وقال في إناث الخيل‏:‏ بُطونها كَنْز وظُهورها حِرْز‏.‏
وقال‏:‏ ما أملق تاجرٌ صدُوق وما أقفر بيتٌ فيه خَلّ‏.‏
وقال‏:‏ قَيّدوا العِلم بالكتابة‏.‏
وقال‏:‏ عَلق سَوْطك حيثُ يراه أهلُك‏.‏
باب في آداب الحكماء والعلماء

فضيلة الأدب أوصى بعضُ الحكماء بنيه فقال‏:‏ الأدب أكرم الجواهر طبيعةً وأنْفسها قيمةً يَرْفع الأحساب الوَضيعة ويُفيد الرَّغائب الجليله ويُعِز بلا عشيرة ويُكثر الأنصار بغَيْر رزيَّة فالبسوه حُلّة وتَزَينُوه حِلْية يُؤْنسكم في الوَحشة ويجمع لكم القُلوب المختلفة‏.‏
ومن كلام علّي عليه السلام‏:‏ فيما يُروى عنه أنه قال‏:‏ مَن حَلم ساد ومن ساد استفاد ومن استَحيا حُرم ومن هاب خاب ومَن طلب الرّآسة صَبر على السياسة ومَن أبصر عَيْب نفسه عَمِيَ عن عَيب غيره ومَن سلَّ سيف البَغْي قُتل به ومن احتقر لأخيه بئراً وقَع فيها ومَن نَسى زَلَّته استعظم زلّة غيره ومن هَتَك حِجاب غيره اْنهتكت عورات بَيته ومن كابر في الأمور عَطِب ومن اقتحم اللُّجج غَرِق ومن أعجب برأْيه ضَلَّ ومن استغنى بعَقله زلَ ومن تَجَبَّر على الناس ذَلَّ ومن تَعمَّق في العَمَل مَلَّ ومَن صاحَب الأنذال حُقِّر ومن جالس العلماء وُقَر ومن دَخل مَداخل السًوء اتُّهم ومَن حَسَنُ خُلقه سَهُلَت له طُرُقه ومن حَسَّنَ كلامَه كانت الْهَيْبة أمامَه ومَن خَشي الله فاز ومَن استقاد الجَهْل تَرك طَرِيق العَدْل ومَن عرف أجَله قَصًر أمله ثم أنشأ يقول‏:‏ البَسْ أخاك على عُيوبه واسْتُر وغَطِّ على ذُنوبه واصبر على بَهْتِ السَّفِيهِ وللزَّمان على خُطوبه ودَع الجوابَ تفضلاً وكِل الظلومَ إلى حَسِيبه وقال شَبِيب بن شَيبة‏:‏ اطلُبوا الأدب فإنّه مادًة للعَقْل ودليل على المُروءة وصاحب في الغُربة ومُؤنس في الوَحشة وحِلْية في المَجْلِس ‏"‏ ويجمع لكم القلوب المختلفة ‏"‏‏.‏
وقال عبدُ الملك بن مَروان لبَنِيه‏:‏ عليكم بطلب الأدب فإنكم إن احتجتم إليه كان لكم مالاً وإن اسْتَغنيتم عنه كان لكمٍ جمالاً‏.‏
وقال بعضُ الحكماء‏:‏ اعلم أن جاهاً بالمال إنما يَصْحبك ما صَحِبَكَ المال وجاهاً بالأدب غيرُ زائل عنك‏.‏
وقال ابن المقفَّع‏:‏ إذا أكرمك الناسُ لمالٍ أو لسُلطانٍ فلا يُعْجِبك ذلك فإنّ الكرامة تزُول بزوالهما ولكن ليُعْجبك إذا أكرموك لدِين أو أدب‏.‏
وقال الأحْنَف بن قَيس‏:‏ رأسُ الأدب المَنْطِق ولا خَيْر في قوْل إلاِّ بِفِعْل ولا في مال إلا بجُود ولا وقال مَصقلة الزُّبيريّ‏:‏ لا يَستغني الأديب عن ثلاثة واثنن فأما الثلاثة‏:‏ فالبلاغة والفصاحة وحُسن العِبارة وأما الاثنان فالعِلْم بالأثر والحِفْظ للخَبر‏.‏
وقالوا‏:‏ الحَسَب مُحتاجِ إلى الأدب والمعرفة محتاجة إلى التَّجربة‏.‏
وقال بُزُرْجَمْهِر‏:‏ ما ورَّث الآباءُ الابناءُ شيئاً خيراً من الأدب لأنّ بالأدب يَكْسِبون المال وبالجهل يُتْلفونه وقال الفُضَيل بن عِياضِ‏:‏ رأسُ الأدب مَعْرِفة الرجل قَدْره‏.‏
وقالوا‏:‏ حُسْن الخُلق خيْر قَرِين والأدب خير ميراث والتَوفيق خير قَائد‏.‏
وقال سُفيان الثَّوريّ‏:‏ مَن عَرَف نفسَه لم يَضِرْه ما قال الناس فيه‏.‏