الميدان لشهودها فيمن شهد من خواص أمير المؤمنين والحلبة يومئذ أفراس للرشيد ولولديه الأمين والمأمون ولسليمان بن أبي جعفر المنصور ولعيسى بن جعفر‏.‏ فجاء فرس أدهم يقال له الربد لهارون الرشيد سابقاً‏.‏ فابتهج لذلك ابتهاجاً علم ذلك في وجهه وقال‏:‏ علي بالأصمعي‏.‏ فنوديت له من كل جانب‏.‏ فأقبلت سريعاً حتى مثلت بين يديه‏.‏ فقال‏:‏ يا أصمعي خذ بناحية الربد ثم صفه من قونسه إلى سنبكه فإنه يقال‏:‏ إن فيه عشرين اسماً ومن أسماء الطير‏.‏ قلت‏:‏ نعم يا أمير المؤمنين وأنشدك شعراً جامعاً لها من قول أبي حزرة‏.‏ قال‏:‏ فأنشدنا لله أبوك‏.‏ قال‏:‏ فأنشدته‏:‏ وأقب كالسرحان تم له ما بين هامته إلى النسر الأقب‏:‏ اللاحق المخطف البطن وذلك يكون من خلقة وربما حدث من هزال أو بعد قود والأنثى قباء والجمع‏:‏ قب والمصدر‏:‏ القبب‏.‏ والسرحان‏:‏ الذئب شبهه في ضموره وعدوه به وجمعه سراحين وقد قالوا‏:‏ سراح‏.‏ والهامة‏:‏ أعلى الرأس وهي أم الدماغ وهي من أسماء الطير‏.‏ والنسر‏:‏ هو ما ارتفع من بطن الحافر من أعلاه كأنه النوى والحصى وهو من أسماء الطير وجمعه نسور‏.‏ رحبت نعامته ووفر فرخه وتمكن الصردان في النحر رحبت‏:‏ اتسعت‏.‏ ونعامته‏:‏ جلدة رأسه التي تغطى الدماغ وهي من أسماء الطير‏.‏ وقوله‏:‏ ووفرة فرخه‏.‏ الفرخ‏:‏ هو الدماغ وهو من أسماء الطيور‏.‏ ووفر‏:‏ أي تمم يقال‏:‏ وفرت الشيء ووفرته بالتخفيف فهو موفور‏.‏ والصردانن‏:‏ عرقان في أصل اللسان يجري منهما الريق ونفس الرئة وهما من أسماء الطير‏.‏ وفي الظهر صرد أيضاً وهو بياض يكون في موضع السرج من أثر الدبر يقال‏:‏ فرس صرد إذا كان ذلك به والنحر‏:‏ موضع القلادة من الصدر وهو البرك‏.‏ وأناف بالعصفور من سعف هام أشم موثق الجذر أناف‏:‏ أشرف‏.‏ والعصفور‏:‏ أصل منبت الناصية والعصفور أيضاً‏:‏ عظم ناتئ في كل جبين والعصفور‏:‏ من الغرر أيضاً وهي التي سالت ودقت ولم تتجاوز إلى العينين ولم تستدر كالقرحة وهو من أسماء الطير والسعف يقال‏:‏ فرس بين السعف وهو الذي سالت ناصيته‏.‏ وهام أي سائل منتشر‏.‏ وأشم‏:‏ مرتفع‏.‏ والشمم في الأنف‏:‏ ارتفاع قصبته‏.‏ ويروى‏:‏ هاد أشم يريد عنقاً مرتفعاً وجمعه‏:‏ هواد وقوله‏:‏ موثق أي شديد قوي‏.‏ والجذر‏:‏ الأصل من كل شيء‏.‏ قال الأصمعي وغيره‏:‏ هو بالفتح وقال أبو عمرو بن العلاء‏:‏ هو بالكسر‏.‏ وازدان بالديكين صلصله ونبت دجاجته عن الصدر ازدان‏:‏ افتعل من قولك زان يزين وكان الأصل ازتان فقلبت التاء دالا لقرب نخرجها من مخرج الزاي وكذلك ازداد من زاد يزيد‏.‏ والديكان واحدهما ديك وهو العظم الناتئ خلف الأذن وهو الذي يقال له الخششاء والخشاء‏.‏ والصلصل‏:‏ بياض في طرف الناصية ويقال‏:‏ هو أصل الناصية‏.‏ والدجاجة‏:‏ اللحم الذي على زوره بين يديه‏.