يا أيها الجمع الكريم
أنا ميم ..ميم فارس الليل قد تكوني لا تعرفونني ولكن معظمكم سمع عن قصة حبي مع نون المنديل الوردي هذه
" وأشار ببنانه إليها " أقسمت في أحد الأيام أني سأحطمك وها أنا اليوم أخطو بأول خطى البرّ بيميني
لن تهربي مني فأنا مقدرٌ عليك, لعنة السماء أرسلتني وإله الحب انتدبني لأحطم غرورك
وسأفعل أقسم مرة أخرى أني سأفعل
آ سفٌ أيها الجمع الكريم لقد أفسدت عليكم حفلكم هذا
أ..بالمناسبة عيد ميلاد سعيد يا نون
هل أنت نادمة أيتها الفاجرة ...هيهات ينفعك الندم ..فقد ضيعت فيما مضى فرصاً كثيرة نادرة
أمسك مؤمن بيدي لنخرج معاً من ذاك المكان متبوعين بالجميع
تاركينها خلفنا وحيدة ً وكبريائها وغرورها تطفؤ شموع حياتها
تمت بحمد الله
تنأى إلى سمعي من مصادر عدّة جلـّها موثوق أن صاحبة المنديل تشارك بعض الشباب الرقص في الحانات
بل وأنها ما تزال على علاقةٍ بالماضي الذي ادعت أنه قد ضاع إلى الأبد من قاموس حياتها}
هنا توقف البولمان بنا في استراحة على الطريق فنزلت ومؤمن تحتسي بعض الشاي وندخن لكنه أعتذر قائلا ً:
/// صار لازم روح//..
فقلت له مستغرباً:? لن تكمل المشوار معي ?!!
ـ طريقنا واحد لكننا سنسلك دروباً مختلفة " ضحك بكل ما أوتي من قوة ثم تابع"كل الدروب بتودي ع الطاحون
سأراك غداً في صومعة الجبل الساعة السادسة لا تتأخر
قالها وهو يركب شبه بولمان متجهاً إلى الشام..
ما هذا الرجل الغريب ,لماذا شاركني هذه الرحلة ما دام غير راغبٍ بزيارة طرطوس ثم ما أدراه أني عائدٌ إلى دمشق في نفس اليوم
لقد منحني ولأول مرة موعداً ربما لأنه سينهي روايته غداً
ولكن ما كان يقصد بتلك التلميحات الخبيثة ..ماذا يعرف عن علاقتي بنانا ..؟
هل يريد أن يقنعني أن كل بنات حوا من عجينه واحدة ؟
إن كان هذا ما يرموا إليه فليس سوى مجنون ٍ غبي
لقد صدّع رأسي هذا اللعين إن رأيته غداً لا بدّ أن أفهم منه كل شئ أو..
أنهيت عملي وعدّت سريعاً إلى الشام والصداع يأكل رأسي لكنه لم يمنعني من شراء هدية بمناسبة عيد ميلاد حبيبتي
حبيبتي التي تعمدت أن لا أتكلم معها أكثر من ثلاثة دقائق عبر الهاتف كيما تكتشف مرضي
فقد اعتدت أن أخفي الألم كتهمةٍ عن من أحب لكي لا أشغل بالهم عليّ
غداً في عيدها سأكون بخير ستفاجئ بهديتي وستعجب بها هي تحب الهدايا
وفي اليوم التالي وحسب الوعد المحدد وصلت إلى صومعة الجبل قبله فأخذت أجهز المكان كي نجلس كعادتنا
كانت الشمس حيينها تحاول الغياب سيهبط الليل بعد قليل ويحلّ الظلام . لماذا هذا الموعد المسائي ؟
وضعت الشموع فوق الصخرة الباكية ياله من منظر رومانسي كيف لم ترد لي فكرة زيارة الصومعة على ضوء الشموع قبل الآن
وصل مؤمن ـ لم يتأخر ـ لكنه فاجأني بقدومه ,بل فاجأتني الهيئة التي جاء بها ..
لقد صفف شعره وحلق لحيته الطويلة وهندس شاربه وخلع عنه / الجينز/
أقسم أنه كسب عشر سنواتٍ من عمره دفعة ً واحدة بأناقته ووسامته هذه
رغم أني أعجبت بهيئته الجديدة لكني لا أدري لماذا هاجمني الضحك كوحش ٍأعجز عن رده في تلك اللحظة
هو أيضاً ضحك متباهياً بأناقته ووسامته وهو يسأل إن كان يستحق أن يُحبّ كان يدور حولي بكبرياء وفخار فيبدو كعارضي الأزياء وهو يريني تلك /البدلة/ بوضعيات عدّه مع المعطف أو دونه
وأنا أطلق صفارات الإعجاب ولما تعب من اللف والضحك جلس في مكانه وهو يضربني على كتفي ممازحاً ويقول:
هكذا كنا أيام العز / كنا شغلة يا أبو شريك / بالمناسبة لقد أصبحنا شركاء يا صديقي
ـ شركاء بماذا؟؟
ـ بزجاجة العرق هذه خذ اشرب وسأكمل لك القصة الآن
{اتسع الشرخ بيننا أيما اتساع يوم علمت أنها تشارك عمرو الرقص كل ليلةٍٍ في الحانات ,وجاءت الطامة الكبرى والضربة القاضية لكل ما قدر أحاول اختراعه لها من مبررات وأعذار ولكل محاولاتي لتكذيب كل ما يقال عنها
عندما رأيتها بأم عيني تلوح لعمر مودعة بلهفة وشوق قبل أن تمسح العرق عن جبينها وتقف في مكانها المعتاد في حديقة حبنا مدعية ً فراغ صبرها من انتظاري
وما إن طالعت عيونها وهي تنظر لي ببراءة صرت أكرهها حتى ثارت ثائرة الغضب مني وخرج ذاك الشرقي المجروح من صدري لطغى على كل مشاعري ويصب جام غضبي عليها
فأمطرتها بكل ما حوت معاجم اللغة العربية من مفردات تعبر عن تفاهة عاهرة وسفاهة خائنة ..رامياً عرض الحائط بكل ترهات حبي لها .
