هوت أمهم ماذا بهم يوم صرعوا ** بحبسان من أسباب مجد تهدما
أبها أن يفرها والقنا في صدورهم ** فماتها ولم يرقها من الموت سلما
ولو أنهم فرها لكانها أعزة ** ولكن رأها صبرا على الموت أكرما
حبس: بالضم ثم السكون والسين مهملة والحبس بالضم جمع الحبيس يقع على كل شيء وقفه صاحبه وقفا محرما. قال الزمخشري الحبس بالضم، جبل لبني قرة. وقال غيره الحبس بين حرة بني سليم والسوارقية. وفي حديث عبد الله بن حبشي تخرج نار من حبس سيل. قال أبو الفتح نصر حبس سيل ورواه بالفتح إحدى حرتي بني سليم وهما حرتان بينهما فضاء كلتاهما أقل من ميلين. وقال الأصمعي الحبس جبل مشرف على السلماء لو انقلب لوقع عليهم. وأنشد:
سقى الحبس وسمي السحاب ولم يزل ** عليه روايا المزن والديم الهطل
ولولا ابنة الوهبي زبدة لم أبل ** طوال الليالي أن يخالفه المحل الحبس: بالكسر ويروى بالفتح والحبس بالكسر مثل المصنعة وجمعه أحباس تجعل للماء والحبس الماء المستنقع وقيل الحبس حجارة تبنى على مجرى الماء لتحبسه للسارية ويسمى الماء حبسا والحبس، جبل لبني أسد. وقال الأصمعي في بلاد بني أسد الحبس والقنان وإبان الأبيض وإبان الأسود إلى الرمة والحميان حمى ضرية وحمى الربذة والدو والصمان والدهناء في شق بني تميم. قال منظور بن فروة الأسدي:
هل تعرف الدار عفت بالحبس ** غير رماد وأثاف غبس
كأنها بعد سنين خمس ** وريدة تذري حطام اليبس
خطا كتاب معجم بنقس حبش: بالتحريك والشين معجمة، درب الحبش بالبصرة في خطة هذيل نسب إلى حبش أسكنهم عمر رضي الله عنه بالبصرة ويلي هذا الدرب مسجد أبي بكر الهذلي، وقصر حبش موضع قرب تكريت فيه مزارع شربها من الإسحاقي، وبركة الحبش مزرعة نزهة في ظهر القرافة بمصر ذكرت في بركة.
حبشي: بالضم ثم السكون والشين معجمة والياء مشددة، جبل بأسفل مكة بنعمان الأراك يقال به سميت أحابيش قريش و ذلك أن بني المصطلق وبني الهون بن خزيمة اجتمعها عنده وحالفها قريشا وتحالفها بالله إنا ليد واحدة على غيرنا ماسجا ليل ووضح نهار وما رسا حبشي مكانه فسمها أحابيش قريش باسم الجبل وبينه وبين مكة ستة أميال مات عنده عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فجأة فحمل على رقاب الرجال إلى مكة فقدمت عائشة من المدينة وأتت قبره وصلت عليه وتمثلت:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ** من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ** لطول اجتماع لم نبت ليلة معا حبشى: بفتح أوله وثانيه، قال أبو عبيد السكوني حبش، جبل شرقي سميراء يسار منه إلى ماء يقال له خط للحارث بن ثعلبة، وقال غيره حبشى بالتحريك جبل في بلاد بني أسد وفي كتاب الأصمعي حبش جبل يشترك فيه الناس وحوله مياه تحيط به منها الشبكة والخوة والرجيعة والذنبة وثلاثان كلها لبني أسد.
الحبل: الرسن والحبل العهد والحبل الأمان والحبل الرمل المستطيل وحبل العاتق عصب وحبل الوريد عرق في العنق وحبل الذراع في اليد، وحبل عرفة عند عرفات، قال أبو ذؤيب الهذلي:
فروحها عند المجاز عشية ** تبادر أولى السابقات إلى الحبل وقال الحسين بن مطير الأسدي:
خليلي من عمرو قفا وتعرفا ** لسهمه دارا بين لينة فالحبل
تحمل منها أهلها حين أجدبت ** وكانها بها في غير جدب ولا محل
وقد كان في الدار التي هاجت الهوى ** شفاء الجوى لو كان مجتمع الشمل والحبل أيضا موضع بالبصرة على شاطىء الفيض ممتد معه.
حبل: بوزن زفر وجرذ ويجوز أن يكون جمع حبلة نحو برقة وبرق وهو ثمر العضاه ومنه حديث سعد أتينا النبي ما لنا طعام إلا حبلة وورق السمر وهو جمع حبلة أيضا وهو حلي يجعل في القلائد، قال:
وقلائد من حبلة وسلوس، ويجوز أن يكون معمولا عن حابل وهو الذي ينصب الحبالة للصيد، وحبل موضع باليمامة وفي حديث سراج بن مجاعة بن مرارة بن سلمى عن أبيه عن جده قال أتيت النبي فأقطعني الغورة وغرابة والحبل وبين الحبل وحجر خمسة فراسخ. قال لبيد يصف ناقة:
فإذا حركت غرزي أجمرت ** وقرا بي عدو جون قد أبل
بالغرابات فزر افاتها ** فبخنزير فأطراف حبل
يسئد السير عليها راكب ** رابط الجأش على كل وجل
حبلة: بالفتح ثم السكون ولام، قرية من قرى عسقلان، ينسب إليها حاتم بن سنان بن بشر الحبلي، قال ابن نقطة وجدت بخط عبد الوهاب بن عتيق بن راذان المصري حدثنا حاتم بن سنان بن بشر الحبلي قال حدثنا أحمد بن حاتم الأقاشي قال سئل ربيعة بن حاتم بن سنان عن نسبه بمصر وأنا أسمع فقال لي حبلة قرية بالقرب من عسقلان كان لنا بها دار فاستوهبها رجل من أبيه فوهبها له.
