نحن والله من هوائك يا جر ** جان في خطة وكرب شديد
حرها ينضج الجلود فإن هبت ** شمالا تكدرت بركود
كحبيب منافق كلما هم ** بوصل أحاله بالصدود وقال: أبو منصور النيسابوري يذكر اختلاف الهواء بها في يوم واحد.
ألا رب يوم لي بجرجان أرعن ** ظللت له من حرقه أتعجب
وأخشى على نفسي اختلاف هوائها ** وما لامرىء عما قضى الله مهرب
وما خير يوم آخرق متلون ** ببرد وحر بعده يتلهب
فأوله للقر والجمر ينقب ** وآخره للثلج والخيش يضرب وكان الفضل بن سهل قد ولى مسلم بن الولي الشاعر ضياع جرجان وضمنه إياها بخمسمائة ألف وقد بذل فيها ألف ألف درهم وأقام بجرجان إلى أن أدركته الوفاة ومرض مرضه الذي مات فيه فرأى نخلة لم يكن في جرجان غيرها. فقال:
ألا يا نخلة بالسف ** ح من أكناف جرجان
ألا إني وإياك ** بجرجان غريبان ثم مات مع تمام الإنشاد، وقد نسب الأقيشر اليربوعي وقيل ابن خزيم إليها الخمر. فقال:
وصهباء جرجانية لم يطف بها ** حنيف ولم ينفر وبها ساعة قدر
ولم يشهد القس المهيمن نارها ** طروقا ولم يحضر على طبخها حبر
أتاني بها يحيى وقد نمت نومة ** وقد لاحت الشعر وقد طلع النسر
فقلت أصطبحها أو لغيري فأهدها ** فما أنا بعدالشيب ويحك والخمر
تعففت عنها في العصور التي مضت ** فكيف التصابي بعدما كمل العمر
إذا المرء وفى الأربعين ولم يكن ** له دون مايأتي حياء ولاستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى ** وان جر أسباب الحياة له الدهر وكان أهل الكوفة يقولون من لم يرو هذه الأبيات فإنه ناقص المروءة، وأما فتحها فقد ذكر أصحاب السير أنه لما فرخ سويد بن مقرن من فتح بسطام في سنة 18 كاتب ملك جرجان ثم سار إليها وكاتبه روزبان صول وبادره بالصلح على أن يؤدي الجزية ويكفيه حرب جرجان وسار سويد فدخل جرجان وكتب لهم كتاب صلح على الجزية.
وقال أبو نجيد:
دعانا إلى جرجان والري دونها ** سواد فأرضت من بها من عشائر وقال سويد بن قطبة:
ألا أبلغ أسيدا إن عرضت بأننا ** بجرجان في خضر الرياض النواضر
فلما أحسونا وخافها صيالنا ** أتانا ابن صول راغما بالجرائر وممن ينسب إليها من الأئمة أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الأستراباذي الفقيه أحد الأئمة سمع يزيد بن محمد بن عبد الصمد وبكار بن قتيبة وعمار بن رجاء وغيرهم. قال: الخطيب وكان أحد أئمة المسلمين والحفاظ بشرائع الدين مع صدق وتورع وضبط وتيقظ سافر الكثير وكتب بالعراق والحجاز ومصر وورد بغداد قديما وحدث بها فروى عنه من أهلها يحيى بن محمد بن صاعد وغيره، وقال: أبو علي الحافظ كان أبو نعيم الجرجاني أوحد ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة مثله وأفضل منه وكان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد، وقال: الخليلي القزويني كان لأبي نعيم تصانيف في الفقه وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء وقال: حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان عبد الملك بن محمد بن علي بن زيد الأستراباذي سكن جرجان وكان مقدما في الفقه والحديث وكانت الرحلة إليه في أيامه روى عن أهل العراق والشام ومصر والثغور ومولده سنة 242 وتوفي باستراباذ في ذي الحجة سنة 323.