لكنها وقفت بكبرياء يثير الاشمئزاز لتنكر كل شيء ..
فارتفعت أمواج غضبي لأصرخ بوجهها محتدماً : لا تكذبي لقد رأيتكما معاً عيناك في عينيه في كفيه في قدميه
ويداك ضارعتان ترتعشان من لهفٍ عليه .
وتنكري بعد يا ساقطة اذهبي لكي درب ولي ..فأنا لن أعود إليك مهما استرحمت دقات قلبك الكاذب فأنت التي بدأت الخيانة والغدر
وفري دموعك هذه فلم تعد ذات تأثيرٍ بي
وتركتها غارقة بدموعها تمزقها سكاكين غدرها ومضيت حاملا ً قلبي المضرج إلى أكفانه وكلي عزم أن لا أعود عن قراري بفراقها قيد أنملة
إلا أن النوم جافا عيني والمرض استطاع التسلل إلى خلايا جسدي فتدهورت صحتي إلى أن وجدت نفسي أنقل إلى المشفى في سيارة إسعاف
قال الطبيب : أنه إرهاق ناتج عن صدمة عصبية
صدق الطبيب والله فأنا لا أنفك ألعن الساعة التي تعرفت فيها على صاحبة المنديل ,صاخطاً على ضعفي وغبائي
كم تمنيت لو أني سمعت كلام مالك منذ البداية قال لي الطبع غالب وهاهي تثبت لي أن الخيانة فيها طبع
يا بؤساً للقدر الذي رسم لنا هذه الصدف كي نلتقي , وألف بؤس للدنيا التي جمعتني بتلك الخائنة
لازمني مالك في محنتي تلك ولم يتركني لحظة ًواحدة ً لأبحث عن صدر حنون أغرق بدموعي عليه ويد صديق أضمد بها الجراحات النازفة بحرقة في قلبي
إلا أن صراعات الكبرياء كبريائي أنا مع حبي لها ومعارك العقل والقلب المعتوه لم تنتهي ولن تنتهي إلا بالمواجهة
فإن واجهت صاحبة المنديل مرة أخرى بعيداً عن ثورة الغضب سأقنع قلبي أنها لا تستحق حتى التفكير بها
هناك حيث ولدت أول شرارة للحب بيننا ,طلبت منها لقاءً فلبت النداء على اعتقاد منها أن ذكريات المكان ورومانسية تلك اللحظات ستكون عومل مساعدة لها في التأثير عليّ
أذكر ما حدث تماماً كأنه يمر على شريط سينمائي أمامي الآن
وصلت لأراها جالسة على هيئة أول لقاء وبنفس المكان تماماً , ودون مقدمات وقفت أنظر إلى وبصوت فيه قرار رخيم قلت:
"نون ..يا اسماً اخترعته وقصة حبٍ ابتدعتها والآن أراها تدنو من نهايتها أرى ذاك الدرب الذي حفرناه بنقر خطانا يبتعد الآن بنا عن بعضنا شيئاً فشئ
أرى الفراق لابد محتوم يوماً ما ولأني أحبك نعم وبكل ما أملك من كبرياء وقوة وبكل ما ولدت جراحات غدرك وخيانتك لعهودنا من ضعف في قلبي أقول أني ما أزال أحبك
علينا أن نفترق وفي قلوبنا مساحة من ودّ وفي ذاكرتنا حيّز من ذكريات حلوة "
تابعت نون التحديق بي ثم قالت بصوت رقيق:
ـ أنت تقول أنك تحبني ,وأنا أحــــــــــــــبـــــــك
أقسم بكل ما حوت الأرض من مقدسات أني أحبك فلماذا ــ أتوسل إليك أن تجيب ـ لماذا الفراق؟!!
" التفت برأسي نحوها قليلا ًثم عدت لمطالعة أنجم السماء قائلا ً:
ـ عندما أحببتك يا نون أحسست أنه حدث عظيم لو أضع رأسي على صدرك ِوأبكي ..
حبكِ ارتقى بي فوق مستوى شهوات الجسد ورغبات الروح مرتفعاً إلى أعلى قمة برج ٍعاجي ٍعالي
لأرى الدنيا كلها دوننا ..
عالم الأحلام الليلكي هذا عصب عيناي عن رؤية الحقائق كاملة ,غير منتبه إلى أن من يسمو نحو الأعلى سيجبر على التدقيق في أتفه التفاصيل ,التي لم يكن يراها وهو على الأرض
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)