ولم أبعث إليه بالساعد الذي يضرب به‏.‏ وسأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً عن السلام‏:‏ فقال‏:‏ يسأل أمير المؤمنين عما بدا له قال‏:‏ ما تقول في الترس قال‏:‏ هو المجن الدائر‏.‏ وعليه تدور الدوائر‏.‏ قال‏:‏ فما تقول في الرمح قال‏:‏ أخوك وربما خانك فانقصف‏.‏ قال‏:‏ فالنبل قال‏:‏ منايا تخطئ وتصيب‏.‏ قال‏:‏ فما تقول في الدرع قال‏:‏ مثقلة للراجل متعبة للفارس وإنها الحصن الحصين‏.‏ قال فما تقول في السيف قال‏:‏ هناك لا أم لك يا أمير المؤمنين‏.‏ فضربه عمر بالدرة وقال‏:‏ بل لا أم لك‏.‏ قال‏:‏ الحمى أضرعتني لك‏.‏ الهيثم بن عدي قال‏:‏ وصف سيف عمرو بن معد يكرب الذي يقال له الصمصامة لموسى الهادي‏.‏ فدعا به فوضع بين يديه مجرداً ثم قال لحاجبه‏:‏ إيذن للشعراء‏.‏ فلما دخلوا أمرهم أن يقولوا فيه‏.‏ فبدرهم ابن يامين فقال‏:‏ حاز صمصامة الزبيدي عمرو من جميع الأنام مواسي الأمين سيف عمرو وكان فيما سمعنا خبر ما أغمدت عليه الجفون أخضر المتن بين حديه نور من فرند تمتد فيه العيون أوقدت فوقه الصواعق ناراً ثم شابت به الذعاف القيون فإذا ما سللته بهر الشم س فلم تكد تستبين فكائن الفرند والرونق الجا ري في صفحتيه ماء معين نعم مخراق ذي الحفيظة في الهي جاء يسطو به أم يمين فأمر له ببدرة وخرجوا‏.‏ وضرب الزبير بن العوام يوم الخندق عثمان بن عبد الله بن المغيرة فقطه إلى القربوس‏.‏ فقالوا‏:‏ ما أجود سيفك‏!‏ فغضب‏.‏ يريد أن العمل ليده لا لسيفه‏.‏ وقال‏:‏ متى تلقني يعدو ببزي مقلص كميت بهيم أو أغر محجل تلاق أمراً إن تلقه فبسيفه تعلمك الأيام ما كنت تجهل وقال أبو الشيص‏:‏ ختلته المنون بعد اختيال بين صفين من قناً ونصال في رداء من الصفيح صقيل وقميص من الحديد مذال وبلغ أبا الأغر التميمي أن أصحابه بالبادية قد وقع بينهم شر فوجه إليهم ابنه الأغر وقال‏:‏ يا بني كن يداً لأصحابك على من قاتلهم وإياك والسيف فإنه ظل الموت واتق الرمح فإنه رشاء المنية ولا تقرب السهام فإنها رسل لا تؤامر مرسلها‏.‏ قال‏:‏ فبماذا أقاتل قال‏:‏ بما قال الشاعر‏:‏ جلاميد يملأن الأكف كأنها رءوس رجال حلقت في المواسم أقبلت الفحول تمشي مشي الوعول فلما تصافحوا بالسيوف فغرت المنايا أفواهها‏.‏ وقال آخر يذكر قوماً أسروا‏:‏ استنزلوهم عن الجياد بلينة الخرصان ونزعوهم نزع الدلاء بالاشطان‏.‏ وقال أعرابي في آخرين ابتغوا قوما أغاروا عليهم‏:‏ احتثوا كل جمالية عيرانة كيما يخصفون أخفاف المطي بحوافر الخيل‏.‏ حتى أدركوهم بعد ثالثة فجعلوا المران أرشية المنايا فاستقوا بها أرواحهم‏.‏ ومن أحسن ما قيل في السيف قول حبيب‏:‏ ونبهن مثل السيف لو لم تسله يدان لسلته ظباه من الغمد وقال في صفة الرماح‏:‏ مثقفات سلبن الروم زرقتها والعرب سمرتها والعاشق القضفا ومن الإفراط القبيح قول النابغة في وصف السيف‏:‏ يقد السلوقي المضاعف نسجه ويوقد في الصفاح نار الحباحب فذكر أنه يقد الدرع المضاعف نسجها والفارس والفرس ويقع بها في الأرض فيقدح النار من الحجارة‏.‏ تظل تحفر عنه إن ضرب به بعد الذراعين والساقين والهادي وقد جمع العلوي وصف الخيل والسلاح كله فأحسن وجود حيث يقول‏:‏ بحسبي من مالي من الخيل أعيط سليم الشطي عاري النواهق أمعط وأبيض من ماء الحديد مهند وأسمر عسال الكعوب عنطنط وبيضاء كالضحضاح زعف مفاضة يكفتها عني نجاد مخطط ومعطوفة الأطراف كبداء سمحة منفجة الأعضاد صفراء شوحط فيا ليت مالي غير ما قد جمعته على لجة تيارها يتغطغط ويا ليتني أمسي على الدهر ليلة وليس على نفسي أمير مسلط ومن قولنا في وصف الرمح والسيف‏:‏ بكل رديني كأن سنانه شهاب بدا في ظلمة الليل ساطع تقاصرت الآجال في طول متنه وعادت به الآمال وهي فجائع وساءت ظنون الحرب في حسن ظنه فهن ظبات للقلوب قوارع وذي شطب تقضي المنايا بحكمه وليس لما تقضي المنية دافع إذا ما التقت أمثاله في وقيعة هنالك ظن النفس بالنفس واقع ومن قولنا في وصف السيف‏:‏ بكل مأثور على متنه مثل مدب النمل بالقاع يرتد طرف العين من حده عن كوكب للموت لماع وقال إسحاق بن خلف البهراني في صفة السيف‏:‏ ألقى بجانب خصره أمضى من الأجل المتاح وكأنما ذر الهبا ء عليه أنفاس الرياح ومن جيد صفات السيف قول الغنوي‏:‏ حسام غداة الروع ماض كأنه من الله في قبض النفوس رسول كأن على إفرنده موج لجة تقاصر في ضحضاحه وتطول كأن جيوش الذركسرن فوقه قرون جراد بينهن ذحول النزع بالقوس إبراهيم الشيباني قال‏:‏ كان رجل من أهل الكوفة قد بلغه عن رجل من أهل السلطان أنه يعرض ضيعة له بواسط في مغرم لزمه للخليفة فحمل وكيلاً له على بغل وأترع له خرجاً بدنانير وقال له‏:‏ اذهب إلى واسط فاشتر هذه الضيعة المعروضة فإن كفاك ما في هذا الخرج وإلا فاكتب إلي أمدك بالمال‏.‏ فخرج فلما أصحر عن البيوت لحق به أعرابي راكب على حمار معه قوس وكنانة فقال له‏:‏ إلى أين تتوجه فقال‏:‏ إلى واسط‏.‏ قال‏:‏ فهل لك في الصحبة قال‏:‏ نعم‏.‏ فسارا حتى فوزا فعنت لهما ظباء فقال له الأعرابي‏:‏ أي هذه الظباء أحب إليك المتقدم منها أم المتأخر فأزكيه لك قال له‏:‏