باب الجيم والباء وما يليهما

جباء: بالتحريك بوزن جبل وما أراه إلا مرتجلا إن لم يكن منقولا عن الفعل الماضي من قولهم جبأ عليه الأسود إذا خرج عليه حية من جحره، وهو جبل باليمن قرب الجند، وقيل هو قرية بالبمن، وقال: ابن الحائك جباء مدينة أو قرية للمعافر كذا في كتابه وهي لآل الكرندي من بني ثمامة آل حمير الأصغر وهي في نجوة من جبل صبر وجبل ذخر وطريقها في وادي الضباب. ينسب إليها شعيب الجبائي من أقران طاوس حدث عنه سلمة بن وهرام ومحمد بن إسحاق، وقال: العمراني جباء ممدود. جبل باليمن والنسبة على ذا جبائي وقد روى بالقصر والأول أكثر.
جبا: مقصور. شعبة من وادي الجي عند الرويثة بين مكة والمدينة. وقال الشنفرى:
خرجنا من الوادي الذي بين مشعل ** وبين الجبا هيهات أنسأت سربتي وقال تأبط شرا يرثي الشنفرى:
على الشنفرى ساري السحاب ورائح ** غزير الكلى أو صيب الماء باكر
عليك جزاء مثل يومك بالجبا ** وقد رعفت منك السيوف البواتر
ويومك يوم العيكتين وعطفة ** عطفت وقد مس القلوب الحناجر
تجول ببز الموت فيهم كأنهم ** لشوكتك الحذا ضئين عواثر وفرش الجبا في شعر كثير قال:
أهاجك برق آخر الليل واصب ** تضمنه فرش الجبا فالمسارب
جبى: بالضم ثم التشديد والقصر. بلد أو كورة من عمل خوزستان ومن الناس من جعل عبادان من هذه الكورة وهي في طرف من البصرة والأهواز حتى جعل من لا خبرة له جبى من أعمال البصرة وليس الأمر كذلك، ومن جبى هذه أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي المتكلم المعتزلي صاحب التصانيف مات سنة 303 ومولده سنة 235. وابنه أبو هاشم عبد السلام كان كأبيه في علم الكلام وفضل عليه بعلم الأدب فإنه كان إماما في العربية مات سنة 321 ببغداد، وجبى في الأصل أعجمي وكان القياس أن ينسب إليها جبوي فنسبها إليها جبائي على غير قياس مثل نسبتهم إلى الممدود وليس في كلام العجم ممدود. وجبى أيضا قرية من أعمال النهروان. ينسب إليها أبو محمد دعوان بن علي بن حماد الجبائي المقري الضرير روى عن أبي الخطاب بن البطر وأبي عبد الله النعالي، وجبى أيضا قرية قرب هيت. قال أبو عبد الله الدبيثي: منها أبو عبد الله محمد بن أبي العز بن جميل ولد بقرية تعرف بجبى من نواحي هيت وقدم بغداد صبيا واستوطنها وقرأ بها القرآن المجيد والفرائض والأدب والحساب وسمع الحديث من جماعة. منهم أبو الفرج بن كليب وطبقته وقال الشعر وأجاده وخدم في عدة خدم ديوانية ثم تولى صدرية المخزن المعمصر بعد عزل أبي الفتوح بن عضد الحين ابن رئيس الرؤساء في عاشور في القعدة سنة 605 مضافا إلى أعمال آخر ثم عزل في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 611 وتوفي في النصف من شعبان سنة 616.
الجبابات: بالضم وبعد الألف الأولى باء آخرى وآخره تاء فوقها نقطتان. موضع قريب من ذي قار كانت به إحدى الوقائع بين بكر بن وائل والفرس. قال الأغلب:
أما الجبابات فقد غشينا ** بفاقرات تحت فاقرينا يتركن من ناهبنه رهينا وقال أبو أحمد: وهو أيضا. يوم الجبابة موضع جب في ديار أود بن صعب بن سعد العشيرة كانت فيه وقعة بينهم وبين الأزد، والجبابات أيضأ ماء بنجد قرب اليمامة.
الجباب: بالضم. ذكر أبو الندي أنه، في ديار بني سعد بن زيد مناة بن تميم وهو منقول عن الجباب وهو شيء يعلو ألبان الإبل كالزبد ولا زبد لها.
جبا البراق: بالفتح والجبا في كلام العرب تراب البئر الذي يكون حولها وبراق جمع برقة وقد تقدم ذكره، وهو موضع بالجزيرة قتل فيه عمير بن الحباب السلمي. وجبا براق أيضا موضع بالشام عن أبي عبيدة ذكرهما معا نصر.
الجبابة: بالضم وقد تقدم اشتقاقه في الجباب، وهو موضع عند ذي قار كان به يوم الجبابات وقد تقدم. قال: أبو زياد الجبابة من مياه أبي بكر بن كلاب. الجبابين: بالفتح وبعد الألف باء آخرى وياء ساكنة ونون. من قرى دجيل من أعمال بغداد. منها أحمد بن أبي غالب بن سمجون الأبرودي أبو العباس المقري يعرف بالجبابيني قرأ القرآن على الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي سبط الشيخ أبي منصور الخياط وسمع منه ومن سعد الخير بن محمد الأنصاري وغيرهما وتفقه على مذهب أحمد بن كروس وخلفه بعد وفاته على مجلسه بدرب القيار وتوفي شابا في عاشر رجب سنة 554 عن نيف وأربعين سنة.