حبتج: قال أبو زياد وهو يذكر مياه غني بن أعور فقال ولهم الحبنج والحنبج والحنبيج ثلاث أمواه فقيل لها الحنابج.
حبوكر: بفتحتين وسكون الواو وفتح الكاف وراء من أسماء الدراهي وهو أيضا، اسم رملة كثيرة الرمل.
حبوتن: بفتح أوله ويكسر لغتان وثانيه مفتوح والواو ساكنة والتاء فوقها نقطتان مفتوحة ونون، اسم واد باليمامة عن ابن القطاع وغيره وكذا يروى قول الأعرابي:
سقى رملة بالقاع بين حبوتن ** من الغيث مرزام العشي صدوق
سقاها فرواها وأقصر حولها ** مذانب سمي حولها وحديق
من الأثل أما ظلها فهو بارد ** أثيث وأما نبتها فأنيق حبونن: بفتحتين ونونين، موضع عن صاحب الكتاب بوزن فعولل، وقال بعضهم بكسر الحاء وقال ابن القطاع وهو لغة في الذي قبله، قال الأجدع بن مالك:
ولحقتهم بالجزع جزع حبونن ** يطلبن أزوادا لأهل ملاع وقال وعلة الجرمي:
ولقد صبحتهم ببطن حبونن ** وعلي إن شاء المليك به ثنا
سعي امرىء لم يلهه عن نيله ** بعض المفاقر من معايشه الدنا حبونى: مقصور، موضع أنشد ابن يحيى السمهري:
خليلي لا تستعجلا وتبينا ** بوادي حبونى هل لهن زوال
ولا تيأسا من رحمة الله واسألا ** بوادي حبونى أن تهب شمال
ولا تيأسا أن ترزقا أرحبية ** كعين المها أعناقهن طوال
من الحارثيين الذين دماؤهم ** حرام وأما ما لهم فحلال قال أبو علي هذا لا يكون فعولى ولكن يحتمل وجهين من التقدير أحدهما أن يكون سمي بجملة كما جاء:
على أطرقا باليات الخيام والآخر أن يكون حبونى من حبوت كما أن عفرنى من العفر ويحتمل أن يكون حبونن فأبدل من إحدى النونين الألف كراهة التضعيف لانفتاح ما قبلها كقولهم ولا أملاه أي لا أمله ويحتمل أن يكون حرف العلة والنون تعاقبا على الكلمة لمقاربتهما كما قالها ددن وددا فإذا احتملت هذه الوجوه لم يقطع على أنها فعولى، وقال الفرزدق:
وأهل حبوني من مراد تداركت ** وجرما بواد خالط البحر ساحله قال أبو عبيدة في تفسيره حبونى من أرض مراد أراد حبونن فلم يمكنه.
الحبيا: بالضم ثم الفتح وياء مشددة مقصورا، موضع بالشام. قال نصر وأظن أن بالحجاز موضعا يقال له الحبيا قال وربما قالها الحبيا وهم يريدون الحبي، قال بعضهم:
من عن يمين الحبيا نظرة قبل وقال آخر:
ومعترك وسط الحبيا ترى به ** من القوم مخدوشأ وآخر خادشا حبيب: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وباء آخرى، بلد من عمال حلب يقال له بطنان حبيب ذكر في بطنان، ودرب حبيب ببغداد من نهر معلى. ينسب إليه لمحدثون هبة الله بن محمد بن الحسن بن أحمد بن طلحة أبا القاسم بن أبي غالب الحبيبي من أولاد المحدثين سمع أباه وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة البغال وأبا الحسن علي بن محمد العلاف المقري ذكره أبو سعد في معجمه.
حبيبة: بلفظ تصغير حبة، ناحية في طفوف البطيحة متصلة بالبادية وتقرب من البصرة.
الحبيبة: مصغر منسوب، من قرى اليمامة.
حبير: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء، قال أبو منصور الحبير من السحاب ما يرى فيه من التنمير من كثرة الماء قال والحبير من زبد اللغام إذا صار على رأس البعير قال وهو تصحيف والصواب الخبير بالخاء المعجمة في زبد اللغام. قال وأما الخبير بمعنى السحاب فلا أعرفه فإن كان من قول الهذلي:
تعد من جانبيه الخبير ** لما وهى مزنه فاستبيحا فهو الخاء أيضا، والحبير موضع بالحجاز. قال الفضل بن العباس اللهبي:
سقى دمن المواثل من حبير ** بواكر من رواعد ساريات ويجوز أن يكون أراد ها هنا السحاب ما يرى.
حبيس: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وسين مهملة، موضع بالرقة فيه قبور قوم شهداء ممن شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذات حبيس موضع بمكة بقرب الجبل الأسود الذي يقال له أظلم، قال الراعي:
فلا تضرمي حبل الدهيم جريرة ** بترك مواليها الأدانين ضيعا
يسوقها ترعية ذو عباءة ** بما بين نقب فالحبيس فأفرعا والحبيس قلعة بالسواد من اعمال دمشق يقال لها حبيس جلدك.
حيبش: بلفظ التصغير وآخره شين معجمة، موضع في قول نصر.
حبيضى: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وضاد معجمة، جبل بالقرب من معدن بني سليم يمنة الحاج إلى مكة عن أبي الفتح.
