عوائد للغيد الغواني فإنها ** عن الشيخ نحو ابن الثلاثين تنفر وكان بذي جبلة الفقيه عبد الله بن أحمد بن أسعد المقري صنف كتابا في القرا ات السبع وكان أبوه فقيها. قال القاضي مسلم بن إبراهيم قاضي صنعاء: حدثني عبد الله بن أحمد قال رأيت في المنام قائلا يقود لي كلم السلطان فخرجت وتبعني أبي سريعا قال: وتأويل هذه أني أموت وسيموت أبي بعدي قال: فمات ومات أبوه بعده بثلاثة أيام حزنا عليه وصنف أيضأ كتابا في الحديث جمع فيه بين الكتب الخمسة الصحاح وأوصى عند موته بغسل تلك الكتب فغسلت، ومن ذي جبلة أيضا الفقيه أبو الفضانل بن منصور بن أبي الفضائل كان رجلا صالحا فقيها صنف كتابا رد فيه على الشريف عبد الله بن حمزة الخارجي واعترض فيه على ألفاظه ولحنه في كثير منها وزيف جميع ما احتج به فلما وصل الكتاب إلى الشريف الخارجي أجاب عن الشريف حميد بن الأنف ولما وصل كتابه إلى الفقيه أبي الفضائل صنف كتابا آخر في الرد عليه ومات أبو الفضائل بذي جبلة في أيام أتابك سنقر في نحو سنة 590، وبذي جبلة توفي القاضي الأشرف أبو الفضانل يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني التيمي القفطي في جمادى الآخرة سنة 624 ومولده في غرة سنة 548 بقفط وهو والد الوزير القاضي الأكرم أبي الحسن علي بن يوسف وأخيه القاضي المؤيد أبي إسحاق إبراهيم وكان الأشرف قد خرج من قفط في سنة 572 في الفتنة التي كانت بها بسبب الإمام الذي أقاموه وكان من بني عبد القرى الداعي وادعى أنه داود بن العاضد فيها فأنفذ الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب أخاه الملك العادل أبا بكر فقتل من أهل قفط نحو ثلاثة آلاف وصلبهم على شجرهم بظاهر قفط بعمائمهم وطيالستهم وخدم الأشرف في عدة خدم سلطانية منها بالصعيد ثم النظر في بلبيس ونواحيها ثم النظر في البيت المقدس ونواحيه وناب عن القاضي الفاضل في كتابة الانشاء بحضرة السلطان صلاح الدين ثم توحش من العادل ووزيره ابن شكر فقدم حران واستوزره الملك الأشرف موسى بن العادل ثم سأله الإذن له في الحج فأذن له وجهزه أحسن جهاز على أن يحج ويرد فلما حصل بمكة امتنع من العود ودخل اليمن فاستوزره أتابك ستقر في سنة 602 ثم ترك الخدمة وانقطع بذي جبلة ورزقه دار عليه إلى أن مات في الوقت المذكور وكان أديبا فاضلا مليح الخط محبا للعلم والكتب واقتنائها ذا عين مبين وكرم وعربية.
جبن: بالضم بوزن جرذ، حصن باليمن.
جبوب: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وباء آخرى وهو في الأصل الأرض الغليظة، جبوب بدر ذكره أبو أحمد العسكري فيما يلحن فيه العامة حكى الحسن بن يحيى الأرزني أن علي بن المديني قال: سألت أبا عبيدة عن جبوب بدر فقال لعله جنوب بدر قال أبو أحمد: وجميعها خطأ وإنما هو جبوب بدر الجيم مفتوحة وبعدها باء تحتها نقطة واحدة ويقال للمدر جبوب واحدتها جبوبة قال: ويروى عن بعض التابعين أنه قال: اطلعت على قبر النبي فرأيت على قبره الجبوب وربما صير الشاعر الجبوب الأرض. قال الراجز يصف فرسا:
إن لم تجده سابحا يعبوبا ** ذا ميعة يلتهم الجبوبا قلت ومنه قول أبي قطيفة حيث، قال:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ** جبوب المصلى أم كعهدي القرائن والجبوب أيضا حصن باليمن من أعمال سنحان.
الجبول: بالفتح ثم التشديد والواو ساكنة ولام، قرية كبيرة إلى جنب ملاحة حلب وفي الجبول ينصب نهر بطنان وهو نهر الذهب ثم يجمد مالحا فيمتار منه كثير من بلدان الشام وبعض الجزيرة ويضمن بمائة وعشرين ألف درهم في كل عام ويجتمع على هذه الملاحة أنواع كثيرة من الطير قبل جمودها. أنشدني أبو عبد الله محمد بن عبد القاهربن هبة الله النصيبيني الحلبي قال: أنشدني المهذب حسن الساسكوني العامري الحموي لنفسه يصف ذلك.
