كررنا المحاولة غير مرة إلا أن الرد كان نفسه يقول لا ويختفي بدخانه
إلى أن قررنا أن نعقد قراننا وحدنا في أحد المحاكم الشرعية لنضعه أمام الأمر الواقع عله يلين
ولكن الأقدار شاءت لنا أن نتوجه إلى شيخ ٍ فاضل عارف بالدين ما إن هم بعقد القران حتى سأل عن وكيل العروس فقالت أنها وكيلة نفسها وقد بلغت السن الذي يسمح به القانون منذ مدة لكنه رفض وكالتها عن نفسها بدعوة أنها غير جائزة بوجود الأب على قيد الحياة وفي مكان يمكن أن يسأل فيه عن رأيه هذا بعد أن يكون متمتعاً بقواه العقلية
تلك شروط الشرع كما قال ولما سألناه ماذا لو عارضت البنت أباها وعقد قراناً على شابٍ رغماً عنه
صعقنا لما أجاب : تكون زانية لأن لا نكاح بدون وكيل , وكل ما بنيّ على باطل فهو باطل
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
وجاءنا الجواب مكرراً عندما استفتينا أكثر من شيخ وأستاذ عارف ٍ بأمور الدين
أدركت لما جربت مع والد مها أخر محاولاتي أنه أراد أن يستخدمني في لعبة قذرة يخرج منها وحده فائزاً بغض النظر عن مشاعرنا جميعاً
قال لي لما أختلونا ببعضنا : أنا كنت أريد أن أجعل من ابنتي سيدة مجتمع ٍ راقية وأنت جئت لتحقق لي هذا الحلم وقد فعلت وانتهت مهمتك ويبقى أن أقول لك شكراً
أما بالنسبة لتجربة الحب ستنساها لتكون درساً ينفعها في المستقبل
ما حدث كان فوق مستوى تفكيري خصوصاً لما جاءت الطامة الكبرى عندما أجبرت حبيبتي على الرحيل مع والدها إلى إيطاليا رغم مرضها فلولا وقوف مجد إلى جانبي في تلك اللحظات لقضيت ربما هما وكمدا دام الأمر عدة اشهر حتى استطعت وبفضل الله أولاً وإيماني مع مساندة مجد و دنيا لي أن أخرج من دائرة الكآبة واليأس لأعاود حياة اليومية دون أن أتخلص من رواسب تلك التجربة القاسية في نفسي
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
عرض عليّ أواخر نيسان من نفس العام عقد عملٍ لصالح الشركة التي أعمل بها وترك لي مهلة شهر للتفكير
لقد رفضت ذاك العرض رغم أنه سيغدق علي بالكثير من المال الذي سيعينني على صنع المستقبل
ولكن وفي العشرين من شهر أيار اتصل بي مجد يطلب مني مرافقته إلى السوق ليبتاع بعض الملابس ليوم زفافه القريب
كان كثير الشرود وهو يحدثني عن دنيا وعن أحلامه معها واصفاً حبه الكبير كان يتكلم وأتذكر أنا مها وأخفي في الجوف حرقة ً ودمعة
اشترى ساعة ً ذهبية ليهديها لدنيا فيما لفت انتباهي عقد جميل فزعمت أني سأشعل سيجارة ثم أتبعه لأستغل الوقت وأحجز ذاك العقد ليكون هديتي لهما في حفل الزفاف أخذني الشرود أتخيل حفل الزفاف إلا أن هذه اللحظات الجميلة
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
سرعان ما قطعت برؤية مجد وقد صدمته سيارة ٌ مسرعة لترفعه عن الأرض أكثر من مترين نحو الطريق المعاكس قبل أن تستقبل حافلة صغيرة حاول سائقها الوقوف لكنه فشل عندما تفاجئ بمجد يلتصق بمقدمة الحافلة قبل أن ينحدر تحتها
صرخت : رحماك يا ربي
وانطلقت أدفع الجموع المتجمهرة وضعت يداي تحت صديقي ورفعته لأرى عينيه وقد تعلقتا بالسماء حاولت هزه ملقماً إياه الشهادة ،الشهادة التي عجز عن إكمالها
وفجأة ً أحسست بجسمه يفقد حرارته ويثقل رأسه فوق صدري , جاءت سيارة الإسعاف ورفعه الطبيب إلى الحمالة فوجدت يداي وقد صبغة بدم صديقي حتى المرفقين
توجهت إلى المشفى رفقة مجد وهناك وبعد الفحص خرج الطبيب يسألني :
هل أنت أخوه
ـ بل صديقه ومثل أخوه
ـ أقصد هل تربطك به رابطة دم
ـ وهل تريد رابطة ً أقوى من دمّه يغرق ذراعي
وضع الطبيب يده على كتفي وقال :
اهدأ يا بني و استعوض الله في صديقك فقد استرد أمانته
" لم أدرك ما قاله الطبيب كأن عقلي قد غيّب عن الوعي فبدأت أصرخ بوجهه بصوتٍ جرحته العبرات إن كان بحاجة للدم فخذ ما تريد ولكن لا تدعه يموت
أرجوك .. أرجوك..
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 11 (0 من الأعضاء و 11 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)