حبين: بالضم ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة ونون، سكة حبين بمرو كذا تقولها العامة وأصلها سكة حبان بن جبلة ثم غيروها كذا قال أبو سعد. ينسب إليها أبو منصور عبدالله بن الحسن بن أبي الحسن الحبيني المروزي حدث عن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق الشيرنخشيري وغيره سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.
حبي: بالضم ثم الفتح وياء مشددة بلفظ التصغير وهو: موضع بتهامة كان لبني أسد وكنانة. قال مضرس بن ربعي:
لعمرك إنني بلوى حبي ** لأرجى عائنا حذرا أروحا
رأى طيرا تمر ببين سلمى ** وقيل النفس إلأ أن تريحا حبي: بالضم وتشديد الباء والقصر. موضع في قول الراعي:
أبت ايات حبي أن تبينا ** لنا خبرا فأبكين الحزينا باب الحاء والتاء وما يليهما
حتى: مقصور بلفظ حتى من الحروف من خط ابن مختار من خط الوزير المغربي أنه، اسم موضع. قال نصر حتى من جبال عمان أو جبلة.
الحتات: بالضم واخره تاء أيضا، قطيعة بالبصرة واسم رجل وحتات كلى شيء ما تحات منه.
حتاوة: بالفتح ثم التشديد وبعد الألف واو مفتوحة وهاء. من قرى عسقلان، ينسب إليها عمرو بن حليف أبو صالح الحتاوي عن رواد بن الجراح وزيد بن أسلم وغيرهما روى عنه عبد العزيز العسقلاني ذكره ابن عدي في الضعفاء.
الحت: بالضم ثم التشديد، موضع بعمان. ينسب إليه الحت من كندة وليس بأم لهم ولا أب. وقال الزمخشري الحت من جبال القبلية لبني عرك من جهينة. عن علي بن أزيد بن شريح بن بحير بن أسعد بن ثابت بن سند بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن نبيان بن بغيض في طعنة طعنها آبى اللحم الغفاري في شركان بين بني ثعلبة بن سعد وبني غفار بن مليك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
حميت ذمارثعلبة بن سعد ** بجنب الحت إذ دعيت نزال
وأدركني ابن آبي اللحم يجري ** وأجرى الخيل حاجزه التوالي
طعنت مجامع الأحشاء منه ** بمفتوق الوقيعة كالهلال
فإن يهلك فذلك كان قدري ** وإن يبرأ فإني لا أبالي وقال الحازمي: الحت محلة من محال البصرة خارجة من سورها سميت بقبيل من اليمن نزلوها قلت أراهم من كندة المقدم ذكرهم.
حتمة: مفتوح وهو واحد الحتم وهو القضاء، صخرات مشرفات في ربع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمكة عن العمراني ورواه الحازمي بالثاء المثلثة كما يذكر عقيب هذا.
[عدل] باب الحاء والثاء وما يليهما
الحثا: بالفتح والقصر، موضع بالشام في قول عدي بن الرقاع:
يا من رأى يرقا أرقت لضوئه ** أمسى تلألأ في حواركه العلى
فأصاب أيمنه المزاهر كلها ** وأقتم أيسره أثيدة فالحثا حثاث: بالكسر وفي آخره ثاء آخرى كأنه جمع حثيث أي سريع وهو: عرض من أعراض المدينة.
حثمة: بالفتح ثم السكون وميم والحثمة الأكمة الحمراء، وقال الأزهري الحثمة بالتحريك الأكمة ولم يذكر الحمراء قال ويجوز تسكين الثاء. وحثمة: موضع بمكة قرب الحزورة من دار الأرقم. وقيل الحثمة صخرات قي ربع عمربن الخطاب رضي الله عنه بمكة وفي حديث عمر أنه قال إني أولى بالشهادة وإن الذي آخرجني من الحثمة لقادر على أن يسوقها إلي. وقال مهاجر بن عبد الله المخزومي:
لنساء بين الحجون إلى الحث ** مة في مظلمات ليل وشرق
قاطنات الحجون أشهى إلى النف ** س من الساكنات دور دمشق
يتضوغن أن يضمخن بالمس ** سك ضماخا كأنه ريح مرق حثن: بضمتين وآخره نون، موضع في بلاد هذيل عن الأزهري. وقال غيره موضع عند المثلم بينه وبين مكة يومان. قال سلمى بن مقعد القرمي:
إنا نزعنا من مجالس نخلة ** فنجيز من حثن بياض مثلما قوله نزعنا: أي جئنا، ونجيز، أي نمر. وقال قيس بن العيزارة الهذلي:
وقال نساء لو قتلت نساءنا ** سواكن في الشجو الذي أنا فاجع
رجال ونسوان بأكناف راية ** إلى حثن تلك الدموع الدوافع وقال أيضا:
أرى حثنا أمسى ذليلا كأنه ** تراث وخلآه الضعاب الصعاتر
وكاد يوالينا ولسنا بأرضهم ** قباثل من فهم وأفصى وثابر باب الحاء والجيم وما يليهما
حجاج: بالفتح والتشديد وآخره جيم، من قرى بيهق من أعمال نيسابور، منها أبو سعيد إسماعيل بن محمد بن أحمد الحجاجي الفقيه الحنفي كان حسن الطريقة روي عن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبي سعد محمد بن موصى بن شاذان الصيرفي وأبي القاسم السراج وغيرهم وتوفي في حدود سنة 480.
الحجارة: جمع الحجر، كورة بالأندلس يقال لها وادي الحجارة. ينسب إليها بالحجاري جماعة، منهم محمد بن إبراهيم بن حبون. وسعيد بن مسعدة الحجاري محدث مات سنة 427.
