بحرة: موضع من أعمال الطائف قرب لية. قال ابن إسحاق: انصرف رسول الله من حنين على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من لية فابتنى بها مسجدا فصلى فيه فأقاد ببحرة الرغاء بدم وهو أول دم أقيد به في الإسلام رجل من بني ليث قتل رجلا من هذيل فقتله به، والبحرة أيضا من أسماء مدينة الرسول ، والبحيرة أيضا من أسمائها، والبحرة أيضا من قرى البحرين لعبد القيس واشتقاقها يذكر في البحيرة.
البحرين هكذا يتلفظ بها في حال الرفع والنصب والجر ولم يسمع على لفظ المرفوع من أحد منهم إلا أن الزمخشري قد حكى أنه بلفظ التثنية فيقولون هذه البحران وانتهينا إلى البحرين ولم يبلغنيمن جهة أخرى، وقال صاحب الزيج: البحرين في الاقليم الثاني وطولها أربع وسبعون درجة وعشرون دقيقة من المغرب وعرضها أربع وعشرون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وقال قوم: هي من الإقليم الثالث وعرضها أربع وثلاثون درجة، وهو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان قيل هي قصبة هجر وقيل هجر قصبة البحرين وقد عدها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها، وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة وربما عد بعضهم اليمامة من أعمالها والصحيح أن اليمامة عمل برأسه في وسط الطريق بين مكة والبحرين روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق وحده من عمان ناحية جرفار واليمامة على جبالها وربما ضمت اليمامة إلى المدينة وربما أفردت هذا كان في أيام بني أمية فلما ولى بنو العباس صيروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا قاله ابن الفقيه، وقال أبو عبيدة: بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة أيام وبين هجر مدينة البحرين والبصرة مسيرة خمسة عشر يوما على الإبل وبينها وبين عمان مسيرة شهر. قال: والبحرين هي الخط والقطيف والآرة وهجر وبينونة والزارة وجواثا والسابور ودارين والغابة قال: وقصبة هجر الضفا والمشقر، وقال أبو بكر محمد بن القاسم: في اشتقاق البحرين وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب بحرت الناقة إذا شقفت أذنها والبحيرة المشقوقة الأذن من قول الله تعالى: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام، المائدة: 103، والسائبة معناها أن الرجل فى الجاهلية كان يسيب من ماله فيذهب به إلى سدنة الآلهة ويقال: السائبة الناقة التي كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن أناث سيبت فلم تركب ولم يجز لها وبر وبحرت أذن ابنتها أي خرقت، والبحيرة هي ابنة السائبة وهي تجري عندهم مجرى أمها في التحريم، قال: ويجوز أن يكون البحرين من قول العرب قد بحر البعير بحرا إذا أولع بالماء فأصابه منه داء ويقال: قد أبحرت الروضة إبحارا إذا كثر إنقاع الماء فيها فأنبت النبات ويقال للروضة: البحرة ويقال: الذي ليست فيه صفرة دم باحري وبحراني. قلت هذا كله تعسف لا يشبه أن يكون اشتقاقا للبحرين والصحيح عندنا ما ذكره أبو منصور الأزهري قال: إنما سموا البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ قال: وقدرت هذه البحيرة ثلاثة أميال في مثلها ولا يفيض ماؤها وماؤها راكد زعاق، وقال أبو محمد اليزيدي: سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة الى البحرين وإلى حصنين لم قالوا حصني وبحراني فقال الكسائي: كرهوا أن يقولوا حصناني لاجتماع النونين وإنما قلت كرهوا أن يقولوا بحري فتشبه النسبة إلي البحر، وفي قصتها طول ذكرتها في أخبار اليزيدي من كتابي في أخبار الأدباء، وينسب إلى البحرين قوم من أهل العلم، منهم محمد بن معمر البحراني بصري ثقة حدث عنه البخاري، والعباس بن يزيد بن أبي حبيب البحراني يعرف بعباسويه حدث عن خالد بن الحارث وابن عيينة ويزيد بن زريع وغيرهم، روى عنه الباغندي وابن صاعد وابن مخلد وهو من الثقات مات سنة 258، وزكرياء بن عطية والبحيراني وغيرهم، وأما فتحها فإنها كانت في مملكة الفرس وكان بها خلق كثير من عبد القيس وبكربن وائل وتميم مقيمين في باديتها وكان بها من قبل الفرس المنذر بن ساوي بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وعبد الله بن زيد هذا هو الأسبذي، نسب إلى قرية بهجر وقد ذكر في موضعه فلما كانت سنة ثمان للهجرة وجه رسول الله العلاء بن عبد الله بن عماد الحضرمي حليف بني عبد شمس إلى البحرين ليدعو أهلها إلى الاسلام أو إلى الجزية وكتب معه إلى المنذر بن ساوي وإلى سيبخت مرزبان هجر يدعوهما إلى الإسلام أو إلى الجزية فأسلما وأسلم معهما جميع العرب هناك وبعض العجم فأما أهل الأرض من المجوس واليهود والنصارى فإنهم صالحوا العلاء وكتب بينهم وبينه كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه العلاء بن الحضرمي أهل البحرين صالحهم على أن يكفونا العمل ويقاسمونا الثمر فمن لا يفي بهذا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وأما جزية الرؤوس فإنه أخذ لها من كل حالم دينارا، وقد قيل أن رسول الله وجه العلاء حين وجه رسله إلى الملوك في سنة ست وروي عن العلاء أنه قال: بعثني رسول الله إلى البحرين أو قال: هجر وكنت آتي الحائط بين الإخوة قد أسلم بعضهم فآخذ من المسلم العشر ومن المشرك الخراج وقال قتادة: لم يكن بالبحرين قتال