ومنها أبو أحمد عبدالله بن عدي بن عبدالله بن محمد بن المبارك الجرجاني الحافظ المعروف بابن القطان أحد أئمة الحديث والمكثرين منه والجامعين له والرحالين فيه رحل إلى دمشق ومصر وله رحلتان أولاهما في سنة 297 والثانية في سنة 305سمع الحديث بدمشق من محمد بن خزيم وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي زيد وابراهيم بن دحيم وأحمد بن عمير بن جوصا وغيرهم وسمع بحمص هبيل بن محمد وأحمد بن أبي الأخيل وزيد بن عبد الله المهراني وبمصر أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي وبصيدا أبا محمد المعافى بن أبي كريمة وبصور أحمد بن بشير بن حبيب الصوري وبالكوفة أبا العباس بن عقدة ومحمد بن الحصين بن حفص وبالبصرة أبا خليفة الجمحي وبالعسكر عبدان الأهوازي وببغداد أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد وببعلبك أبا جعفر أحمد بن هاشم وخلقا من هذه الطبقة كثيرا وروى عنه أبو العباس بن عقدة وهو من شيوخه وحمزة بن يوسف السهمي وأبو سعد الماليني وخلق في طبقتهم وكان مصتفا حافظا ثقة على لحن كان فيه، وقال: حمزة كتب أبو محمد بن عدي الحديث بجرجان في سنة 290 عن أحمدبن حفص السعدي وغيره ثم رحل إلى الشام ومصر وصنف في معرفة ضعفاء المحدثين كتابا في مقدار مئتي جزأ سماه الكامل، قال: وسألت الدارقطني أبا الحسن أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين فقال: أليس عندكم كتاب ابن عدي قلت بلى قال: فيه كفاية لا يزاد عليه وكان ابن عدي جمع أحاديث مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وشعبة وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة من المتقدمين وصنف على كتاب المزني كتابا سماه الأبصار، وكان أبو أحمد حافظا متقنا لم يكن في زمانه مثله تفرد بأحاديث فكان قد وهب أحاديث له يتفرد بها لبنيه عدي وأبي زرعة وأبي منصور تفردها بروايتها عن أبيهم وابنه عدي سكن سجستان وحدث بها، قال: ابن عدي سمع مني أبو العباس بن عقدة كتاب الجعفرية عن أبي الأشعث وحدث به عندي فقال: حدثني عبد الله بن عبد الله وكان مولده في ذي القعدة سنة 277 ومات غرة جمادى الآخرة سنة 365 ليلة السبت فصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي ودفن بجنب مسجد كوزين وقبره عن يمين القبلة مما يلي صحن المسجد بجرجان، ومنها حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد ويقال ابن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن احمد بن عبد الله بن هشام بن العبا س بن وائل ابو القاسم السهمي الجرجاني الواعظ
الحافظ رحل في طلب الحديث فسمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي وبمصر ميمون بن حمزة وأبا أحمد محمد بن عبد الرحيم القيسراني وبتنيس أبا بكر بن جابر وبأصبهان أبا بكر المقري وبالرقة يوسف بن أحمد بن محمد وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد بن عدي وببغداد أبا بكر بن شاذان وأبا الحسن الدارقطني وبالكوفة الحسن بن القاسم وبعكبرا أحمد بن الحسن بن عبد العزيز وبعسقلان أبا بكر محمدبن أحمد بن يوسف الخدري روى عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤدب وأبو عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني الأديب وغير هؤلاء سمعها ورووا، قال: أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي الهروي الحاكم سنة 427 ورد الخبر بوفاة الثعلبي صاحب التفسير وحمزة بن يوسف السهمي بنيسابور، ومنها أبو إبراهيم اسماعيل بن الحسن بن محمد بن أحمد العلوي الحسيني من أهل جرجان كان عارفا بالطت جدا وله فيه تصانيف