أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم، ومات المنذر بن ساوي بعد وفاة النبي بقليل وارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة وارتد كل من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له: المنذر فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت إليه ربيعة فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب والعجم فقاتلهم قتالا شديدا ثم إن المسلمين لجؤا إلى حصن جواثا فحاصرهم فيه عدوهم ففي ذلك، يقول عبد الله بن حدف الكلابي:عزل رسول الله العلاء وولى البحرين أبان بن سعيد بن العاصي بن أمية وقيل أن العلاء كان على ناحية من البحرين منها القطيف وأبان على ناحية فيها الخط والأول أثبت، فلما توفي رسول الله أخرج أبان من البحرين فأتى المدينة فسأل أهل البحرين أبا بكر أن يرد العلاء عليهم ففعل فيقال: إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنة 20 فولى عمر مكانه أبا هريرة الدوسي ويقال: أن عمر ولى أبا هريرة قبل موت العلاء فأتى العلاء توج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع إلى البحرين فأقام هناك حتى مات فكان أبو هريرة يقول دفنا العلاء ثم احتجنا إلى رفع لبنة فرفعناها فلم نجد العلاء في اللحد، وقال أبو مخنف: كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى عثمان بن أبي العاصي البحرين مكانه وعمان فلما قدم العلاء المدينة ولاه البصرة مكان عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حتى مات ودفن في طريق البصرة في سنة 14 أو في أول سنة 15 ثم إن عمر ولى قدامة بن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة الصلاة والاحداث ثم عزل قدامة وحده على شرب الخمر وولي أبا هريرة الجباية مع الأحداث ثم عزله وقاسمه ماله ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين فمات عمر وهو واليها وسار عثمان إلى فارس ففتحها وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه مغيرة بن أبي العاصي وروى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عنسر ألفا فلما قدمت على عمر قال لي: ياعدو الله والمسلمين أو قال: عدو كتابه سرقت مال الله قال: قلت: لست بعدو الله ولا المسلمين أو قال لكتابه. ولكني عدو من عاداهما قال: فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال قلت خيل لك تناتجت وسهام اجتمعت قال: فأخذ مني اثني عشر ألفا فلما صليت الغداة قلت اللهم اغفر لعمر قال: وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك حتى إذا كان بعد ذلك قال: ألا تعمل يا أبا هريرة قلت لا، قال: ولم وقد عمل من هو خير منك يوسف: قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم يوسف: 55، قلت: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة وأخاف منكم ثلاثا واثنتين فقال: هلا قلت خمسا قلت أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم، ومات المنذر بن ساوي بعد وفاة النبي بقليل وارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة وارتد كل من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له: المنذر فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت إليه ربيعة فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب والعجم فقاتلهم قتالا شديدا ثم إن المسلمين لجؤا إلى حصن جواثا فحاصرهم فيه عدوهم ففي ذلك، يقول عبد الله بن حدف الكلابي: ألا أبلغ أبا بكر ألوكا ** وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لك في شباب منك أمسوا ** أسارى في جواث محاصرينا
ثم إن العلاء عني بالحطم ومن معه وصابره وهما متناصفان فسمع في ليلة في عسكر الحطم ضوضاء فأرسل إليه من يأتيه بالخبر فرجع الرسول فأخبره أن القوم قد شربوا وثملوا فخرج بالمسلمين فبيت ربيعة فقاتلوا قتالأ شديدا فقتل الحطم، قالوا وكان المنذر بن النعمان يسمى الغرور فلما ظهر المسلمون قال: لست بالغرور ولكني المغرور ولحق هو وفل ربيعة بالخط فأتاها العلاء وفتحها وقتل المنذر معه وقيل: بل قتل المنذر يوم جواثأ وقيل بل استأمن ثم هرب فلحق فقتل وكان العلاء كتب إلى أبي بكر يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهما باليمامة يأمره بالنهوض إليه فقدم عليه وقد قتل الحطم ثم أتاه كتاب أبي بكر بالشخوص إلى العراق فشخص من البحرين وذلك في سنة 12 فقالوا وتحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى الذي وجهه لقتل بني تميم حين عرضوا لعيره بالزارة وانضم إليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا من أداء الجزية فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر وقتل المكعبر وإنما سمي المكعبر لأنه كان يكعبر الأيدي فلما قتل قيل مازال يكعبر حتى كغبر فسمي المكعبر بفتح الباء وكان الذي قتله البراء بن مالك الأنصارى أخو أنس بن مالك وفتح العلاء السابور ودارين في خلافة عمر عنوة.
