قال الفتى الغريب الذي شكا ولي قلب من بين الجوانح ذاب اتيت قاصد مالكا في حاجه ولي ساعة واقف انا في الباب يا أهل هذا البيت اين اميركم واين مضى من الديار وغاب ياربة البيت الذي داخل الحمى مابالكم لاتردوا الجواب الافاخبروني يا بنات بحالكم قلبي غدا من أجلكم مرتاب اذا كان اهل الحي غابوا جميعهم اما فيكم كريمه ذات حجاب فتقر ضيفا قد اتى غريبه وتستر أهاليها مع الغياب اكيد ما كل النساء تستر الفتى ولاكل من يحوي الرديه صاب
( قال الراوي ) فلما سمعت مي شعره ونظامه وعرفت قصده ومرامه أخذتها الغيرة والمروءة لتستر عرض أهلها من القيل والقال وأشارت تقول :
تقول فتاة الحي مي التي شكت الا فاسمع للقول يا نجاب يا مرحبا بالضيف لما زارنا لك الخير والاكرام والترحاب انزل مكانك حتى احضر لك الغدا وتأكل من زادنا وتشرب انا بنت مالك راح للصيد والدي مع ابن عمي الاوس والاحباب انزل حتى يرجعوا رجالنا ويأتوا لنحو الحي بعد غياب فكم جاء الينا يا أمير مثالكم خلائق كثيرة ما لهن حساب نحن نحب الضيف اذا جاء محلنا انزل واجلس جانب الاطناب
( قال الراوي ) فلما فرغت من شعرها ونظامها وقع الصنديد في حبها وغرامها ورفع ستار الخيمه بسنان رمحه فوجد صبيه بديعه الجمال فزاد به الوجد والبلبال فصاحت عليه من خلف الستار وقالت علامك تنظر بنات الملوك يا غدار ثم ردت منديلها على وجهها وقالت له لاشك انك قليل الحياء كامخ فا كنت ضيفا كما تقول فانزل كي آتيك بالغداء والا فما هذه الوقاحه ثم قالت لجاريتها اطلعي افرشي له حتى يجلس ويتغذى لبينما يأتي ابي من البريه فخرجت الجاريه اليه وسالته كي ينزل في الصيوان فقال لها انه عيب علي ان انزل عند الحريم وانا سيد عظيم لئلا ادعي بكامح هذا من اعظم القبائح وما اتيت إلى هذه الديار الا لامر ضروري وهو ان اتزوج الاميرة ولما تأكدت الاميرة من مرامه قالت يانجيب ان كنت الضيوف فاقعد في الصيوان حتى يأتي ابي من البريه هذا فلم يسمع لها كلام وقال لابد من أخذك إلى الاطلال وهناك اتزوج بك بالحلال لاني اتيت من بلاد بعيده لاجل هذه الغايه الوحيده وقد نلت مرادي وحصلت على مسرة فؤادي ثم انه قام تلك الليله في ذلك المكان وهو مسرور فرحان ولما كان الصباح ركب ظهر الحصان واردفها خلفه وصار يقطع القفار ويوصل سير الليل بسير النهار حتى وصل الديار ولما سمعت اكابر قومه بقدومه ظافرا غانما اجتمعوا الية