حسنة مرغوب فيها بالعربية والفارسية انتقل إلى خوارزم وأقام بها مدة ثم انتقل إلى مرو فأقام بها وكان من أفراد زمانه وذكر أنه سمع أبا القاسم القشيري وحدث عنه بكتاب الأربعين له وأجاز لأبي سعد السمعاني وتوفي بمرو سنة 531وغير هؤلاء كثير. الجرجانية: مثل الذي قبله منسوب هو اسم لقصبة إقليم خوارزم، مدينة عظيمة على شاطىء جيحون وأهل خوارزم يسمونها بلسانهم كركانج فعربت إلى الجرجانية وكان يقال لمدينة خوارزم في القديم فيل ثم قيل لها المنصورة وكانت في شرقي جيحون فغلب عليها جيحون وخربها وكانت كركانج هذه مدينة صغيرة في مقابلة المنصورة من الجانب الغربي فآنتقل أهل خوارزم إليها وآبتنها بها المساكن ونزلوها فخربت المنصورة جملة حتى لم يبق لها أثر وعظمت الجرجانية، وكنت رأيتها في سنة 616 قبل إستيلاء التتر عليها وتخريبهم إياها فلا أعلم أني رأيت أعظم منها مدينة ولاأكثر أموالا وأحسن أحوالا فاستحال ذلك كله بتخريب التتر إياها حتى لم يبق فيما بلغني الا معالمها وقتلها جميع ما كان بها.
جرج. بالضم ثم السكون وجيم آخرى، بلده من نواحي فارس.
جرجرايا: بفتح الجيم وسكون الراء الأولى، بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة وخربت مع ما خرب من النهروانات.
وقد خرج منها جماعة من العلماء والشعراء والكتاب والوزراء ولها ذكر في الشعر كثير، قال أبزون العماني:
ألا يا حبذا يوما جررنا ** ذيول اللهو فيه بجرجرايا وممن ينسب إليها محمد بن الفضل الجرجراي وزير المتوكل على الله بعد ابن الزيات ثم وزر للمستعين بالله ثم مات سنة 251 وكان من أهل الفضل والأدب والشعر، ومنها أيضا جعفر بن محمد بن الصباح بن سفيان الجرجراي مولى عمر بن عبد العزيز نزل بغداد وروى عن الداراوردي وهشيم روى عنه عبد الله بن قحطبة الصلحي وغيره، وعصابة الجرجراي واسمه إبراهيم بن باذام له حكايات وأخبار وديوان شعر روى عنه عون بن محمد الكندي.
جرجسار: بالضم وفتح الجيم الثانية والسين مهملة وألف وراء، قرية من قرى بلخ في ظن أبي سعد، منها أبو جعفرمحمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الجرجساري البلخي روى عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشوماني روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وجرجسار أيضا، من قرى مرو.
جرجنبان: بفتح الجيمين وسكون الراء والنون والباء موحدة ثم ألف ونون، قرية كبيرة بين ساوة والري لها ذكر في الأخبار.
الجرجومة: بضم الجيمين، مدينة يقال لأهلها الجراجمة كانت على جبل اللكام بالثغر الشامي عند معدن الزاج فيما بين بياس وبوقة قرب أنطاكية والجراجمة جبل كان أمرهم في أيام استيلاء الروم أن خافها على أنفسهم فلم يتنبه المسلمون لهم وولى أبو عبيدة أنطاكبة حبيب بن مسلمة الفهري فغزا الجرجومة فصالحه أهله على أن يكونها أعوانا للمسلمين وعيونا ومسالح في جبل اللكام وأن لايؤخذها بالجزية وأن يطلقها أسلاب من يقتلونه من أعداء المسلمين إذا حضرها معهم حربا ودخل من كان معهم في مدينتهم من تاجر وأجير وتاب من تاجر وأجير وتابع من الأنباط من أهل القرى ومن معهم في هذا الصلح فسمها الرواديف لأنهم تلوهم وليسها منهم ويقال إنهم جاؤها بهم إلى عسكر المسلمين وهم أرداف فسمها رواديف وكان الجراجمة يستقيمون للولاة مرة ويعوجون آخرى فيكاتبون الروم ويمالؤنهم على المسلمين ولما استقبل عبد الملك بن مروان محاربة مصعب بن الزبير خرج قوم منهم إلى الشام مع ملك الروم فتفرقها في نواحي الشام وقد استعان المسلمون بالجراجمة في مواطن كثيرة في أيام بني أمية وبني العباس وأجرها عليهم الجرايات وعرفها منهم المناصحة.
