وهل أسمعن يوما بكاء حمامة ** تنادي حماما في ذرى تصب خضر
وهل أرين يوما جيادي أقودها ** بذات الشقوق أو بأنقائها العفر
وهل يقطعن الخرق بي عيدهية ** تجاه من العبدي تمرح للزجر وقال عمر بن أبي ربيعة:
سائلا الربع بالبلي وقولا ** هجت شوقا لنا الغداة طويلا باب الباء والميم وما يليهما
بمارش: بضم أوله وكسر الراء والشين معجمة. حصن منيع من أعمال رية بالأندلس على ثمانية عشر ميلا من مالقة.
بمجكث: بفتح الباء وكسر الميم وسكون الجيم وفتح الكاف وثاء مثلثة. من قرى بخارى. قال الإصطخري وأما بخارى فاسمها بومجكث وقال في موضع آخر أما بومجكث فإنها على يسار الذاهب إلى الطواويس على أربعة فراسخ من بخارى بينها وبين الطريق نصف فرسخ فزاد الواو بعد الباء واختلف كلامه فيها ونقلناه نقلا وما أظنها إلا المترجم بها و الله أعلم. منها أبو الحسن علي بن الحسن بن شعيب البمجكثي الأديب سمع أبا العباس الأصم روى الحديث ومات ليلة الفطر سنة 386.
بملان: بالفتح ثم السكون. من قرى مرو على فرسخ. منها أبو حامد أحمد بن محمد بن حيويه الأنماطي أكثر عن أبي زرعة الرازي وكان ثقة، والنعمان بن إسماعيل بن أبي حرب أبو حنيفة البملاني المروزي فقيه صالح تفقه على أبي منصور محمد بن عبد الجبار وسمع منه الحديث ومن أبي مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي أجاز لأبي سعد قال وكانت ولادته في حدود سنة 430 ومات سنة 510.
بم: بالفتح وتشديد الميم. مدينة جليلة نبيلة من أعيان مدن كرمان ولأهلها حذق وأكثرهم حاكة وثيابها مشهورة في جميع البلدان وشربهم من القني المستنبطة تحت الأرض وفي مائهم بعض الملوحة وفيها نهر جار ولها بساتين وأسواق حافلة وبينها وبين جيرفت مرحلة. قال الطرماح:
ألا أيها الليل الذي طال أصبحي ** ببم وما الإصباح فيك بأروح
بلى إن للعينين في الصبح راحة ** لطرحهما طرفيهما كل مطرح وممن ينسب إليها إسماعيل بن إبراهيم البمي وزير سنكري صاحب فارس وغيره.
[عدل] باب الباء والنون وما يليهما

بنا: مخفف النون مقصور. بلدة قديمة بمصر وتضاف إليها كورة من فتوح عمير بن وهب. قال أبو الحسن المهلبي من الفسطاط إلى بنها ثمانية عشر ميلا وإلى صنهشت بن زيد ثمانية أميال وإلى مدينة بنا وهي مدينة قديمة جاهلية لها ارتفاع جليل ومنها إلى سمنود ميلان، وقد ذكرنا أن بمصر أيضا تتا وننا وببا وبيا فاعرفه. وبنا أيضا قرية من قرى اليمن وإليها يضاف وادي بنا.
بنا: بكسر أوله وتشديد ثانيه والقصر. قرية على شاطىء دجلة من نواحي بغداد بينهما نحو فرسخين وهي تحت كلواذى رأيتها. وفي بغداد أيضا أخرى يقال لها بنا لا أعرفها وإحداهما أراد أبو نواس حيث. قال:
ما أبعد الرشد من قلب تضمنه ** قطربل فقرى بتا فكلواذى وقال أيضا:
سقيا لبنا ولا سقيا لعانات ** سقيا لقطربل ذات اللذاذات
فإن فيها نبات الكرم ما تركت ** منها الليالي سوى باقي الحشاشات
كأنها دمعة في عين غانية ** مرهاء رقرقها مر المصيبات بنات: كأنه جمع بنت. ماء لبني دهمان وهي أطراف نجد.
