سرت كل واد دون رهوة دافع ** وجلذان أو كرم بلية محدق
تجاوزت الأعراض حتى توسدت ** وسادي لدى باب بجلذان مغلق
الجلسد: اسم صنم كان بحضرموت ولم أجد ذكره في كتاب الأصنام لأبي المنذر هشام بن محمد الكلبي، ولكني قرأت في كتاب أبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري أخبرنا ابن دريد قال أخبرني عمي الحسين بن دريد قال أخبرني حاتم بن قبيصة المهلبي عن هشام بن الكلبي عن ابي مسكين قال كان بحضرموت صنم يسمى الجلسد تعبده كندة وحضر موت وكانت سدنته بني شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن مرتع وهو كندة ثم إلى أهل بيت منهم يقال لهم بنو علاق وكان الذي يسدنه منهم يسمى الأخزر بن ثابت وكان للجلسد حمى ترعاه سوامه وغنمه وكانت هوافي الغنم إذا رعت حمى الجلسد حرمت على أربابها وكانها يكلمون منه وكان كجثة الرجل العظيم وهو من صخرة بيضاء لها كرأس أسود وإذا تأمله الناظر رأى فيه كصورة وجه الإنسان قال الأخزر فإني ليوما عند الجلسد وقد ذبح له رجل من بني الآمري بن مهرة ذبحا إذ سمعنا فيه كهمهمة الرعد فأصغينا فإذا قائل يقول شعار أهل عدم، أنه قضاء حتم، إن بطش سهم، فقد فازسهم، فقلنا ربنا وضاح وضاح فأعاد الصوت وهو يقول ناء نجم العراق يا أخزر بن علاق، هل أحسست جمعا عما، وعددا جما، يهوي من يمن وشام، إلى ذات الآجام، نور أظل، وظلام أفل، وملك انتقل من محل إلى محل. ثم سكت فلم ندر ما هو فقلنا هذا أمر كائن كان في العام المقبل وقد رات علينا ما كنا نسمع من كلام الصنم وساءت ظنوننا وقزبنا قربانا ولطخنا بدمه وكذلك كنا نفعل فإذا الصوت قد عاد علينا فتباشرنا وقلنا عم صباحا ربنا لا مصد عنك ولا محيد تشاجرت الشؤون، وساءت الظنون، فالعياذ من غضبك، والإياب إلى صفحك، فإذاالنداء من الصنم يقول: قلبت البنات، وعزاها واللات، وعلياها ومناة. منعت الأفق فلا مصعد، وحرست فلا مقعد، وأبهمت فلا متلدد، وكان قد ناجم نجم، وهاجم هجم، وصامت زجم، وقابل رجم، وداع نطق، وحق بسق، وباطل زهق، ثم سكت فتحدثت القبائل بهذا في مخاليف اليمن فأنا لعلى إفان ذلك إذ أضل رجل من كندة إبلا فأقبل إلى الجلسد فنحر جزورا واستعار ثوبين من ثياب السد نة واكتراهما فلبسهما وكذلك كانها يفعلون ثم قال: أنشدك يا رب أبكرا ضخما مدمومة دما مخلوقة بالأفخاذ مخبوطة بالحاذ أضللتها بين جماهير النخرة حيث الشقيقة والضفرة فاهد رب وارشد، فلم يجب. قال الأخزر فانكسر لنلك وقد كان فيما مضى يخبرنا بالأعاجيب فلما جن علينا الليل بت مبيتي عنده فإذا هاتف يقول: لا شأن للجلسد. ولا رثي لهدد، استقام الأود، وعبد الواحد الصمد، واكفى، الحجر الأصلد، والرأس الأسود. قال: فنهضت مذعورا فأتيت الصنم فإذا هو منقلب على رأسه وكان لو اجتمع فئائم من الناس ما حلحلوه فوالذي نفسي بيده ما عرجت على أهل ولا مال حتى أتيت راحلتي وخرجت حتى أتيت صنعاء فقلت: هل من خابئة خبر فقيل لي: ظهررجل بمكة يدعو إلى خلع الأوثان ويزعم أنه نبى فلم أزال أطوف في مخاليف اليمن حتى ظهر الإسلام فأتيت النبي ، فأسلمت، وفي أشعارهم:
كما يبقر من يمشي إلى الجلسد والبيقرة. مشية يطأطىء الرجل فيها رأسه.