الحجاز: بالكسر وآخره زاي. قال أبو بكر الأنباري في الحجاز وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب حجز الرجل بعيره يحجزه إذا شده شدا يقيده به ويقال للحبل حجاز ويجوز أن يكون سمي حجازا لأنه يحتجز بالجبال يقال احتجزت المرأة إذا شدت ثيابها على وسطها واتزرت ومنه قيل حجزة السراويل وقول العامة حزة السراويل خطأ. قال عبيد الله المؤلف رحمه الله تعالى ذكر أبو بكر وجهين قصد فيهما الإعراب ولم يذكر حقيقة ما سمي به الحجاز حجازا والذي أجمع عليه العلماء أنه من قولهم حجزه يحجزه حجزا أي منعه. والحجاز جبل ممتد حال بين الغور غور تهامة ونجد فكأنه منع كل واحد منهما أن يختلط بالآخر فهو حاجز بينهما. وهذه حكاية أقوال العلماء. قال الخليل سمي الحجاز حجازا لأنه فصل بين الغور والشام وبين البادية. وقال عمارة بن عقيل ما سال من حرة بني سليم وحرة ليلى فهو الغور حتى يقطعه البحر وما سال من ذات عرق مغربا فهو الحجاز إلى أن تقطعه تهامة وهو حجاز أسود حجز بين نجد وتهامة وما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق. وقال الأصمعي ما احتجزت به الحرار حرة شوران وحرة ليلى وحرة واقم وحرة النار وعامة منازل بني سليم إلى المدينة فذلك الشق كله حجاز. وقال الأصمعي أيضا في كتاب جزيرة العرب الحجاز اثنتا عشرة دارا المدينة وخيبر وفدك وذو المروة ودار بلي ودار أشجع ودار مزينة ودار جهينة ونفر من هوازن وجل سليم وجل هلال وظهر حزة ليلى ومما يلي الشام شغب وبدا. وقال الأصمعي في موضع آخر من كتابه الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام وإنما سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد فمكة تهامية والمدينة حجازية والطائف حجازية. وقال غيره حد الحجاز من معدن النقرة إلى المدينة فنصف المدينة حجازي ونصفها تهامي وبطن نخل حجازي وبحذائه جبل يقال له الأسود نصفه حجازي ونصفه نجدي. وذكر ابن أبي شبه أن المدينة حجازية روى عن أبي المنذر هشام أنه قال الحجاز ما بين جبلى طيىء إلى طريق العراق لمن يريد مكة سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد وقيل لأنه حجز بين الغور رالشام وبين السراة ونجد. وعن إبراهيم الحربي أن تبوك وفلسطين من الحجاز. وذكر بعض أهل السير أنه لما تبابلت الألسن ببابل وتفرقت العرب إلى مواطنها سار طسم ابن إرم في ولده وولد ولده يقفو آثار إخوته وقد احتوها على بلدانهم فنزل دونهم بالحجاز فسموها حجازا لأنها حجزتهم عن المسير في آثار القوم لطيبها في ذلك الزمان وكثرة خيرها. وأحسن من هذه الأقوال جميعها وأبلغ وأتقن قول أبي المنذر هشام بن أبي النضر الكلبي قال في كتاب افتراق العرب وقد حدد جزيرة العرب ثم قال فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة التي نزلوها وتوالدها فيها على خمسة أقسام عند العرب في أشعارهم وأخبارهم تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن وذلك أن جبل السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها أقبل من قعرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازا لأنه حجز بين الغور وهو تهامة وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر فصار ما خلف ذلك الجبل فى غربيه إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعك وكنانة وغيرها ودونها إلى ذات عرق والجحفة وما صاقبها وغار من أرضها الغور غور تهامة وتهامة تجمع ذلك كله وصار ما عون ذلك الجبل في شرقيه من صحاري نجد إلى أطراف العراق والسماوة وما يليها نجدا ونجد تجمع ذلك كله وصار الجبل نفسه وهو سراته وهو الحجاز وما احتجز به في شرقيه من الجبال وانحاز إلى ناحية فيد والجبلين إلى المدينة ومن بلاد مذحج تثليث وما دونها إلى ناحية فيد حجازا والعرب تسميه نجدا وجلسا وحجازا والحجاز يجمع ذلك كله وصارت بلاد اليمامة والبحرين وما والاهما العروض وفيها نجد وغور لقربها من البحر وانخفاض مواضع منها ومسايل أودية فيها والعروض يجمع ذلك كله وصار ما خلف تثليث وما قاربها إلى صنعاء وما والاها من البلاد إلى حضرموت والشحر وعمان وما بينها اليمن وفيها التهايم والنجد واليمن تجمع ذلك كله. قال أبو المنذر فحدثني أبو مسكين محمد بن جعفر بن الوليد عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال إن الله تعالى لما خلق الأرض مادت فضربها بهذا الجبل يعني السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها فإنه أقبل من ثغرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازا لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر ومبدؤه من اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فقطعته الأودية حتى بلغ ناحية نخلة فكان منها حيض ويسوم وهما جبلان بنخلة ثم طلعت الجبال بعد منه فكان منها الأبيض جبل العرج
