دقائق معدودة كانت كافية لوصول فياض إلى المشفى بلباس النوم ولما تأكد من صحة الخبر وبعد إتمام الإجراءات كانت الساعة قد دخلت على الثانية صباحاً
وضعنا المرحوم بالسيارة قاصدين منزله وفي الطريق تكشفت أمامنا معضلة كبيرة
من سيخبر والدة مجد بنبأ الفاجعة ربما لم أخبرك يا عزيزتي أن مجد هو أحد ثلاث أخوة فقد الأكبر منهم حياته في مجزرة قانا منذ أربع سنوات حيث كان يعمل في الهلال الأحمر الدولي وأصغر لم يبلغ من العمر إلا السنوات العشر
والأب أختار الاغتراب حلاً لمشاكله المادية أما الأم تلك السيدة الفاضلة الحنون جداً لم تزل تحمل في قلبها ذكرى غصة مزقت أحشائها كأي أم ٍ ثكلى على بكرها
أما ماخلا ذاك من أقارب فلا أخوال له سوا فياض وأعمامه يسكنون في إحدى مناطق إدلب المتطرفة