" ووقفت مفزوعة ً مفجوعة لأرى من بين حبات المطر أبي لا ليس أبي ذاك الرجل الذي يدعي أنه أبي يراقبني من خلف نافذته
يا إلهي لقد خدعت عشرين عاماً ظلمت عشرين عاماً أمي تلك التي حملتني في رحمها تسعة أشهر وسقتني الحنان من نبع حنانها ويوم طلبت الحياة قدمت لي عمرها وما بخلت
وهم حرموني من أن أهديها أهدي روحها الطاهرة حتى الفاتحة أو صورة في القرآن
فتحت الباب فرأيت أبي لا ليس أبي
أخذت أضرب على صدره بقبضة اليد قائلة
ماذا فعلت بي أي ذنب اقترفته بحقك لتنزل بي هذا العقاب خدعتني
ربيتني أن لا تكذبي ودفعت بي إلى مستنقع كذبك وخداعك أنت وتلك المرآة التي جعلت مني دمية تقول لها ماما دمية تغزي عقدة النقص فيكما دونما أن تفكرا للحظة واحدة أنه لا يمكن لي أن استغني عن آدميتي وإنسانيتي لأشارك معكم في سحق مشاعري
ـ اهدئي يا ابنتي
ـ لست ابنتك وإياك أن تقولها مرة أخرى حرمتني من ذكرى الوالدة ولن تحرمني من أنفاس الأب
أين أبي أريد أن أراه أريد أن أركع تحت قدميه وأسأله الغفران و الصفح لأنني هجرته كل هذه السنين
تكلم قل لي أين أبي ..
حسن ٌ إن كنت لا تريد الكلام سأخرج للبحث عنه ولن أعود إلا معه بل أنا لن أعود أبداً
" منعني من الخروج ودفع بي بقوة إلى السرير ثم قال وهو يزرف الدمع "
قلت لكِ اهدئي وأكمل قراءة الأوراق منذ عشرين عاماً وأنا أنتظر هذه اللحظة وأخاف منها
كنت أدخل وحدي هذه الغرفة التي لم أسمح لأحدٍ أن يدخلها أو يغير شيئاً في أثاثها
قرأت ما تقرأيه الآن ألف مرة ودفعت بكِ إلى هذه الغرفة لتتعرف على والدك الحقيقي وتقرئي وصيته "
ـ إذاً أنت تحاول أن تريح ضميرك من العذاب , ألم تدري كم العذاب والجروح التي تسببها لي تلك الحقيقة
مادمت اخترت الكذب من البداية لماذا لم تكمل مشوارك إلى النهاية كان عليك أن تتركني غارقة ً في وهمي
ـ لا أنا لم أختر الكذب راحة لضميري بل جل ما فعلته كان من أجلك أنتِ كي تعيشي طفولتك كما تعيشها كل الأطفال
أنا لم أحرمك بل حميتك من مر الحقيقة حقيقة أنك يتيمة
أكملي القراءة ثم لكِ أن تقرري ما شئتِ
وذهب هو وعدت أنا للأوراق