ولكن وبينما كنت مسترسلا ًبالحديث مبحراً في رومانسية الموضوع لمحت القلق و الاضطراب بل والانزعاج أيضاً في عيون صديقي
رغم أنه حاول جاهداً إخفاء تلك المشاعر والأحاسيس عني إلا أن أسئلتي المتكررة دفعته لينهار وينفجر قائلا ً
بصوت خافت مخنوق كأني به يزف خبراً فاجعاً لصديق:
ـ اسمع يا صاحبي أنا وكما تعرفني لا أتمنى لك في هذه الدنيا إلا الفرح والسعادة والنجاح ,وكما عهدتني لا أريدك أن تغوص في بحور الخطر,أو تسلك أي درب خاطئ ولأن واجبي أن أنصحك مع ثقتي بكل حرف أقوله لك فإني........ إني..
ـ إنك ماذا..?"قلتها بغضب و فروغ صبر"
ـ اسمع يا صاحبي"وشرب كوباً كاملا ًمن الماء دفعة ًواحدة ثم تابع"
نونك هذه ما هي إلا لعوب تافهة أدمنت العبث بالقلوب الطاهرة وتدمير الكثير من الأفئدة في طريقها نحو إشباع غرورها الأنثوي المريض
ـ اخرس..ما أنت إلا باغضٌ ملعون , تغار من حبّي
ـ أنا أغار منك..سامحك الله ..أنا
ـ قلت أصمت أيها التافه
ـ لا لن أصمت اذهب وأسأل ماهر وعمرو وجهاد
ـ اخرج من بيتي ...الآن فقط عرفتك على حقيقتك يالك من حقير
ـ اهدأ سأخرج ولكن راجع نفسك وتأكد من صحة كلامي ,ثم عدّ إلي فأنا بانتظارك
أغلقت الباب خلفه بقوة وأنا أسب وألعن ..نافياً مجرد فكرة البحث فيما قال من عقلي
ولكن وما إن وضعت رأسي على الوسادة قاصداً النوم حتى هاجمني الأرق وأخذت الوساوس تأكل رأسي ذهبتاً بأفكاري لاستذكار ما قاله مالك.
فدخلت في جدلية كبيرة بين قلبي وعقلي ,عقلي الذي قال:
ـ ما مصلحة / مالك/ وهو صديقك الصدوق بالتفريق بينك وبين حبيبتك ؟!
ـ ردّ قلبي :إنها الغيرة
ـ الغيرة من ماذا ؟ آ يستبدل/ شادية/ بكل نساء الأرض؟؟!
ـ الغيرة من نجاحي
ـ ما الفائدة التي سيفوز بها هو من فشلك ..ثم آ لم يكن معك , بل وخلفك في جلّ انتصاراتك ,عليك أخذ كلام مالك مأخذ الجدّ إلى أن تثبت لنفسك خطأهُ على أقل تقدير.
وما إن أشرقت شمس الصباح طاردة ًظلام الليل ,الليل الذي لم أعرف فيه طعم النوم ,حتى انطلقت أستسقي الحقيقة باحثاً عن الجبر اليقين
لم أعز لجهد كبير كي ألملم خيوط الحقيقة فجميع الأدلـّة كانت تدّين صاحبة المنديل.
ثارت ثائرة الغضب مني ـ لقد ظلمتك وأخطأت بحقك يا مالك .كم كنتُ غبياً،سأعتذر منه ,ولكن عليّ قبل ذلك مواجهة تلك /العــــــــاهــــــرة/ باكتشافي لحقيقتها الشنيعة.