بالأبلق الفرد من تيماء منزله ** حصن حصين وجاز غير غدار
إذ سامه خطتي خسف فقال له ** قل ما تشاء فإني سامع حار
فقال ثكل و غدر أنت بينهما ** فاختر وما فيهما حظ لمختار
فشك غيربعيد ثم قال له ** أقتل أسيرك إني مانع جاري
فاختار أدراعه كيلا يسب بها ** ولم يكن وعده فيها بختار قال: فجاء شريح إلى الكلبي فقال: هبت لي هذا الأسير المضرور. فقال: هو لك فأطلقه وقال له: أقم عندي حتى أكرمك وأحبوك فقال الأعشى: من تمام صنيعتك إلى أن تعطيني ناقة ناجية وتخليني الساعة فأعطاه ناقة فركبها ومضى من ساعته وبلغ الكلبي أن الذي وهب لشريح هو الأعشى فارسل إلى شريح أن ابعث إلي الأسير الذي وهبت لك، حتى أحبوه وأعطيه فقال قد مضى فأرسل الكلبي في أثره فلم يلحقه، وقال الأعشى وهو زعم أن سليمان بن داود هو الذي بنى الأبلق الفرد بعد أن ذكر الملوك الذين أفناهم الدهر، فقال:
ولا عاديا لم يمنع الموت ماله ** وورد بتيماء اليهودي أبلق
بناه سليمان بن داود حقبة ** له أزج عال وطي موثق
يوازي كبيدات السماء ودونه ** بلاط ودارات وكلس وخندق
له درمك في رأسه ومشارب ** ومسك وريحان وراح تصفق
وحور كأمثال الدماء ومناصف ** وقدر وطباخ وصاع وديسق
فذاك لم يعجز من الموت ربه ** ولكن أتاه الموت لا يتأبق وقال السموأل يصف نفسه وحصنه:
لنا جبل يحتله من نجيره ** منيع يرد الطرف وهو كليل
رسا أصله تحت الثرى وسما به ** إلى النجم فرع لا ينال طويل
هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره ** يعز على من رامه ويطول
الأبلة: بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها. قال أبو علي: الأبلة: اسم لبلد الهمزة فيه فاء وفعلة وقد جاء اسما وصفة نحو حضمة وغلبة وقالوا: قمد فلو قال قائل إنه أفعله والهمزة فيه زائدة مثل أبلمة وأسنمة لكان قولا، وذهب أبو بكر في ذلك إلى الوجه الأول كأنه لما رأى أفعلة أكثر من فعلة كان عنده أولى من الحكم بزيادة الهمزة لقلة أفعلة ولمن ذهب إلى الوجه الاخر أن يحتج بكثرة زيادة الهمزة أولا وقالوا للفدرة من النمر الأبلة. قال الشاعر وهو أبو المثلم الهذلي:
فيأكل مارض من زادنا ** ويأبى الأبلة لم ترضض فهذا أيضا فعلة من قولهم طير أبابيل فسره أبو عبيدة جماعات في تفرقة فكما أن أبابيل مفاعيل وليست بأفاعيل كذلك الأبلة فعلة وليست بأفعلة، وحكي عن الاصمعي في قولهم: الأبلة التي يراد بها اسم البلد كانت به امرأة خمارة تعرف بهوب في زمن البط فطلبها قوم من النبط فقيل لهم هوب لأكا بتشديد اللام أي ليست هوب ههنا فجاءت الفرس فغلظت فقالت هو بلت فعربتها العرب فقالت الأبلة، وقال أبو القاسم الزجاجي الأبلة الفدرة من التمر وليست الجلة كما قال أبو بكر الأنباري: إن الأبلة عندهم الجلة من التمر، وأنشد ابن الأنباري: ويأبى الابلة لم ترض وقريء بخط بديع الزمان بن عبد الله الأديب الهمذاني في كتاب قرأه على أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوىوخطه عليه سمعت محمد بن الحسين بن العميد يقول: سمعت محمد بن مضا يقول: سمعت الحسن بن علي بن قتيبة الرازي يقول: سمعت أبا بكر القاري يقول: الأبلة بفتح أوله وثانيه والأبلة بضم أوله وثانيه هو المجيع وأنشد البيت المذكور قبل- والمجيع- التمر باللبن، والأبلة بلدة على شاطىء دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة وهي أقدم من البصرة لأن البصرة مصرت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت الأبلة حيتئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى وقائد وقد ذكرنا فتحها في سبذان، وكان خالد بن صفوان يقول ما رأيت أرضا مثل الأبلة مسافة ولا أغذى نطفة ولا أوطأ مطية ولا أربح لتاجر ولا أخفى لعائذ، وقال الاصمعي: جنان الدنيا ثلاث غوطة دمثمق ونهر بلخ ونهر الأبلة، وحشوش الدنيا خمسة الأبلة وسيراف وعمان وأردبيل وهيت ؤأما نهر الأبلة الضارب إلى البصرة فحفره زياد، وحكي أن بكر بن النطاح الحنفي مدح أبا دلف العجلي بقصيدة فأثابه عليها عشرة الاف درهم فاشترى بها ضيعة بالأبلة ثم جاء بعد مديدة وأنشده أبيات:
بك ابتعت في نهر الأبلة ضيعة ** عليها تصيز بالرخام مشيد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها ** وعندك مال للهبات عتيد فقال أبو دلف وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى فقال عشرة آلاف درهم فأمر أن يدفع ذلك إليه فلما قبضها قال له اسمع مني يا بكر إن إلى جنب كل ضيعة أخرى إلى الصين وءالى ما لا نهاية له فإياك أن تجيئني غدا وتقول إلى جنب هذه الضيعة ضيعة أخرى فإن هذا شيىء لا ينقضي، وقد نسب إلى الأبلة جماعة من رواة العلم. منهم شيبان بن فروخ الأبلي، وحفص بن عمر بن إسماعيلى الأبلي روى عن الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن أنسى وابن أبي ذثب، وابنه إسماعيل بن حفص أبو بكر الأبلي، وأبو هاشم كثير بن سليم الأبلي من أهلها وهو الذي يقال له كثير بن عبد الله يضع الحديث على أنس ويرويه عنه لا تحل رواية حديثه، و غير هؤلاء.
أبلى: بالضم ثم السكون والقصر بوزن حبلى. قال عرام: تمضي من المدينة مصعدا إلى مكة فتميل إلى واد يقال له عريفطان معن ليس له ماء ولا مرعى وحذاه. جباذ يقال لها أبلى فيها مياه منها بئر معونة وذو صاعدة وذو جماجم أو حماحم والوسباء وهذه لبني سليم، وهي قنان متصلة بعضها إلى بعض. قال فيها الشاعر:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ** أروم فارام فشابة فالحضر
وهل تركت أبلى سواد جبالها ** رهل زال بعدي عن قنينته الحجر وعن الزهري بعث رسول الله قبل أرض بني سليم وهو يومنذ ببئر معونة بجرف أبلى، وأبلى بين الأرحضية وقران كذا ضبطه أبو نعيم.
أبلي: بالضم ثم السكون وكسر اللام وتشديد الياء. جبل معروف عند أجاء وسلمي جبلي طيء وهناك نجل سعته كثر من ثلاثة فراسخ- والنجل- بالجيم الماء النز ويستنقع فيه ماء السماء أيضا وواد يصب في الفرات. قال الأخطل:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)