صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 5

الموضوع: رواية انت لي _الحلقة الثالثة


  1. #1
    الحالة : رامون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 807
    الدولة: جمهورية الهامة
    الإهتمامات: الرسم وكتابة الشعر
    السيرة الذاتية: ليسى الانجاز أن تصنع الف صديق في السنة الانجاز أن تصنع صديق لألف سنة وليسى الطريق لمن سبق لكن الطريق لمن صديق
    العمل: رسام
    العمر: 37
    المشاركات: 4,733
    الحالة الإجتماعية: نصف مرطتبط
    معدل تقييم المستوى : 491
    Array

    رواية انت لي _الحلقة الثالثة



    أشياء ثلاثة تشغل تفكيري و تقلقني كثيرا في الوقت الراهن
    دراستي و امتحاناتي ، رغد الصغيرة ، و الأوضاع السياسية المتدهورة في بلدتنا و التي تنذر بحرب موشكة !
    إنه يوم الأربعاء ، لم أذهب للمدرسة لأن والدتي كانت متوعكة قليلا في الصباح و آثرت البقاء إلى جانبها .

    إنها بحالة جيدة الآن فلا تقلقوا
    كنت أجلس على الكرسي الخشبي خلف مكتبي الصغير ، و مجموعة من كتبي و دفاتري مفتوحة و مبعثرة فوق المكتب .
    لقد قضيت ساعات طويلة و أنا أدرس هذا اليوم ، إلا أن الأمور الثلاثة لم تبرح رأسي
    الدراسة ، أمر بيدي و أستطيع السيطرة عليه ، فها أنا أدرس بجد
    أوضاع البلد السياسية هي أمر ليس بيدي و لا يمكنني أنا فعل أي شيء حياله !
    أما رغد الصغيرة ...
    فهي بين يدي ... و لا أملك السيطرة على أموري معها !
    و آه من رغد !
    يبدو أن التفكير العميق في ( بعض الأشياء ) يجعلها تقفز من رأسك و تظهر أمام عينيك !
    هذا ما حصل عندما طرق الباب ثم فتح بسرعة قبل أن أعطى الفرصة المفروضة للرد على الطارق و السماح له بالدخول من عدمه !

    " وليـــد وليـــــــــد و ليـــــــــــــــــــــــــد ! "

    قفزت رغد فجأة كالطائر من مدخل الغرفة إلى أمام مكتبي مباشرة و هي تناديني و تتحدث بسرعة فيما تمد بيدها التي تحمل أحد كتبها الدراسية نحوي !
    " وليد علّمتنا المعلمة كيف نصنع صندوق الأماني هيا ساعدني لأصنع واحدا كبيرا يكفي لكل أمنياتي بسرعة ! "
    إنني لم أستوعب شيئا فقد كانت هذه الفتاة في رأسي قبل ثوان و كانت تلعب مع سامر على ما أذكر !
    نظرت إليها و ابتسمت و أنا في عجب من أمرها !
    " رويدك صغيرتي ! مهلا مهلا ! متى عدت ِ من المدرسة ؟ "
    أجابتني على عجل و هي تمد يدها و تمسك بيدي تريد مني النهوض :

    " عدت الآن ، أنظر وليد الطريقة في هذه الصفحة هيا اصنع لي صندوقا كبيرا ! "

    تناولت الكتاب من يدها و ألقيت نظرة !
    إنه درس يعلم الأطفال كيفية صنع مجسم أسطواني الشكل من الورق !
    و صغيرتي هذه جاءتني مندفعة كالصاروخ تريد مني صنع واحد !
    تأملتها و ابتسمت ! و بما إنني أعرفها جيدا فأنا متأكد من أنها سوف لن تهدأ حتى أنفذ أوامرها !

    قلت :
    " حسنا سيدتي الصغيرة ! سأبحث بين أشيائي عن ورق قوي يصلح لهذا ! "
    بعد نصف ساعة ، كان أمامنا أسطوانة جميلة مزينة بالطوابع الملصقة ، ذات فتحة علوية تسمح للنقود المعدنية ، و النقود الورقية ، و الأماني الورقية كذلك بالدخول !
    رغد طارت فرحا بهذا الإنجاز العظيم ! و أخذت العلبة الأسطوانية و جرت مسرعة نحو الباب !
    " إلى أين ؟؟ "
    سألتها ، فأجابتني دون أن تتوقف أو تلتفت إلي :
    " سأريها سامر ! "
    و انصرفت ...
    اللحظات السعيدة التي قضيتها قبل قليل مع الطفلة و نحن نصنع العلبة ، و نلصق الطوابع ، و نضحك بمرح قد انتهت ...
    أي نوع من الجنون هذا الذي يجعلني أعتقد و أتصرف على أساس أن هذه الطفلة هي شيء يخصني ؟؟
    كم أنا سخيف !


رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    الحالة : رامون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 807
    الدولة: جمهورية الهامة
    الإهتمامات: الرسم وكتابة الشعر
    السيرة الذاتية: ليسى الانجاز أن تصنع الف صديق في السنة الانجاز أن تصنع صديق لألف سنة وليسى الطريق لمن سبق لكن الطريق لمن صديق
    العمل: رسام
    العمر: 37
    المشاركات: 4,733
    الحالة الإجتماعية: نصف مرطتبط
    معدل تقييم المستوى : 491
    Array

    انتظرت عودتها ، لكنها لم تعد ...
    لابد أنها لهت مع سامر و نسيتني !
    نسيت حتى أن تقول لي ( شكرا ) ! أو أن تغلق الباب !
    غير مهم ! سأطرد هذا التفكير المزعج عن مخيلتي و أتفرغ لكتبي ... أو حتى ... لقضايا البلد السياسة فهذا أكثر جدوى !
    بعد ساعة ، عادت رغد ...
    كان الصندوق لا يزال في يدها ، و في يدها الأخرى قلما .
    اقتربت مني و قالت :
    " وليد ... أكتب كلمة ( صندوق الأماني ) على الصندوق ! "
    تناولت الصندوق و القلم و كتبت الكلمة ، و أعدتهما إليها دون أي تعليق أو حتى ابتسامة
    هل انتهينا ؟
    صرفت ُ نظري عنها إلى الكتاب الماثل أمامي فوق المكتب ، منتظرا أن تنصرف
    يجب أن تنتبه إلى أنها لم تشكرني !
    " وليد ... "
    رفعت ُ بصري إليها ببطء ، كانت تبتسم ، و قد تورّد خداها قليلا !
    لابد أنها أدركت أنها لم تشكرني !
    قلت ُ بنبرة جافة إلى حد ما :
    " ماذا الآن ؟ "
    " هل لا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ "
    يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا !
    تناولت مفكرتي الصغيرة الموضوعة على المكتب ، و انتزعت منها ورقة بيضاء ، و سلمتها إلى رغد
    أخذتها الصغيرة و قالت بسرعة :
    " شكرا ! "
    ثم ابتعدت ...
    ظننتها ستخرج إلا أنها توجهت نحو سريري ، جلست فوقه ، و على المنضدة المجاورة و ضعت ( الصندوق ) و الورقة ... و همّت بالكتابة !
    أجبرت عيني ّ على العودة إلى الكتاب المهجور ... لكن تفكيري ظل مربوطا عند تلك المنضدة !

    " وليد ... "

    مرة أخرى نادتني فأطلقت سراح نظري إليها ...

    " نعم ؟"

    سألتني :

    " كيف أكتب كلمة ( عندما ) " ؟


  • #3
    الحالة : رامون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 807
    الدولة: جمهورية الهامة
    الإهتمامات: الرسم وكتابة الشعر
    السيرة الذاتية: ليسى الانجاز أن تصنع الف صديق في السنة الانجاز أن تصنع صديق لألف سنة وليسى الطريق لمن سبق لكن الطريق لمن صديق
    العمل: رسام
    العمر: 37
    المشاركات: 4,733
    الحالة الإجتماعية: نصف مرطتبط
    معدل تقييم المستوى : 491
    Array

    نظرت ُ من حولي باحثا عن ( اللوح ) الصغير الذي أعلم رغد كيفية كتابة الكلمات عليه ، فوجدته موضوعا على أحد أرفف المكتبة ، فهممت بالنهوض لإحضاره ألا أن رغد قفزت بسرعة و أحضرته إلي قبل أن أتحرك !
    أخذته منها ، و كتبت بالقلم الخاص باللوح كلمة ( عندما ) .
    تأملتها رغد ثم عادت إلى المنضدة ...
    بعد ثوان ، رفعت رأسها إلي ...
    " وليد ! "
    " نعم صغيرتي ؟ "
    " كيف أكتب كلمة ( أكبُر ) ؟ "

    كتبت الكلمة بخط كبير على اللوح ، و رفعته لتنظر إليه .
    ثوان أخرى ثم عادت تسألني :

    " وليد ! "

    ابتسمت ! فطريقتها في نطق اسمي و مناداتي بين لحظة و أخرى تدفع إي كان للابتسام !