بنات قين: بفتح القاف وسكون الياء ونون. اسم موضع بالشام في بادية كلب بن وبرة بالسماوة وهي عيون عدة وسميت بذلك لأن القين بن جسر بن شيع الله بن أسد من وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان ينزل بها ويقول هذه العيون بناتي وقيل سميت بقين ينزل عليها وكان إذا انكسرت ممن يستقي عليها آلة دفعها إليه ليصلحها فيقول هذه العيون بناتي لأنهن يكسرن آلات فيجلبن لي الرزق والأول هو الصحيح و الله أعلم. قال الراعي:
فسيري واشربي ببنات قين ** وما لك بالسماوة من معاد وكانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا الماء في أيام عبد الملك بن مروان وقعة شهورة فأصابت فيهم على غرة وذلك بعد وقعة أوقعتها بهم كلب يوم العاه. كان حميد بن حريث بن بجدل الكلبي اختلق سجلا على لسان عبد الملك بن مروان على صدقات بني فزارة فقدم عليهم بالعاه فقتلهم فاجتمع بنو فزارة فاغتزوا كلبا على بنات قين فأكثروا القتل فيهم كذا ذكر ابن حبيب. قال القتال:
سقى الله حيا من فزارة دارهم ** بسبي كراما حيث أمسوا وأصبحوا
هم أدركوا في عبد ود دماءهم ** غداة بنات القين والخيل جنح
كأن الرجال الطالبين تراتهم ** أسود على ألبادها ففي تمنح
وقال عويف القوافي:
صبحناهم غداة بنات قين ** ململمة لها لجب طحونا بنار: بكسر أوله وآخره راء. من قرى بغداد مما يلي طريق خراسان من ناحية براز الروذ. ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن بدر البناري حدث عن سعد الخير الأنصاري وسمع من أبي الوقت السجزي وأبي المعمر الأنصاري حدث عنه محمد بن أبي المكارم اليعقوبي وكان سماعه في سنة 560.
بنارق: بالفتح وكسر الراء وقاف. قرية بين بغداد والنعمانية مقابل ديرقنى من أعمال نهر ماري على دجلة وهي الآن خراب وكان السبب في خرابها مداومة العساكر السلجوقية ومرورهم عليها ونزولهم فيها. حدثني صديقنا أبوبكر عتيف بن أبي بكر مظفر بن علي البنارقي المقري النحوي. قال حدثني جدي لأمي أبو الحسن دنينة وزوجته مباركة البنارقيان وجماعة كثيرة منأهل قريتنا بنارق أنه لما استمر تطرق العساكر لقريتنا أجمعناعلى الرحيل عنها واخلائها ونهيأ لذلك إلى الليل وكان قد بلغنا قرب العساكر منا فلما كان الليل عبرنا دجلة لنجيء الى دير قنى لأنه ذو سور منيع إلى أن تتجاوزنا العساكر ثم نمضي إلى حيث نريد من البلاد وقد أستصحبنا ما خف من أمتعتنا على أكتافنا ودوابنا فتأملنا فإذا نيران عظيمة ومشاعل جمة ملء البرية فظنناها مشاعل العساكر فندمنا وقلنا ما صنعنا شيئا لو أقمنا بقريتنا كان أرفق لنا لأنه كان يمكننا أن نخفي ما معنا هناك فالان قد جئناهم بأموالنا وسلمناها إليهم بأيدينا فبينما نحن نتشاور وإذ تلك النيران قد دهمتنا وغشيتنا فإذا هي سائرة بنفسها لا نرى لها حاملا وسمعنا من خلالها أصواتا كالنباحة بأشجى صوت يقول:
فلا بثقهم ينسد ولا نهرهم يجري ** وخلوا منازلهم وساروا مع الفجر وهم ملحون في موضعين فعلمنا أنهم الجن قال وكان الأمر كما ذكرنا فإن النهروان وأنهار كثيرة فسدت ولم تتفرع الملوك لإصلاحها فخربت البلاد إلى الآن. قال: وبتنا بدير قنى ثم تفرقنا في البلاد فمنا من قصد بغداد ومنا من قصد واسط ومنا من أستوطن غيرهما وكان ذلك في حدود سنة 545.
بناكت: بالفتح وكسر الكاف وآخره تاء فوقها نقطتان. مدينة بما وراء النهر في الإقليم الرابع طولها أربع وتسعون درجة وربع وعرضها ثمان وثلاثون درجة وسدس وهي مدينة كبيرة. خرج منها طائفة من أهل العلم. منهم أبو علي عبد الله بن مبد الرحمن البناكتي السمرقندي سمع أبا محمدعبد الله بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الفارسي روى عنه أبو عصمة نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العباس بن الحارث الأخسيكثي.