إن كان ذنبي خروجي من بلنسية ** فما كفرت ولا بدلت تبديلا
دع المقادير تجري في أعنتها ** ليقضي الله أمرا كان مفعولا وقال أبو عبد الله محمد الرصافي:
خليلي ما للبلد قد عبقت نشرا ** وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا
هل المسك مفتوقا بمدرجة الصبا ** أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا
بلادي التي راشت قويدمتي بها ** فريخا وآوتني قرارتها وكرا
أعيذكم أني بنيت لبيتكم ** وكل يد منا على كبد حرا
نؤمل لقياكم وكيف مطارنا ** بأجنحة لا نستطيع لها نشرا
فلو اب ريعان الصبا ولقاؤكم ** إذا قضت الأيام حاجتنا الكبرا
فإن لم يكن إلا النوى ومشيبنا ** فمن أي شيء بعد نستعتب الدهرا
وأنشدني بعض أهل بلنسية لأبي الحسن بن حريق المرسي:
بلنسية نهاية كل حسن ** حديث صح في شرق وغرب
فإن قالوا محل غلاء سعر ** ومسقط دمنتي طعن وضرب
فقل هي جنة حفت رباها ** بمكروهين من جوع وحرب وأنشد لابن حريق:
بلنسية بيني عن القلب سلوة ** فإنك زهر لا أحن لزهرك
وكيف يحب المرء دارا تقسمت ** على ضاربي جوع وفتنة مشرك وأنشدني لأبي العباس أحمد بن الزقاق يذكر أن البساتين محفوفة بها:
كأن بلنسية كاعب ** وملبسها السندس الأخضر
إذا جئتها سترت وجهها ** بأكمامها فهي لا تظهر
وأنشدني لابن الزقاق:
بلنسية جنة عاليه ** ظلال القطوف بها دانيه
عيون الرحيق مع السلسبي ** ل وعين الحياة بها جاريه وأنشدني غيره لخلف بن فرج اللبيري يعرف بابن السمسير:
بلنسية بلدة جنة ** وفيها عيوب متى تختبر
فخارجها زهر كله ** وداخلها برك من قذر وذلك لأن كنفهم ظاهرة على وجه الأرض لا يحفرون له تحت التراب وهو عندهم عزيز لأجل البساتين، وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم بكل فن. منهم سعد الخيربن محمد بن سهل بن سعد أبو الحسن الأنصاري البلنسي فقيه صالح ومحدث مكثر سافر الكثير وركب البحر حتى وصل إلى الصين وانتسب لذلك صينيا وعاد إلى بغداد وأقام بها وسمع بها أبا الخطاب بن البطير وطراد بن محمد الزيني وغيرهما ومات ببغداد في محرم سنة 541.
بلنوبة: بتشديد اللام وفتحه وضم النون وسكون الواو وباء موحدة. بليدة بجزيرة صقلية. ينسب إلها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن وأخوه عبد العزيز الصقلي البلنوبي القائل:
بحق المحبة لا تجفني ** فإني إليك مشوق مشوق
ولا تنس حق الوداد القديم ** فذلك عهد وثيق وثيق
وكن ما حييت شفيقاعلي ** فإني عليك شفيق شفيق
ولا تتهمني فيما أقول ** فو الله إني صدوق صدوق بلوص: بضم اللام وسكون الواو وصاد مهملة. جيل كالأكراد ولهم بلاد واسعة بين فارس وكرمان تعرف بهم في سفح جبال القفص وهم أولوا بأس وقوة وعدد وكثرة ولا تخاف القفص وهم جيل أخر ذكروا في موضعهم مع شدة بأسهم من أحد إلا من البلوص وهم أصحاب نعم وبيت شعر إلا أنهم مأمونو الجانب لا يقطعون الطرق ولا يقتلون الأنفس كما تفعل الققص ولا يصل إلى أحد منهم أذى.
البلوط: بلفظ البلوط من النبات فحص البلوط. ناحية بالأندلس تتصل بجوف أوريط بين المغرب والقبلة من أوريط وجوف من قرطبة يسكنه البربر وسهله منتظم بجبال منها جبل البرانس وفيه معادن الزيبق ومنها يحمل إلى جميع البلاد وفيها الزنجفر الذي لا نظير له وأكثر أرضهم شجر البلوط. ينسب إليها المنذر بن سعيد البلوطي القاضي بالأندلس وكان أحد أعيان الأماثل ببلاده زهدا وعلما وأدبا ولسانا ومكانة من السلطان، وقلعة البلوط بصقلية حولها أنهار وأشجار وأثمار وأراضي كريمة تنبت كل شيء.
بلوقة: بسكون الواو وقاف. قيل أرض يسكنها الجن. قال أبو الفتح بلوقة. ناحية فوق كاظمة قريبة من البحر. وقال الحفصي بلوقة السرى وبلوقة الزنج من نواحي اليمامة.
بلومية: بتخفيف اللام وكسر الميم وياء خفيفة. من قرى بزخوار من نواحي أصبهان. منها أبو سعيد عصام بن زيد بن عجلان البلومي ويقال له البزخواري أيضا مولى مرة الطيب الهمداني وعجلان جده من سبي بلومية سباه الديلم، ولما وقع أبو موسى على الديلم وسباهم سبي عجلان معهم فوقع في سهم مرة الهمداني فأسلم وأقام بالكوفة ثم رجع إلى بلده روى عصام عن الثوري وشعبة ومالك و غيرهم روى عنه ابناه محمد وروح عن أبي سعد.
بلو: بالكسر ثم السكون. من مياه العرمة باليمامة
بلهيب: بالفتح ثم السكون وكسر الهاء وياء ساكنة وباء موحدة. من قرى مصر كان عمرو بن العاص حيث قدم مصر لفتحها صالح أهل بلهيب على الخراج والجزية وتوجه إلى الإسكندرية فكان أهل مصر أعوانا له على أهل الاسكندرية إلا أهل بلهيب وخيس وسلطيس وقرطسا وسخا فإنهم أعانوا الروم على المسلمين فلما فتح عمرو الإسكندرية سبى أهل هذه القرى وحملهم إلى المدينة وغيرها فردهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى قراهم وصيرهم وجميع القفط على ذمة. وينسب إليها أبو المهاجر عبد الرحمن البلهيبي من تابعي أهل مصر سمع معاوية بن أبي سفيان وجماعة من الصحابة، وفي كتاب موالي أهل مصر قال ومنهم أبو المهاجر البلهبي و اسمه عبد الرحمن وكان من سبي بلهيب حين انتقضت في أيام عمر فأعتقه بنو الأعجم بن سعد بن تحبيب وكان من مائتين من العطاء وكان معاوية قد عرفه على موالي تجيب وهو الذي خرج إلى معاوية بشيرا بفتح خربتا ذكر ذلك قديد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه قال وبنى له معاوية دارا في بني الأعجم في الزقاق المعروف بالبلهيبي وكتب على الدار هذه الدار لعبد الرحمن سيد موالي تجيب ووهب له معاوية سيفا لم يزل عندهم ولما ولى عبد الله بن الحبحاب مصر قال لأبي المهاجر البلهيبي لأستعملنك ثم لأولينك على قريتك الخبيثة بلهيب فقال البلهيبي إذا أصل رحما وأقضي ذماما البلياء: بعد اللام الساكنة ياء: وألف ممدودة. من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي العلوي.