صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 5 إلى 7 من 7

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الأول/13


  1. #5
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 671
    Array

    معاوية - فظن عبيد الله أنها مكيدة منه قال‏:‏ دع عنك هذا الكلام فإنا قوم نفي بما وعدنا ولا ننقض ما أكدنا‏.‏ ومن جوده أيضاً‏:‏ أنه أتاه سائل وهو لا يعرفه فقال له‏:‏ تصدق فإني نبئت أن عبيد الله بن عباس أعطى سائلاً ألف درهم واعتذر إليه فقال له‏:‏ وأين أنا من عبيد الله قال أين أنت منه في الحسب أم كثرة المال قال‏:‏ فيهما قال‏:‏ أما الحسب في الرجل فمروءته وفعله وإذا شئت فعلت وإذا فعلت كنت حسيباً فأعطاه ألفي درهم واعتذر له من ضيق الحال فقال له السائل‏:‏ إن لم تكن عبد الله بن عباس فأنت خير منه وإن كنت هو فأنت اليوم خير منك أمس فأعطاه ألفاً أخرى‏.‏ فقال السائل‏:‏ هذه هزة كريم حسيب والله لقد نقرت حبة قلبي فأفرغتها في قلبك فما أخطأت إلا باعتراض الشك بين جوانحي‏.‏ ومن جوده أيضاً‏:‏ أنه جاءه رجل من الأنصار فقال‏:‏ يا بن عمر رسول الله (ص) إنه ولد لي في هذه الليلة مولود وإني سميته باسمك تبركاً مني به وإن أمه ماتت‏.‏ فقال عبيد الله‏:‏ بارك الله لك في الهبة وأجزل لك الأجر على المصيبة ثم دعا بوكيله فقال‏:‏ انطلق الساعة فاشتر للمولود جارية تحضنه وادفع إليه مائتي دينار للنفقة على تربيته ثم قال للأنصاري‏:‏ عد إلينا بعد أيام فإنك جئتنا وفي العيش يبس وفي المال قلة‏.‏ قال الأنصاري‏:‏ لو سبقت حاتماً بيوم واحد ما ذكرته العرب أبداً ولكنه سبقك فصرت له تالياً وأنا أشهد أن عفوك أكثر من مجهوده وكل كرمك أكثر من وابله‏.‏ جود عبد الله بن جعفر ومن جود عبد الله بن جعفر أن عبد الرحمن بن أبي عمار دخل على نخاس يعرض قياناً له فعلق واحدة منهن فشهر بذكرها حتى مشى إليه عطاء وطاووس ومجاهد يعذلونه فكان جوابه أن قال‏:‏ يلومني فيك أقوام أجالسهم فما أبالي أطار اللوم أم وقعا فانتهى خبره إلى عبد الله بن جعفر فلم يكن له هم غيره فحج فبعث إلى مولى الجارية فاشتراها منه بأربعين ألف درهم وأمر قيمة جواريه أن تزينها وتحليها ففعلت‏.‏ وبلغ الناس قدومه فدخلوا عليه فقال‏:‏ مالي لا أرى ابن أبي عمار زارنا‏!‏ فأخبر الشيخ فأتاه مسلماً‏.‏ فلما أراد أن ينهض استجلسه ثم قال‏:‏ ما فعل حب فلانة قال‏:‏ في اللحم والدم والمخ والعصب‏.‏ قال‏:‏ أتعرفها لو رأيتها قال‏:‏ لو أدخلت الجنة لم أنكرها فأمر بها عبد الله أن تخرج إليه وقال له‏:‏ إنما اشتريتها لك ووالله ما دنوت منها فشأنك بها مباركاً لك فيها‏.‏ فلما ولى قال يا غلام احمل معه مائة ألف درهم ينعم بها معها‏.‏ قال‏:‏ فبكى عبد الرحمن فرحاً وقال‏:‏ يا أهل البيت لقد خصكم الله بشرف ما خص به أحداً قبلكم من صلب آدم فتهنئكم هذه النعمة وبورك لكم فيها‏.‏ ومن جوده أيضاً‏:‏ أنه أعطى امرأة سألته مالاً عظيماً‏.‏ فقيل له‏:‏ إنها لا تعرفك‏.‏ وكان يرضيها اليسير‏.‏ قال‏:‏ إن كان يرضيها اليسير فإني لا أرضى بالكثير وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي‏.‏ جود سعيد بن العاص ومن جود سعيد بن العاص‏:‏ أنه مرض وهو بالشام فعاده معاوية ومعه شرحبيل بن السمط ومسلم بن عقبة المري ويزيد بن شجرة الرهاوي فلما نظر سعيد معاوية وثب عن صدر مجلسه إعظاماً لمعاوية فقال له معاوية‏:‏ أقسمت عليك أبا عثمان أن لا تتحرك فقد ضعفت بالعلة‏.‏ فسقط فتبادر معاوية نحوه حتى حنا عليه وأخذه بيده فأقعده على فراشه وقعد معه وجعل يسائله عن علته ومنامه وغذائه ويصف له ما ينبغي أن يتوقاه وأطال القعود معه‏.‏ فلما خرج التفت إلى شرحبيل بن السمط ويزيد بن شجرة فقال‏:‏ هل رأيتما خللا في مال أبي عثمان فقالا‏:‏ ما رأينا شيئاً ننكره‏.‏ فقال لمسلم بن عقبة‏:‏ ما تقول قال‏:‏ رأيت‏.‏ قال‏:‏ وما ذاك قال‏:‏ رأيت على حشمه ومواليه ثياباً وسخة ورأيت صحن داره غير مكنوس ورأيت التجار يخاصمون قهرمانه‏.‏ قال‏:‏ صدقت كل ذلك قد رأيته فوجه إليه مع مسلم بثلاثمائة ألف‏.‏ فسبق رسول يبشره بها ويخبره بما كان فغضب سعيد وقال للرسول‏:‏ إن صاحبك ظن أنه أحسن فأساء وتأول فأخطأ‏.‏ فأما وسخ ثياب الحشم فمن كثرة حركته اتسخ ثوبه وأما كنس الدار فليست أخلاقنا أخلاق من جعل داره مرآته وتزينه لبسه ومعروفه عطره ثم لا يبال بمن مات هزلاً من ذي لحمة أو حرمة‏.‏ وأما منازعة التجارة قهرماني فمن كثرة حوائجه وبيعه وشرائه لم يجد بداً من أن يكون ظالماً أو مظلوماً وأما المال الذي أمر به



