حائط العجوز: قال أحمد بن إسحاق الهمذاني وبمصر حائط العجوز على شاطىء النيل بنته عجوز كانت في أول الدهر ذات مال وكان لها ابن واحد فأكله السبع فقالت لأمنعن السباع ان ترد النيل فبنت علن الحائط حتى منعت السباع أن تصل إلى النيل قال ويقال إن ذلك الحائط كان مطلسما وكان فيه تماثيل كل إقليم على هيئته ووزية وزية وصور الناس والدواب والسلاح التي فيه وطريق كل إقليم إلى مصر قال ويقال إن ذلك الحائط بني ليكون حاجزا بين الصعيد والنوبة لأنهم كانها يغيرون على أهل الصعيد فلا يشعرون بهم حتى هجمها على بلادهم فبني ذلك الحائط لذلك السبب. وقال بعض أهل العلم أمر بعض ملوك مصر ببناء الحائط مما يلي البر طوله ثلاثمانة فرسخ وقيل ثلاثون يوما ما بين الفرما إلى أسوان ليكون حاجزا بينهم وبين الحبشة. وقال القاضي أبو عبد الله القضاعي حائط العجوز من العريش إلى أسوان يحيط بأرض مصر شرقا وغربا. وقال أخرون لما أغرق الله فرعون وقومه بقيت مصر وليس فيها من أشراف أهلها أحد ولم يبق إلاالعبيد والأجراء والنساء فأعظم أشراف النساء أن يولين أحدا من العبيد والإجراء وأجمع رأيهن أن يولين امرأة منهن يقال لهادلوكة بنت ريا وكان لها عقل ومعرفة وتجارب وكانت من أشرف بيت فيهن وهي يومئذ ابنة مائة سنة فملكوها فخافت أن يغزوها ملوك الأرض إذا علمها قلة رجالها فجمعت نساء الأشراف وقالت لهن: إن بلادنا لم يكن يطمع فيها أحد وقد هلك أكابرنا ورجالنا وقد ذهبت السحرة التي كنا نصول بهم وقد رأيت أن أبني حائطا أحدق به جميع بلادنا. فصوبن رأيها فبنت على النيل بناء أحاطت به على جميع ديار مصر المزارع والمدائن والقرى وجعلت دونه خليجا يجري فيه الماء وجعلت عليه القناطر وجعلت فيه محارس ومسالح على كل ثلاثة أميال مسلحا ومحرسا وفيما بين ذلك محارس صغار على كل ميل وجعلت في كل محرس رجالا وأجرت عليهم الأرزاق وأمرتهم أن لا يغفلها ومتى رأها أمرا يخافونه ضرب بعضهم إلى بعض الأجراس وإن كان ليلا أشعلها النيران على الشرف فيأتي الخبر في أسرع وقت وكان الفراغ منه في ستة أشهر لكثرة من كان يعمل فيه وقد بقي من هذا الحائط بقية إلى وقتنا هذا بنواحي الصعيد ثم إن دلوكة أحضرت تدورة وصنعت البرابي كما ذكرناه في البرابي وملكتهم عشرين سنة ثم إن بعض أولاد ملوكهم كبر فملكوه كما ذكرنا في مصر.
حائل: الحائل في اللغة الناقة التي لم تحمل عامها ذاك ورجل حائل اللون إذا كان أسود متغيرا. قال الحفصي حائل، موضع باليمامة لبني نمير وبني حمان من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وقال غيره حائل من أرض اليمامة لبني قشير وهو واد أصله من الدهناء وقد ذكر في الدهناء. وقال أبو زياد: حائل موضع بين أرض اليمامة. وبلاد باهلة أرض واسعة قريبة من سوقة وهي قارة هناك معروفة. وحائل أيضا ماء في بطن المروت من أرض يربوع قاله أبو عبيدة وأبو زياد وأنشد أبو عبيدة:
إذا قطعن حائلا والمروت ** فأبعد الله السويق الملتوت وقال ابن الكلبي حائل واد في جبلي طيىء. قال امرؤ القيس:
أبت أجأ أن تسلم العام ربها ** فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
تبيت لبوني بالقرية أمنا ** وأسرحها غبا بأكناف حائل
بنو ثعل جيرانها وحماتها ** وتمنع من رجال سعد ونائل ودخل بدوي إلى الحضر فاشتاق إلى بلاده، فقال:
لعمري لنور الأقحوان بحائل ** ونصر الخزامس في ألاء وعرفج
أحب إلينا يا حميد بن مالك ** من الورد والخيري ودهن البنفسج
وأكل يرابيع وضب وأرنب ** أحب إلينا من سمانى وتدرج
ونص القلاص الصهب تدمى أنوفها ** يجين بنا ما بين قو ومنعج
أحب إلينا من سفين بدجلة ** ودرب متى ما يظلم الليل يرتج باب الحاء والباء وما يليهما
حباباء: بالفتح وبعد الألف باء آخرى وألف ممدودة جبل بنجد من سبعة أجبل تسمى الأكوام مشرفة على بطن الجريب.
