بدأت من تلك الليلة أتخذ من الحج إلى ذاك المكان "تلك الجنة "عادة ًيومية على أمل رؤيتها
لكن محاولاتي كانت يائسة..لا ليست يائسة فتلك الفاتنة صارت الحياة في عيوني ولا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
أقسم أني سأراها أنا واثقٌ من ذلك ..قد لا تصدق إن قلت لك أني أهواها.
معك حق لأني أنا نفسي لم أصدق أني شعرت بهذا الإحساس الغريب.
الشعور الذي أقف عاجزاً عن تفسيره أو فك طلاسمه لكنه شعور جميل جداً.
تكررت زيارتي إلا أني لا أقول أني فشلت ..الفشل ضعف وما يخالج صدري لا ضعف فيه ,قد أكون لم أنجح بعد ,ولكي أنجح فإن علي أن أتابع العمل الدؤوب مبتعداً عن الكلل أو الملل.
ذات ليلة وأنا أسير صحبة مالك في شوارع دمشق القديمة قاصدين إحدى مقاهي دمشق المحدثة,ودخلنا مقهى الشموع وجلسنا في جوّ هادئ وسط موسيقا إلياس الرحباني .ظهري للجدار كالعادة ,وأنا أستمع لمالك وهو يفيض بالكلام والمشاعر مما دفع بي لأبحر بمخيلتي إلى البعيد...البعيد
لأرسو على شاطئ لم أنتبه له من قبل ..كيف لم أنتبه لذلك كيف..؟
أخرجت المنديل الذي لم يفارقني أبداً من صدري واضعاً إياه على الطاولة وسط استغراب مالك الشديد وأنا الذي لم أخبره بشيء عن تلك الليلة رغم صداقتنا العميقة..
لقد أثرت الصمت لأني كنت أخشى أن تكون صاحبة المنديل غير راغبة بفضح سرّ ذاك اللقاء..
هذا من جهة ولأني وبأنانية كل البشر أردت مفاجئة الجميع بإنجازي الرائع من جهة أجرى .
أخيراً وجدت خيطاً أتبعه برحلة بحثي ..آه كم أنا سعيد..
وقفت حاملاً كنزي والفرح يعتلي وجهي راسماً ابتسامة عريضة على محياي تحاكي ما رسم على وجه كولومبس يوم اكتشف أمريكة .
وجدت حرفاً طرز بخيوط ذهبية على طرف المنديل ,بالتأكيد هو أول أحرف اسمها سأتخذه منطلقاً انطلق منه
وغداً سأذهب إلى موظف النفوس لأسأله عن كل فتات بين الثامنة عشرة والثانية والعشرين يبدأ اسمها بحرف
النون
قد يكونوا بضعة مئات أو آلفاً أو حتى بضعة آلاف لا يهم المهم أنها بينهن سأفتش عنها في كل بقاع الأرض حتى أجدها أو تجدني هي إذا فكرت بزيارة جنة اللقاء الأول التي أقضي الليالي فيها منتظراً