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!





رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #6
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 671
    Array

    أمير المؤمنين فوصلته كل ذي رحم قاطعة وهنأته كرامته المنعم بها عليه وقد قبلناه وأمرنا لصاحبك منه بمائة ألف ولشرحبيل بن السمط بمثلها وليزيد بن شجرة بمثلها وفي سعة الله وبسط يد أمير المؤمنين ما عليه معولنا‏.‏ فركب مسلم بن عقبة إلى معاوية فأعلمه‏.‏ فقال‏:‏ صدق ابن عمي فيما قال وأخطأت فيما انتهيت إليه فاجعل نصيبك من المال لروح بن زنباع عقوبة لك فإنه من جنى جناية عوقب بمثلها كما أنه فعل خيراً كوفئ عليه‏.‏ ومن جوده أيضاً‏:‏ أن معاوية كان يداول بينه وبين مروان بن الحكم في ولاية المدينة فكان مروان يقارضه‏.‏ فلما دخل على معاوية قال له‏:‏ كيف تركت أبا عبد الملك - يعني مروان - قال‏:‏ تركته منفذاً لأمرك مصلحاً لعملك‏.‏ قال معاوية‏:‏ إنه كصاحب الخبزة كفى إنضاجها فأكلها‏.‏ قال‏:‏ كلا يا أمير المؤمنين إنه من قوم لا يأكلون إلا ما حصدوا‏.‏ ولا يحصدون إلى ما زرعوا‏.‏ قال‏:‏ فما الذي باعد بينك وبينه قال‏:‏ خفته على شرفي وخافني على مثله‏.‏ قال‏:‏ فأي شيء كان له عندك قال‏:‏ أسوءه حاراً وأسره غائباً‏.‏ قال‏:‏ يا أبا عثمان تركتنا في هذه الحروب‏.‏ قال‏:‏ حملت الثقل وكفيت الحزم‏.‏ قال‏:‏ فما أبطأ بك قال‏:‏ غناك عني أبطأني عنك‏.‏ وكنت قريباً لو دعوت لأجبناك ولو أمرت لأطعناك‏.‏ قال‏:‏ ذلك ظننا بك‏.‏ فأقبل معاوية على أهل الشام فقال يا أهل الشام هؤلاء قومي وهذا كلامهم‏.‏ ثم قال‏:‏ أخبرني عن مالك فقد نبئت أنك تتجر فيه‏.‏ قال‏:‏ يا أمير المؤمنين لنا مال يخرج لنا منه فضل فإذا كان ما خرج قليلاً أنفقناه على قلته وإن كان كثيراً فكذلك غير أنا لا ندخر منه شيئاً عن معسر ولا طالب ولا مستحمل ولا نستأثر منه بفلذة لحم ولا مزعة شحم‏.‏ قال‏:‏ فكم يدوم لك هذا قال‏:‏ من السنة نصفها‏.‏ قال‏:‏ فما تصنع باقيها قال‏:‏ نجد من يسلفنا ويسارع إلى معاملتنا‏.‏ قال‏:‏ ما أحد أحوج إلى أن يصلح من شأنه منك‏.‏ قال‏:‏ إن شأننا لصالح يا أمير المؤمنين ولو زدت في مالي مثله ما كنت إلا بمثل هذه الحال‏.‏ فأمر له معاوية بخمسين ألف درهم وقال‏:‏ اشتر بها ضيعة تعينك على مروءتك‏.‏ فقال سعيد‏:‏ بل أشتري بها حمداً وذكراً باقياً أطعم بها الجائع وأزوج بها الأيم وأنك بها العاني وأواسي بها الصديق وأصلح بها حال الجار‏.