ساق هذه الشجرة يعرفونه فيثقبونه ويجعلون تحته إناء يجري إليه من ذلك الثقب ماء: أطيب من العسل وإن أكثر الإنسان من شربه أسكره كما تسكر الخمر، وأكثرأكلهم الجاورس ولحم الخيل. على أن الحنطة والشعير كثير في بلادهم وكل من زرع شيئا أخذه لنفسه، ليس للملك فيه حق، غيرأنهم يؤذون إليه من كل بيت جلد ثور، وإذا أمر سرية على بعض البلدان بالغارة كان له معهم حصة، وليس عندهم شيء من الأدهان غير دهن السمك، فإنهم يقيمونه مقام الزيت والشيرج فهم كانوا لذلك زفيرين وكلهم يلبسون القلانس، وإذا ركب الملك ركب وحده بغير غلام ولا أحد معه، فإذا اجتاز في السوق لم يبق أحد إلا قام وأخذ قلنسوته عن رأسه وجعلها تحت إبطه، فإذا جاوزهم ردوا قلانسهم فوق رؤوسهم، وكذلك كل من يدخل على الملك من صغير وكبير، حتى أولاده لإخوته ساعة يقع نظرهم عليه يأحذون قلانسهم فيجعلونها تحت آباطهم، ثم يومؤن إليه برؤسهم ويجلسون، ثم يقومون حتىيأمرهم بالجلوس وكل من جلس بين يديه، فإنما يجلس باركا ولا يخرج قلنسوته ولا يظهرها حتى يخرج من بين يديه فيلبسها عند ذلك. والصواعق في بلادهم كثيرة جدا، وإذا وقعت الصاعقة في دار أحدهم لم يقربوه ويتركونه حتى يتلفه الزمان، ويقولون: هذا موضع مغضوب عليه، وإذا رأوا رجلا له حركة ومعرفة بالأشياء قالوا: هذا حقه أن يخدم ربنا فأخذوه وجعلوا في عنقه حبلا وعلقوه في شجرة حتى يتقطع، وإذا كانوا يسيرون في طريق وأراد أحدهم البول، فبال وعليه سلاحه انتهبوه وأخذوا سلاحه وجميع ما معه، ومن حط عنه سلاحه وجعله ناحية لم يتعرضوا له وهذه سنتهم وينزل الرجال والنساء النهر فيغتسلون جميعا عراة لا يستتر بعضهم من بعض، ولا يزنون بوجه ولا سبب، ومن زنا منهم كائنا من كان، ضربوا له أربع سكك، وشدوا يديه ورجليه إليها، وقطعوا بالفاس من رقبته إلى فخذه، وكذلك يفعلون بالمرأة، نم يعلق كل قطعة منه، ومنها على شجرة. قال: ولقد اجتهدت أن تستتر النساء من الرجال في السباحة، فما استوى إلي ذلك، ويقتلون السارق، كما يقتلون الزاني، ولهم أخبار اقتصرنا منها على هذا.
بلغي: بفتح أوله وثانيه وغين معجمة وياء مشددة، كذا ضبطه أبوبكربن موسى، وهو بلد بالأندلس من أعمال لاردة ذات حصون عدة. ينسب إليها جماعة: منهم أبو محمد عبد الحميد البلغي الأموي. قال أبو طاهر الحافظ: سمعت أبا العباس أحمد بن البني الأبدي بجزيرة ميورقة يقول: قدمت حمص الأندلس فاجتمعت مع شعرائهم في مجلس، فأرادوا امتحاني والقصة مذكورة في بنة. قال: وقدم البلغي الاسكندرية فسألته عن مولده فقال: ولدت سنة 487 في مدينة بلغي شرقي الأندلس، ثم انتقلت إلى العدوة بعد استيلاء العدؤ على البلاد فصرت خطيب تلمسان، وقرأت القران، وسعت الحديث، وأعرف با بن بربطير البلغي، ومحمد بن عيسى بن محمد بن بقاء أبوعبد الله الأنصاري الأندلسي البلغي المقري، أحد حفاظ القرآن المجودين. قدم دمشق، وقرأ بها السبعة على شيخه أبي داود سليمان بن أبي القاسم نجاح الأموكي البلنسي قرأ عليه جماعة، وكان شيخا قليل التكلف، وكان مولده سنة 454 ومات بدمشق سنة 512 البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، قبتها عمان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة وبجودة حنطتها يضرب المثل. ذكر هشام بن محمد، عن الشرقي بن القطامي أنها سميت البلقاء لأن بالق من بني عمان بن لوط عليه السلام عمرها. ومن البلقاء: قرية الجبارين التي أراد الله تعالى بقوله: إن فيها قوما جبارين المائدة: 22،. وقال قوم، وبالبلقاء: مدينة الشراة شراة الشام أرض معروفة وبها الكهف والرقيم، فيما زعم بعضهم. وذكر بعض أهل السير أنها سميت ببلقاء بن سويدة من بني عسل بن لوط. وأما اشتقاقها، فهي من البلق، وهي سواد وبياض مختلطان، ولذلك قيل: أبلق وبلقاء. والبلق أيضا الفسطاط. وقد نسب إليها قوم من الرواة. منهم: حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب كان على قضاء البلقاء. سمع عامر بن يحيى سمع منه الهيثم بن خارجة ويحيى بن عبد الله بن أسامة القرشي البلقاوي. روى عن زيد بن أسلم. روى عنه أبو طاهر موسى بن محمد الأنصاري المقدسي. وموسى بن محمد بن عطاء بن أيوب، ويقال: ابن محمد بن طاهر. ويقال: ابن محمد بن زيد أبو طاهر الأنصاري. ويقال: القرشي البلقاوي ويعرف بالمقدسي. يروي عن حجر بن الحارث الغساني الرملي والوليد بن محمد الموقري وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح والهيثم بن حميد وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي ومالك بن أنس الفقيه وبقية بن الوليد وجماعة كثيرة. روى عنه عياش بن الوليد بن صبيح الخلال و موسى بن سهل الرملي ومحمد بن كثير المصيصي، وهو أقدم من روى عنه وغيرهم. وقال عبد العزيز الكناني موسى البلقاوي ليس بثقة.