قد جبل الجبول من راحة ** فليس تعرو ساكنيها هموم
كأنما الماء وأطياره ** فيه سماء زينت بالنجوم
كأن سود الطير في بيضها ** خليط جيش بين زنج وروم وأهل الجبول معروفون بقلة الدين والمودة والكذب والاختلاف والتعصب على المحال حدثني من أثق به والله أعلم مع معرفته بحالهم أنه ولي عليهم في أيام الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب واليا صارما فلم يرتضوه فاجتمعها على الشكوى منه والكذب عليه وأرادها الخروج إلى حلب لذلك فلما اجتمعها وصارها على الطريق قام أحدهم وأشار إلى شجرة من شجر الخلاف فقال: امرأتي طالق ثلاثا وحق الله ورسوله وإلا علي الحج ماشيا حافيا وكل ما أملكه وقف في سبيل الله إن لم تكن هذه الشجرة شجرة الكمثرى وإنني جنيت الكمثرى منها وأكلته مرارا ثم قال: لأصحابه ليحلف كل واحد منكم بمثل ماحلفت به لأنه صحة عزمه فيماخرجنا له من الكذب والبهتان وإلا فإني راجع عنكم قال: فحلفها على مثل يمينه ووصلها إلى حلب ووقفها للملك الظاهر وأظهرها له من الكذب والبهتان والجراءة على شهادة الزور ما هم الملك الظاهر بعقوبة الوالي وعزله ثم أطلعه أحدهم على حقيقة الحال سرا فاستحضرهم وعرفهم ما بلغه عنهم بعلائمه وتهددهم إن لم يصدقوه فصدقوه وقالوا: حملنا على ذلك ما لقينا من جور هذا الوالي فعاقبهم ثم أطلقهم فصار يضرب بسوء فعلهم المثل.
جبة: بالضم ثم التشديد بلفظ الجبة التي تلبس والجبة في اللغة ما دخل فيه الريح من السنان، والجبة أيضا في شعر كثير.
بأجمل منها وان أدبرت ** فأرخ بجبة يقرو حميلا
الأرخ الثنني من البقر وفي شعر آخر لكثير يدل على أنه بالشام. قال:
وإنك عمري هل ترى ضوء بارق ** عريض السنا ذي هيدب متزحزح
قعدت له ذات العشاء أشيمه ** بمر وأصحابي بجبة أذرح
وأذرح بالشام كما ذكرناه في موضعه، وجبة أيضا تعرف بجبة عسيل ناحية بين دمشق وبعلبك تشتمل على عدة قرى وجبة من قرى النهروان من أعمال بغداد، وقال: الحازمي موضع بالعراق، منها أبو الحسبن أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل الجبي المقري روى حروف القراآت عن محمد بن أحمد بن رجاء عن أحمد بن زيد الحلواني عن عيسى بن قالون وعن الخضر بن هيثم بن جابر المقري الطوسي عن محمد بن يحيى القطعي عن زيد بن عبد الواحد عن إسماعيل بن جعفر عن نافع وغيرهما حدث عنه أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن بندار المقري الأهوازي نزيل دمشق، وجبة أيضا قرية من نواحي طريق خراسان، منها أبو السعادات محمد بن المبارك بن محمد بن الحسين السلمي الجبي دخل بغداد وأقام بها وطلب العلم وسمع الكثير من الشيوخ مثل أبي الفتح عبيد الله بن شابيل أبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز ولازم أبا بكر الحازمي وقرأ وكتب مصنفاته ولازمه حتى مات وكان حسن الطريقة ومات سنة 585 بجبة ودفن بها ولم يبلغ اها ن الرواية، والجبة في قول الشاعر:
والله لو طفلت يا ابن آستها ** تسعين عاما لم تكن من أسد
فارحل إلى الجبة عن عصرنا ** واطلب أبا في غير هذا البلد قال الجهشياري يعني بالجبة الجبة والبداة طسوجين من سواد الكوفة، والجبة أيضا أو الجب موضع بمصر، ينسب إليه أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي الصيرفي يعرف بابن الجبي ويلقب سيبويه وكان فصيحا قال: الأمير أبو نصر ويكنى أبا عمران وولد سنة 284 ومات في صفر سنة 358 سمع أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي وأبا عبد الرحمن النسوي وأبا جعفر الطحاوي وتفقه للشافعي وجالس أبا هاشم المقدسي وأبا بكر محمد بن أحمد بن الحداد وتتلمذ له وكان يظهر الاعتزال ويتكلم على ألفاظ الصالحين وله شعر ويظهر الوسوسة، والجبة أيضا. قال: أبو بكر بن نفطة قال: لي محمد بن عبد الواحد المقدسي إنها قرية من أعمال طرابلس الشام، منها أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج الجبائي الشامي، قلت: كذا كان ينسب نفسه وهو خطأ والصواب الجبي سمع ببغداد من أبي الفضل محمد بن ناصر ومحمد بن عمر الأرموي وغيرهما وبأصبهان من أبي الخير محمد بن أحمد الباغباني ومسعود الثقفي وآخرين وأقام بها وحدث وكان ثقة صالحا وكانت وفاته بأصبهان في ثالث جمادى الآخرة سنة 605.
الجبيب: تصغبر الجب، قال: نصر هو، واد عند كحلة، قال دريد بن الصمة.