ولكن بعضهم أسلم وبعضهم صالح العلاء على أنصاف الحب والتمر وقال سعيد بن المسيب: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر وأخذها عمر من مجوس فارس وأخذها عثمان من بربر، وبعث العلاء بن الحضرمى إلى رسول الله مالا من البحرين يكون ثمانين ألفا ما أتاه أكثر منه قبله ولا بعده أعطى منه العباس عمه، قالوا وعزل رسول الله العلاء وولى البحرين أبان بن سعيد بن العاصي بن أمية وقيل أن العلاء كان على ناحية من البحرين منها القطيف وأبان على ناحية فيها الخط والأول أثبت، فلما توفي رسول الله أخرج أبان من البحرين فأتى المدينة فسأل أهل البحرين أبا بكر أن يرد العلاء عليهم ففعل فيقال: إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنة 20 فولى عمر مكانه أبا هريرة الدوسي ويقال: أن عمر ولى أبا هريرة قبل موت العلاء فأتى العلاء توج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع إلى البحرين فأقام هناك حتى مات فكان أبو هريرة يقول دفنا العلاء ثم احتجنا إلى رفع لبنة فرفعناها فلم نجد العلاء في اللحد، وقال أبو مخنف: كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى عثمان بن أبي العاصي البحرين مكانه وعمان فلما قدم العلاء المدينة ولاه البصرة مكان عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حتى مات ودفن في طريق البصرة في سنة 14 أو في أول سنة 15 ثم إن عمر ولى قدامة بن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة الصلاة والاحداث ثم عزل قدامة وحده على شرب الخمر وولي أبا هريرة الجباية مع الأحداث ثم عزله وقاسمه ماله ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين فمات عمر وهو واليها وسار عثمان إلى فارس ففتحها وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه مغيرة بن أبي العاصي وروى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عنسر ألفا فلما قدمت على عمر قال لي: ياعدو الله والمسلمين أو قال: عدو كتابه سرقت مال الله قال: قلت: لست بعدو الله ولا المسلمين أو قال لكتابه. ولكني عدو من عاداهما قال: فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال قلت خيل لك تناتجت وسهام اجتمعت قال: فأخذ مني اثني عشر ألفا فلما صليت الغداة قلت اللهم اغفر لعمر قال: وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك حتى إذا كان بعد ذلك قال: ألا تعمل يا أبا هريرة قلت لا، قال: ولم وقد عمل من هو خير منك يوسف: قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم يوسف: 55، قلت: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة وأخاف منكم ثلاثا واثنتين فقال: هلا قلت خمسا قلت أخشى
أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم، ومات المنذر بن ساوي بعد وفاة النبي بقليل وارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة وارتد كل من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له: المنذر فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت إليه ربيعة فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب والعجم فقاتلهم قتالا شديدا ثم إن المسلمين لجؤا إلى حصن جواثا فحاصرهم فيه عدوهم ففي ذلك، يقول عبد الله بن حدف الكلابي:عزل رسول الله العلاء وولى البحرين أبان بن سعيد بن العاصي بن أمية وقيل أن العلاء كان على ناحية من البحرين منها القطيف وأبان على ناحية فيها الخط والأول أثبت، فلما توفي رسول الله أخرج أبان من البحرين فأتى المدينة فسأل أهل البحرين أبا بكر أن يرد العلاء عليهم ففعل فيقال: إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنة 20 فولى عمر مكانه أبا هريرة الدوسي ويقال: أن عمر ولى أبا هريرة قبل موت العلاء فأتى العلاء توج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع إلى البحرين فأقام هناك حتى مات فكان أبو هريرة يقول دفنا العلاء ثم احتجنا إلى رفع لبنة فرفعناها فلم نجد العلاء في اللحد، وقال أبو مخنف: كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى عثمان بن أبي العاصي البحرين مكانه وعمان فلما قدم العلاء المدينة ولاه البصرة مكان عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حتى مات ودفن في طريق البصرة في سنة 14 أو في أول سنة 15 ثم إن عمر ولى قدامة بن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة الصلاة والاحداث ثم عزل قدامة وحده على شرب الخمر وولي أبا هريرة الجباية مع الأحداث ثم عزله وقاسمه ماله ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين فمات عمر وهو واليها وسار عثمان إلى فارس ففتحها وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه مغيرة بن أبي العاصي وروى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عنسر ألفا فلما قدمت على عمر قال لي: ياعدو الله والمسلمين أو قال: عدو كتابه سرقت مال الله قال: قلت: لست بعدو الله ولا المسلمين أو قال لكتابه. ولكني عدو من عاداهما قال: فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال قلت خيل لك تناتجت وسهام اجتمعت قال: فأخذ مني اثني عشر ألفا فلما صليت الغداة قلت اللهم اغفر لعمر قال: وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك حتى إذا كان بعد ذلك قال: ألا تعمل يا أبا هريرة قلت لا، قال: ولم وقد عمل من هو خير منك يوسف: قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم يوسف: 55، قلت: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة وأخاف منكم ثلاثا واثنتين فقال: هلا قلت خمسا قلت أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم، ومات المنذر بن ساوي بعد وفاة النبي بقليل وارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة وارتد كل من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له: المنذر فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت إليه ربيعة فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب والعجم فقاتلهم قتالا شديدا ثم إن المسلمين لجؤا إلى حصن جواثا فحاصرهم فيه عدوهم ففي ذلك، يقول عبد الله بن حدف الكلابي: ألا أبلغ أبا بكر ألوكا ** وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لك في شباب منك أمسوا ** أسارى في جواث محاصرينا
ثم إن العلاء عني بالحطم ومن معه وصابره وهما متناصفان فسمع في ليلة في عسكر الحطم ضوضاء فأرسل إليه من يأتيه بالخبر فرجع الرسول فأخبره أن القوم قد شربوا وثملوا فخرج بالمسلمين فبيت ربيعة فقاتلوا قتالأ شديدا فقتل الحطم، قالوا وكان المنذر بن النعمان يسمى الغرور فلما ظهر المسلمون قال: لست بالغرور ولكني المغرور ولحق هو وفل ربيعة بالخط فأتاها العلاء وفتحها وقتل المنذر معه وقيل: بل قتل المنذر يوم جواثأ وقيل بل استأمن ثم هرب فلحق فقتل وكان العلاء كتب إلى أبي بكر يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهما باليمامة يأمره بالنهوض إليه فقدم عليه وقد قتل الحطم ثم أتاه كتاب أبي بكر بالشخوص إلى العراق فشخص من البحرين وذلك في سنة 12 فقالوا وتحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى الذي وجهه لقتل بني تميم حين عرضوا لعيره بالزارة وانضم إليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا من أداء الجزية فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر وقتل المكعبر وإنما سمي المكعبر لأنه كان يكعبر الأيدي فلما قتل قيل مازال يكعبر حتى كغبر فسمي المكعبر بفتح الباء وكان الذي قتله البراء بن مالك الأنصارى أخو أنس بن مالك وفتح العلاء السابور ودارين في خلافة عمر عنوة.
بحطيط: بالفتح ثم السكون وكسر الطاء، قرية في جوف مصر بها قبة يقال: إن فيها ذبحت بقرة بني إسرائيل التي أمروا بذبحها.
بحير: بلفظ تصغير بحر، قال أبو الأشعث الكندي: في أسماء جبال تهامة البحير، عين غزيرة في يليل وادي ينبع تخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون وأشدها جريا تجري في رمل ولا يمكن الزارعين عليها إلا في مواضع يسيرة بين أحناء الرمل فيها نخيل يزرع عليها البقول والبطيخ، قال: ومنها شرب أهل الجار، والجار مدينة على ساحل بحر القلزم، قال كثير:
رمتك ابنة الضمري عزة بعد ما ** أمت الصبا مما تريش بأقطع
فإنك عمري هل أريك ظعائنا ** غدون افتراعا بالخليط المودع
ركبن اتضاعا فوق كل عذافر ** من العيس نضاج المعد بن مرفع
جعلن أراحي البحير مكانه ** إلى كل قر يستطيل مقتع
بحير: بالفتح ثم الكسر، جبل.
بحير أباذ: من قرى مرو، ينسب إليها أبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب البحيراباذي، حدثنا عنه أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني عن أبي العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد المليحي التاجر.
بحيراباذ: بالضم ثم الفتح، من قرى جوين من نواحي نيسابور، منها أبو الحسن علي بن محمد بن حمويه الجويني روى عن عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ سمع منه أبو سعد السمعاني ومات سنة 530في نيسابور وحمل إلى جوين فدفن بها وهم أهل بيت فضل وتصوف ولهم عقب بمصر كالملوك يعرف أبوهم بشيخ الشيوخ.
ذكر البحيرات مرتبا ما أضيفت البحيرة إليه على حروف المعجم
والبحيرة تصغير بحرة وهو المتسع من الأرض قال الأموي: البحرة الأرض والبلدة ويقال: هذه بحرتنا ومنه الحديث المروي لما عاد رسول الله سعد بن عبادة في مرضه فوقف في مجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول فلما غشيت عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه ثم قال: لا تغبروا علينا فوقف رسول الله ودعاهم إلى الله وقرأ القرآن فقال له عبد الله: أيها المرء إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجلسنا وارجع إلى أهلك فمن جاءك منا فقص عليه ثم ركب دابته حتى وقف على سعد بن عبادة فقال: أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب قال: كذا قال سعد: اعف عنه واصفح فو الله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه يعني يملكوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي جئت به شرق لذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي ، فبحيرة ليس بتصغير بحر ولوكان تصغيره لكان بحيرا ولكنهم أرادوا بالتصغير حقيقة الصغر ثم ألحقوا به التأنيث على معنى أن المؤنث أقل قدرا من المذكر أو شبهوه بالمتسع من الأرض والله أعلم، والمراد به كل مجتمع ماء عظيم لا اتصال له بالبحر الأعظم ويكون ملحا وعذبا.