وقدس وآرة والأشعر والأجرد. وأنشد للبيد:ة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها فإنه أقبل من ثغرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازا لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر ومبدؤه من اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فقطعته الأودية حتى بلغ ناحية نخلة فكان منها حيض ويسوم وهما جبلان بنخلة ثم طلعت الجبال بعد منه فكان منها الأبيض جبل العرج وقدس وآرة والأشعر والأجرد. وأنشد للبيد: مرية حفت بفيد وجاورت ** أرض الحجاز فأين منك مرامها وقد أكثرت شعراء العرب من ذكر الحجاز واقتدى بهم المحدثون وسأورد منه قليلا من كثير من الحنين والتشوق. قال بعض الأعراب:
تطاول ليلي بالعراق ولم يكن ** علي بأكناف الحجاز يطول
فهل لي إلى أرض الحجاز ومن به ** بعاقبة قبل الفوات سبيل
إذا لم يكن بيني وبينك مرسل ** فريح الصبا مني إليك رسول وقال أعرابي آخر:
سرى البرق من أرض الحجاز فشاقني ** وكل حجازي له البرق سائق
فواكبدي مما ألاقي من الهوى ** إذا جن إلف أو تألق بارق وقال آخر:
كفى حزنا أني ببغداد نازل ** وقلبي بأكناف الحجاز رهين
إذا عن ذكر للحجاز استقزني ** إلى من بأكناف الحجاز حنين
فو الله ما فارقتهم قاليا لهم ** ولكنا ما يقضى فسوف يكون وقال الأشجع بن عمرو السلمي:
بأكناف الحجاز هوى دفين ** يؤرقني إذا هدلت العيون
أحن إلى الحجاز وساكنيه ** حنين الإلف فارقه القرين
وأبكي حين ترقد كل عين ** بكاء بين زفرته أنين
أمر على طبيب العيس نأي ** خلوج بالهوى الأدنى شطون
فإن بعد الهوى وبعدت عنه ** وفي بعد الهوى تبدو الشجون
فأعذر من رأيت على بكاء ** غريب عن أحبته حزين
يموت الضب والكتمان عنه ** إذا حسن التذكر والحنين
الحجائز: كأنه جمع حاجز وهو المانع بالزاي، من قلات العارض باليمامة.
حجبة: بالفتح ثم السكون والباء موحدة وهاء من قرى اليمن من بلاد سنحان.
الحجر: بالكسر ثم السكون وراء وهو في اللغة ما حجز عليه أي منعته من أن يوصل إليه وكلما منعت منه فقد حجرت عليه والحجر العقل واللب والحجر بالكسر والضم الحرام لغتان معروفتان فيه والحجر، اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام قال الإصطخري الحجر قرية صغيرة قليلة السكان وهو من وادي القرى على يوم بين جبال وبها كانت منازل ثمود. قال تعالى: وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين الشعراء: 149، قال: ورأيتها بيوتا مثل بيوتنا في أضعاف جبال وتسمى تلك الجبال الأثالث وهي جبال إذا راها الرائي من بعد ظنها متصلة فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا تكاد، ترتقي كل قطعة منها قائمة بنفسها لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة وبها، ثمود التي قال الله فيها وفي الناقة: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم، الشعراء: 155، قال جميل:
أقول لداعي الحب والحجر بيننا ** ووادي القرى لبيك لما دعانيا
فما أحدث النأي المفرق بيننا ** سلها ولا طول اجتماع تقاليا
والحجر أيضا حجر الكعبة وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم عليه السلام وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة فسمي حجرا لذلك لكن فيه زيادة على ما فيه البيت حدة وفي الحديث من نحو سبعة أذرع وقد كان ابن الزبير أدخله في الكعبة حين بناها فلما هدم الحجاج بناءه صرفه عما كان عليه في الجاهلية وفي الحجر قبر هاجر أم إسماعيل عليه السلام. والحخر أيضا، قال عرام بن الأصبغ وهو يذكر نواحي المدينة فذكر الرحضية ثم قال وحذاءها قرية يقال لها الحجر وبها عيون وآبار لبني سليم خاصة وحذاءها جبل ليس بالشامخ يقال له قنة الحجر.
حجر: بالفتح يقال حجزت عليه حجرا إذا منعته فهو محجور والحجر بالكسر بمعنى واحد وحجر، هي مدينة اليمامة وأم قراها وبها ينزل الوالي وهي شركة - إلا أن الأصل لحنيفة وهي بمنزلة البصرة والكوفة لكل قوم منها خطة إلا أن العدد فيه لبني عبند من بني حنيفة. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى خرجت بنو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل يتبعون الريف ويرتادون الكلأ حتى قاربها اليمامة على السمت الذي كانت عبد القيس سلكته لما قدمت البحرين فخرج عبيدبن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة منتجعا بأهله وماله يتبع مواقع القطر حتى هجم على اليمامة فنزل موضعا يقال له قارات الحبل وهو من حجر على يوم وليلة فأقام بها أياما ومعه جار من اليمن من سعد العشيرة ثم من بني زبيد فخرج راعي عبيد حتى أتى قاع حجر فرأى القصور والنخل وأرضا عرف أن بها شأنا وهي التي كانت لطسم وجديس فبادها كما يذكر إن شاء الله تعالى في اليمامة فرجع الراعي حتى أتى عبيدا فقال والله إني رأيت اطاما طوالا وأشجارا حسانا هذا حملها وأتى بالتمر معه مما وجده منتثرا تحت النخل فتناول منه عبيد وكل وقال هذا والله طعام طيب وأصبح فأمر بجزور فنحرت ثم قال لبنيه وغلمانه اجتزرها حتى اتيكم وركب فرسه وأردف الغلام خلفه وأخذ رمحه حتى أتى حجرا فلما رآها لم يحل عنها وعرف أنها أرض لها شأن فوضع رمحه في الأرض ثم دفع الفرس واحتجر ثلاثين قصرا وثلاثين حديقة وسماها حجرا وكانت تسمى اليمامة. فقال في ذلك:
حللنا بدار كان فيها أنيسها ** فبادها وحلها ذات شيد حصونها
فصارها قطينا للفلاة بغربة ** رميما وصرنا في الميار قطينها
فسوف يليها بعدنا من يحلها ** ويسكن عرضا سهلها وحزونها ثم ركز رمحه في وسطها ورجع إلى أهله فاحتملهم حتى أنزلهم بها فلما رأى جاره الزبيدي ذلك قال يا عبيد الشرك قال لا بل الرضا فقال ما بعد الرضا إلا السخط فقال عبيد عليك بتلك القرية فأنزلها القرية بناحية حجر على نصف فرسخ منها فأقام بها الزبيدي أياما ثم غرض فأتى عبيدا فقال له عوضني شيئا فإني خارج وتارك ما ههنا فأعطاه ثلانين بكرة فخرج ولحق بقومه. وتسامعت بنو حنيفة ومن كان معهم من بكر بن وائل بما أصاب عبيد بن ثعلبة فأقبلها فنزلها قرى اليمامة وأقبل زيد بن يربوع عم عبيد حتى أتى عبيدا فقال أنزلني معك حجرا فقام عبيد وقبض على ذكره وقال: والله لا ينزلها إلا من خرج من هذا يعني أولاده فلم يسكنها إلا ولده وليس بها إلا عبيدي وقال لعمه عليك بتلك القرية التي خرج منها الزبيدي فانزلها فنزلها في أخبية الشعر وعبيد وولده في القصور بحجر فكان عبيد يمكث الأيام ثم يقول لبنيه انطلقها إلى باديتنا يريد عمه يخمضون يتحدثون هنالك ثم يرجعون فمن ثم سميت البادية وهي منازل زيد وحبيب وقطن ولبيد بني يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة. ثم جعل عبيد يفسل النخل فيغرسها فتخرج ولا تخلف ففعل أهل اليمامة كلهم ذلك. فهذا هو السبب في تسميتها حجرا وقد كثرت الشعراء من ذكرها والتشوق إليها فروي عن نفطويه. قال قالت أم موسى الكلابية وكان تزوجها رجل من أهل حجر اليمامة ونقلها إلى هنالك:
قد كنت أكره حجرا أن ألم بها ** وأن أعيش بأرض ذات حيطان
لاحبذا العرف الأعلى وساكنه ** وما تضمن من مال وعيدان
أبيت أرقب نجم الليل قاعدة ** حتى الصباح وعند الباب علجان
لولا مخافة ربي أن يعاقبني ** لقد دعوت على الشيخ ابن حيان
وكان رجل من بني جثم بن بكر يقال له جشم بن بكر يقال له جحدر يخيف السبيل بأرض اليمن وبلغ خبره الحجاج فأرسل إلى عامله باليمن يشدد عليه في طلبه فلم يزل يجد في أمره حتى ظفر به وحمله إلى الحجاج بواسط فقال له ما حملك على ما صنعت فقال كلب الزمان وجراءة الجنان فأمر بحبسه فحبس فحن إلى بلاده.
وقال:
لقد صدع الفؤاد وقد شجاني ** بكاء حمامتين تجاوباني
تجاوبتا بصوت أعجمي ** على غصنين من غرب وبان
فأسبلت الدموع بلا احتشام ** ولم أك باللئيم ولا الجبان
فقلت لصاحبي دعا ملامي ** وكفا اللوم عني واعذراني
أليس الله يعلم أن قلبي ** يحبك أيها البرق اليمانى
وأهوى أن أعيد إليك طرفي ** على عدواء من شغلي وشأني
أليس الليل يجمع أم عمرو ** وإيانا فذاك بنا تدان
بلى وترى الهلال كما أراه ** ويعلوها النهار كما علاني
فما بين التفرق غير سبع ** بقين من المحرم أو ثمان
ألم ترني غذيت أخا حروب ** إذا لم أجن كنت مجن جان
أيا أخوي من جشم بن بكر ** أقلآ اللوم إن لا تنفعاني
إذا جاوزتما سعفات حجر ** وأودية اليمامة فانعياني
لفتيان إذا سمعها بقتلي ** بكى شبانهم وبكى الغواني
وقولا جحدر أمسى رهينا ** يحاذر وقع مصقول يماني
ستبكي كل غانية عليه ** وكل مخضب رخص البنان
وكل فتى له أدب وحلم ** معدي كريم غير وان فبلغ شعره هذا الحجاج فأحضره بين يديه وقال له أيما أحب إليك أن أقتلك بالسيف أو ألقيك للسباع فقال له اعطني سيفا والقني للسباع فأعطاه سيفا وألقاه إلى سبع ضار مجوع فزأر السبع وجاعه فتلقاه بالسيف ففلق هامته فكرمه الحجاج واستنابه وخلع عليه وفرض له في العطاء وجعله من أصحابه. وأنشد ابن الأعرابى في نوادره لبعض اللصوص:
هل الباب مفروج فأنظر نظرة ** بعين قلت حجرا وطال احتمامها
ألا حبنا الدهنا وطيب ترابها ** وأرض فضاء يصدح الليل هامها
وسير المطايا بالعشيات والضحى ** إلى بقر وحش العيون أكامها والحجر أيضا حجر الراشدة موضع في ديار بني عقيل وهو مكان ظليل أسفله كالعمود وأعلاه منتشر عن أبي عبيد، والحجر أيضا واد بين بلاد عذرة وغطفان، والحجر أيضا جبل في بلاد غطفان، والحجر أيضا حجر بني سليم قرية لهم.