بحطيط: بالفتح ثم السكون وكسر الطاء، قرية في جوف مصر بها قبة يقال: إن فيها ذبحت بقرة بني إسرائيل التي أمروا بذبحها.
بحير: بلفظ تصغير بحر، قال أبو الأشعث الكندي: في أسماء جبال تهامة البحير، عين غزيرة في يليل وادي ينبع تخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون وأشدها جريا تجري في رمل ولا يمكن الزارعين عليها إلا في مواضع يسيرة بين أحناء الرمل فيها نخيل يزرع عليها البقول والبطيخ، قال: ومنها شرب أهل الجار، والجار مدينة على ساحل بحر القلزم، قال كثير:
رمتك ابنة الضمري عزة بعد ما ** أمت الصبا مما تريش بأقطع
فإنك عمري هل أريك ظعائنا ** غدون افتراعا بالخليط المودع
ركبن اتضاعا فوق كل عذافر ** من العيس نضاج المعد بن مرفع
جعلن أراحي البحير مكانه ** إلى كل قر يستطيل مقتع
بحير: بالفتح ثم الكسر، جبل.
بحير أباذ: من قرى مرو، ينسب إليها أبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب البحيراباذي، حدثنا عنه أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني عن أبي العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد المليحي التاجر.
بحيراباذ: بالضم ثم الفتح، من قرى جوين من نواحي نيسابور، منها أبو الحسن علي بن محمد بن حمويه الجويني روى عن عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ سمع منه أبو سعد السمعاني ومات سنة 530في نيسابور وحمل إلى جوين فدفن بها وهم أهل بيت فضل وتصوف ولهم عقب بمصر كالملوك يعرف أبوهم بشيخ الشيوخ.
ذكر البحيرات مرتبا ما أضيفت البحيرة إليه على حروف المعجم
والبحيرة تصغير بحرة وهو المتسع من الأرض قال الأموي: البحرة الأرض والبلدة ويقال: هذه بحرتنا ومنه الحديث المروي لما عاد رسول الله سعد بن عبادة في مرضه فوقف في مجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول فلما غشيت عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه ثم قال: لا تغبروا علينا فوقف رسول الله ودعاهم إلى الله وقرأ القرآن فقال له عبد الله: أيها المرء إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجلسنا وارجع إلى أهلك فمن جاءك منا فقص عليه ثم ركب دابته حتى وقف على سعد بن عبادة فقال: أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب قال: كذا قال سعد: اعف عنه واصفح فو الله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه يعني يملكوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي جئت به شرق لذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي ، فبحيرة ليس بتصغير بحر ولوكان تصغيره لكان بحيرا ولكنهم أرادوا بالتصغير حقيقة الصغر ثم ألحقوا به التأنيث على معنى أن المؤنث أقل قدرا من المذكر أو شبهوه بالمتسع من الأرض والله أعلم، والمراد به كل مجتمع ماء عظيم لا اتصال له بالبحر الأعظم ويكون ملحا وعذبا.
بحيرة أرجيش وهي بحيرة خلاط التي يكون فيها الطريخ، قال ابن الكلبي: من عجائب أرمينية بحيرة خلاط فإنها عشرة أشهر لا يرى فيها ضفدع ولا سمكة وشهران في السنة يظهر بها حتى يقبض باليد ويحمل إلى جميع البلاد حتى إنه ليحمل إلى بلاد الهند وقيل إن قباذ الأكبر لما أرسل بليناس يطلسم بلاده طلسم هذه البحيرة فهي إلى الآن عشرة أشهر لا تظهر فيها سمكة، قلت وهذا من هذيان العجم وإنما هناك سر خفي، وفي كتاب الفتوح سار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان بن عفان حتى نزل بأرجيش وأنفذ من غلب على نواحيها وجبى جزية رؤوس أهلها وقاطعهم على خراج أرضها وأما بحيرة الطريخ فلم يعرض لها ولم تزل مباحة حتى ولي محمد بن مروان بن الحكم الجزيرة وأرمينية فحوى صيدها وأباحه.
