إذا ما الــرياءُ فـَـــشَا بــشعبٍ
وأوشـك أنْ تُعاقـبه السمــاءُ
وأضـحى للمظاهر ألـفُ شأنٍ
وغاب عن الجواهرِ الاعتناءُ
وأعدِمَتِ المروءةُ ليت شعري
يُــشــيِّـعـها لمَـرقــدهـا رثـاءُ
وصاح الـجهل يعلو كل صوتٍ
كدأبِ الــسَّـيلُ يعـلـوه الغـثاءُ
ونــُظـِّـم للسـفـاهةِ مهـرجـانٌ
لـتعـبثَ بالأنـامِ كـما تــشــاءُ
وأمسى لِلِّــئام بهـم ضجـيـجٌ
وأسْـنِـدَ للــقـراصنة اللِّـــواءُ
وطأطأت الرؤوس لهُمْ وهانتْ
كـحال الليث ترْهَـبُه الظـِّبـاءُ
هلـمّوا ارتَعوا وارْعَوْا هـنيـئاً
فعُـشـبُكم الـتَّـفاهة والهُـراءُ
وتيهوا في الهضاب وفي الروابي
تُرافـقـكـم بَهـائِـمُـكمْ و شَـاءُ
ولا تسألوا عن أشياءَ أنــتــمْ
لضُعفِ عُقولِكم مـنها بــراءُ
فمنْ يُزعِجْ يكنْ للسوطِ أهلاً
ومَن يرضخْ يُصانُ ولا يُساءُ
وإنَّ سـيـوفـنا لـتَحِـنّ شـوقـاً
لكسر عنادكـم و لهـا مَـضاءُ
فأفـــضَـلكُمْ لأبسطِـنا خديــمٌ
وأشـرفـكُمْ لأحــقــرنــا فِـداءُ
لنـا الدنـيـا و زيـنـتـها وأنتـمْ
سعـادتـكمْ شقـاوتــكـمْ سواءُ
لنـا الدنـيـا و زهرتـها وفزتمْ
بجـنّـتـكـم فــنِعْـمَ الاكْــتـفـاءُ
فــلو شـبَّت لفرط الغـشِّ نـارٌ
فلـن تُـجـدي لتخـمـدها دلاءُ
أوِ ِانهارت سقوفٌ فوقَ جَمعٍ
فـدونـكمُ التـضرّعُ والدعــاءُ