‏ فلم تأت عليه ثلاثة أشهر وعنده منها درهم‏.‏ فقال معاوية‏:‏ ما فضيلة بعد الإيمان بالله هي أرفع في الذكر ولا أنبه في الشرف من الجود وحسبك أن الله تبارك وتعالى جعل الجود أحد صفاته‏.‏ ومن جوده أيضاً ما حكاه الأصمعي قال‏:‏ كان سعيد بن العاص يسمر معه سماره إلى أن ينقضي حين من الليل فانصرف عنه القوم ليلة ورجل قاعد لم يقم‏.‏ فأمر سعيد بإطفاء الشمعة وقال‏:‏ حاجتك يا فتى فذكر أن عليه ديناً أربعة آلاف درهم فأمر له بها‏.‏ وكان إطفاؤه للشمعة أكثر من عطائه‏.‏ جود عبيد الله بن أبي بكرة ومن جود عبيد الله بن أبي بكرة‏:‏ أنه أدلى إليه رجل بحرمة فأمر له بمائة ألف درهم‏.‏ فقال‏:‏ أصلحك الله ما وصلني أحد بمثلها قط‏.‏ ولقد قطعت لساني عن شكر غيرك وما رأيت الدنيا في يد أحد أحسن منها في يدك ولولا أنت لم تبق لها بهجة إلا أظلمت ولا نور إلا جود عبيد الله بن معمر القرشي التيمي ومن جود عبيد الله بن معمر القرشي‏:‏ أن رجلاً أتاه من أهل البصرة كانت له جارية نفيسة قد أدبها بأنواع الأدب حتى برعت وفاقت في جميع ذلك ثم إن الدهر قعد بسيدها ومال عليه‏.‏ وقدم عبيد الله بن معمر البصرة من بعض وجوهه فقالت لسيدها‏:‏ إني أريد أن أذكر لك شيئاً أستحي منه إذ فيه جفاء مني غير أن يسهل ذلك علي ما أرى من ضيق حالك وقلة مالك وزوال نعمتك وما أخافه عليك من الاحتياج وضيق الحال وهذا عبيد الله بن معمر قدم البصرة وقد علمت شرفه وفضله وسعة كفه وجود نفسه فلو أذنت لي فأصلحت من شأني ثم تقدمت بي إليه وعرضتني عليه هدية رجوت أن يأتيك من مكافأته ما يقيلك الله به وينهضك إن شاء الله‏.‏ قال فبكى وجداً عليها وجزعاً لفراقها منه ثم قال لها‏:‏ لولا أنك نطقت بهذا ما ابتدأتك به أبداً‏.‏ ثم نهض بها حتى أوقفها بين يدي عبيد الله فقال‏:‏ أعزك الله هذه جارية ربيتها ورضيت بها لك فاقبلها مني هدية‏.‏ فقال‏:‏ مثلي لا يستهدي من ملك فهل لك في بيعها فأجزل لك الثمن عليها حتى ترضى قال‏:‏ الذي تراه‏.‏ قال‏:‏ يقنعك مني عشرة بدر في كل بدرة عشرة آلاف درهم قال‏:‏ والله يا سيدي ما امتد أملي إلى عشر ما ذكرت ولكن هذا فضلك المعروف وجودك المشهور‏.‏ فأمر عبيد الله بإخراج المال حتى صار بين يدي الرجل وقبضه وقال للجارية‏:‏ ادخلي الحجاب‏.‏ فقال سيدها‏:‏ أعزك الله لو أذنت لي في وداعها قال‏:‏ نعم‏.‏ فوقفت وقام وقال لها وعيناه