جرجير: بالفتح وكسر الجيم الثانية وياء ساكنة وراء موضع بين مصر والفرما.
جرجين: آخره نون، موضع بالبطيحة بين البصرة وواسط صعب المسلك اليه ينسب الهور المتقى سلوكه لعظم الخطر فيه إن هبت أدنى ريح.
جرحة: بالفتح ثم السكون والحاء مهملة، من قرى عسقلان بالشام، منها أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني الجرجي روى عن أبيه وعن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقري الأصبهاني.
جرخان: بالضم والخاء معجمة وآخره نون، بلد بخوزستان قرب السوس.
جرخبند: بعد الخاء باء موحدة مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة، بليدة بأرمينية أو بأذربيجان، بها مات عبيد الله بن علي بن حمزة يعرف بإبن المارستانية وكان أنفذ في رسالة إلى تفليس من الناصر فلما رجع ووصل إلى هذه البلدة مات في ذي القعدة سنة 599 وكان من أهل العلم والحفظ متهما فيما يرويه.
جردان: الحال مهملة وآخره نون، بلد قرب كابلستان بين غزنة وكابل به يصيف أهل ألبان.
جرد: اسم بلدة بنواحي بيهق كانت قديما قصبة الكورة قاله العمراني، قلت: وأخاف أن يكون غلظا لأن قصبة بيهق كان يقال لها خسروجرد ونسب بعضهم إلى الشطر الأخير منه جردي فاشتبه عليه والله أعلم.
الجرد: بالتحريك، جبل في ديار بني سليم، وجرد القصيم في طريق مكة من البصرة على مرحلة القريتين والقريتان دون رامة بمرحلة ثم إمرة الحمى ثم طخفة ثم ضرية، قال النعمان بن بشير الأنصاري في جرد:
يا عمرو لو كنت أرقى الهضب من بردى ** أو العلى من ذرى نغمان أو جردا وأنشد ابن السكيت في جرد القصيم.
يا زيها اليوم على مبين ** على مبين جرد القصيم الجردة: بزيادة الهاء من نواحي اليمامة عن الحفصي.
جردوس: بالكسر ثم السكون، ولاية من أعمال كرمان قصبتها جيرفت.
جرذفيل: بالضم ثم السكون وفتح الذال المعجمة وكسر القاف وياء ولام، قلعة من نواحي الزوزان وهي كرسي مملكة الأكراد البختية أفادنيها الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير الجزري.
الجر: بالفتح والتشديد وهو في الأصل الجبل عين الجر، جبل بالشام من ناحية بعلبك، والجر أيضا موضع بالحجاز في ديار أشجع كانت فيه بينهم وبين بني سليم بن منصور وقعة، قال الراعي:
ولم يسكنوها الجر حتى أظلها ** سحاب من العها تثوب غيومها والجر أيضا موضع بأحد وهو موضع غزوة النتي ، قال عبد الله بن الزبعرى:
أبلغا حسان عني مألكا ** فقريض الشعر يشفي ذا الغلل
كم ترى بالجر من جمجمة ** وأكف قد أترت ورجل
وسرابيل حسان سريت ** عن كماة أهلكها في المنتزل وقال: الحجاج بن علاط السلمي يمدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويذكر قتله طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار صاحب لواء المشركين يوم أحد.
لله أي مذنب عن حرمة ** أعني ابن فاطمة المعم المخولا
سبقت يداك له بعاجل طعنة ** تركت طليحة للجبين مجدلا
وشددت شدة باسل فكشفتهم ** بالجر إذ يهوون أخول أخولا
جرزان: بالضم ثم السكون وزاي وألف ونون، اسم جامع لناحية بأرمينية قصبتها تفليس حكى ابن الكلبي عن الشرقي بن قطامي جرزان وأران وهما مما يلي أبواب أرمينية، وأران هي أرض برذعة مما يلي الديلم وهما ابنا كسلوخيم بن لنطي بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام، وقال: علي بن الحسين في مروجه ثم يلي مملكة الأبخاز ملك الجرزية، قلت: أنا وهم الكرج فيما أحسب فعرب فقيل جرز، قال: وهم أمة عظيمة ولهم ملك في هذا الوقت يقال له الطنبغي ومملكة هذا الملك موضع يقال له مسجد ذي القرنين وهم منقادون إلى دين النصرانية يقال لهم جرزان وكانت الأبخاز والجرزية تؤدي الخراج إلى صاحب ثغر ثفليس منذ فتحت تفليس وسكنها المسلمون إلى أيام المتوكل فإنه كان بها رجل يقال له إسحاق بن إسماعيل فتغلب عليها واستظهر بمن معه من المسلمين على من حولها من الأمم فانقادها إلى طاعته وأدها إليه الجزية وخافه كل من هناك من الأمم حتى بعث إليه المتوكل بغا التركي في عساكر كثيفة فنزل على ثغر تفليس فأقام عليه محاربا مدة يسيرة حتى افتتحها بالسيف وقتل إسحاق لأنه خلع طاعة السلطان فمن يومئذ انحرفت هيبة السلطان عن ذلك الثغر وطمع فيه المتغلبون وضعفها عن مقاومة من حولها من الكفار وامتنعها عن أداء الجزية واستضافها كثيرا من ضياع تفليس إليهم حتى كان من تملك الكرج لتفليس ما كان في سنة 515 وقد ذكر خبر فتح المسلمين لهذه الناحية في باب تفليس وكان قد تغلب على هذه الناحية وأران في أيام المعتمد على الله رجل يقال له محمد بن عبد الواحد التميمي اليمامي فقال شاعره عمر بن محمد الحنفي يمدحه.
ونال بالشام أياما مشهرة ** سارت له في جميع الناس فاشتهرا
وداس أحرار جرزان بوطأته ** حتى شكها من توالي وطئه ضررا وقال أبو عبادة الطائي في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف الثغري:
وما كان بقراط بن أشوط عنده ** بأول عبد أو بقته جرائرة
ولما التقى الجمعان لم يجتمع له ** يداه ولم يثبت على البيض ناظره
ولم يرض من جرزان حرزا يجيره ** ولا في جبال الروم رريدا يجاوره جرزوان: الزاي مضمومة وواو وألف ونون والخراسانيون يقولون كرزوان وهي، مدينة من أعمال الجوزجان في الجبال وهي مد ينة عامرة آهلة وأهلها كلهم مياسير وهي أشبه شيء بمكة حرسها الله تعالى لأنها بين جبين.
جرزة: بالهاء، اسم أرض باليمامة من أرض الكوفة وهي لبني ربيعة، قال متمم بن نويرة يرثي بحير بن عبد الله بن مليك بن عبد السليطي.
كأن بحيرا لم يقل لي ما ترى ** من الأمر أو ينظر بوجه قسيم
ولم تشب في حال الكميت ولم تكن ** كأنك نصب للرماح رجيم
ولكن رأيت الموت أدرك تبعا ** ومن بعده من حادث وقديم
فيا لعبيد خلفة أن خيركم ** بجرزة بين الوعستين مقيم جرسيف: بالفتح وكسر السين المهملة وياء ساكنة وفاء، مدينة بالمغرب بين فاس وتلمسان.
