يسلموو اخي
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
ولكن وبينما كنت مسترسلا ًبالحديث مبحراً في رومانسية الموضوع لمحت القلق و الاضطراب بل والانزعاج أيضاً في عيون صديقي
رغم أنه حاول جاهداً إخفاء تلك المشاعر والأحاسيس عني إلا أن أسئلتي المتكررة دفعته لينهار وينفجر قائلا ً
بصوت خافت مخنوق كأني به يزف خبراً فاجعاً لصديق:
ـ اسمع يا صاحبي أنا وكما تعرفني لا أتمنى لك في هذه الدنيا إلا الفرح والسعادة والنجاح ,وكما عهدتني لا أريدك أن تغوص في بحور الخطر,أو تسلك أي درب خاطئ ولأن واجبي أن أنصحك مع ثقتي بكل حرف أقوله لك فإني........ إني..
ـ إنك ماذا..?"قلتها بغضب و فروغ صبر"
ـ اسمع يا صاحبي"وشرب كوباً كاملا ًمن الماء دفعة ًواحدة ثم تابع"
نونك هذه ما هي إلا لعوب تافهة أدمنت العبث بالقلوب الطاهرة وتدمير الكثير من الأفئدة في طريقها نحو إشباع غرورها الأنثوي المريض
ـ اخرس..ما أنت إلا باغضٌ ملعون , تغار من حبّي
ـ أنا أغار منك..سامحك الله ..أنا
ـ قلت أصمت أيها التافه
ـ لا لن أصمت اذهب وأسأل ماهر وعمرو وجهاد
ـ اخرج من بيتي ...الآن فقط عرفتك على حقيقتك يالك من حقير
ـ اهدأ سأخرج ولكن راجع نفسك وتأكد من صحة كلامي ,ثم عدّ إلي فأنا بانتظارك
أغلقت الباب خلفه بقوة وأنا أسب وألعن ..نافياً مجرد فكرة البحث فيما قال من عقلي
ولكن وما إن وضعت رأسي على الوسادة قاصداً النوم حتى هاجمني الأرق وأخذت الوساوس تأكل رأسي ذهبتاً بأفكاري لاستذكار ما قاله مالك.
فدخلت في جدلية كبيرة بين قلبي وعقلي ,عقلي الذي قال:
ـ ما مصلحة / مالك/ وهو صديقك الصدوق بالتفريق بينك وبين حبيبتك ؟!
ـ ردّ قلبي :إنها الغيرة
ـ الغيرة من ماذا ؟ آ يستبدل/ شادية/ بكل نساء الأرض؟؟!
ـ الغيرة من نجاحي
ـ ما الفائدة التي سيفوز بها هو من فشلك ..ثم آ لم يكن معك , بل وخلفك في جلّ انتصاراتك ,عليك أخذ كلام مالك مأخذ الجدّ إلى أن تثبت لنفسك خطأهُ على أقل تقدير.
وما إن أشرقت شمس الصباح طاردة ًظلام الليل ,الليل الذي لم أعرف فيه طعم النوم ,حتى انطلقت أستسقي الحقيقة باحثاً عن الجبر اليقين
لم أعز لجهد كبير كي ألملم خيوط الحقيقة فجميع الأدلـّة كانت تدّين صاحبة المنديل.
ثارت ثائرة الغضب مني ـ لقد ظلمتك وأخطأت بحقك يا مالك .كم كنتُ غبياً،سأعتذر منه ,ولكن عليّ قبل ذلك مواجهة تلك /العــــــــاهــــــرة/ باكتشافي لحقيقتها الشنيعة.
وكان اللقاء الفيصل ،حاولت امتصاص هدوء البحر قبل العاصفة إلا أن علامات الانزعاج كانت بادّية على وجهي.
مما دفعها ببراءتها الكاذبة :ما بك لا تبدو على ما يرام ,لماذا أنت متجهم الوجه هكذا؟!
ـ تسائلني من أنت وهي عليمة ? وهل لفتىً مثلي على حاله نكرُ
ـ عليمة ?.. عليمة.. بماذا؟
ـ أين منك الصدق في علاقتنا هذه؟
ـ أساسها ? عمادها
ـ إذاً لماذا سمحت لنفسك بالكذب عليّ؟؟
" كنت ما أزال بعّد هادئ ًعندما وصلنا إلى شجرة الصنوبر التي حفرنا عليها أحرف اسمينا داخل قلب الحّب"
ـ أنا كذبت عليك ..أين....? ومتى...؟؟؟
ـ يوم قلت لي أن لا ماضي لك , وأنت تحملين ماضي وسخ ,وألف حبيب وألف عشيق دنسّت معهم طهارة الحّب
"وهنا انفجرت بغضبي مجهضاً بنبرة الحادّة حتى محاولاتها بالكلام"
أتظني أني ماهرٌ أم عمرو أو جهادٌ جدّيد..خسئتي لا لن أكون ضحية ًجديدة تضيفينها إلى مجموعتك الذهبية
اذهبي و التلعنكِ السماء ,اذهبي أنا لست آسفاً عليكِ لكن على قلبي الوفي,قلبي الذي لم تعرفي
اقسم بكل كلمة حّبٍ بحبْ كنت قد قلتها لك أنك ستندمين
سأحطم بيدي غرورك يا كافرة منتقماً لكل قلب هاجرة في دوامات عيونك الفاجرة
لا ولن أخسر شيئاً بل ستكونين وحدّك أيتها العاهرة وحدك أنت الخاسرة..