بحيرة أرمية أما أرمية فقد ذكرت وبينها وبين بحيرتها نحو فرسخين، وهو بحيرة مرة منتنة الرائحة لا يعيش فيها حيوان ولا سمك ولا غيره وفي وسطها جبل يقال له: كبوذان وجزيرة فيها أربع قرى أو نحو ذلك يسكنها ملأحو سفن هذا البحر وربما زرعوا في الجزيرة زرعا ضعيفا وفي جبلها قلعة حصينة مشهورة أهلها عصاة على ولاة أذربيجان في أكثر أوقاتها وربما خرجوا في سفنهم وقطعوا على السابلة وعادوا إلى حصنهم فلا يكون عليهم سبيل ولا لأحد إليهم طريق، وقد رأيت هذه القلعة من بعد عند اجتيازي بهذه البحيرة قاصدا إلى خراسان في سنة 617 وقيل إن استدارتها خمسون فرسخا وربما قطع عرضها في المراكب في ليلة، ويخرج منها ملح يشبه التوتيا بجلو وعلى ساحلها مما يلي الشرق عيون تنبع ويستحجر ماؤها إذا أصابه الهواء قال مسعر.
بحيرة أريغ بوزن أحمد بالراء وياء وغين معجمة. هذه تستمد من بحر المغرب وهي صغيرة ترسي فيها المراكب الواردة من الأندلس وغيرها. ومنها على مرحلة من جهة الجنوب وادي فاس ومن ورائه إلى ناحية المشرق برغواطة وعلى بريد منها وادي سلة.
بحيرة الاسكندرية هذه ليست بحيرة ماء إنما هي كورة معروفة من نواحي الاسكندرية بمصر تشتمل على قرى كثيرة ودخل وا سع.
بحيرة أنطاكية هذه بحيرة عذبة الماء بينها وبين أنطاكية ثلاثة أميال وطولها نحو عشرين ميلا في عرض سبعة أميال في موضع يعرف بالعمق.
بحيرة الحدث قرب مرعش من أطراف بلاد الروم أولها عند قرية تعرف بابن الشيعي على اثني عشر ميلا من الحدث نحو ملطية ثم تمتد إلى الحدث. والحدث قلعة حصينة هناك.
بحيرة خوارزم إليها يصب ماء جيحون في موضع يسكنه صيادون ليس فيه قرية ولا بناء وشئى هذا الموضع خلجان وعلى شطه من مقابل خلجان أرض الغزية من الترك ودور هذه البحيرة فيما بلغني نحو من مائة فرسخ وماؤها ملح وليس لها مغيض ظاهر وينصب إليها نهر جيحون وسيحون وبين الموضع الذي يقع فيه جيحون والموضع الذي يقع فيه سيحون سرى عدة أيام هذه البحيرة ويصب فيها أنهار أخر كثيرة ومع ذلك فماؤها ملح لا يعذب ولا يزيد فيها على صغرها ويشبه والله أعلم أن يكون بينها وبين بحر الخزر خروق ونزوز ويستمد ماؤها وبين البحرين نحو من عشر مراحل على السمت دونهما رمال وسيع لا يمنع من النز.
بحيرة زره: بالزاي وراء خفيفة. بأرض سجستان وهي بحيرة يتسع الماء فيها وينقص على تلر زيادة الماء ونقصانه وطولها نحو ثلاثين فرسخا من ناحية كرين على طريق قوهستان إلى قنطرة كريهان على طريق فارس وعرضها مقدار مرحلة وهي حلوة الماء يرتفع منها سمك كثير وقصب وحواليها قرى إلا الوجه الذي يلي المفازة فليس فيه شيء.