بحيرة أرجيش وهي بحيرة خلاط التي يكون فيها الطريخ، قال ابن الكلبي: من عجائب أرمينية بحيرة خلاط فإنها عشرة أشهر لا يرى فيها ضفدع ولا سمكة وشهران في السنة يظهر بها حتى يقبض باليد ويحمل إلى جميع البلاد حتى إنه ليحمل إلى بلاد الهند وقيل إن قباذ الأكبر لما أرسل بليناس يطلسم بلاده طلسم هذه البحيرة فهي إلى الآن عشرة أشهر لا تظهر فيها سمكة، قلت وهذا من هذيان العجم وإنما هناك سر خفي، وفي كتاب الفتوح سار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان بن عفان حتى نزل بأرجيش وأنفذ من غلب على نواحيها وجبى جزية رؤوس أهلها وقاطعهم على خراج أرضها وأما بحيرة الطريخ فلم يعرض لها ولم تزل مباحة حتى ولي محمد بن مروان بن الحكم الجزيرة وأرمينية فحوى صيدها وأباحه.
بحيرة أرمية أما أرمية فقد ذكرت وبينها وبين بحيرتها نحو فرسخين، وهو بحيرة مرة منتنة الرائحة لا يعيش فيها حيوان ولا سمك ولا غيره وفي وسطها جبل يقال له: كبوذان وجزيرة فيها أربع قرى أو نحو ذلك يسكنها ملأحو سفن هذا البحر وربما زرعوا في الجزيرة زرعا ضعيفا وفي جبلها قلعة حصينة مشهورة أهلها عصاة على ولاة أذربيجان في أكثر أوقاتها وربما خرجوا في سفنهم وقطعوا على السابلة وعادوا إلى حصنهم فلا يكون عليهم سبيل ولا لأحد إليهم طريق، وقد رأيت هذه القلعة من بعد عند اجتيازي بهذه البحيرة قاصدا إلى خراسان في سنة 617 وقيل إن استدارتها خمسون فرسخا وربما قطع عرضها في المراكب في ليلة، ويخرج منها ملح يشبه التوتيا بجلو وعلى ساحلها مما يلي الشرق عيون تنبع ويستحجر ماؤها إذا أصابه الهواء قال مسعر.
بحيرة أريغ بوزن أحمد بالراء وياء وغين معجمة. هذه تستمد من بحر المغرب وهي صغيرة ترسي فيها المراكب الواردة من الأندلس وغيرها. ومنها على مرحلة من جهة الجنوب وادي فاس ومن ورائه إلى ناحية المشرق برغواطة وعلى بريد منها وادي سلة.
بحيرة الاسكندرية هذه ليست بحيرة ماء إنما هي كورة معروفة من نواحي الاسكندرية بمصر تشتمل على قرى كثيرة ودخل وا سع.
بحيرة أنطاكية هذه بحيرة عذبة الماء بينها وبين أنطاكية ثلاثة أميال وطولها نحو عشرين ميلا في عرض سبعة أميال في موضع يعرف بالعمق.
بحيرة الحدث قرب مرعش من أطراف بلاد الروم أولها عند قرية تعرف بابن الشيعي على اثني عشر ميلا من الحدث نحو ملطية ثم تمتد إلى الحدث. والحدث قلعة حصينة هناك.
بحيرة خوارزم إليها يصب ماء جيحون في موضع يسكنه صيادون ليس فيه قرية ولا بناء وشئى هذا الموضع خلجان وعلى شطه من مقابل خلجان أرض الغزية من الترك ودور هذه البحيرة فيما بلغني نحو من مائة فرسخ وماؤها ملح وليس لها مغيض ظاهر وينصب إليها نهر جيحون وسيحون وبين الموضع الذي يقع فيه جيحون والموضع الذي يقع فيه سيحون سرى عدة أيام هذه البحيرة ويصب فيها أنهار أخر كثيرة ومع ذلك فماؤها ملح لا يعذب ولا يزيد فيها على صغرها ويشبه والله أعلم أن يكون بينها وبين بحر الخزر خروق ونزوز ويستمد ماؤها وبين البحرين نحو من عشر مراحل على السمت دونهما رمال وسيع لا يمنع من النز.
بحيرة زره: بالزاي وراء خفيفة. بأرض سجستان وهي بحيرة يتسع الماء فيها وينقص على تلر زيادة الماء ونقصانه وطولها نحو ثلاثين فرسخا من ناحية كرين على طريق قوهستان إلى قنطرة كريهان على طريق فارس وعرضها مقدار مرحلة وهي حلوة الماء يرتفع منها سمك كثير وقصب وحواليها قرى إلا الوجه الذي يلي المفازة فليس فيه شيء.