"غرقت بدموعها تستجدي المغفرة"
ـ أرجوك أتوسل إليك اسمعني ألا يحق لي الدفاع عن نفسي
ـ لا تحاول تأثري علي بدموع ? مستعارة .
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى من عيني فاجرة ٍفأنكر وأدعى
ـ ليست مستعارة ولا أرمي منها التأثير على أحدّ سأقول دفاعي فاسمعه إن شئت ثم احكم"كانت ترتجف والدموع تغرق وجهها البائس إلى حدّ ٍيثير الشفقة"
ـ / ok/ "قلتها مخرجاً زفرة غضبٍ من صدري معلناً نفاذ صبري"
ـ بعد أن أخذت نفساً عميقاً قالت:كل ما كان في حياتي قبلك ما هو إلا عبثٌ..لهوٌ..مراهقة سمها ما شئت..
قاطعتها:إن كنت صادقة ًبما تدعين ,إذاً لماذا أخفيتِ عني تلك المراهقة كما سميتها
ـ أنا لم أنهي بعد دفاعي فلا تكن قاضياً متسرعاً ? أرجوك ?
"أشعلتُ سيجارة ً ونفخت الدخان بوجهها قائلا ً باستهزاء وبنبرةٍ فيها ازدراء :تكلمي هيّا قبل أن تصبحي كهذا الدخان تحمله النسمات
ـ مذ رأيتك أول مرة ,راودني شعورٌ عارمٌ بالفرح فترأت لي الدنيا فاتحة ً لي يدها لتحتضنني بأذرع السعادة فرميت عني كل ما يربطني بالماضي لأنطلق لاحقة ًركب الحب
أنا لا أنكر تلاعبي بقلوب الشباب من حولي في رحلة بحثي عن الحب ,الحب الذي وجدته يفيض كنبع ٍمن عينيك وينهال كشلال من قلبك الكبير
أقسم أني لم أتورط بوعد كاذب مع أحدٍ منهم ولم يلمس شعري أحدٌ قبلك
اسأل رياح الشمال ونسائم الصبا التي حملت هواك لتسكنه قلبي الخالي هل طرق بابه حبٌ قبل حبك
والآن بعد أن بعت الدنيا و اشتريت ودّكْ ..كنت أغار على نفسي من النسمة الطائرة
أخاف أن أهدي شعري للريح تتلاعب بخصلاته كيما أتصرف بما هو ملكٌ مباحٌ لك وحدّك
فكيف راودك الظن أني أستطيع إهداء قلبي لأحدٍّ سواك
إن تعتقد أني أخونكْ .. فأذهب ودعني ألملم جراحاتي
دعني أعيش على ذكراكْ...هيّا ? دعْني سأدير وجهي لكي لا أراك راحلا ?
" قالت ما قالت وغرقت بدموعها وهي تضع رأسها على الشجرة"
أحسست أني تافهٌ جداً ,ظالمٌ جداً ..لا أدري كيف قسوة على هذه الإنسانة الرقيقة هكذا.
وضعت يدّي على رأسها ورحت أمسد لها شعرها الكستنائي بهدوء والكلمات حائرة ٌفي فمي ,يخونني التعبير عن الندم على ما جرى مني وتسقط مني عبارات الاعتذار
قلت لها والدموع تغسل وجهي :أعذريني يا حبيبتي ...إنها الغيرة اللعينة دفعت بي لأقول ما قلت, فأنا شرقيّ ٌ بالبداية والنهاية..
أرجوكِ اعذريني..أتوسل لعينيكِ لا تبكي دموعك تحفر وجداني وضعت يدها فوق يدي المرتعشة على شعرها ثم قبّـلـَتْ راحتها وهي تقول:
ـ لا تبكي يا حبيبي ..دموعك عزيزة ?..غالية أنا لا أستحقها
ـ لا تقولي ذلك أنت أعز ما أملك في هذه الدنيا وأغلى ما في الحياة عندّي..أنت دنياي وحياتي
عادت لتقبيل أصابع يدي التي وضعتها على شفاهها لأمنعها عن متابعة الكلام لكنها قالت وبنفس الشفاه المرتعشة
ـ كم أنت نبيلٌ يا فارسي الغالي هل سامحتني
ـ لن أسامحك إلا إن ضحكتي معلنة ? أنك غفرت لي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)