    " ماذا أميرتي ؟ "
    " كيف أكتب كلمة ( سوف ) " ؟؟

    كتبت الكلمة و أريتها إياها ، صغيرتي كانت مؤخرا فقط قد بدأت بتعلم كتابة الكلمات بحروف متشابكة ، و لا تعرف منها إلا القليل ...
    بقيت أراقبها و أتأملها بسرور و عطف !
    كم هي بريئة و بسيطة و عفوية !
    يا لها من طفلة !
    رفعت رأسها فوجدتني أنظر إليها فسألت مباشرة :
    " كيف أكتب كلمة ( أتزوج ) ؟ "

    فجأة ، أفقت من نشوة التأمل البريء ...
    هناك كلمة غريبة دخيلة وصلت إلى أذني ّ في غير مكانها !
    حدقت في رغد باهتمام ، و اندهاش ...
    هل قالت ( أتزوج ) ؟؟
    أتزوج !
    ألا تلاحظون أنها كلمة ( كبيرة ) بعض الشيء ! بل كبيرة جدا !
    سألتها لأتأكد :
    " ماذا رغد ؟؟ "
    قالت و بمنتهى البساطة :
    " أتزوج ! كيف أكتبها ؟؟ "
    أنا مندهش و متفاجيء ...
    و هي تنظر إلي منتظرة أن أكتب الكلمة على لوحها الصغير ...
    أمسكت بالقلم بتردد و شرود ... و كتبت الكلمة ( الكبيرة ) ببطء ، ثم عرضتها عليها فأخذت تكتبها حرفا حرفا ...
    انتهت من الكتابة ، فوضعت اللوح على مكتبي ، في انتظار الكلمة التالية ...
    انتظرت ...
    و أنتظرت ...
    لكنها لم تتكلم
    لم تسألني عن أي شيء
    رأيتها تطوي الورقة الصغيرة ، ثم تدخلها عبر الفتحة داخل صندوق الأماني !
    ( عندما أكبر سوف أتزوج ((.... )) ؟؟؟ )
    الاسم الذي تلا كلمة أتزوج هو اسم تعرف رغد كيف تكتبه !
    كأي اسم من أسماء أفراد عائلتنا أو صديقاتها ...
    كـ وليد ، أو سامر ، أو أي رجل !
    رغد الصغيرة !
    ما الذي تفعلينه !؟؟
    الآن ، هي قادمة نحوي ...
    و الصندوق في يدها ...


  • #4
    الحالة : رامون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 807
    الدولة: جمهورية الهامة
    الإهتمامات: الرسم وكتابة الشعر
    السيرة الذاتية: ليسى الانجاز أن تصنع الف صديق في السنة الانجاز أن تصنع صديق لألف سنة وليسى الطريق لمن سبق لكن الطريق لمن صديق
    العمل: رسام
    العمر: 37
    المشاركات: 4,733
    الحالة الإجتماعية: نصف مرطتبط
    معدل تقييم المستوى : 491
    Array

    " وليد اكتب أمنيتك ! "
    " ماذا صغيرتي ؟؟ "
    " أكتب أمنيتك و ضعها بالداخل ، و حينما نكبر نفتح الصندوق و نقرأ أمنياتنا و نرى ما تحقق منها ! هكذا هي اللعبة ! "
    إنني قد افعل أشياء كثيرة قد تبدو سخيفة ، أما عن وضعي لأمنيتي في صندوق ورقي خاص بطفلتي هذه ، فهو أمر سأترك لكم أنتم الحكم عليه !
    نزعت ورقة من مفكرتي ، و كتبت إحدى أمنياتي !
    فيما أنا اكتب ، كانت رغد تغمض عينيها لتؤكد لي أنها لا ترى أمنيتي !
    أي أمنية تتوقعون أنني أدخلتها في صندوق الأماني الخاص بصغيرتي العزيزة ...؟؟
    لن أخبركم !
    بعد فراغي من الأمر ، طلبت مني رغد أن أحفظ الصندوق في أحد أرفف مكتبتي ، لأنها تخشى أن تضيعه أو تكتشف دانة وجوده فيما لو ضل في غرفتها !
    " وليد لا تفتح الصندوق أبدا ! "
    " أعدك بذلك ! "
    ابتسمت رغد ، ثم انطلقت نحو الباب مغادرة الغرفة و هي تقول :
    " سأخبر سامر بأنني انتهيت ! "
    بعد مغادرتها ، تملكتني رغبة شديدة في معرفة ما الذي كتبته في ورقتها
    كدت انقض وعدي و أفتح الصندوق من شدة الفضول ...
    لكني نهرت نفسي بعنف ... لن أخيب ثقة الصغيرة بي أبدا
    ( عندما أكبر سوف أتزوج .......... ؟؟؟ )
    من يا رغد ؟؟
    من ؟
    من ؟؟


    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

  • صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. رواية انت لي _ الحلقة الثانية
      بواسطة رامون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 07-31-2010, 05:39 AM
    2. رواية انت لي _ الحلقة الاولى
      بواسطة رامون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 07-31-2010, 05:35 AM
    3. رواية احلى صدفة في حياتي
      بواسطة رامون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 186
      آخر مشاركة: 06-30-2010, 11:15 PM
    4. مقتطفات من رواية:ابطال وقبور" ..ارنستو ساباتو
      بواسطة ميادة كامل في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-01-2010, 04:28 PM
    5. ملخص رواية زيتون والاعصار
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-09-2010, 04:25 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1