد ارتفاعها عدد ثم قاس جبلا من جبال آمد ورجع فمسح موضع قياسه الأول إلى موضع قياسه الثاني على مستوى من لأرض فوجده ستة وستين ميلا فضربه في دور الفلك وهو ست وستون درجة فبلغ ذلك أربع وعشرون ألف ميل يكون ذلك ثمانية آلاف فرسخ فزعم أن دور الأرض يحيط بثمانية آلاف فرسخ. وقال غير بطليموس ممن يرجع إلى رأيه أن الأرض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهو أطول خط في كرة الأرض كما أن منطقة البروج أطول خط في الفلك وعرض الأرض من القطب الجنوبي الذي يدرر حوله سهيل إلى الشمال الذي تدور حوله بنات نعش فاستدارة الأرض بموضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة الدرجة خمسة وعشرون فرسخا فيكون ذلك تسعة الاف فرسخ وبين خطالاستواء وكل واحد من القطبين تسعون درجة واستدارتها عرضأ مثل ذلك لأن العمارة في الأرض بين خط الاستواء وكل واحد أربع وعشرون درجة ثم الباقي قد غمره ماء البحر، فالخلق في الربع الشمالي من الأرض والربع الجنوبي خراب والنصف الذي تحتها لا ساكن فيه والربعان الظاهران هما أريعة عشر إقليما منها سبعة عامرة وسبعة غامرة لشدة الحر بها. وفال بعضهم: العمران في الجانب الشمالي من الأرض أكثر منه في الجانب الجنوس ويقال إن في الشمال أربعة الاف مدينة وإن كل نصف من الأرض ربعان فالربعان الشماليان هو النصف المعمور وهو العراق إلى الجزيرة والشام ومصر والروم وفرنجة ورومية والسوس جزيرة السعادات منهما فهذا الربع غربي شمالي ومن العراق إلى الأهواز والجبال وخراسان وتبت إلى الصين إلى وا ق واق فهذا الربع شرقي شمالي وكذلك النصف الجنوبي فهو ربعان شرقي جنوبي فيه بلاد الحبشة والزنج والنوبة ريع غربي لم يطاه أحد ممن على وجه الأرض وهو متاخم للسودان الذين يتاخمون البربر مثل كوكو وأشباههم. وحكى آخرون أن بطليموس الملك اليوناني وأحسبه غير صاحب المجسطي لم يكن ملكا ولا في أيام الملوك البطالمة إنما كان بعدهم بعث إلى هذا الربع قوما حكماء منجمين فبحثوا عن البلاد وألطفوا النظر والاستخبار من علماء تلك الأمم التي تقاربها ومن هو على تخومها فانصرفوا إليه فأخبروه أنه خراب يباب ليسى فيه ملك ولا مدينة ولا عمارة وهذا الربع يسمى المحترق ويسمى أيضا الربع الخراب ثم إن بطليموس أراد أن يعرف عظم الأرض وعمرانها وخرابها فبدا فأخذ ذلك من طلوع الشمس إلى غروبها من العدد وذلك يوم وليلة ثم قسم ذلك على أربعة وعشرين جزأ الساعات المستوية خمسة عشر جزأ وضرب أربعة وعشرين في خمسة عشر فصار ثلاثمائة وستيين جزأ فأراد أن يعرف كم ميل يكون الجزء فأخذ ذلك من كسوف القمر والشمس فنظر كم ما بين مدينة إلى مدينة من ساعة وكم بين المدينة إلى الأخرى فقسم الأميال على أجزاء الساعة فوجد الجزء الواحد منها خمسة وسبعين ميا ا فضرب خمسة وسبعين في ثلاثمائة وستين جزأ من أجزاء البروج فبلغ ذلك سبعة
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 18 (0 من الأعضاء و 18 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)