جرش: بالضم ثم الفتح وشين معجمة، من مخاليف اليمن من جهة مكة وهي في الإقليم الأول طولها خمس وستون درجة وعرضها سبع عشرة درجة، وقيل إن جرش مدينة عظيمة باليمن وولاية واسعة، وذكر بعض أهل السير أن تبعا أسعد بن كليكرب خرج من اليمن غازيا حتى إذا كان بجرش وهي إذ ذاك خربة ومعد حالة حواليها فخلف بها جمعا ممن كان صحبه رأى فيهم ضعفأ وقال: أجرشها ههنا أي ألبثها فسميت جرش بذلك ولم أجد في اللغويين من قال إن الجرش المقام ولكنهم قالو ا: إن الجرش الصوت ومنه الملح الجرش لأنه حك بعضه ببعض فصوت حتى سحق لأنه لايكون ناعما، وقال: أبو منذر هشام جرش أرض سكنها بنو منبه بن أسلم فغلبت على اسمهم وهو جرش واسمه منبه بن أسلم بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن علي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ وإلى هذه القبيلة ينسب الغاز بن ربيعة بن عمرو بن عوف بن زهير بن حماطة بن ربيعة بن ذي خيليل بن جرش بن أسلم كان شريفا زمن معاوية وعبد الملك وابنه هشام بن الغاز، وزعم بعضهم أن ربيعة بن عمرو والد الغاز له صحبة وفيه نظر، ومنهم الجرشي الحارث بن عبد الرحمن بن عوف بن ربيعة بن عمرو بن عوف بن زهير بن حماطة كان فى صحابة أبي جعفر المنصور وكان جميلا شجاعا، وقرأت بخط جخجخ النحوي في كتاب أنساب البلدان لابن الكلبي أخبرنا أحمد بن أبي سهل الحلواني عن أبي أحمد محمد بن موسى بن حماد البريدي عن أبي السري عن أبي المنذر قال جرش قبائل من أفناء الناس تجرشها وكان الذي جرشهم رجل من حمير يقال له زيد بن أسلم خرج بثور له عليه حمل شعير في يوم شديد الحر فشرد الثور فطلبه فأشتد تعبه فحلف لئن ظفر به ليذبحنه ثم ليجرشن الشعير وليدعون على لحمه فأدركه بذات القصص عند قلعة جراش وكل من أجابه وكل معه يومئذ كان جرشيا، وينسب إليها الأدم والنوق فيقال أدم جرشي وناقة جرشية، قال بشر بن أبي خازم:
تحدرماء البئرعن جرشية ** على جربة تعلو الديار غروبها يقول دموعي تحدركتحدرماء البئرعن دلو تسقى بها ناقة جرشية لأن أهل جرش يسقون على الإبل، وفتحت جرش في حياة النبي في سنة عشر للهجرة صلحا على الفيء وأن يتقاسمها العشر ونصف العشر، وقد نسب المحدثون إليها بعض أهل الرواية، منهم الوليد بن عبد الرحمن الجرشي مولى لآل أبي سفيان الأنصاري يروي عن جبير بن نفير وغيره، ويزيد بن الأسود الجرشي من التابعين أدرك المغيرة بن شعبة وجماعة من الصحابة كان زاهدا عابدا استسقى به الضحاك بن قيس وقتل معه بمرج راهط.