بلقاء وبليق: ماآن لبني أبي بكر وبني قريظ.
بلقطر: بفتح أوله وثانيه وسكون القاف وضم الطاء. مدينة بمصر في كورة البحيرة قرب الأسكندرية.
بلق: بالفتح، ثم السكون وقاف: ناحية بغزنة من أرض زابلستان.
بلقينة: بالضم وكسر القاف وياء ساكنة ونون: قرية من حوف مصر من كورة بنا يقال لها البوب أيضا.
بلكثة: تقدم ذكرها في: بلاكث وكلاهما بالثاء المثلثة فأغنى.
بلكرمانية: إقليم من كورة قبرة با لأندلس.
بلكيان: من قرى مرو على فرسخ. منها أحمد بن عتاب البلكياني. روى المناكيرعن نوح بن أبي مريم. روى عنه يعلى بن حمزة.
البلمون: بالتحريك: من قرى مصر من نواحي الحوف الشرقي.
بلنياس: بضمتين وسكون النون وياء وألف وسين مهملة. كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل حمص على البحر، ولعلها سميت باسم الحكيم بلنياس صاحب الطلسمات.
بلنجر: بفتحتين وسكون النون وجيم مفتوحة وراء: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب قالوا فتحها عبد الرحمن بن ربيعة. وقال البلاذري سلمان بن ربيعة الباهلي وتجاوزها ولقيه خاقان في جيشه خلف بلنجر فاستشهد هو وأصحابه وكانوا أربعة آلاف، وكان في أول الأمر قد خافهم الترك وقالوا: إن هؤلاء ملائكة لا يعمل فيهم السلاح فاتفق أن تركيا اختفى في غيضة ورشق مسلما بسهم فقتله، فنادى في قومه أن هؤلاء يموتون كما تموتون فلم تخافوهم فاجترؤا عليهم وأوقعوهم حتى استشهد عبد الرحمن بن ربيعة وأخذ الراية أخوه، ولم يزل يقاتل حتى أمكنه دفن أخيه بنواحي بلنجر ورجع ببقية المسلمين على طريق جيلان. فقال عبد الرحمن بن جمانة الباهلي:
وإن لنا قبرين قبر بلنجر ** وقبرا بصين استان يا لك من قبر
فهذا الذي بالصين عمت فتوحه ** وهذا الذي يسقى به سبل القطر يريد أن الترك لما قتلوا عبد الرحمن بن ربيعة وقيل: سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا ينظرون في كل ليلة نورا على مصارعهم، فأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت فهم يستسقون به إذا قحطوا. وأما الذي بالصين فهو قتيبة بن مسلم الباهلي. وقال البحتري يمدح إسحاق بن كنداجيق:
شرف تزيد بالعراق إلى الذي ** عهدوه في خمليخ أو ببلنجرا بلنز: بالزي: ناحية من سرنديب في بحر الهند يجلب منها رماح خفيفة يرغب أهل تلك البلاد فيها ويغالون في أثمانها، والفساد مع ذلك يسرع إليها، قاله نصر.
بلنسية: السين مهملة مكسورة وياء خفيفة: كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير، وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة، وهي برية بحرية ذات أشجار وأنهار، وتعرف بمدينة التراب، وتتصل بها مدن تعد في جملتها والغالب على شجرها القراسيا ولا يخلو منه سهل ولا جبل، وينبت بكورها الزعفران وبينها وبين تدمير أربعة أيام، ومنها إلى طرطوشة أيضا أربعة أيام، وكان الروم قد ملكوها سنة 487 واستردها الملثمون الذين كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 95، وأهلها خير أهل الأندلس يسمون عرب الأندلس بينها وبين البحر فرسخ. وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني الأندلسي:
إن كان واديك نيلا لا يجاز به ** فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 4 (0 من الأعضاء و 4 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)