بحيرة طبرية: قال الأزهري. هي نحو من عشرة أميال في ستة أميال وغور مائها علامة لخروج الدجال. وروي أن عيسى عليه السلام إذا نزل بالبيت المقدس ليقتل الدجال عندها يظهر يأجوج ومأجوج وهم أربعة وعشرون أمة لا يجتازون بحي ولا ميت من إنسان إلا أكلوه ولا ماء إلا شربوه فيجتاز أولهم ببحيرة طبرية فيشربون جميع ما فيها ثم يجتاز بها الأخير منهم وهي ناشفة فيقول أظن أنه قد كان ههنا ماء ثم يجتمون بالبيت المقدس فيفزع عيسى ومن معه من المؤمنين فيعلو على الصخرة ويقوم فيهم خطيبا فيحمد الله ويثني عليه ثم يقول اللهم انصر القليل في طاعتك على الكثير في معصيتك فهل من منتدب فينتدب رجل من جرهم ورجل من غسان لقتالهم ومع كل واحد خلق من عشيرته فينصرهم الله عليهم حتى يبيدوهم، ولهذا الخبر مع استحالته في العقل نظائر جمة في كتب الناس والله أعلم. وأما بحيرة طبرية فقد رأيتها مرارا وهي كالبركة يحيط بها الجبل ويصب فيها فضلات أنهر كثيرة تجيء من جهة بانياس والساحل والأردن الأكبر وينفصل منها نهر عظيم فيسقي أرض الأردن الأصغر وهو بلاد الغور ويصب في البحيرة المنتنة قرب أريحا ومدينة طبرية في لحف الجبل مشرفة على البحيرة ماؤها عذب شروب ليس بصادق الحلاوة ثقيل وفي وسط هذه البحيرة حجر ناتيء يزعمون أنه قبر سليمان بن داود وبين البحيرة والبيت المقدس نحو من خمسين ميلا، وقد ذكرت من وصفها في الأردن أكثر من هذا، وإياها أراد المتنبي يصف الأسد:
أمعفر الليث الهزبر بسوطه ** لمن ادخرت الصارم المصقولا
وقعت على الأردن منه بلية ** نضدت لها هام الرفاق تلولا
ورد إذا ورد البحيرة شاربا ** ورد الفرات زنيره والنيلا
بحيرة قدس بفتح القاف والدال المهملة وسين مهملة أيضا. قرب حمص طولها اثنا عشر ميلا في عرض أربعة أميال وهي بين حمص وجبل لبنان تنصب إليها مياه تلك الجبال ثم تخرج منها فتصير نهرا عظيما وهو العاصي الذي عليه مدينة حماة وشيزر ثم يصب في البحر قرب أنطاكية.
بحيرة المرج: بسكون الراء والجيم. هي في شرقي النوطة. تنسب إلى مرج راهط بينها وبين دمشق خمسة فراسخ تنصب إليها فضلات مياه دمشق.
البحيرة المنتنه وهي بحيرة زغر ويقال لها المقلوبة أيضا وهي غربي الأردن قرب أريحا وهي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شيء ولا يتولد فيها حيوان ورائحتها في غاية النتن وقد تهيج في بعض الأعوام فيهلك كل من يقاربها من الحيوان الإنسي وغيره حتي تخلو القرى المجاورة لها زمانا إلى أن يجيئها قوم آخرون لا رغبة لهم في الحياة فيسكنوها. وإن وقع في هذه البحيرة شيء: لم يتتفغ به كائنأ ما كان فإنها تفسده حتى الحطب فإن الرياح تلقيه على ساحلها فيؤخذ ويشعل فلاتعمل النار فيه. وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص ولكنه لا يزال طافيا حتى يموت.
بحيرة هجر قد ذكرت في البحرين، وفيها يقول الفرزدق:
كأن ديارا بين أسنمة الحمى ** وبين هذا ليل البحيرة مصحف
وأسنمة كما ذكرنا. موضع بنجد قرب اليمامة وفيه تأييد لقول الأزهري في البحرين.
بحيرة اليغرا: ياء مفتوحة وغين معجمة ساكنة وراء مقصور. بين أنطاكية والثغر تجتمع إليها مياه العاصي ونهر عفرين والنهر الأسود ومجيئهما من ناحية مرعش وتعرف ببحيرة السلور وهو السمك الجري لكثرة هذا النوع من السمك فيها.
البحيرة موضع من ناحية اليمامة عن الحفصي بالفتح ثم الكسر.
