يا لهمدان ظالم وقال تأبط شراً‏:‏ قليل التشكي للمهم يصيبه كثير الهوى شتى النوى والمسالك يبيت بموماة ويضحي بغيرها جحيشا ويعروري ظهور المهالك إذا حاص عينيه كعرى النوم لم يزل له كالئ من قلب شيحان فاتك ويجعل عينيه ربيئة قلبه إلى سلة من حد أخلق باتك إذا هزه في عظم قرن تهللت نواجذ أفواه المنايا الضواحك وقال أبو سعيد المخزومي وكان شجاعاً‏:‏ وما يرى بنو الأغبار من رحل بالجمر مكتحل بالنبل مشتمل لا يشرب الماء إلا من قليب دم ولا يبيت له جار على وجل ونظير هذا قول بشار العقيلي‏:‏ فتى لا يبيت على دمنة ولا يشرب الماء إلا بدم وقال عبد الله بن الزبير‏:‏ التقيت بالأشتر النخعي يوم الجمل فيما ضربته ضربة حتى ضربني وقال أبو بكر بن أبي شيبة‏:‏ أعطت عائشة رضي الله عنها الذي بشرها بحياة ابن الزبير إذ التقى مع الأشتر عشرة آلاف درهم‏.‏ وذكر متمم بن نويرة أخاه مالكاً وجلده فقال‏:‏ كان يخرج في الليلة الصنبر عليه الشملة الفلوت بين المزادتين على الجمل الثفال‏.‏ معتقل الرمح الخطي‏.‏ قالوا‏:‏ وأبيك إن هذا لهو اجلد‏.‏ وكتب عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن وهو على الصائفة‏:‏ أن استعن في حربك بعمرو بن معد يكرب وطليحة الأزدي ولا تولهما من الأمر شيئاً فإن كل صانع أعلم بصناعته‏.‏ وقال عمر بن معد يكرب يصف صبره وجلده في الحرب‏:‏ أعاذل عدني بزي ورمحي وكل مقلص سلس القياد أعاذل إنما أفنى شبابي إجابتي الصريخ إلى المنادي مع الأبطال حتى سل جسمي وأفرح عاتقي حمل النجاد ويبقى بعد حلم القوم حلمي ويفنى قبل زاد القوم زادي ومن عجب عجبت له حديث بديع ليس من بدع السداد تمنى أن يلاقيني أبي وددت وأينما مني ودادي تمناني وسابغتي قميصي كأن قتيرها حدق الجراد فلو لاقيتني للقيت ليثاً هصوراً ذا ظباً وشباً حداد ولاستيقنت أن الموت حق وصرح شحم قلبك عن سواد أريد حياته ويريد قتلى عذيرك من خليلك من مراد ومن قوله في قيس بن مكشوح المرادي‏:‏ تمناني على فرس عليه جالساً أسده علي مفاضة كالنه ي أخلص ماءه جدده فلو لاقيتني للقي ت ليثاً فوقه لبده سبنتي ضيغماً هصراً صلخداً ناشزاً كتده يسامي القرن إن قرن تيممه فيعتضده فيأخذه فيرديه فيخفضه فيقتصده فيدمغه فيحطمه فيخضمه فيزدرده المكيدة في الحرب قال النبي (ص)‏:‏ الحرب خدعة‏.‏ وقال المهلب لبنيه‏:‏ عليكم بالمكيدة في الحرب فإنها خير من النجاة‏.‏ وكان المهلب يقول‏:‏ أناة في عواقبها فوت خير من عجلة في عواقبها درك‏.‏ وقال مسلمة بن عبد الملك‏:‏ ما أخذت أمراً قط بحزم قط فظلمت نفسي فيه وإن كانت العاقبة علي ولا أخذت أمراً قط وضيعت الحزم فيه إلا لمت نفسي عليه وإن كانت العاقبة لي‏.‏ وسئل بعض أهل التمرس بالحرب‏:‏ أي المكايد فيها أحزم قال‏:‏ إذكاء العيون وإفشاء الغلبة واستطلاع الأخبار وإظهار السرور وإماتة الفرق والاحتراس من البطانة من غير إقصاء لمن يستنصح ولا استنصاح لمن يستغش واشتغال الناس عما هم فيه من الحرب بغيره‏.‏ وفي كتاب للهند‏:‏ الحازم يحذر عدوه على كل حال يحذر المواثبة إن قرب والغارة إن بعد والكمين إن انكشف والاستطراد إن ولى‏.‏ وقال المأمون للفضل بن سهل‏.‏ قد كان لأخي رأى لو عمل به لظفر‏.‏ فقال له الفضل‏:‏ ما هو يا أمير المؤمنين قال‏:‏ لو كتب إلى أهل خراسان وطبرستان والري ودنباوند أنه قد وهب لهم الخراج لسنة لم نخل نحن من إحدى خصلتين إما رددنا فعله ولم نلتفت إليه فعصانا أهل هذه البلدان وفسدت نياتهم فانقطعوا عن معاونتنا وإما قبلناه وأمضيناه فلا نجد ما نعطى منه من معنا وتفرق جندنا ووهي أمرنا‏.‏ فقال الفضل‏:‏ الحمد الذي ستر هذا الرأي عنه وعن أصحابه‏.‏ وكتب الحجاج إلى المهلب يستعجله في حرب الأزارقة فكتب إليه‏:‏ إن من البلية أن يكون الرأي بيد من يملكه دون أن يبصره‏.‏ وكان بعض أهل التمرس يقول لأصحابه‏:‏ شاوروا في حربكم الشجعان من أولي العزم والجبناء من أولي الحزم فإن الجبان لا يألوا برأيه ما يقي مهجكم والشجاع لا يعدو ما يشد بصيرتكم‏.‏ ثم خلصوا من بين الرأيين نتيجة تحمل عنكم معرة الجبان وتهور الشجعان فتكون أنفذ من السهم الزالج والحسام الوالج‏.‏ وكان الإسكندر لا يدخل مدينة إلا هدمها وقتل أهلها حتى مر بمدينة كان مؤدبه فيها‏.‏ فخرج إليه فألطفه الإسكندر وأعظمه‏.‏ فقال له‏:‏ أصلح الله الملك إن أحق من زين لك أمرك وأعانك