يوم قابلت مها أول مرة ورويت لها قصتي مع مها إلى أن افترقنا كنت أتكلم وأرقب نار الغيرة والغيظ تقدح من عينيها ـ كان لسان حالها يقول وآسفا ا وبعد كل هذا الحب الذي أكنه له يأتي بكل برود ليرمي في أحضاني مآسي قلبه المولع بفتاةٍ ثانية ـ " وبنما هي على هذا الحال أخرجت من جيبي صورة مها وأعطيتها إياها "
وقبل أن تؤتي بأي ردة فعل ٍ أو تعليق غير الجمود الذي أصابها تابعت وأنا أخرج الولاعة من جيبي
دمرت الظروف قصة حبي الأول وسحقتها ,وأحرقت الأيام آمالي وأحلامي الليلكية آنذاك وسلبت الأقدار حتى النور من نجوم سمائي
وفجأة ً طلعتي علي أنتِ كل البدر تبنين على ركام ما حطمته الأيام صروحاً براقة
وها أنا وبيدي أحرق دمعة ذكرياتي " وأشعلت النار بالصورة" لأتقدم نحوكِ غراً طاهراً لا يملك ألا مشاعره الصادقة يهديكِ إياها حباً وعشقّ َ لو تقبلي دعوتي للوطني
إني أحبك ... أحبك ..
قامت بل قفزت من مقعدها كمن أدركتها صاعقة وشدتني من يدي قائلة : قم هيا قم الآن إلى والدي لتطلب يدي قبل أن تغير رأيك قبل أن أموت أنا من الفرح
وهذا ما فعلته فعلاً لكني عرضت على عمي أن يكون حفل الزفاف في نهاية الشهر القادم في الشام حيث سينتهي عقد عملي وسنعود لنقضي أحلى أيامنا على أرض الوطن فوافق ووافقت
مرت الأيام سريعة ً ممتعة وبدأت أحس بصداع مرعب يفتك برأسي فذهبت سراً إلى أحد المشافي وأجريت هناك بعض التحاليل والفحوص وقالوا لي هناك أنه ناتجٌ عن بعض الإرهاق والصدمات النفسية والعصبية وسيذهب لحال سبيله مع الراحة والالتزام بالدواء
لم أعير الأمر كثيراً من الاهتمام خصوصاً أن ذاك الصداع كان يأتي على شكل نوبات متباعدة وسرعان ما يذهب مع تعاطي الدواء والركون إلى الراحة عدنا إلى تراب الوطن نحمل أحلاماً وآمال كبيرة مؤمناً أن أجمل الأيام هي تلك التي لم نحياها بعد
حطت بنا الطائرة لأهبط شابكاً يدي بيد بيسان متقدماً نحو مستقبلي أرى الدمع يرقرق في عيني أمي وأنا أقبل يدها دمعة فرح ٍبعودتي ودمعة سعادة برؤية بيسان التي عرفتها بشقيقة الروح من جسدي وحبي الأجمل لهم في رسالتي الأخيرة
بارك لي الأهل نيتي على الزواج كان كل شيءٍ جميلاً وبدا لي كأن الدنيا بدأت تريني وجهها الجميل أخيراً فلا شيء ينغص عليّ فرحي اليوم إلا اضطرار هادي للسفر كي يحضر مؤتمراً طبياً في السويد
قرر حسن الشاطر أخذ أبنته ليعرفها على أعمامها وأبناء عمومتها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فانتهزت أنا الفرصة للتفرغ لإكمال ترتيب أمور عرسي إلا أن ذاك الصداع عاد يفتك برأسي وبقوة أعلى هذه المرة راجعت طبيباً