حجر: بالضم، قرية باليمن من مخاليف بدر كذا قال ابن الفقيه وبدر هذه التي باليمن غير بدر صاحبة غزوة بدر. قال أبو سعد حجر بالضم اسم موضع باليمن. إليه ينسب أحمد بن علي الهذلي الحجري ذكره هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي. فقال أنشدني أحمد بن علي الهذلي لنفسه بالحجر باليمن:
ذكرت والدمع يوم البين ينسجم ** وعبرة الوجد في الأحشاء تضطرم
مقالة المتنبي عندما زهقت ** نفسي وعبرتها تفيض وهي دم
يا من يعز علينا أن نفارقهم ** وجداننا كل شيء بعدكم عدم وبرقاء حجر جبلان على طريق حافي البورة بين جديلة وفلجة كان حجر أبو امرىء القيس يحثلها وهناك قتلته بنو أسد.
الحجر الأسود: قال عبد الله بن العباس ليس في الأرض شيء من الجنة إلا الركن الأسود والمقام فإنها جوهرتان منه جوهر الجنة ولولا من مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله. وقال عبد الله بن عمرو بن العاص الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاء ما بين المشرق والمغرب. وقال محمد بن علي ثلاثة أحجار من الجنة الحجر الأسود والمقام وحجر بني بسرائيل. وقال أبو عرارة الحجر الأسود في الجدار وفرع ما بين الحجر الأسود إلى الأرض فراعان وثلثا فراع وهو في الركن الشمالي وقد ذكرت أركان الكعبة في مواضعها. وقال عياض الحجر الأسود يقال هو الذي أراده النبي حين قال: إني لأعرف حجرا كان يسلم علي إنه ياقوتة بيضاء أشد بياضا من اللبن فسوده الله تعالى بخطايا بني آدم ولمس المشركين إياه. ولم يزل هذا الحجر في الجاهلية والإسلام محترما معظما مكرما يتبركون به ويقبلونه إلى أن دخل القرامطة لعنهم الله في سنة 317 إلى مكة عنوة فنهبوها وقتلها الحجاج وسلبها البيت وقلعها الحجر الأسود وحملوه معهم إلى بلادهم بالأحساء من أرض البحرين وبذل لهم بجكم التركي الذي استولى على بغداد في أيام الراضي بالله ألوف دنانير على أن يرثوه فلم يفعلها حتى توسط الشريف أبو علي عمر بن يحيى العلوي بين الخليفة المطيع لله في سنة 339 وبينهم حتى أابها إلى رد وجاها به إلى الكوفة وعلقوه على الأسطوانة السابعة من أساطين الجامع ثم حملوه ورده إلى موضعه واحتجها وقالها أخذناه بأمر وردناه بأمر فكانت مدة غيبته اثنتين وعشرين سنة. وقرأت في بعض الكتب أن رجلا من القرامطة قال لرجل من أهل العلم بالكوفة وقد رآه يتمسح به وهو معلق على الأسطوانة السابعة كما ذكرناه ما يؤمنكم أن نكون غيبنا ذلك الحجر وجئنا بغيره فقال له إن لنا فيه علامة وهو أننا إذا طرحناه في الماء لا يرسب ثم جاء بماء فألقوه فيه فطفا على وجه الماء. وحجر الشغرى الغين والشين معجمتان وراء بوزن سكرى ورواه العمراني بالزاي والأول كثر ولم أجد في كتب اللغة كلمة على شغز إلا ما ذكره الأزهري عن ابن الأعرابي أن الشغيزة المخيط يعني المسلة عربية سمعها الأزهري بالبادية وأما الراء فيقال شغر الكلب إذا رفع إحلى رجليه ليبول وشغر البلد إذا خلا منه الناس وفيه غير ذلك وهو حجر بالمعروف وقيل مكان. وقال أبو خراش الهذلي:
فكدت وقد خلفت أصحاب فائد ** لى حجر الشغرى من الشد أكلم كذا رواه السكري ورواه بعضهم لدى حجر الشغرى بضمتين، حجر الذهب محلة بدمشق أخبرني به الحافظ أبو عبد الله بن النجار عن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن عساكر. وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي أحمد بن يحيى من أهل حجر الذهب روى عن إسماعيل بن إبراهيم أظنه أبا معمر وأبي نعيم عبيد بن هشام روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان وأثنى عليه حجر شغلان بضم الشين المعجمة وسكون الغين المعجمة أيضا وآخره نون حصن في جبل اللكام قرب أنطاكية مشرف على بحيرة يغرا وهو للداوية من الفرنج وهم قوم حبسها أنفسهم على قتال المسلمين ومنعها أنفسهم النكاح فهم بين الرهبان والفرسان.
حجرة: بالفتح ثم السكون والراء، بلد باليمن.
حجرا: بالكسر ثم السكون وراء وألف مقصورة، من قرى دمشق. ينسب إليها غير واحد. منهم محمد بن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي حدث عن أبيه عن جده روى عنه ابن ابنه يحيى بن عبد الحميد وعمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن محمد بن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو أبو الحسن الطائي الحجراوي روى عن عم أبيه السلم بن يحيى روى عنه تمام بن محمد الرازي. قال حدثنا إملاء في محرم سنة 355 بقرية حجرا وزعم أن له 120 سنة.
الحجلاء: بالفتح ثم السكون وهو في اللغة الشاة التي ابيضت وطفتها. قال سلمى بن المقعد القرمي الهذلي:
إذا حبس اللذلآن في شر عيشة ** كبدت بها بالمستسن الأراجل
فما إن لقوم في لقائي طرفة ** بمنخرق الحجلاء غير المعابل الحجلاها ن: مثنى في قول حميد بن ثور:
في ظل حجلاوين سيل معتلج
وقال أبو عمرو: هما قلتان.
