وضعت زجاجة العرق على الأرض ومعها بعض الفستق وثلاث خيارات / يالها من مازا مضحكة./
وجلست أرقب عينيه الحزينتين ,عينيه اللتين تحملان حزن ويأس من توقف عن الحياة أو نفي عن الدنيا مندٌ القرن السابع عشر
سألته بنبرة حادة : من أنت.؟
فرد ببرود يثير الغضب وهو يتابع لف سيجارته المشبوهة :أنت القادم ..وهذا السؤال من حقي أنا..
بشيء من الغضب قلت له :إنه مكاني أولاً في طيات زواياه تترامى ذكرياتي وكل حجر فيه يشهد بدٌلك
اسأل تلك /المليسا/ تخبرك عن الليالي التي قضيناها معاً في نيسان القادم ستزهر بما رويتها من دموعي وابتساماتي"حاولت إشعاره أن المكان ملكي وأنه هو من تهجم على غابات الخصوصية في ذاتي ..لا أنا"
أطلق ضحكة ًعجيبة ثم قال :نيسان القادم ..! ومن سيعيش حتى يزهر نيسان
بالمناسبة هل تعرف كيف تلف السجائر
ـ أنا أشرب العرق ، يمكنك التدخين من سجائري."قلتها وأنا أقلب أشرطة جوليا ومارسيل ونورا رحال الخاصة به"
ـ حمراء وقصيرة أيضاً .!
ـ هل تكره هذا النوع من التبغ؟
ـ لا"وعاد للضحك" هو أفضل من المالبورو "وقهقهة بقوة"
راودني شعور أن هذا الشاب شيوعي لا أدري لماذا ..
أنهى لف سيجارته وأشعلها بينما كنت أشرب العرق,ما إن دخن حتى بدأ بالسعال ثم ضحك إلى أن زرفت عيناه الدموع.
ثم ما لبث أن أخرج شريطاً من جيبه ليضعه في آلة التسجيل ويستلقي كمن يعد نفسه للكلام أو للصمت..
أثار فضولي الرجل والشريط معاً.
الشريط الذي فاجأني بموسيقا عجيبة وغريبة ليست عربية ولا غربية أشبه بقرقعة آلات تجميع المعادن المهترءة
وجاءت الطامة الكبرى يوم بدأ المطرب أو المطربة ـ لم أستطع التحديد لخشونة الصوت ـ بالغناء أو الزعيق فما كان مني إلا وقد سحبت الشريط من الآلة لأرميه في النهر" كأن النهر كان ينقصه المزيد من الأوساخ"
لم يهتز الشاب للتعديّ الوقح على خصوصياته ,بل ضحك قائلاً:معك حق سنسمع زياد الرحباني.
ـ هل أنت شيوعي "كنت وقحاً في سؤالي "ولكن قبل أن أعتذر جاوبني