الحبابية: بالضم، اسم لقريتين بمصر يقال لإحداهما الحبابية وتسمى أيضا المنستريون من كورة الشرقية وتعرف الآخرى بالحبابية مع منزل نعمة من الشرقية أيضا.
الحباحب: بالفتح والألف وحاء آخرى وباء آخرى وهو في اللغة جمع حبحاب وهو الصغير الجسم من كل شيء. قال الحازمي الحباحب: بلد.
حباران: بالكسر والرا وآخره نون، قال العمراني: بلد بالشام.
حباشة: بالضم والشين معجمة وأصل الحباشة الجماعة من الناس ليسها من قبيلة واحدة وحبشت له حباشة أي جمعت له شيئا، وحباشة سوق من أسواق العرب في الجاهلية ذكره في حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لما استوى رسول الله وبلغ أشده وليس له كثير مال استأجرته خديجة إلى سوق حباشة وهو سوق بتهامة واستأجرت معه رجلا آخر من قريش قال رسول الله وهو يحدث عنها ما رأيت من صاحبة أجير خيرا من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلآوجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا. قال فلما رجعنا من سوق حباشة وذكر حديث تزويج النبي خديجة بطوله. وقال أبو عبيدة في كتاب المثالب: ولد هاشم بن عبد مناف صيفيا وأبا صيفي واسمه عمرو أو قيس وأمهما حية وهي أمة سوداء كانت لمالك أو عمرو بن سلول أخي أبي بن سلول والد عبد الله بن أبي بن سلول المنافق اشتريت حية من سوق حباشة وهي سوق لقينقاع وأخوهما لأمهما مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي.
حبال: بالكسر كأنه جمع حبل، من قرى وادي موسى من جبال السراة قرب الكرك بالشام. منها يوسف بن إبراهيم بن مرزوق بن حمدان أبو يعقوب الصهيبي الحبالي رحل إلى مرو وتفقه بها وسمع أبا منصور محمد بن علي بن محمد المروزي وكان متقشفا. قال الحافظ أبو القاسم وسمعت منه وكان شافعيا بلغني أنه قتل بمرو لما دخلها خوارزم شاه أقسر بن محمد بن أنوشتكين في سنة 535 في رببع الأول.
حبان: بالكسر والتشديد وآخره نون كأنه تثنية حب وهو الحبيب والحب القرط من حبة واحدة وسكة حبان، من محال نيسابور ينسب إليها محمد بن جعفر بن عبد الجبار الحباني.
حبانية: منسوبة، من قرى الكوفة كانت بها وقعة بين زياد بن خراس العجلي من الخوارج وطائفة معه وبين أهل الكوفه هزم فيها الكوفيين وقتل منهم جماعة وذلك في أيام زياد بن أبيه.
حب: بالفتح وتشديد ثانيه، قلعة مشهورة بأرض اليمن من نواحي سبا ولها كورة يقال لها الحبية. وقال ابن أبي الدمينة حب جبل من جهة حضرموت وباسمه سميت القلعة. وقال صاحب الأترجة حب جبل بناحية بغداد.
حبتون: بالكسر ثم السكون وضم التاء فوقها نقطتان وسكون الواو ونون، جبل بنواحي الموصل عن الأزهري وهو أعجمي لا أصل له في العربية.
الحبج: بضمتين وجيم والحبج في الإبل انتفاخ بطونها من كل العرفج وإابل حبج ويجوز أن يكون جمع حبج وهو مجتمع الحي ومعظمه وهو: موضع من نواحي المدينة، قال نصيب:
عفا الحبج الأعلى فروض الأجاول ** فميث الربى من بيض ذات الخمائل حبجرى: بالفتح ثم السكون وفتح الجيم وراء وألف مقصورة، ماء بواد يقال له ذو حبجري لبني عبس فيما والى قطن الشمالي وعن نصر حبجرى ناحية نجدية بأكناف الشربة، قال عقبة بن سوداء:
ألا يا لقومي للهموم الطوارق ** وربع خلا بين السليل وثادق
وطير جرت بين العميم وحبجرى ** بصدع النوى والبين غير الموافق حبران: بالكسر، جبل. في قول زيد الخيل يصف ناقته:
غدت من زخيخ ثنم راحت عشية ** بحبران إرقال العتيق المجفر
فقد غادرت للطير ليلة خمسها ** جوارا برمل النغل لما يسعر وقال الراعي:
كأنها ناشط حم مدافعه ** من وحش حبران بين النقع والظفر حبر: بالكسر ثم السكون والحبر الرجل العالم، اسم واد.
