قال الزير أبو ليلى المهلهل ونار الحزن توقد في حشاه فكان كليب ملك البرايا أتى جساس غدره بالفلاه جلست في مكانه أخذ لثأره وكنت أنعيه صباحا مع مساء فقال الشيخ كف الحرب عاجل ولاتقتل لسيف ولاقناه جلست بخيمتي والدن جنبي وعندي العبد ماعندي سواه وقومي كلهم للصيد راحوا فعرفوا القوم مع باقي العداه أتوني والمقدر كان كائن وحلى كل مما أن تراه اتوا بي لعندك يا أخت حتى تنالي الثأر ياغاية مناه كليني يا ضباع أو أقتليني انا أخوك اذا احتبك القناه فانتي تشبهي اللبوات حقا واني مشبه سبع الفلاه فألقيني بصندوق مزفت وأرميني ببحر في مياه أيا أسما أفعلي انت بأصلك ربيعه بيننا ما غباه
( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من كلامه غاب عن الوجود وصار في صفة المفقود وكانت ضباع لما سمعت من أخيها هذا الكلام صار الضيا في عينيها ظلام ثم انها جاءت بصندوق كبير فوضعت فيه سالم الزير وزفتته وطلته بالقار وكان عندها عبدان أمرتهما ان يحملا ذلك الصندوق ويلقياه في البحر فحملاه وسارت هي معهما تحت جنح الظلام إلى ان وصلا إلى شاطىء البحر فطرحاه هناك في البحر ثم بكت ضباع عندما غاب عنها اخيها ورجعت تنوح من فؤاد أحرقت قلبي بفراقك يا جميل المحامل وفخر الاواخر ثم أنشدت تقول بهذه الابيات :
تقول ضباع من قلب حزين ايا عيني فزيدي في بكاها كواني البين في أول زماني رماني الدهر في أعظم بلاها ايا دمعي فزيدي في سخاكي على محزونة فقدت أخاها لقد كان ملوك البرايا ومن أعلا ملوك الارض جاها كليب جساس الذي قتله طعنه طعنة برمحه في قفاها ترك دمه على الارض فاير بحربة مسمعه من السم سقاها وقام الزير كي يأخذ بثأره فقاتل آل مرة ثم هفاها لقد قتله سلطان بغدر اثني عشر الف حملة فناها فقال خذوه إلى اخته الحزينه لتأخذ ثار ولدها مع أخيها فحطيه في صندوق مقفل ومن بني مرة ما يعلم حداها وقلت له روح ياجمل المحامل ايا عود بيتي انحناها وقلت قتلته يا فخر قومك ايا حطاما للجائع عشاها ايا يوما اخذه الموج عاجل وموج البحر يلطم في مداها فقلت له روح ايا سبع بغاب بيوم الحرب ماتعطي قفاها وهذا صار في عصر الجليله اله العرش يعدمها صباها فسر ياريح واخبر اليمامه لتصبح ثم تمسي في بكاها
ثم رجعت إلى الحي وصبرت حتى رجعت أخوتها وبني عمها من الصيد فأعلمتهم بتلك القضيه وما حل بالزير وقالت والله انكم بعد المهلهل تتعبون مع جساس فتأسفوا جميعهم عليه وبكوا من فؤاد موجوع ثم ان ضباع كتمت ما فعلت بأخيها وشاع الخبر انها احرقته بالنار وأخذت الثأر ولما شاع الخبر وانتشر بين الناس فرحت بنو مرة وجساس واما أخوة الزير فانهم شقوا ثيابهم من فرط أحزانهم وأخذوا يعددوه ويندبوه بالاشعار ويذكرون ما له من محاسن الآثار وكان أكثرهم حزنا أخوه عدي الذي يقول فيه :