الجباجب: جمع جبجبة وهو الكرش يجعل فيها الخليع أو تذاب الإهالة فتحقن فيها والجبجبة أيضا زنبيل من جلود ينقل فيه التراب والخليع لحم يطبخ بالتوابل. وهي جبال بمكة. قال: الزبير الجباجب. الأخاشب جبال بمكة يقال ما بين جبجبها وأخشبيها أكرم من فلان. قال كثير:
إذا النصر وافتها على الخيل مالك ** وعبد مناف والتقها بالجباجب وقيل: الجباجب أسواق بمكة. وقال: العمراني الجباجب شجر معروف بمنى سمى بذلك لأنه كان يلقى به الجباجب وهي الكروش. وقال: نصر الجباجب مجمع الناس من منى وقيل الجباجب الأسواق.
الجباجبة: بالضم كأنه مرتجل. ماءة في ديار بني كلاب لربيعة بن قرط عليها نخل وليس على شيء من مياههم نخل غيرها وغير الجرولة.
جباخان: بالفتح وبعد الألف خاء معجمة وآخره نون. قال: أبو سعد، قرية على باب بلخ خرج منها جماعة. منهم أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن الفرج الجباخاني البلخي الحافظ رحل إلى خراسان والجبال والعراق والشام وكان حافظا تكلمها فيه حدث عن أبي يعلى الموصلي وخلق كثير روى عنه جماعة وتوفي ببلخ في شهر ربيع الأول سنة 357 وقيل سنة 356 وكان يروي المناكير.
جبار: بالضم وهو في كلام العرب الهدر ذهب دمه جبارا كما تقول هدرا. وهو ماء لبني حميس بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بين المدينة وفيد. قال:
ألامن مبلغ أسماء عني ** إذا حلت بيمن أو جبار وقال ابن ميادة:
نظرنا فهاجتنا على الشوق والهوى ** لزينب نار أوقدت بجبار
كأن سناها لاح لي من خصاصة ** على غير قصد والمطي سوار
حميسية بالرملتين محلها ** تمر بحلف بيننا وجوار وفي كتاب سيف بخط ابن الخاضبة في حديث العنسي جار غير مضبب وفي الحاشية، قال أبو بكر بن سيف: الصواب في جار جبار وفي غير عثر بالثاء المثلثة وهو بلد باليمن.
جبار: بالفتح وتشديد ثانيه. من قرى اليمن.
الجبال: جمع جبل. اسم علم للبلاد المعروفة اليوم باصطلاح العجم بالعراق وهي ما بين أصبهان إلى زنجان وقزوين وهمذان والدينور وقريسين والري وما بين ذلك من البلاد الجليلة والكور العظيمة وتسمية العجم له بالعراق غلط لا أعرف سببه وهو اصطلاح محدث لا يعرف في القديم وقد حددنا العراق في موضعه وذكرنا اختلاف العلماء فيه فلم يرد لأحدهم فيه قول مشهور ولا شاذ ولا يحتمله الاشتقاق وقد ظننت أن السبب فيه أن ملوك السلجوقية كان أحدهم إذا ملك العراق دخلت هذه البلاد في ملكه فكانها يسمونه سلطان العراق وهذا أكثر مقامه بالجبال فظنها أن العراق الذي منسوب إليه ملكه هو الجبال والله أعلم ألا يرى أبادلف العجلي كيف فرق بينهما. فقال:
وإني امرؤ كسروي الفعال ** أصيف الجبال وأشتو العراقا
وألبس للحرب أثوابها ** واعتنق الدارعين اعتناقا وإنما اختار أبو دلف ذلك ليسلم في الصيف من سمائم العراق وذبابه وهوامه وحشراته وسخونة مائه وهوائه واختار أن يشتو بالعراق ليسلم من زمهرير الجبال وكثرة ثلوجه، وبلغ هذان البيتان إلى عبدالله بن طاهر وكان سيىء الرأي في أبي دلف. فقال:
ألم ترأنا جلبنا الخيول ** إلى أرض بابل قبا عتاقا
فما زلن يسعفن بالدارعين ** طورا حزونا وطورا رقاقا
إلى أن ورين بأذنابها ** قلوب رجال أرادها النفاقا
وأنت أبا دلف ناعم ** تصيف الجبال وتشتو العراقا
فلما وقف أبو دلف على هذه الأبيات آلى على نفسه لا يصيف إلا بالعراق ولا يشتو إلا بالجبال. وقال:
ألم ترني حين حال الزمان ** أصيف العراق وأشتو الجبالا
سموم المصيف وبرد الشتاء ** حنانيك حالا أزالتك حالا
فصبرا على حدث النائبات ** فإن الخطوب تذل الرجالا أبانا: بالفتح وبعد الألف نون ناحية، بالسواد بين الأنبار وبغداد.
جبان: بالكسر ثم التشديد، ناحية من أعمال الاهواز فارسي معرب عن نصر.
جبانه: بالفتح ثم التشديد والجبان في الأصل الصحراء وأهل الكوفة يسمون المقابر جبانة كما يسمونها أهل البصرة المقبرة وبالكوفة محال تسمى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل. منها جبانة كندمة مشهورة. وجبانة السبغ كان بها يوم للمختار بن عبيد، وجنانة ميمون منسوبة إلى أبي بشير مولى محمد بن علي بن عبد الله بن عبدالله صاحب الطاقات ببغداد بالقرب من باب الشام. وجبانة عرزم نسب إليها بعض أهل العلم عرزميا. وجبانة سالم تنسب إلى سالم بن عمارة بن عبد الحارث بن ملكان بن نهار بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وغير هذه وجميعها بالكوفة.