بعد أسبوع ٍ واحد اتصلت بي وضربت لي موعداً غريبة فالمكان نادي الذكريات لم نعتد أن نلتقي به من قبل والزمان الخامسة والنصف مساءاً أعلم أنها لا تستطيع الخروج من منزلها في ذاك التوقيت
لكني ذهبت وبكامل أناقتي فإذ بها تأتي بسيارة والدها مما زاد الموضوع غرابة فأنا أعلم أنها لا تجيد قيادة السيارة ترجلت من السيارة ـ لم تكو هي التي تقودها ـ تقدمت خطوة ثم ترجل رجلٌ في عقده الخامس يرتدي بزة ً سوداء فخمة ويحمل في يده سبحة ويضع على كتفه عباءة ً بيضاء وفي فمه غليونٌ إنكليزي وعلى عينيه نظارتان سوداوان
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
عرفته على أنه والدها تشتت أفكاري وسوى الرد المقتضب على بعض أسئلته لم أنبث ببني شفه لكنه كسر جدار الصمت وقطع حبل الحيرة في رأسي لما سألنا هكذا تمضون الوقت ترقبونا أعين بعضيكما
إذاً أنت الذي غير مجرى حياة ابنتي أ تحبها
أحسست بأني في قفص الاتهام فقرت أن أرد بقوة دون أن أسمح له بأن يضعني موضع المدان بتهمة شنيعة وبثقةٍ وحزم قلت له:
أحبها وأنتزع القمر من السماء لأضعه خاتماً في يدها لو تريد
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
ـ إذن أنت معترف
ـ لا ذنب لي حتى أعترف
ـ أعجبتني أيها الفتى أتجيد قيادة السيارة
ـ نعم
ـ لا بد أنك تعرف عنواننا أنا أحب أن أنام في الساعة الحادية عشرة وأكون سعيداً كل ليلة عندما أطبع على خد ابنتي قبلة النوم
دفع الفاتورة ومضى تاركاً مفاتيح السيارة على الطاولة بعد أن ضرب لي موعداً منفرداً في اليوم التالي
قالت لي مها أنه حاصرها بالأسئلة فأخبرته بكل شيء فأصر على مقابلتي
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
وفي اليوم التالي وعندما قابلت والد مها قال لي :
أعترف أنك استطعت إحداث آثر غير هين في شخصية ابنتي ولكني أسألك الآن ما الذي ترموا إليه في النهاية
ـ إنه الحب يا سيدي الحب الذي يجعلني أخاف عليها حتى من نفسها حتى نتوصل معاً للاجتماع على مجموعة أسس نبني عليها بيت الزوجية مستقبلاً إن شاء الله
ـ لن نختلف على ذلك ولكني وكما علمت من مها أنك غير جاهز اقتصادياً الآن لتحمل أعباء أسرة
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)