وعن عبد الملك بن سلع قال: قلت لعبد خير: كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة قلت: هل تذكر من أمر الجاهلية شيئا؟ قال: نعم كنا ببلاد اليمن فجاءنا كتاب رسول الله يدعو الناس إلى خير واسع فكان أبي ممن خرج وأنا غلام فلما رجع أبي قال لأمي: مري بهذه القدر فلتراق للكلاب فإنا قد أسلمنا
رواه أبو يعلى ورجاله موثقون. قلت: ويأتي كثير مما يتعلق بالتاريخ وغيره في أواخر مناقب الصحابة رضي الله عنهم باب نسيان العلم

975

قال ابن مسعود: إني لأحسب الرجل ينسى العلم كما يعلمه للخطيئة يعملها
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن القاسم لم يسمع من جده باب ذهاب العلم

976

عن أبي أمامة قال: لما كان في حجة الوداع قام رسول الله ص وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم فقال: «يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم وقبل أن يرفع» وقد كان أنزل الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم } قال: وكنا قد كرهنا كثيرا من مسألته واتقينا ذلك حين أنزل الله عز وجل على نبيه قال: فأتينا أعرابيا فرشوناه بردا فاعتم به قال: حتى رأيت حاشيته خارجة على حاجبه الأيمن قال: ثم قلنا له: سل النبي فقال له: يا نبي الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها نساءنا وذرارينا وخدمنا؟ قال: فرفع النبي رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب قال: فقال: «أي ثكلتك أمك وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا منها بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم ألا وإن ذهاب العلم ذهاب حملته - ثلاث مرات»
رواه أحمد والطبراني في الكبير وعند ابن ماجة طرف منه وإسناد الطبراني أصح لأن في إسناد أحمد علي بن يزيد وهو ضعيف جدا وهو عند الطبراني من طرق في بعضها الحجاج بن أرطاة وهو مدلس صدوق يكتب حديثه وليس ممن يتعمد الكذب والله أعلم 977

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ص: «يوشك بالعلم أن يرفع العلم» فرددها ثلاثا فقال زياد بن لبيد: يا نبي الله بأبي وأمي وكيف يرفع العلم منا وهذا كتاب الله قد قرأناه ويقرئه أبناؤنا أبناءهم؟ فأقبل عليه رسول الله فقال: «ثكلتك أمك يا زياد بن لبيد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة أو ليس هؤلاء اليهود عندهم التوراة والإنجيل فما أغنى عنهم؟ أن الله ليس يذهب بالعلم رفعا يرفعه ولكن يذهب بحملته - أحسبه - ولا يذهب عالم من هذه الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد إلى يوم القيامة»
رواه البزار وفيه سعد بن سنان وقد ضعفه البخاري ويحيى بن معين وجماعة إلا أن أبا مسهر قال: حدثنا صدقة بن خالد قال حدثني أبو مهدي سعيد بن سنان مؤذن أهل حمص وكان ثقة مرضيا. 978

وعن عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله ص نظر إلى السماء فقال: «هذا أوان يرفع العلم» فقال رجل من الأنصار - يقال له: زياد بن لبيد -: يا رسول الله وكيف وقد أثبت ووعته القلوب؟ فقال له رسول الله ص: «إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة» ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله
رواه البزار وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب: كان ثقة مأمونا. وضعفه الباقون. وكذلك رواه الطبراني في الكبير وزاد: قال جبير بن نفير: فلقيت شداد بن أوس فحدثته حديث عوف فقال: صدق عوف ألا أخبرك بأول ذلك؟ يرفع الخشوع لا ترى خاشعا 979

وعن وحشي بن حرب أن رسول الله ص قال: «يوشك العلم أن يختلس من الناس حتى لا يقدرون منه على شيء» فقال زياد بن لبيد: وكيف يختلس منا العلم وقد قرأنا القرآن وأقرأناه أبناءنا؟ فقال: «ثكلتك أمك يا ابن لبيد هذه التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى ما يرفعون بها رأسا»
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. 980

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ص: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء فإذا ذهب العلماء اتخذ الناس رؤساء فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل»
رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سليمان الرقي ضعفه ابن عدي وغيره 981

وعن أبي هريرة عن رسول الله قال: «إن الله لا ينزع العلم منكم - بعد ما أعطاكموه - انتزاعا ولكن يقبض العلماء بعلمهم ويبقى جهال فيسألون فيفتون فيضلون ويضلون»
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق 982

وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ص قال: «يقبض الله العلماء ويقبض العلم معهم فينشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض ويكون الشيخ فيهم يستضعف»
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حجاج بن رشدين بن سعد عن أبيه والحجاج ضعفه ابن عدي ولم يوثقه أحد وأبوه اختلف في الاحتجاج به والأكثر على تضعيفه 983

وعن عائشة قالت: قال رسول الله ص: «إن الله تبارك وتعالى لا ينزع العلم من الناس انتزاعا بعد أن يؤتيهم إياه ولكن يذهب بالعلماء فكلما ذهب عالم ذهب بما معه من العلم حتى يبقى من لا يعلم فيضلوا ويضلوا»
رواه البزار وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث هو ضعيف ووثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث 984

وعن عائشة رفعته قال: «موت العالم ثلمة في الإسلام لا تسد ما اختلف الليل والنهار»
رواه البزار وفيه محمد بن عبد الملك عن الزهري قال البزار: يروي أحاديث لا يتابع عليها وهذا منها 985

وعن صفوان بن عسال قال: حض رسول الله ص على طلب العلم قبل ذهابه فقال رجل: كيف يذهب وقد تعلمناه وعلمناه أبناءنا؟ فغضب قال: «أوليس التوراة والإنجيل في يد أهل الكتاب فهل أغنى عنهم شيئا؟»
رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلمة بن علي الخشني وهو ضعيف