جرش: بالتحريك، وهو اسم مدينة عظيمة كانت وهي الان خراب حدثني من شاهدها وذكر لي أنها خراب وبها آبار عادية تحل على عظم، قال: وفي وسطها نهر جار يدير عدة رحى عامرة إلى هذه الغاية وهي في شرقي جبل السواد من أرض البلقاء وحوران من عمل دمشق وهي في جبل يشتمل على ضياع وقرى يقال للجميع جبل جرش اسم رجل وهو جرش بن عبد الله بن عليم بن جناب بن هبل بن عبدالله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة ويخالط هذا الجبل جبل عوف، وإليه ينسب حمى جرش وهو من فتوح شرحبيل بن حسنة في أيام عمر رضي الله عنه والي هذا الموضع قصد أبو الطيب المتنبي أبا الحسن علي بن أحمد المري الخراساني ممتدحا، وقال: تليد الضبي وكان قد أخذ في أيام عمر بن عبد العزيز على اللصوصية فقال:
يقولون جاهرنا تليد بتوبة ** وفي النفس مني عودة سأعودها
ألاليت شعري هل أقودن عصبة ** قليل لرب العالمين سجودها
وهل أطردن الدهر ماعشت هجمة ** معرضة الأفخاذ سجحا خدودها
قضاعية حم الذرى فتربعت ** حمى جرش قد طار عنها لبودها جرعاء مالك: واشتقاق جرعاء يأتي في جرعة بعد هذا، قال: الحفصي، جرعاء مالك بالدهناء قرب حزوى، وقال: أبو زياد جرعاء مالك رملة، وقال ذو الرمة:
وما استجلب العينين إلا منازل ** بجمهور حزوى أو بجرعاء مالك
أربت رويا كل دلوية بها ** وكل سماكي ملث المبارك
وقال: شاعر من مضر يعيب على قضاعة انتسابها في اليمن:
مررنا على حيي قضاعة غدوة ** وقد أخذها في الزفن والزفيان
فقلت لها ما بال زفنكم كذا ** لعرس يرى ذا الزقن أم لختان
فقالها ألا إنا وجدنا لنا أبا ** فقلت ليهنيكم بأي مكان
فقالها وجدناه بجرعاء مالك ** فقلت إنا ما أمكم بحصان
فما مس خضيا مالك فرج أمكم ** ولا بات منه الفرج بالمتداني
فقالها بلى والله حتى كأنما ** خصياه في باب استها جعلان الجرع: بالتحريك جمع جرعة وهي الرملة التي لا تنبت شيئا، موضع في شعر ابن مقبل.
للمازنية مصطاف ومرتبع ** مما رأت أود فالمقرات فالجرع الجرعة: بالتحريك وقيده الصدفي بسكون الراء، وهو موضع قرب الكوفة المكان الذي فيه سهولة ورمل ويقال جرع وجرع وجرعاء بمعنى وإليه يضاف يوم الجرعة المذكور في كتاب مسلم وهو يوم خرج فيه أهل الكوفة إلى سعيد بن العاص وقت قدم عليهم واليا من قبل عثمان رضي الله عنه فردوه وولها أبا موسى ثم سألها عثمان حتى أقره عليهم، وبخط العبدري لما قدم خالد العراق نزل بالجرعة بين النجفة والحيرة وضبطه بسكون الراء.
جزفاء: بالفتح ثم السكون والفاء والمد يوم جرفاء من أيام العرب ولعله. موضع.
