كلمته بالعربية ورد عليّ بالفرنسية بلكنة تبدو مغربية المهم أنه لم يرد طلبي
أخذت العود أغلقت عيني ورحت أعزف وأعزف..
رغم أن صوتي لم يكو شجياً إلا أني وجدت نفسي أغني
بين ريتا وعيوني بندقية
والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي لآله العيون العسلية
وأنا قبلت ريتا عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت بي وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا كما يذكر عصفورٌ غديره
بيننا مليون عصفور وصوره
ومواعيد كثيرة أطلقت ناراً عليها بندقية
بين ريتا وعيوني بندقية
والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي لأله العيون العسلية
أه ٍ ريتا أه ٍ يا إله العيون العسلية
اسم ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا سنتين
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس
واحترقنا في نبيذ الشفتين
وولدنا في نبيذ الشفتين
والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي لأله العيون العسلية
أه ريتا ..أه ريتـــــــــا
وضاع صوتي في بحة الحزن تخنقه العبرات بينما أعادني هدير التصفيق من بحر التأمل وأوقف عومي بين الذكريات
فتحت عيني لأجد بعض عشرات من زوار هذا المعلم الأثري وقد تحلقوا حولي بينما كنت أعزف ـ معجبين بما سمعوا ربما ـ
أعدت العود لصاحبه ومضيت أطلق سحبات الدخان خلفي لتمحي آثري
لكني سمعت من ورائي منادٍ يقول :
أرجوك توقف يا عربي ..اسمعني
توقفت فلما أدركني عرف عن نفسه أنه أحمد طبيبٌ سوري دمشقي يكمل دراسته في الأندلس ـ كما سماها ـ
دعاني لشرب فنجان قهوة وهناك أصر على اقتحام وحدتي , وفعل لأنني أنا ذاتي كنت قد مللت انغماسي في مستنقع اليأس البائس وبت بحاجةٍ لصديق يوسع أمامي فسحة الأمل ويهون عليّ مرارة الغربة
قال لي أحمد أنه عارض الجميع في نظرتهم لي كمغرور متعالي موضحاً وجهة نظره بأنه يعتقد أني واجهت مشكلة ما دفعتني للهروب إلى الغربة وهذا ما أظهر مشكلة جديدة ألا وهي عدم التأقلم مع هذا الجو الجديد