وافهم - جعلت فداك - غير مفهم أن اصطناع العرف ما لم توله مستكملاً كالثوب ما لم يعلم والشكر - ما لم يستثر بصنيعة كالخط تقرؤه وليس بمعجم وتفنني في القول إكثار وقد أسرجت في كرم الفعال فألجم‏.‏ وقال دعبل بن علي الخزاعي في طاهر بن الحسين صاحب خراسان‏:‏ أيا ذا اليمينين والدعوتين ومن عنده العرف والنائل أترضى لمثلى أنى مقيم ببابك مطرح خامل بتسليمة بين خمس وست إذا ضمك المجلس الحافل وما كنت أرضى بذا من هسواك أيرضى بذا رجل عاقل وإن ناب شغل ففي دون ما تدبره شغل شاغل عليك السلام فإني امرؤ إذا ضاق بي بلد راحل الأصمعي قال‏:‏ ونظر زياد إلى رجل من ضبة يأكل أكلاً قبيحاً وهو أقبح الناس وجهاً فقال‏:‏ يا أخا ضبة كم عيالك قال‏:‏ سبع بنات أنا أجمل منهن وجهاً وهن آكل مني‏:‏ فضحك زياد وقال‏:‏ لله درك‏!‏ ما ألطف سؤالك‏!‏ افرضوا له و لكل واحدة منهن مائة وخادماً وعجلوا له و لهن أرزاقهم‏.‏ فخرج الصبي وهو يقول‏:‏ إذا كنت مرتاد السماحة والندى فناد زياداً أو أخاً لزياد يجبك امرؤ يعطى على الحمد ما له إذا ضن بالمعروف كل جواد ومالي لا أثنى عليك وإنما طريفي من معروفكم وتلادي ووقف دعبل ببعض أمراء الرقة فلما مثل بين يديه قال‏:‏ أصلح الله الأمير إني لا أقول كما قال صاحب معن‏:‏ أبالحسنى وليس لها ضياء علي فمن يصدق ما أقول أم الأخرى ولست لها بأهل وأنت لكل مكرمة فعول ولكنني أقول‏:‏ ماذا أقول إذا أتيت معاشري صفراً يداي من الجواد المجزل إن قلت أعطاني كذبت وإن أقل ضن الأمير بماله لم يجمل ولأنت أعلم بالمكارم والعلا من أن أقول فعلت ما لم تفعل فاختر لنفسك ما أقول فإني لا بد مخبرهم وإن لم أسأل قال له‏:‏ قاتلك الله‏!‏ وأمر له بعشرة آلاف درهم‏.‏ العتبي قال‏:‏ دخل ابن عبدل على عبد الملك بن بشر بن مروان لما ولي الكوفة فقعد بين السماطين ثم قال‏:‏ أيها الأمير إني رأيت رؤيا فإذن لي في قصصها‏.‏ فقال‏:‏ قل‏.‏ فقال‏:‏ أغفيت قبل الصبح يوم مسهد في ساعة ما كنت قبل أنامها فرأيت أنك رعتني بوليدة مفلوجة حسن علي قيامها وببدرة حملت إلي وبغلة شهباء ناجية يصر لجامها قال له عبد الملك بن بشر بن مروان‏:‏ كل شيء رأيت فهو عندي إلا البغلة فإنها دهماء فارهة‏.‏ امرأتي طالق ثلاثاً إن كنت رأيتها إلا دهماء‏.‏ إلا أني غلطت‏.‏ الشيباني عن البطين الشاعر قال‏:‏ قدمت على علي بن يحيى الأرميني فكتبت إليه‏:‏ رأيت في النوم أني راكب فرساً ولي وصيف وفي كفي دنانير فقال قوم لهم حذق ومعرفة رأيت خيراً وللأحلام تعبير رؤياك فسر غداً عند الأمير تجد تعبير ذاك وفي الفال التباشير فجئت مستبشراً مستشعراً فرحاً وعند مثلك لي بالفعل تيسير قال‏:‏ فوقع لي في أسفل كتابي‏:‏ أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين‏.‏ ثم أمر لي بكل شيء ذكرته في أبياتي ورأيته في منامي‏.‏ وقال بشار العقيلي‏:‏ حتى متى ليت شعري يا بن يقطين أثني عليك بما لا منك توليني أما علمت جزاك الله صالحة عني وزادك خيراً يا بن يقطين أني أريدك للدنيا وزينتها ولا أريدك يوم الدين للدين يا بن العلاء ويا بن القرم مرداس إني لأطريك في أهلي وجلاسي أثني عليك ولي حال تكذبني فيما أقول فاستحيي من الناس حتى إذا قيل ما أعطاك من صفد طأطأت من سوء حالي عندها رأسي الأخذ من الأمراء حدثنا جعفر بن محمد عن يزيد بن سمعان عن عبد الله بن ثور عن عبد الحميد ابن وهب عن أبي الخلال قال‏:‏ سألت عثمان بن عفان عن جائزة السلطان فقال‏:‏ لحم طري زكي‏.‏ جعفر بن محمد بن يحيى بن محمد العامري عن المعتمر عن عمران بن حدير قال‏:‏ انطلقت أنا ورجل إلى عكرمة فرأى الرجل عليه عمامة متخرفة‏.‏ فقال الرجل‏:‏ عندنا عمائم ألا نبعث إليك بعمامة منها قال عكرمة‏:‏ إنا لا نقبل من الناس شيئاً إنما نقبل من الأمراء‏.‏ وقال هشام بن حسان‏:‏ رأيت على الحسن البصري خميصة لها أعلام يصلي فيها أهداها إليه مسلمة بن عبد الملك‏.‏ وكان النبي (ص) يلبس خفين أسودين أهداهما إليه النجاشي صاحب الحبشة‏.‏ وقال نافع‏:‏ كان عبد الله بن عمر يقبل هدايا أهل الفتنة مثل المختار وغيره‏.‏ ودخل مالك بن أنس على هارون الرشيد فشكا إليه ديناً لزمه فأمر له بألف دينار عين‏.‏ فلما وضع يديه للقيام قال‏:‏ يا أمير المؤمنين وزوجت ابني محمداً فصار علي فيه ألف دينار‏.‏ فلقد مات مالك وتركها زنته في مزوده‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة قال‏:‏ كان الربيع بن خثيم في ألف ومائة من العطاء فكلم فيه أبي معاوية فألحقه بألفين‏.‏ فلما حضر العطاء نودي الربيع بن خثيم فقيل له‏:‏ في ألفين فقعد‏.‏ فنظروا على اسمه مكتوباً‏:‏ كلم فيه ابن يحيى بن طلحة أمير المؤمنين فألحقه بألفين‏.‏ وقال رجل لإبراهيم بن أدهم‏:‏ يا أبا إسحاق كنت أريد أن تقبل مني هذه الجبة كسوة‏.‏ قال‏:‏ إن كنت غنياً قبلتها منك وإن كنت فقيراً لم أقبلها منك‏.‏ قال‏:‏ فإن غني‏.‏ قال‏:‏ وكم مالك قال‏:‏ ألفا دينار‏.‏ قال‏:‏ فأنت تود أنها أربعة آلاف‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فأنت