[عدل] باب الباء والخاء وما يليهما
بخارى: بالضم. في أعظم مدن ما وراء النهر وأجلها يعبر إليها من آمل الشط وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه وكانت قاعدة ملك السامانية. قال بطليموس: في كتاب الملحمة طولها سبع وثمانون درجة وعرضها. إحدى وأربعون درجة وهي في الإقليم الخامس طالعها الأسد تحت عشر درج منه لها قلب الأسد كامل تحت إحدى وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت العاقبة مثلها من الميزان ولها شركة في العيوق ثلاث درج ولها في الدب الأكبر سبع درج، وقال أبو عون: في زيجه عرضها ست وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وهي في الإقليم الرابع، وأما اشتقاقها وسبب تسميتها بهذا الاسم فإني تطلبته فلم أظفر به، ولا شك أنها مدينة قديمة نزهة كثيرة البساتين واسعة الفواكه جيدتها عهدي بفواكهها تحمل إلى مرو وبينهما اثنتا عشرة مرحلة وإلى خوارزم وبينهما كئر من خمس عشرة يوما بينها وبين سمرقند سبعة أيام أو سبعة وثلاثون فرسخا بينهما بلاد الصغد، وقال صاحب كتاب الصور وأما نزهة بلاد ما وراء النهر فإني لم أر ولا بلغني في الإسلام بلدأ أحسن خارجا من بخارى لأنك إذا علوت قهندزها لم بقع بصرك من جميع النواحي إلا على خضرة متصلة خضرتها بخضرة السماء فكأن السماء بها مكبة خضراء مكبوبة على بساط أخضر تلوح القصور فيما بينها كالنواوير فيها وأراضي ضياعهم منعوتة بالإستواء كالمرآة وليس بما وراء النهر وخراسان بلدة أهلها أحسن قياما بالعمارة على ضياعهم من أهل بخارى ولا أكثر عددا على قدرها في المساحة وذلك مخصوص بهذا البلدة لأن منتزهات الدنيا صغد سمرقند ونهر الأبلة. وسنصف الصغد في موضعه إن شاء الله تعالى. قال: فأما بخارى واسمها بومجكث فهي مدينة على أرض مستوية وبناؤها خشب مشبك ويحيط بهذا البناء من القصور والبساتين والمحال والسكك المفترشة والقرى المتصلة سور يكون اثني عشر فرسخا في مثلها يجمع هذه القصور والأبنية والقرى والقصبة فلا ترى في خلال ذلك قفارا ولا خرابا ومن دون هذا السور على خاص القصبة وما يتصل بها من القصور والمساكن والمحال والبساتين التي تعد من القصبة ويسكنها أهل القصبة شتاء وصيفا سور آخر نحو فرسخ في مثله ولها مدينة داخل هذا السور يحيط بها سور حصين ولها قهندز خارج المدينة متصل بها ومقداره مدينة صغيرة وفيه قلعة بها مسكن ولاة خراسان آل سامان ولها ربض ومسجد الجامع على باب القهندز وليس بخراسان وما وراء النهر مدينة أشد اشتباكا من بخارى ولا أكثر أهلا على قدرها ولهم في الربض نهر الصغد يشق الربض وهو آخر نهر الصغد فيفضي إلى طواحين وضياع ومزارع ويسقط الفاضل منه في مجمع ماء بحذاء بيكند إلى قرب فربر يعرف بسام خاس ويتخللها أنهار أخر وداخل هذا السور مدن وقرى كثيرة. منها الطواويس وهي مدينة بومجكث وزندنة وغير ذلك. أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب حدثنا الإمام العدل أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الحكمي حدثنا أبو اليسر املاء حدثنا أبو يعقوب يوسف بن منصور السياري الحافظ املاء وذكر إسنادا رفعه إلى حذيفة بن اليمان. قال قال رسول الله :ستفتح مدينة بخراسان خلف نهر يقال له جيحون تسمى بخارى محفوفة بالرحمة ملفوفة بالملائكة منصور أهلها النائم فيها على الفراش كالشاهر سيفه في سبيل الله وخلفها مدينة يقال لها سمرقند فيها عين من عيون الجنة وقبر من قبور الأنبياء وروضة من رياض الجنة تحشر موتاها يوم القيامة مع الشهداء من خلفها تربة يقال لها قطوان يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كل شهيد في سبعين ألفا من أهل بيته وعترته. قال فقال حذيفة: لوددت أن أوافق ذلك الزمان فكان أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الرسول أو مسجد الحرام، وكانت معاملة أهل بخارى في أيام السامانية بالدراهم ولا يتعاملون بالدنانير فيما بينهم فكان الذهب كالسلع والعروض وكان لهم دراهم يسمونها الغطريفية من حديد وصفر وآنك وغير ذلك من جواهر مختلفة وقد ركبت فلا تجوز هذه الدراهم إلا في بخارى ونواحيها وحدها وكانت سكتها تصاوير وهي من ضرب الإسلام وكانت لهم دراهم أخر تسمى المسيبية والمحمدية جميعها من ضرب الاسلام، ومع ما وصفنا من فضل هذه المدينة فقد ذمها الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النجس في أزقتها لأنهم لا كنف لهم. فقال لهم أبو الطيب طاهر بن محمد بن عبد الله بن طاهر الطاهري:ا من فضل هذه المدينة فقد ذمها الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النجس في أزقتها لأنهم لا كنف لهم. فقال لهم أبو الطيب طاهر بن محمد بن عبد الله بن طاهر الطاهري:
بخارى من خرا لا شك فيه ** يعز بربعها الشيء النظيف
فإن قلت الأمير بها مقيم ** فذا من فخر مفتخر ضعيف
إذا كان الأمير خرا فقل لي ** أليس الخرء موضعه الكنيف وقال آخر:
أقمنا في بخارى كارهينا ** ونخرج إن خرجنا طائعينا
فأخرجنا إله الناس منها ** فإن عدنا فإنا ظالمونا
وقال محمود بن داود البخاري وقد تلوث بالسرجين:
باء بخارى فاعلمن زائده ** والألف الوسطى بلا فائدة
فهي خرا محض وسكانها ** كالطير في أقفاصها راكدة وقال أيضا:
ما بلدة مبنية من خرا ** وأهلها في وسطها دود
تلك بخارى من بخار الخرا ** يضيع فيها الند والعود
وقال أبو أحمد بن أبي بكر الكاتب:
فقحة الذنيا بخارى ** ولنا فيها اقتحام
ليتها تفسو بنا الآ ** ن فقد طال المقام
وأما حديث فتحها فإنه لما مات زياد بن أبيه في سنة ثلاث وخمسين في أيام معاوية فوفد عبيد الله بن زياد على معاوية فقال له معاوية من استخلف أخي على عمله فقال استخلف خالد بن أسيد على الكوفة وسمرة بن جندب على البصرة فقال له معاوية استعملك أبوك لاستعملتك فقال له أنشدك الله أن لا يقولها أحد بعدك لو ولاك أبوك أو عمك لوليتك فعهد إليه وولاه ثغر خراسان وقيل: إن الذي ولي خراسان بعد موت زياد من ولده عبد الرحمن. قال البلاذري لما مات زياد استعمل معاوية عبيد الله زياد على خراسان وهو ابن خمس وعشرين سنة فقطع النهر في أربعة وعشرين ألفا وكان ملك بخارى قد أفض يومئذ إلى امرأة يسمونها خاتون فأتى عبيد بيكند وكانت خاتون بمدينة بخارى فأرسلت إلى الترك تستمدهم فجاءها منهم دهم فلقيهم المسلون فهزموهم وحووا عسكرهم وأقبل المسلمون يخربون ويحرقون فبعثت إليهم خاتون تطلب منهم الصلح والأمان فصالحها على ألف ألف ودخل المدينة وفتح زامين وبيكند وبينهما فرسخان وزامين تنسب إلى بيكند ويقال: إنه فتح الصغانيان وعاد إلى البصرة في ألفين من سبي بخارى كلهم جيد الرمي بالنشاب ففرض لهم العطاء. ثم استعمل معاوية على خراسان سعيد بن عثمان بن عفان سنة 55فقطع النهر وقيل: إنه أول من قطعه بجنده وكان معه رفيع أبو العالية الرياحي وهو مولى لامرأة من بني رياح فقال رفيع وأبو العالية رفعة وعلو فلما بلغ خاتون عبوره حملت إليه الصلح وأقبل أهل الصغد والترك وأهل كش ونسف إلى سعيد في مائة ألف وعشرين ألفا فالتقوا ببخارى فندمت خاتون على إدائها الإتاوة ونقضت العهد فحضر عبد لبعض أهل تلك الجموع فانصرف بمن معه فانكسر الباقون فلما رأت خاتون ذلك أعطته الرهن وأعادت الصلح ودخل سعيد مدينة بخارى ثم غزا سمرقند كما نذكره في صمرقند. ثم لم يبلغني من خبرها شيء إلى سنة 87 في ولاية قتيبة بن مسلم خراسان فإنه عبر النهر إلى بخارى فحاصرها فاجتمعت الصغد وفرغانة والشاش وبخارى فأحدقوا به أربعة أشهر ثم هزمهم وقتلهم قتلا ذريعا وسبى منهم خمسين ألف رأس وفتحها فأصاب بها قدورا يصعد إليها بالسلاليم ثم مضى منها إلى سمرقند وهي غزوته الأولى وصفت بخارى للمسلمين. وينسب إلى بخارى خلق كنير من أئمة المسلمين في فنون شتى. منهم إمام أهل الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبه، وبردزبه مجوسي أسلم على يد يمان البخاري والي بخارى ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمد المسندي الجعفي ولذلك قيل للبخاري الجعفي نسبة إلى ولائهم صاحب الجامع الصحيح والتاريخ رحل في طلب العلم إلى محدثي الأمصار وكتب بخراسان والعراق والشام والحجاز ومصر ومولده سنة 194 ومات ليلة عيد الفطر سنة 256 وامتحن وتعضب عليه حتى أخرج من بخارى إلى خزتنك فمات بها، ومنهم أبو زكرياء عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو بن مزاحم بن غياث التميمي البخاري الحافظ سمع بما وراء النهر والعراق والشام ومصر و إفريقية والأندلس ثم سكن مصر وحدث عن عبد الغني بن سعيد الحافظ وتمام بن محمد الرازي وعمن يطول ذكرهم، وحكى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي أنه قال: لي ببخارى أربعة عشر ألف جزء أريد أن أمضي وأجيء بها، وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخطاب سمع أبو زكرياء البخاري ببخارى محمد بن أحمد بن سليمان الغنجار البخاري وأبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي وذكر جماعة بعدة بلاد وقال: سمع عبد الغني بن سعيد بمصر ودخل الأندلس وبلاد المغرب وكتب بها عن شيوخها ولم يزل يكتب إلى أن مات وكتب عمن هو دونه وفي مشايخه كثرة وكان من الحفاظ الأثبات عندي عنه مشثتبه النسبة لعبد الغني، وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي في كتابه تكملة الكامل في معرفة الضعفاء قال عبد الرحيم أبو زكرياء البخاري حدث عن عبد الغني بن سعيد بكتاب مشتبه النسبة قراءة عليه وأنا اسمع قال ابن طاهر وفي هذا نظر فإني سمعت الإمام أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ يقول لم يرو هذا الكتاب عن عبد الغني غير ابن ابنته أبي الحسن بن بقاء الخشاب قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي وفي قول الزنجاني هذا نظر فإنه شهادة على نفي وقد وجدنا ما يبطلها وهو أنه قد روى هذا الكتاب عن عبد الغني أيضا أبو الحسن رشاء بن نظيف المقري وكان من الثقات، وأبو زكرياء عبد الرحيم ثقة ما سمعنا أن أحدا تكلم فيه. وذكر أبو محمد الأكفاني أن أبا زكرياء البخاري مات بالحوراء سنة 461 وقال غيره سئل عن مولده فقال في شهر ربيع الأول سنة 382، ومنهم أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا الحكيم البخاري المشهور أمره المقدور قدره صاحب التصانيف تقلبت به أحوال أقدمته إلى الجبال فولي الوزارة لشمس الدولة أبي طاهر بن فخر الدولة بن ركن الدولة ابن بويه صاحب همذان وجرت له أمور وتقلبت به نكبات حتى مات في يوم السبت سادس شعبان سنة 428 عن ثمان وخمسين سنة. وأما الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن حمدون بن بخار البخاري وأبوه أبو بكر من أهل نيسابور فمنسوبان إلى جدهما وأما أبو المعالي أحمد بن محمد بن على بن أحمد البغدادي البخاري فإنه كان يحرق البخور في جامع المنصور احتسابا فجعل أهل بغداد البخوري بخاريا وعرف بيته في بغداد ببيت ابن البخاري. قالهما أبو سعد. عن عبد الغني أيضا أبو الحسن رشاء بن نظيف المقري وكان من الثقات، وأبو زكرياء عبد الرحيم ثقة ما سمعنا أن أحدا تكلم فيه. وذكر أبو محمد الأكفاني أن أبا زكرياء البخاري مات بالحوراء سنة 461 وقال غيره سئل عن مولده فقال في شهر ربيع الأول سنة 382، ومنهم أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا الحكيم البخاري المشهور أمره المقدور قدره صاحب التصانيف تقلبت به أحوال أقدمته إلى الجبال فولي الوزارة لشمس الدولة أبي طاهر بن فخر الدولة بن ركن الدولة ابن بويه صاحب همذان وجرت له أمور وتقلبت به نكبات حتى مات في يوم السبت سادس شعبان سنة 428 عن ثمان وخمسين سنة. وأما الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن حمدون بن بخار البخاري وأبوه أبو بكر من أهل نيسابور فمنسوبان إلى جدهما وأما أبو المعالي أحمد بن محمد بن على بن أحمد البغدادي البخاري فإنه كان يحرق البخور في جامع المنصور احتسابا فجعل أهل بغداد البخوري بخاريا وعرف بيته في بغداد ببيت ابن البخاري. قالهما أبو سعد.
البخارية: سكة بالبصرة أسكنها عبيد الله بن زياد أهل بخارى الذين نقلهم كما ذكرنا من بخارى إلى البصرة وبنى لهم هذه السكة فعرفت بهم ولم تعرف به.
بخجرميان: بالفتح ثم السكون وفتح الجيم وسكون الراء وكسر الميم وياء وألف ونون. من قرى مرو قرب أندرابة كان ينزلها عسكر بلخ. كان يسكنها حفص بن عبد الحليم البخجرمياني رحل إلى الحجاز والعراق، وذكر أبو زرعة السنجي هذه القرية فقال بغجرميان بالغين معجمة رواه حفص عن المقري.
البخراء: مدودة كأنها تأنيث الأبخر وهو نتن الفم وهي كذلك. ماءة منتنة على ميلين من القليعة في طرف الحجاز. قرأت بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي يعرف بابن برد الخيار عن حكم الوادي. قال بينما نحن مع الوليد بن يزيد بن عبد الملك بالبخراء وهو يشرب إذ دخل عليه مولى له مخرق ثيابه فقال هذه الخيل قد أقبلت فقال هاتوا المصحف حتى أقتل كما قتل عمي عثمان فدخل عليه فقتل فرأيت رأسه في طشت ملقى ويده في فم الكلب ثم بعث برأسه إلى دمشق.
[عدل] باب الباء والدال وما يليهما
بدا: بالفتح والقصر. واد قرب أيلة من ساحل البحر وقيل بوادي القرى وقيل: بوادي عذرة قرب الشام. قال بعضهم:
وأنت التي حببت شغبا إلى بدا ** إلي وأوطاني بلاد سواهما
حللت بهذا حلة ثم حلة ** بهذا فطاب الواديان كلاهما وقال جميل العذري:
ألا قد أرى ألا بثينة ترتجي ** بوادي بداء لا بحسمى ولا شغب
ولا ببصاق لا بثينة فاعترف ** لما أنت لاق أو تنكب عن الركب بداكر: بالفتح وأخره راء. من قرى بخارى. منها أبو جعفر رضوان بن سالم البداكري البخاري وغيره.
بدالة: بالضم. موضع في شعر عبد مناف بن ربع الهذلي:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)