الجزف: بالضم ثم السكون والجزف ما تجزفته السيول فأكلته من الأرض، وقيل الجزف عرض الجبل الأملس، وقيل جرف الوادي ونحوه من أسناد المسايل إذا نخج الماء في أصله فاحتفره وصار كالدحل وأشرف أعلاه فإذا انصاع أعلاه فهو هار ومنه قوله جزف هار، والجزف موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الأم به كانت أموال لعمر بن الخطاب ولأهل المدينة وفيه بئر جثم وبئر جمل قالها سمي الجرف لأن تبعا مر به فقال هذا جرف الأرض وكان يسمى العرض وفيه قال كعب بن مالك:
إذا ما هبطنا العرض قال سراتنا ** علام إذا لم نمنع العرض نزرع وذكر هذا الجرف في غير حديث. قال كعب بن الأشرف اليهودي النضيري:
ولنا بئر رواء جفة ** من يردها بإناء يغترف
تدلج الجون على أكنافها ** بدلاء ذات أمراس صدف
كل حاجاتي بها قضيتها ** غير حاجاتي على بطن الجرف والجرف أيضا موضع بالحيرة كانت به منازل المنذر، والجرف أيضا موضع قرب مكة كانت به وقعة بين هذيل وسليم، والجرف أيضا من نواحي اليمامة كان به يوم الجرف لبني يربوع على بني عبس قتلها فيه شريحا وجابرا ابني وهب بن عوذ بن غالب وأسرها فروة وربيعة ابني الحكم بن مروان بن زنباع. قال رافع بن هزيم:
فينا بقيات من الخيل صرم ** سبعة آلاف وأدرع رزم
ونحن يوم الجرف جئنا بالحكم ** قسرا وأسرى حوله لم تقتسم والجرف أيضا في قول أبي سعد. موضع باليمن. ينسب إليه أحمد بن إبراهيم الجرفي سمع منه الحافظ أبو القاسم بن عبد الوارث الشيرازي.
جرفار: بالضم ثم التشديد وفاء وألف وراء. مدينة مخصبة بناحية عمان وكثر ما سمعتهم يسمونها جلفار باللام.
الجرفة: بالضم ثم السكون وفاء. موضع باليمامة من مياه عدي بن عبد مناة بن أد.
جرقوه: بالفتح والقاف مضمومة أحسبها من قرى أصبهان. ينسب إليها الزبير بن محمد بن أحمد أبو محمد عن أبي سعد وكناه أبو القاسم الدمشقي أبا عبد الله الجوقوهي وهو من أهل مدينة جي شيخ صالح معمر سمع الإمام أبا المحاسن عبد الواحد الروياني وغانم بن محمد البرجي وأبا علي الحداد وأحمد بن الفضل الخواص سمع منه أبو سعد وأبو القاسم.
جركان: بالفتح ثم السكون والكاف وآخره نون. من قرى جرجان. ينسب إليها أبو العباس محمد بن محمد بن معروف الجركاني الخطيب بجركان يستملي لأبي بكر الإسماعيلي، وجركان أيضا من قرى أصبهان. منها أبو الرجاء محمد بن أحمد الجركاني أحد الحفاظ المشهورين سمع أبا بكر محمد بن ريدة وأبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب وطبقتهما ومات في حدود سنة 514 ذكره السمعاني والسلفي في شيوخهما.
جرماز: بالكسر ثم السكون وآخره زاي. اسم بناء كان عند أبيض المدائن ثم عفا أثره وكان عظيما.
جرمانا: بالفتح وبين الآلفين نون. من نواحي غوطة دمشق قال ابن منير:
فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال ** أعلى فسطرا فجرمانا فقلبين جرمانس: بزيادة السين عوضا من الألف الأخيرة ذكرها الحافظ أبو القاسم. من قرى الغوطة ولعلها التي قبلها والله أعلم.
جرمق: بلدة بفارس - كثيرة الخصب رخيصة الأسعار كثيرة الأشجار على جادة المفازة. قال الإصطخري وهو يذكرالمفازة التي بين خراسان وكرمان وأصبهان والري ووصفها بالطول والعرض وقلة الأنيس وعدم السكان. ثم قال وفي المفازة على طريق أصبهان إلى نيسابور موضع يعرف بالجرمق وهو ثلاث قرى وتحيط بها المفازة وجرمق يسمى سه ده معناه الثلاث قرى، بحماها اسمها بياذق، والآخرى جرمق، والثالثة إرابة تعد من خراسان وبها نخل وعيون وزروع ومواش كثيرة وفي الثلاث قرى نحو ألف رجل وثلاثها في رأس العين قريبة بعضها من بعض، ووادي الجرمق من أعمال صيداء وهو كثير الأترج والليمون. قال الحافظ أبو القاسم قتل في وادي الجرمق علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني أخو أبي الحسن بعد سنة 450.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)