حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: حدثنا أبي، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال لنا رسول الله ص: أفرغوا على من سبع قرب من سبع آبار شتى، لعلى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم.
قال محمد، عن محمد بن جعفر، عن عروة، عن عائشة، قالت: فصببنا عليه من سبع قرب، فوجد راحة، فخرج فصلى بالناس، وخطبهم، واستغفر للشهداء من أصحاب أحد، ثم أوصى بالأنصار خيرًا، فقال: أما بعد يا معشر المهاجرين، إنكم قد أصبحتم تزيدون، وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم، والأنصار عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم. ثم قال: إن عبدًا من عباد الله قد خير بين ما عند الله وبين الدنيا فاختار ما عند الله؛ فلم يفقهها إلا أبو بكر؛ ظن أنه يريد نفسه، فبكى، فقال له النبي ص: على رسلك يا أبا بكر! سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر؛ فإني لا أعلم امرأً أفضل يدًا في الصحابة من أبي بكر.
حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة، عن عائشة، قالت: لددنا رسول الله ص في مرضه، فقال: لا تلدوني! فقلنا: كراهية المريض الدواء. فلما أفاق قال: لا يبقى منكم أحد إلا لد؛ غير العباس فإنه لم يشهد كم.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق في حديثه الذي ذكرناه عنه، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، قالت: ثم نزل رسول الله ، فدخل بيته، وتتام به وجعه حتى غمر، واجتمع عنده نساء من نسائه: أم سلمة، وميمونة، ونساء من نساء المؤمنين؛ منهن أسماء بنت عميس، وعنده عمه العباس بن عبد المطلب، وأجمعوا على أن يلدوه، فقال العباس: لألدنه، قال: فلد، فلما أفاق رسول الله ص، قال: من صنع بي هذا؟ قالوا: يا رسول الله، عمك العباس، قال: هذا دواء أتى به نساء من نحو هذه الأرض - وأشار نحو أرض الحبشة - قال: ولم فعلتم ذلك؟ فقال العباس: خشينا يا رسول الله أن يكون بك وجع ذات الجنب، فقال: إن ذلك لداء ما كان الله ليعذبني به، لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمى. قال: فلقد لدت ميمونة وإنها لصائمة لقسم رسول الله ؛ عقوبة لهم بما صنعوا.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، أن عائشة حدثته أن رسول الله ص حين قالوا: خشينا أن يكون بك ذات الجنب، قال: إنها من الشيطان؛ ولم يكن الله ليسلطها علي.
حدثت عن هشام بن محمد، عن أبي مخنف، قال: حدثني الصقعب ابن زهير، عن فقهاء أهل الحجاز، أن رسول الله ص ثقل في وجعه الذي توفي فيه حتى أغمى عليه؛ فاجتمع إليه نساؤه وابنته وأهل بيته والعباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وجميعهم؛ وإن أسماء بنت عميس قالت: ما وجعه هذا إلا ذات الجنب، فلدوه، فلددناه، فلما أفاق، قال: من فعل بي هذا؟ قالوا: لدتك أسماء بنت عميس؛ ظنت أن بك ذات الجنب. قال: أعوذ بالله أن يبليني بذات الجنب؛ أنا أكرم على الله من ذلك.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن عبيد بن السباق، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه أسامة ابن زيد، قال: لما ثقل رسول الله ص هبطت وهبط الناس معي إلى المدينة، فدخلنا على رسول الله ص، وقد أصمت فلا يتكلم، فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها على، فعرفت أنه يدعو لي.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، قالت: كان رسول الله ص كثيرًا ما أسمعه، وهو يقول: إن الله عز وجل لم يقبض نبيًا حتى يخيره.
حدثنا أبو كيب، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا يونس بن عمرو، عن أبيه، عن الأرقم بن شرحبيل، قال: سألت ابن عباس: أوصى رسول الله ص؟ قال: لا، قلت: فكيف كان ذلك؟ قال: قال رسول الله: ابعثوا إلى علي فادعوه، فقالت عائشة: لو بعثت إلى أبي بكر! وقالت حفصة: لو بعثت إلى عمر! فاجتمعوا عنده جميعًا، فقال رسول الله ص: انصرفوا، فإن تك لي حاجة أبعث إليكم؛ فانصرفوا، وقال رسول الله ص: آن الصلاة؟ قيل: نعم، قال: فأمروا أبا بكر ليصلى بالناس، فقالت عائشة: إنه رجل رقيق، فمر عمر، فقال: مروا عمر، فقال عمر: ما كنت لأتقدم وأبو بكر شاهد، فتقدم أبو بكر، ووجد رسول الله خفة، فخرج، فلما سمع أبو بكر حركته تأخر، فجذب رسول الله ص ثوبه، فأقامه مكانه، وقعد رسول الله، فقرأ من حيث انتهى أبو بكر.
حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، قال: وحدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع، قالا: حدثنا الأعمش، وحدثنا عيسى بن عثمان بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: لما مرض رسول الله ص المرض الذي مات فيه، أذن بالصلاة، فقال: مروا أبا بكر أن يصلي بالناس، فقلت: إن أبا بكر رجل رقيق، وإنه متى يقوم مقامك لا يطيق! قال: فقال: مروا أبا بكر يصلى بالناس، فقلت مثل ذلك، فغضب، وقال: إنكن صواحب يوسف - وقال ابن وكيع: " صواحبات يوسف " - مروا أبا بكر يصلى بالناس، قال: فخرج يهادي بين رجلين وقدماه تخطان في الأرض؛ فلما دنا من أبي بكر، تأخر أبو بكر؛ فأشار إليه رسول الله ص أن قم في مقامك، فقعد رسول الله ص، فصلى إلى جنب أبي بكر جالسًا. قالت: فكان أبو بكر يصلى بصلاة النبي، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر. اللفظ لحديث عيسى بن عثمان.
حدثت عن الواقدي، قال: سألت ابن أبي سبرة: كم صلى أبو بكر بالناس؟ قال: سبع عشرة صلاة، قلت: من أخبرك؟ قال أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن رجل من أصحاب النبي . قال: وحدثنا ابن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عكرمة، قال: صلى بهم أبو بكر ثلاثة أيام.
حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا شعيب بن الليث، عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم، عن عائشة، قالت: رأيت رسول الله يموت، وعنده قدح فيه ماء يدخل يده في القدح، ثم يمسح وجه باماء ثم يقول: اللهم أعني على سكرة الموت! حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمد عن عائشة، قالت: رأيت رسول الله ص وهو يموت. ثم ذكر مثله؛ إلا أنه قال: أعني على سكرات الموت.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزهري، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: لما كان يوم الاثنين، اليوم الذي قبض فيه رسول الله ص، خرج إلى الناس وهم يصلون الصبح، فرفع الستر، وفتح الباب، فخرج رسول الله؛ حتى قام بباب عائشة، فكاد المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم برسول الله ص حين رأوه؛ فرحا به، وتفرجوا. فأشار بيده: أن اثبتوا على صلاتكم، وتبسم رسول الله فرحًا لما رأى من هيئتهم في صلاتهم، وما رأيت رسول الله ص أحسن هيئة منه نلك الساعة؛ ثم رجع وانصرف الناس، وهم يظنون أن رسول الله ص قد أفاق من وجعه، فرجع أبو بكر إلى أهله بالسنح.