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #7
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 671
    Array

    تدمعان‏:‏ أبوح بحزن من فراقك موجع أقاسي به ليلاً يطيل تفكري ولولا قعود الدهر بي عنك لم يكن يفرقنا شيء سوى الموت فاعذري عليك سلام لا زيادة بيننا ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر قال عبيد الله بن معمر‏:‏ قد شئت ذلك فخذ جاريتك وبارك الله لك في المال‏.‏ فذهب بجاريته وماله فعاد غنياً‏.‏ فهؤلاء أجواد الإسلام المشهورون في الجود المنسوبون إليه وهم أحد عشر رجلاً كما ذكرنا وسمينا وبعدهم طبقة أخرى من الأجواد قد شهروا بالجود وعرفوا بالكرم وحمدت أفعالهم‏.‏ وسنذكر ما أمكننا ذكره منها إن شاء الله تعالى‏.‏ الطبقة الثانية من الأجواد الحكم بن حنطب قيل لنصيب بن رباح‏:‏ خرف شعرك أبا محجن قال‏:‏ لا ولكن خرف الكرم لقد رأيتني ومدحت بن حنطب فأعطاني ألف دينار ومائة ناقة وأربعمائة شاة‏.‏ وسأل أعرابي الحكم بن حنطب فأعطاه خمسمائة دينار فبكى الأعرابي فقال‏:‏ ما يبكيك يا أعرابي لعلك استقللت ما أعطيناك قال‏:‏ لا والله ولكني أبكي لما تأمل الأرض منك ثم أنشأ يقول‏:‏ وكأن آدم حين حان وفاته أوصاك وهو يجود بالحوباء ببنيه أن ترعاهم فرعيتهم وكفيت آدم عيلة الأبناء العتبي قال‏:‏ أخبرني رجل من أهل منبج قال‏:‏ قدم علينا الحكم بن حنطب وهو مملق فأغنانا‏.‏ قال‏:‏ كيف أغناكم وهو مملق قال‏:‏ علمنا المكارم فعاد غنينا على فقيرنا‏.‏ معن بن زائدة وكان يقال فيه‏:‏ حدث عن البحر ولا حرج وحدث عن معن ولا حرج‏.‏ وأتاه رجل يسأله أن يحمله فقال‏:‏ يا غلام أعطه فرساً وبرذوناً وبغلاً وعيراً وبعيراً وجارية وقال‏:‏ لو عرفت مركوباً غير هؤلاء لأعطيتك‏.‏ العتبي قال‏:‏ لما قدم معن بن زائدة البصرة واجتمع إليه الناس أتاه مروان بن أبي حفصة أخذ بعضادتي الباب فأنشده شعره الذي قال فيه‏:‏ فما أحجم الأعداء عنك بقية عليك ولكن لم يروا فيك مطمعا له راحتان الحتف والجود فيهما أبى الله إلا أن يضر وينفعا يزيد بن المهلب وكان هشام بن حسان إذ ذكره قال‏:‏ والله إن كانت السفن لتجري في جوده‏.‏ وقيل ليزيد بن المهلب‏:‏ مالك لا تبني داراً قال‏:‏ منزلي دار الإمارة أو الحبس‏.‏ ولما أتى يزيد بن عبد الملك برأس يزيد بن المهلب نال منه بعض جلسائه فقال له‏:‏ مه‏!‏ إن يزيد بن المهلب طلب جسيماً وركب عظيماً ومات كريماً‏.‏ ودخل الفرزدق على يزيد بن المهلب في الحبس فأنشده‏:‏ صح في قيدك السماحة والجو د وفك العناة والإفضال وقال سليمان بن عبد الملك لموسى بن نصير‏:‏ اغرم ديتك خمسين مرة‏.‏ قال‏:‏ ليس عندي ما أغرم‏.‏ قال‏:‏ والله لتغر من ديتك مائة مرة‏.‏ قال يزيد بن المهلب‏:‏ أنا أغرمها عنه يا أمير المؤمنين‏.‏ قال‏:‏ اغرم فغرمها عنه مائة ألف‏.