‏ والديك والصلصل والدجاجة من أسماء الطير‏.‏ والناهضان أمر جلزهما فكأنما عثما على كسر الناهضان‏:‏ واحدهما ناهض وهو لحم المنكبين ويقال‏:‏ هو اللحم الذي يلي العضدين من أعلاهما والجمع‏:‏ نواهض ويقال في الجمع‏:‏ أنهض على غير قياس‏.‏ والناهض‏:‏ فرخ القطا وهو من أسماء الطير‏.‏ وقوله‏:‏ أمر جلزهما أي فتل وأحكم يقال‏:‏ أمررت الحبل فهو ممر أي فتلته‏.‏ والجلز‏:‏ الشد‏.‏ وقوله‏:‏ ‏"‏ فكأنما عثما على كسر ‏"‏ أي كأنهما كسراً ثم جبراً‏.‏ يقال‏:‏ عثمت يده‏.‏ العثم‏:‏ الجبر على عقدة وعوج وعثمان فعلان منه‏.‏ مسحنفر الجنبين ملتئم ما بين شيمته إلى الغر مسحنفر الجنبين‏:‏ أي منتفخهما‏.‏ ملتئم أي معتدل‏.‏ وشيمته‏:‏ نحره‏.‏ والشيمة أيضاً‏:‏ من قولك‏:‏ فرس أشيم بين الشيمة وهي بياض فيه ويقال‏:‏ أن تكون شامة أو شام في جسده‏.‏ والغر في الطير يسمى الرخمة وهي عضلة الساق‏.‏ وصفت سماناه وحافزه وأديمه ومنابت الشعر السمانى‏:‏ طائر وهو موضع من الفرس لا أحفظه إلا أن يكون أراد السمامة وهي دائرة تكون في سالفة الفرس وهي عنقه والسمامة من الطير أيضاً‏.‏ والأديم‏:‏ الجلد‏.‏ وسما الغراب لموقعيه معاً فأبين بينهما على قدر سما الغراب أي ارتفع والغراب‏:‏ رأس الورك‏.‏ ويقال للصلوين‏:‏ الغرابان وهما مكتنفا عجب الذنب‏.‏ ويقال‏:‏ هما ملتقى أعالي الوركين‏.‏ والموقعان منه في أعالي الخاصرتين فأبين أي فرق بينهما على قدر أي على استواء واعتدال‏.‏ واكتن دون قبيحه خطافه ونأت سمامته عن الصقر اكتن‏:‏ أي استتر‏.‏ والقبيح‏:‏ ملتقى الساقين ويقال أنه مركب الذراعين في العضدين‏.‏ والخطاف‏:‏ من أسماء الطير وهو حيث أدركت عقب الفرس إذا حرك رجليه‏.‏ ويقال لهذين الموضعين من الفرس‏:‏ المركلان‏.‏ ونأت أي بعدت‏.‏ والسمامة‏:‏ دائرة تكون في عنق الفرس وقد ذكرناها وهي من أسماء الطير‏.‏ والصقر‏:‏ أحسبها دائرة في الرأس وما وقفت عليها وهي من أسماء الطير‏.‏ القطاة‏:‏ مقعد الردف وهي من أسماء الطير والحر‏:‏ من الطير يقال إنه ذكر الحمام وهو من الفرس سواد يكون في ظاهر أذنيه‏.‏ وسما على نقويه دون حداته خربان بينهما مدى الشبر النقوان‏:‏ واحدهما نقو والجمع‏.‏ أنقاء وهو عظم ذو مخ وإنما عنى هاهنا عظام الوركين لأن الخرب هو الذي تراه مثل المدهن في ورك الفرس‏.‏ وهو من الطير‏:‏ ذكر الحبارى‏.‏ والحدأة‏:‏ من الطير وأصله الهمز ولكنه خفف وهي سالفة الفرس وجمعها حداء على وزن فعال كما تقول‏:‏ عظاءة وعظاء ويقال‏:‏ عظاية‏.‏ وإذا فتحت الفاء قلت‏:‏ حدأة وهي الفأس ذات الرأسين وجمعها‏:‏ حدأ مثل نواة ونوى وقطاة وقطا‏.‏ يدع الرضيم إذا جرى فلقاً بتوائم كمواسم سمر الرضيم‏:‏ الحجارة‏.‏ والفلق‏:‏ المكسورة فلقاً‏.‏ بتوائم‏:‏ جمع توأم وقد قالوا‏.‏ تؤم على وزن فعال جمع توأم وهي على غير قياس‏.‏ يقول‏:‏ هي