اسمه داء اللهم اجعل فيه الدَّواء والشِّفَاء لم يضُرّه ذلك الطعام كائناً ما كان‏.‏ وكان النبي إذا فرغ من طعامه قال‏:‏ الحمد لله الذي مَنَ علينا وهَدانا وأطعمنا وأرْوانا وكل بلاء حَسن أبْلانا‏.‏ ‏===الدعاء عند الأذان ‏=== مَن قال إذا سَمِع الأذان‏:‏ رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمّد نبيًّا غفر له ذنوبه‏.‏ وقال النبي ‏:‏ إذا سَمِعْتّم الأذان فقُولوا مِثْل ما يقول المؤذِّن‏.‏ ‏===الدعاء عند الطيرة ‏=== قال النبي ‏:‏ مَنْ رأى من الطيْر شيئا يَكرهه فقال‏:‏ اللهم لا طَيْر إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غَيرك لم يَضِره‏.‏ الساعة التي يستجاب فيها الدعاء الفُضَيل عن أبي حازم عن أبي سَلمة بن عبد الرحمن عن ناسٍ من أصحاب رسول الله صلى التعويذ أنس بن مالك قال‏:‏ كان النبي يقول‏:‏ اللهم إنّي أعوذ بك من علم لا يَنْفَع وقَلْب لا يَخشَع ودُعاء لا يُسمع ونَفْس لا تَشْبَع 0 ‏"‏ اللهم إني أعوذ بك من هذه الأربع ‏"‏‏.‏ وقال ‏:‏ من قال إذا أمْسى وأصْبح‏:‏ أعوذ بكلمات اللهّ التامات المباركات التي لا يجاوزهن بَرٌ ولا فاجر من شرِّ ما يَنزل من السماء ومن شرِّ ما يعرُج فيها ومن شرِّ ما ذرَأ في الأرض وما يَخْرُج منها لم يضره شيء من الشياطين والهوامّ‏.‏ مَسْروق عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله يُعَوِّذ الحَسن والحُسين رضي اللهّ عنهما بهذه الكلمات‏:‏ أعِيذكما بكلمات الله التامَّة من كل عَينٍ لامّة ومن كل شَيطان وهَامَة‏.‏ وكان إبراهيمُ يُعَوِّذ بها إسماعيل وإسحاق‏.‏ وقال أعرابي يصف دَعْوة‏:‏ وساريةٍ لم تَسْرِ في الأرض تَبْتَغِي مَحَلاً ولم يَقْطَعْ بها البِيدَ قاطعُ ‏"‏ سَرَتْ حيث لم تَسْرِ الرِّكابُ ولم تُنخ لورْد ولم يَقْصرُ لها القَيْدَ مانع ‏"‏ تَظلُّ وَرَاء اللَيل والليلُ ساقِطٌ بأوْرَاقه فيه سميرٌ وهاجع إذا سألَتْ لم يَردد الله سُؤْلَها على أهْلِها والله راءٍ وسامع وإني لأرجو الله حتى كأنما أرى بجميل الظنّ ما اللهّ صانع ومن قولنا في هذا المعنى‏:‏ بُنَيٌ لئن أعيا الطبيبَ ابن مُسلم ضَنَاك وأعْيا ذا البَيان المُسَجَّع لأبْتَهِلَنْ تحتَ الظلام بِدَعْوَةٍ متى يَدْعها داع إلى الله يُسمع يُقلقل ما بين الضلوعَ نَشيجُها لها شافِع من عَبْرَةٍ وتضرُّع إلى فارجِ الكَرْب المُجيب لمن دعا فَزَعْتُ بكَرْبي إنه خير مَفْزع فيا خير مَدْعُوّ دعوتُك فاسْتَمع ومالِي شَفيع غير فضلك فاشْفَع
كتاب الدرة في التعازي والمراثي

قال أحمدُ بن محمد بن عبد ربّه‏:‏ قد مضى قولنا في الزُهد ورجاله المَشْهورين‏.‏ ونحن قائلون بعَون الله ‏"‏ وتوفيقه ‏"‏ في النَّوادب والمراثي والتَعازي بأبلغ ما وَجدناه من الفِطر الذكيّة والألفاظ الشجيّة التي تُرقّ القلوبَ القاسية وتذيب الدموع الجامدة مع اختلاف النَّوادب عند نزول المصائب فنادبة تُثير الحُزْن من رَبْضَته وتَبعث الوَجْدَ من رَقْدَته بصوتٍ كترجيع الطَير تُقَطًعِ أنفاسَ المآتم وتترك صدْعاً في القلوب الجلامد ونادبة تَخْفِض من نَشِيجها وتقْصِد في نحيبها وتَذهب مَذْهَب الصبر والاستسلام والثِّقة بجزيل الثواب‏.‏ قال عمر بن ذَرّ‏:‏ سألتُ أبي‏:‏ ما بالُ الناس إذا وعظتَهم بَكَوْا وإذا وَعظهم غيرُك لم يَبكوا قال‏:‏ يا بُني ليست النائحة الثَكلى مثلَ النائحة المُستأجَرَة‏.‏ وقال الأصمعيّ‏:‏ قلتُ لأعرابيّ‏:‏ ما بالُ المراثي أشرفُ أشعاركم قال‏:‏ لأنّا نقولُها وقلوبنا مُحْترقة‏.‏ وقالت الحكماء‏:‏ أعظم المصائب كلّها انقطاعِ الرّجاء‏.‏ وقالوا‏:‏ كلُّ شيء يَبدو صغيراً ثم يَعْظُم إلا المصيبةَ فإنها تبدو عظيمة ثم تصْغُر‏.‏ القول عند الموت الأصمعيّ عن مُعْتمر عن أبيه قال‏:‏ لقِّنوا مَوْتاكم الشَّهادة فإذا قالوها فدَعوهم ولا تُضْجروهم‏.‏ وقال الحسن‏:‏ إذا دخلتم على الرجل في المَوت فبَشِّروه لِيَلْقى ربّه وهو حسن الظنّ به وإذا كان حيًّا فخَوِّفوه‏.‏ ولَقِي أبو بكر طلحةَ بن عبيد الله فرآه كاسفَاً مُتَغَيراً لونُه فقال‏:‏