‏ العتبي قال‏:‏ أخبرني عوانة قال‏:‏ استعمل الوليد بن عبد الملك عثمان بن حيان المري على المدينة وأمره بالغلظة على أهل الظنة فلما استخلف سليمان أخذه بألفي ألف درهم‏.‏ فاجتمعت القيسية في ذلك فتحملوا شطرها وضاقوا ذرعاً بالشطر الثاني ووافق ذلك استعمال سليمان يزيد بن المهلب على العراق‏.‏ فقال عمر بن هبيرة‏:‏ عليكم بيزيد بن المهلب فما لها أحد غيره‏.‏ فتحملوا إلى يزيد وفيهم عمر بن هبيرة والقعقاع بن حبيب والهذيل بن زفر بن الحارث وانتهوا إلى رواق يزيد‏.‏ قال يحيى بن أقتل - وكان حاجباً ليزيد بن المهلب وكان رجلاً من الأزد -‏:‏ فاستأذنت لهم فخرج يزيد إلى الرواق فقرب ورحب ثم دعاء بالغداء فأتوا بطعام ما أنكروا منه أكثر مما عرفوا‏.‏ فلما تغدوا تكلم عثمان بن حيان وكان لساناً مفوهاً وقال‏:‏ زادك الله في توفيقك أيها الأمير إن الوليد بن عبد الملك وجهني إلى المدينة عاملاً عليها وأمرني بالغلظة على أهل الظنة وصخذ عليهم وإن سليمان أغرمني غرماً والله ما يسعه مالي ولا تحمله طاقتي فأتيناك لتحمل من هذا المال ما خف عليك وما بقي والله ثقيل علي‏.‏ ثم تكلم كل منهم بما حضره وقد اختصرنا كلامهم فقال يزيد بن المهلب‏:‏ مرحباً بكم وأهلاً إن خير المال ما قضيت فيه الحقوق وحملت به المغارم‏.‏ وإنما لي من المال ما فضل عن إخواني وأيم الله لو علمت أن أحداً أملأ بحاجتكم مني لهديتكم إليه فاحتكموا وأكثروا‏.‏ فقال عثمان بن حيان‏:‏ النصف أصلح الله الأمير‏.‏ قال‏:‏ نعم وكرامة اغدوا على مالكم فخذوه‏.‏ فشكروا له وقاموا فخرجوا‏.‏ فلما صاروا على باب السرادق قال عمر بن هبيرة‏:‏ قبح الله رأيكم والله ما يبالي يزيد أنصفها تحمل أم كلها فمن لكم بالنصف الباقي قال القوم‏:‏ هذا والله لرأي‏.‏ وسمع يزيد مناجاتهم فقال لحاجبه‏:‏ انظر يا يحيى إن كان بقي على القوم شيء فليرجعوا‏.‏ فرجعوا إليه‏.‏ وقالوا‏:‏ أقلنا‏.‏ قال‏:‏ قد فعلت‏.‏ قالوا‏:‏ فإن رأيت أن تحملها كلها فأنت أهلها وإن أبيت فما لها أحد غيرك‏.‏ قال‏:‏ قد فعلت‏.‏ وغدا يزيد بن المهلب إلى سليمان‏.‏ فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين أتاني عثمان بن حيان وأصحابه قال‏:‏ أمسك في المال قال‏:‏ نعم‏.‏ قال سليمان‏:‏ والله لآخذنه منهم‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!






  • صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الأول/10
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:38 PM
    2. العقد الفريد/الجزء الأول/9
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:32 PM
    3. العقد الفريد/الجزء الأول/8
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:26 PM
    4. العقد الفريد/الجزء الأول/7
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:19 PM
    5. العقد الفريد/الجزء الأول/6
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:07 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1