والمصلي‏:‏ الثاني الذي يتلوه‏.‏ قال‏:‏ وإنما قيل له مصل لأنه يكون عند صلوي السابق وهما جانبا ذنبه عن يمينه وشماله‏.‏ ثم الثالث والرابع لا اسم لواحد منهما إلى العاشر فإنه يسمى سكيتاً‏.‏ قال أبو عبيدة‏:‏ لم نسمع في سوابق الخيل ممن يوثق بعلمه اسما لشيء منها إلا الثاني والعاشر فإن الثاني اسمه المصلي والعاشر السكيت وما سوى ذينك يقال‏:‏ الثالث والرابع وكذلك إلى التاسع ثم السكيت‏.‏ ويقال السكيت بالتشديد والتخفيف‏.‏ فما جاء بعد ذلك لم يعتد به‏.‏ والفسكل بالكسر‏:‏ الذي يجيء آخر الليل والعامة تسميه الفسكل بالضم‏.‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ القاشور‏:‏ الذي يجيء في الحلبة آخر الخيل وهو الفسكل وإنما قيل للسكيت سكيت لأنه آخر العدد الذي يقف العاد عليه‏.‏ والسكت‏:‏ الوقوف‏.‏ هكذا كانوا يقولون فأما اليوم فقد غيروا‏.‏ وكان من شأنهم أن يمسحوا على وجه السابق قال جرير‏:‏ إذا شئتم أن تمسحوا وجه سابق جواد فمدوا في الرهان عنانيا ومن قولنا في هذا المعنى‏:‏ خلوا عناني في الرهان ومسحوا مني بغرة أبلق مشهور وصف السلاح كانت درع علي صدراً لا ظهر لها‏.‏ فقيل له في ذلك‏.‏ فقال‏:‏ إذا استمكن دعوي من ظهري فلا يبقي‏.‏ ورئي الجراح بن عبد الله قد ظاهر بين درعين‏.‏ فقيل له في ذلك‏.‏ فقال‏:‏ لست أقي بدني وإنما أقي صبري‏.‏ واشترى زيد بن حاتم أدراعاً وقال‏:‏ إني لست أشتري أدراعاً وإنما أشتري أعماراً‏.‏ وقال حبيب بن المهلب لبنيه لا يقعدن أحدكم في السوق فإن كنتم لا بد فاعلين فإلى زراد أو سراج أو وراق‏.‏ العتبي قال‏:‏ بعث عمر بن الخطاب إلى عمرو بن معد يكرب أن يبعث إليه بسيفه المعروف بالصمصامة‏.‏ فبعث به إليه‏.‏ فلما ضرب به وجده دون ما كان يبلغه عنه فكتب إليه في ذلك‏.‏ فرد عليه‏:‏ إنما بعثت إلى أمير المؤمنين بالسيف ولم أبعث إليه بالساعد الذي يضرب به‏.‏ وسأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً عن السلام‏:‏ فقال‏:‏ يسأل أمير المؤمنين عما بدا له قال‏:‏ ما تقول في الترس قال‏:‏ هو المجن الدائر‏.‏ وعليه تدور الدوائر‏.‏ قال‏:‏ فما تقول في الرمح قال‏:‏ أخوك وربما خانك فانقصف‏.‏ قال‏:‏ فالنبل قال‏:‏ منايا تخطئ وتصيب‏.‏ قال‏:‏ فما تقول في الدرع قال‏:‏ مثقلة للراجل متعبة للفارس وإنها الحصن الحصين‏.‏ قال فما تقول في السيف قال‏:‏ هناك لا أم لك يا أمير المؤمنين‏.‏ فضربه عمر بالدرة وقال‏:‏ بل لا أم لك‏.‏ قال‏:‏ الحمى أضرعتني لك‏.‏ الهيثم بن عدي قال‏:‏ وصف سيف عمرو بن معد يكرب الذي يقال له الصمصامة لموسى الهادي‏.‏ فدعا به فوضع بين يديه مجرداً ثم قال لحاجبه‏:‏ إيذن للشعراء‏.‏ فلما دخلوا أمرهم أن يقولوا فيه‏.‏ فبدرهم ابن يامين فقال‏:‏ حاز صمصامة الزبيدي عمرو من جميع الأنام مواسي الأمين سيف عمرو وكان فيما سمعنا خبر ما أغمدت عليه الجفون أخضر المتن بين حديه نور من فرند تمتد فيه العيون أوقدت فوقه الصواعق ناراً ثم شابت به الذعاف القيون فإذا ما سللته بهر الشم س فلم تكد تستبين فكائن الفرند والرونق الجا ري في صفحتيه ماء معين نعم مخراق ذي الحفيظة في الهي جاء يسطو به أم يمين فأمر له ببدرة وخرجوا‏.‏ وضرب الزبير بن العوام يوم الخندق عثمان بن عبد الله بن المغيرة فقطه إلى القربوس‏.‏ فقالوا‏:‏ ما أجود سيفك‏!‏ فغضب‏.‏ يريد أن العمل ليده لا لسيفه‏.‏ وقال‏:‏ متى تلقني يعدو ببزي مقلص كميت بهيم أو أغر محجل تلاق أمراً إن تلقه فبسيفه تعلمك الأيام ما كنت تجهل وقال أبو الشيص‏:‏ ختلته المنون بعد اختيال بين صفين من قناً ونصال في رداء من الصفيح صقيل وقميص من الحديد مذال وبلغ أبا الأغر التميمي أن أصحابه بالبادية قد وقع بينهم شر فوجه إليهم ابنه الأغر وقال‏:‏ يا بني كن يداً لأصحابك على من قاتلهم