فهيا... هيا صِل مَن قطعك، واعف عمَّن ظلمك، واعط من حرمك " كما وصاك النبي صلى الله عليه وسلم
هيا... هيا اعملوا بوصية رب العالمين، حيث قال في كتابه الكريم:{
فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ }
(الأنفال:1)
أي: أصلحوا حقيقة ما بينكم بالمودة وترك النزاع.
هذا ما يريده منَّا رب العالمين، وأما ما يريده الشيطان اللعين، فقد أخبرنا عنه رب العالمين فقال
:{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء}المائدة: 91)

فمَن تطيع؟!


قبل أن تجيب اسمع هذا الحديث:
حديث أخرجه أبو داود وأحمد والبخاري في الأدب والترمذي من حديث أبى الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة ".


هيا... هيااعملوا بوصية الرسول الأمين.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكُونوا عباد الله إخواناً، ولا يحلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث"

فهل يتصور بعد هذا الكلام أن يكون في قلبك شحناء أو بغضاء لأحد؟!.
ـ إذا قلت مازلت أجد هذا في صدري
فأنا أوصيك بما وصَّى به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
"ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر ـ أي حقده وحسده ـ قالوا: بلى يا رسول الله، قال صوم ثلاثة أيام من كل شهر".

ـ وإذا قلت لي: ذهب عني ما أجد وأصبحت سليم الصدر، ولا أحمل في قلبي غلاً، ولا حقداً، ولا غشاً، ولا حسداً، ولا شحناء، ولا بغضاء لأحد... والحمد لله
فأنا أقول لك: أبشر فلقد أصبحت أفضل الناس.

فقد أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال:
"قيل يا رسول الله: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان. قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو النقي الذي لا إثم فيه، ولا بغي ولا غل ولا حسد"
ـ مخموم القلب: طاهر القلب نظيفه.

وأبشرك وأقول لك: إن سلامة صدرك لإخوانك سبب لدخولك الجنة.
فقد أخرج الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

" كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة.
فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته(1)"من وضوئه"، وقد تعلق نعليه في يديه الشمال
فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلممثل ذلك: فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى.
فلما كان اليوم الثالث: قال النبيصلى الله عليه وسلممثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حالة الأولى
فلما قام النبي صلى الله عليه وسلمتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص (أي تابع الرجل)، فقال: إني لاحيت أبي(2)، فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمض فعلت، قال: نعم، قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه الليالي الثلاث، فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار وتقلَّب على فراشه ذكر الله عز وجل حتى يقوم لصلاة الفجر.
قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً. فلما مضت الثلاث ليالٍ، وكدت أحتقر عمله. قلت: يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول لك ثلاث مرار: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردت أن آوى إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هو إلا ما رأيت، قال: فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه.، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق.

(1)تنطف لحيته: يتساقط منها الماء.
(2) لاحيت أبي: أي نازعته.
فهيا أخي...
هيا . اختي..
طهر قلبك وكن سليم الصدر لإخوانك لتسعد في الدنيا والآخرة، ودائماًوأبداً
ردِّدْ كما كان أسلافك يرددون:
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }(الحشر: 10)


نسأل الله أن يُؤلِّف بين قلوب المسلمين، ولا يجعل فيها غلاً ولا حسداً، وأن يطهِّرها من الشحناء والبغضاء ... آمين.




.فهيا بنا أخواني واخواتي في الله نجتهد ونصوم غداً 13 و14 و15 من شهر شعبان
الموافق الأحد والإثنين والثلاثاء القادم بإذن الله
ونكثر من قراءة القرآن ومن الذكر وصلة الرحم والصدقة لكي ترفع أعمالنا ونحن صائمون وذاكرون ومتصدقون وواصلون للرحم
أسأل الله العظيم أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
وأن يرزقنا الإخلاص والقبول
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تسليماً كثيرا والحمد لله رب العالمين