قال المرار الققعسي يرثي لخاه بدرا:
ألا قاتل الله الأحاديث والمنى ** وطيرا جرت بين السعافاة والحبر
وقاتل تثريث العيافة بعدما ** زجرت فما أغنى اعتيافي ولا زجري
وما للقفول بعد بدر بشاشة ** ولا الحي يأتيهم ولا أوبة السفر
تذكرني بدرا زعازع لزبة ** إذا أعصبت إحدى عشياتها الغبر حبر: بكسرتين وتشديد الراء وما أراه إلا مرتجلا، جبلان في ديار سليم، قال ابن مقبل:
سل الدار من جنبي حبر فواهب ** إلى ما ترى هضب القليب المضيح وقال عبيد:
فعردة فقفا حبر ** ليس بها منهم عريب حبرون: بالفتح ثم السكون وضم الراء وسكون الواو ونون، اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم الخليل عليه السلام بالبيت المقدس وقد غلب على اسمها الخليل ويقال لها أيضا حبرى. وروي عن كعب الحبر أن أول من مات ودفن في حبرى سارة زوجة إبراهيم عليه السلام وأن إبراهيم خرج لما ماتت يطلب موضعا لقبرها فقدم على صفوان وكان على دينه وكان مسكنه ناحية حبرى فاشترى الموضع منه بخمسين درهما وكان الدرهم في ذلك العصر خمسة دراهم فدفن فيه سارة ثم دفن فيه إبراهيم إلى جنبها ثم توفيت ربقة زوجة إسحاق عليه السلام فدفت فيه ثم توفي إسحاق فدفن إلى جنبها ثم توفي يعقوب عليه السلام فدفن فيه ثم توفيت زوجته لعيا ويقال إيليا فدفنت فيه إلى أيام سليمان بن داود عليهما السلام فأوحى الله إليه أن ابن على قبر خليلي حبرا ليكون لزواره بعدك فخرج سليمان عليه السلام حتى قدم أرض كنعان وطاف فلم يصبه فرجع إلى البيت المقدس فأوحى الله إليه يا سليمان خالفت أمري فقال يا رب لم أعرف الموضع فأوحى إليه امض فإنك ترى نورا من السماء إلى الأرض فهو موضع خليلي فخرج فرأى ذلك فأمر أن يبنى على الموضع الذي يقال له الرامة وهي قرية على جبل مطل على حبرون فأوحى إليه ليس هذا هو الموضع ولكن انظر إلى النور الذي قد التزق بعنان السماء فنظر فكان على حبرون فوق المغارة فبنى عليهالحبر. قالها وفي هذه المغارة قبرآدم عليه السلام وخلف الحبر قبر يوسف الصديق جاء به موسى عليه السلام من مصر وكان مدفونا في وسط النيل فدفن عند آبائه وهذه المغارة تحت الأرض قد بنى حوله حبر محكم البناء حسن بالأعمدة الرخام وغيرها وبيتها وبين البيت المقدس يوم واحد. وقدم على النبي تميم الداري في قومه وسأله أن يقطعه حبرون فأجابه وكتب له كتابا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله لتميم الد اري وأصحابه إني أعطيتكم بيت عينون وحبرون والمرطوم وبيت إبراهيم بذمتهم وجميع ما فيهم عطية بت ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم بعدهم أبد الابدين فمن آذاهم فيه آذى الله شهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب.
حبرة: بالكسر ثم السكون هي في اللغة صفرة تركب الأسنان وحبرة، آطم من آطام اليهود بالمدينة في دار صالح بن جعفر.
حبرير: بعد الراء ياء ساكنة وراء آخرى مرتجل، وهو جبل من ناحية البحرين بتؤام.
حبسان: ماة في طريق غربي الحاج من الكوفة وهو جمع حبيس وهو الجبل الموقوف. وقالت امرأة من كندة ترثي طائفة من قومها كان قد فتكت بهم بنو زمان بحبسان.
سقى مستهل الغيث أجداث فتية ** بحبسان ولينا نحورهم الدما
صلها معمعان الحرب حتى تخرموا ** مقاحيم إذ هاب الكماة التقحما