جلس: بالكسر والسكون والسين مهملة والجلس في اللغة والجليس واحد، وجلس والقنان جبلان مما يلي علياء أسد وعلياء غطفان، ويروى قول العرجي بكسر الجيم.
بنفسي والنوى أعدا عدو ** لئن لم يبق لي بالجلس جارا
وماذا كثرة الجيران تغني ** إذا ما بان من أهوى وسارا الجلس: بالفتح وهو الغليظ من الأرض ومنه جمل جلس وناقة جلس أي وثيق جسيم، والجلس علم لكل ما ارتفع من الغور في بلاد نجد. قال ابن السكيت جلس القوم إذا أتها نجدا وهو الجلس، وأنشد:
شمال من غار به مفرعا ** وعن يمين الجالس المنجد وقال الهذلي:
إذا ما جلسنا لا تكاد تزورنا ** سليم لدى أبياتنا وهوازن أي إذا أتينا نجدا، وورد الفرزدق المدينة مادحا لمروان بن الحكم فأنكر مروان منه شيئا فأمره بالخروج من المدينة عنفا بعد أن كتب له إلى بعض العمال بمال، فقال الغرزدق:
يا مرو إن مطيتي محبوسة ** ترجو الحباء ربها لم ييأس فالتقاه رجل فأنشد هذه الأبيات:
قل للفرزدق والسفاهة كاسمها ** إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
وأتيتني بصحيفة مختومة ** أخشى عليك بها حباء النقرس
الق الصحيفة يا فرزدق لا تكن ** نكداء مثل صحيفة المتلمس قال الطبراني في معجمه الكبير حدثنا خالد بن النضر القرشي قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا كثيربن عبدالرحمن بن جعفر عن عبدالله بن كثير بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده بلال بن الحارث المزنى قال: خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره فخرج لحاجته وكان إذا خرج لحاجته يبعد فأتيته بإداوة من ماء فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطا لم أسمع مثله فقال: بلال فقلت: بلال فقال: أمعك ماء قلت: نعم قال: أصبت فأخذه مني وتوضأ قلت: يا رسول الله سمعت عندك خصومة رجال ولغطا لم أسمع أحدا من ألسنتهم قال: اختصم عندي الجن المسلمون والجن المشركون وسألوني أن أسكنهم فأسكنت المشركين الغور وأسكنت المسلمين الجلس. قال عبد الله بن كثير: قلت لكثير: ما الجلس وما الغور قال: الجلس القرى ما بين الجبال والبحر قال كثير: ما رأينا أحدا أصيب بالجلس إلا سلم ولا أصيب أحد بالغور إلا ولم يكد يسلم، وقال إبراهيم بن هرمة:
قفا فهريقا الدمع بالمنزل الدرس ** ولا تستملآ أن يطول به حبسي
ولو أطمعتنا الدار أو ساعفت بها ** نصصنا ذوات النص والعنق الملس
وحثت إليها كل وجناء حرة ** من العيس يبنى رحلها موضع الحلس
ليعلم أن البعد لم ينس ذكرها ** وقد يذهل النأي. الطويل وقد ينسي
فإن سكنت بالغور حن صبابة ** إلى الغور أو بالجلس حن إلى الجلس
تبدت فقلت الشمس عند طلوعها ** بلون غني الجلد عن أثر الورس
فلما ارتجعت الروح قلت لصاحبي ** على مرية ما ههنا مطلع الشمس وتقول: رأيت جلسا أي رجلا طويلا راكبا جلسا أي بعيرا عاليا قد علا جلسا اسم جبل يأكل جلسا أي عسلا ويشرب جلسا لي خمرا يؤم جلسا أي نجدا، وأنشد ابن الأعرابي:
وكنت امرأ بالغور مني زمانة ** وبالجلس آخرى ما تعيد ولا تبدي
فطورا أكر الطرف نحو تهامة ** وطورا أكر الطرف شوقا إلى نجد