حجور. بضمتين وسكون الواو وراء. قال أبو الفتح نصر جاء في الشعر أريد به جمع حجر. وقيل هو مكان آخر. وقيل: ذات حجور بالفتح.
حجور: بالفتح يجوز أن يكون فعولا بمعنى فاعل من الحجر كأنه مكثر في هذا المكان الحجر أي المنع مثل شكور بمعنى شاكر وناقة حلوب بمعنى كثيرة الحلب حجور موضع في ديار بني سعد بن زيد مناة بن تميم وراء عمان، قال الفرزدق:
لو كنت تدري ما برمل مقيد ** بقرى عمان إلى ذوات حجور ورواه بعضهم بضم أوله وزعم أنه مكان يقال له حجر فجمعه بما حوله، وحجور أيضا موضع باليمن سمي بحجوربن أسلم بن عليان بن زيد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همذان وأخبرني الثقة أن باليمن قرب زبيد موضعا يقال له حجوري اليمن. وقد نسب هكذا يزيد بن سعيد أبو عثمان الهمداني الحجوري روى عنه الوليد بن مسلم.
الحجون: آخره نون والحجن الاعوجاج. ومنه غزوة حجون التي يظهر الغازي الغزو إلى موضع ثم يخالف إلى غيره وقيل هي البعيحة. والحجون جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها. وقال السكري مكان من البيت على ميل ونصف: وقال السهيلي على فرسخ وثلث عليه سقيفة آل زياد بن عبد الله الحارثي وكان عاملا على مكة في أيام السفاح وبعض أيام المنصور: وقال الأصمعي الحجون هو الجبل المشرف الذي بحذاء مسجد البيعة على شعب الجزارين: وقال مضاض بن عمرو الجرهمي يتشوق مكة لما أجلتهم عنها خزاعة:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ** أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ** صروف الليالي والجدود العواثر
فآخرجنا منها المليك بقدرة ** كذلك ياللناس تجري المقادر
فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة ** كذلك عضتنا السنون الغوابر
وبدلنا كعب بها دار غربة ** بها الذئب يعوي والعدو المكاشر
فسخت دموع العين تجري لبلدة ** بها حرم أمن وفيها المشاعر حجة: بالفتح ثم التشديد، جبل باليمن فيه مدينة مسماة به.
حجيان: بالتحريك، من قرى الجند باليمن.
الحجيب: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة موضع في قول الأفوه الأودي.
فلما أن رأونا في وغاها ** كاساد الغريفة والحجيب حجيرا: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء وألف مقصورة، من قرى غوطة دمشق. بها قبر مدرك بن زياد صحابي رضي الله عنه.
الحجيريات: بلفظ التصغر أكيمات كن لرجل من بني سعد يقال له حجنر هاجر إلى النبي فاختط له الحجيرات وما حولها وبه كان منزل أوس بن مغراء الشاعر. وقال غيره:
لقد غادرت أسياف زمان غدوة ** فتى بالحجيريات حلو الشمائل الحجيل: باللام، ماء بالضمان، قال الآفوه الأودي:
وقد مرت كماة الحرب منا ** على ماء الحفينة والحجيل الحجبلاء: تصغير حجلاء وقد تقدم، اسم بئر باليمامة قال يحيى بن طالب الحنفي:
ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة ** إلى قرقرى قبل الممات سبيل
فأشرب من ماء الحجيلاء شربة ** يداوى بها قبل الممات عليل
أحدث عنك النفس أن لست راجعا ** إليك فهي في الفؤاد دخيل باب الحاء والدال وما يليهما
حداء: بالفتح ثم التشديد وألف ممدودة، واد فيه حصن ونخل بين مكة وجدة يسمونه اليوم حدة. قال أبو جندب الهذلي:
بغيتهم ما بين حداء والحشا ** وأوردتهم ماء الأثيل فعاصما حداب: بالكسر وآخره باء موحدة وهو جمع حدب وهي الأكمة. ومنه قوله تعالى: وهم من كل حدب ينسلون، الأنبياء: 96، وقيل الحدب حدور في صبب ومن ذلك حدب الريح وحدب الرمل وحدب الماء ما ارتفع من أمواجه، وحداب موضع في حزن بني يربوع كانت فيه وقعة لبكر بن وائل على بني سليط فسبها فساءهم فأدركتهم بنو رياح وبنو يربوع فاستنقذها منهم نساءهم وجميع ما كان في أيديهم من السبي. قال جرير:
لقد جردت يوم الحداب نساؤهم ** فساءت مجاليها وقلت مهورها
الحدادة: بالفتح والتشديد وبعد الألف دال آخرى، قرية كبيرة بين دامغان وبسطام من أرض قومس بينها وبين الدامغان سبعة فراسخ ينزلها الحافي، ينسب إليها محمد بن زياد الحدادي ويقال له القومسي روى عن أحمد بن منيع وغيره وعلي بن محمد بن حاتم بن دينار بن عبيد أبو الحسن وقيل أبو الحسين القومسي الحدادي مولى بني هاشم سمع ببيروت العباس بن الوليد وبحمص أبا عمرو أحمد بن المعمر وبعسقلان محمد بن حماد الطهراني وأبا قرفاصة محمد بن عبد الوهاب وأحمد بن زيرك الصوفي وسمع بقيسارية والرملة ومنبج وأيلة وسمع بمصر الربيع بن سليمان المرادي وغيره وسمع بمكة وغيرها من البلاد وكان صدوقا روى عنه أبو بكر الإسماعيلي ووصفه بالصدق. وقال حمزة بن يوسف الشهمي مات في شهر رمضان سنة 322.
الحدادية: منسوبة، قرية كبيرة بالبطيحة من أعمال واسط لها ذكر في الآثار رأيتها.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)