"أشعلتُ سيجارة ً ونفخت الدخان بوجهها قائلا ً باستهزاء وبنبرةٍ فيها ازدراء :تكلمي هيّا قبل أن تصبحي كهذا الدخان تحمله النسمات
ـ مذ رأيتك أول مرة ,راودني شعورٌ عارمٌ بالفرح فترأت لي الدنيا فاتحة ً لي يدها لتحتضنني بأذرع السعادة فرميت عني كل ما يربطني بالماضي لأنطلق لاحقة ًركب الحب
أنا لا أنكر تلاعبي بقلوب الشباب من حولي في رحلة بحثي عن الحب ,الحب الذي وجدته يفيض كنبع ٍمن عينيك وينهال كشلال من قلبك الكبير
أقسم أني لم أتورط بوعد كاذب مع أحدٍ منهم ولم يلمس شعري أحدٌ قبلك
اسأل رياح الشمال ونسائم الصبا التي حملت هواك لتسكنه قلبي الخالي هل طرق بابه حبٌ قبل حبك
والآن بعد أن بعت الدنيا و اشتريت ودّكْ ..كنت أغار على نفسي من النسمة الطائرة
أخاف أن أهدي شعري للريح تتلاعب بخصلاته كيما أتصرف بما هو ملكٌ مباحٌ لك وحدّك
فكيف راودك الظن أني أستطيع إهداء قلبي لأحدٍّ سواك
إن تعتقد أني أخونكْ .. فأذهب ودعني ألملم جراحاتي
دعني أعيش على ذكراكْ...هيّا ? دعْني سأدير وجهي لكي لا أراك راحلا ?
" قالت ما قالت وغرقت بدموعها وهي تضع رأسها على الشجرة"
أحسست أني تافهٌ جداً ,ظالمٌ جداً ..لا أدري كيف قسوة على هذه الإنسانة الرقيقة هكذا.
وضعت يدّي على رأسها ورحت أمسد لها شعرها الكستنائي بهدوء والكلمات حائرة ٌفي فمي ,يخونني التعبير عن الندم على ما جرى مني وتسقط مني عبارات الاعتذار
قلت لها والدموع تغسل وجهي :أعذريني يا حبيبتي ...إنها الغيرة اللعينة دفعت بي لأقول ما قلت, فأنا شرقيّ ٌ بالبداية والنهاية..
أرجوكِ اعذريني..أتوسل لعينيكِ لا تبكي دموعك تحفر وجداني وضعت يدها فوق يدي المرتعشة على شعرها ثم قبّـلـَتْ راحتها وهي تقول:
ـ لا تبكي يا حبيبي ..دموعك عزيزة ?..غالية أنا لا أستحقها
ـ لا تقولي ذلك أنت أعز ما أملك في هذه الدنيا وأغلى ما في الحياة عندّي..أنت دنياي وحياتي
عادت لتقبيل أصابع يدي التي وضعتها على شفاهها لأمنعها عن متابعة الكلام لكنها قالت وبنفس الشفاه المرتعشة
ـ كم أنت نبيلٌ يا فارسي الغالي هل سامحتني
ـ لن أسامحك إلا إن ضحكتي معلنة ? أنك غفرت لي