العزيز رضي اللهّ عنه: قد غَيّب الدَّافنون اللحدَ إذ دَفَنُوا بدَيْرِ سِمْعان قِسْطاس المَوازينِ من لم يَكُنْ همُّه عَيْنًا يُفجِّرها ولا النَخيلَ ولا رَكْضَ البَراذِين ظَلُّوا على قَبْره يَسْتغْفِرون له وقد يَقُولون ثاراتٍ لنا العبَرُ يُقَبِّلون تُرابا فوق أعْظُمه كما يُقَبًل في المَحجُوجة الحَجَر لله أرضٌ أجَنَّته ضَريحتُها وكيف يُدْفن في المَلْحُودة القَمَر إنّ المَنابر لا تَعْتاض عن مَلِك إليه يشخصُ فوق المِنْبر البَصر وقال جريرٌ يرثي عمرَ بنَ عبد العزيز: يَنْعَى النُّعاة أميرَ المُؤمنين لنَا يا خير منْ حَجّ بيتَ الله واعتمرا حُمِّلتَ أمراً عظيماً فاصْطَبرتَ له وقُمْتَ فيه بأمْرِ اللهّ يا عُمَرا فالشمسُ طالعةٌ ليستْ بكاسفةٍ تَبْكي عليك نُجوم الليل والقمرا وقال جرير يَرْثي الوليدَ بن عبد الملك: إنّ الخَلِيفة قد وَارَتْ شمائلَه غَبْراءُ مَلْحُودةٌ في جُولها زَوَرُ أمْسى بنو وقد جَلَّت مُصِيبتهم مثلَ النُجُوم هَوَى من بينها القَمَر كانوا جَميعاً فلم يَدْفَع مَنَّيتَه عبدُ العزيز ولا روْحٌ ولا عُمَر وقال غيره يرثي قَيْس بن عاصم المنقريّ: فما كان قيسٌ هُلْكُه هُلْكُ واحدٍ ولكنّه بُنْيان قَوْم تَهدَّما وقال أبو عَطَاء السِّنْدي يَرْثي يزيد بن عمر بن هُبَيرة لما قُتل بوَاسط: ألا إنّ عيناً لم تجُد يومَ واسطٍ عليكَ بِجَارِي دمْعِها لَجَمُودُ عَشِيّةَ راحَ الدَّافِنُون وشُقِّقتْ جُيوب بأيدي مأتم وخُدود فإن تك مَهْجُورَ الفِناء فربما أقام به بعد الوُفود وُفود وإنك لم تَبْعد على متعهِّد بَلى إنّ مَن تحت التراب بَعيد وقال منصور النَّمري يَرْثي يزيد بن مَزْيد: مَتى يَبْرُد الحُزْن الذي في فُؤاديا أبا خالدٍ من بعد أن لا تَلاَقِيَا أبا خالدٍ ما كان أدهَى مُصِيبةً أصابت مَعدًا يومَ أصْبَحْت ثاويا لَعَمْرِي لئن سُرّ الأعادي وأظهَروا شَمَاتاً لقد سُّرُوا برَبْعِكَ خالِيا وأوْتار أقْوَام لَدَيْكَ لَوَيْتَها وزُرْتَ بها الأجْداثَ وهِي كما هيا نُعَزِّي أميرً المؤمنين ورَهْطَه بسَيْفٍ لهم ما كان في الحَرْب نابيا على مِثْل ما لاقَى يزيدُ بن مَزْيد عليه المَنايا فالْقَ إن كنْتَ لاقِيا سأبكيكَ ما فاضت دموعي فإن تَغِضْ فَحَسْبُكَ منّي ما تّجنّ الجَوانِحُ كأن لم يَمُتْ حَيٌّ سِواك ولم تَقُم على أحدٍ إلا عليكً النَّوائح لئن حَسُنت فيك المَرَاثي وذِكْرُها لقد حَسُنَت من قبلُ فيك المَدَائحُ فما أنا مِن رُزْءٍ وإنْ جلَّ جازعٌ ولا بسُرورٍ بعد مَوْتك فارِح وقال زِياد الأعجم يرثي المُغيرة بن المهلًب: إنَ الشَّجاعهَ والسَّماحةَ ضُمَنا قَبْرًا بِمَرْوَ على الطَّريق الواضِح فإذا مَرَرْتَ بقبره فاعقرْ به كُومَ الهِجَان وكل طِرْفٍ سابح " وانضح جوانبَ قَبْره بدمائها فلقد يكون أخا دَم وذَبائح " والآن لما كنْتَ أكملَ مَنْ مَشىَ وافتر نابُكَ عن شَبًاةِ القارِح وتَكامَلَت فيك المروءةُ كلُّها وَأعَنْتَ ذلك بالفَعَال الصَالح للمهلًبي من مَرْثيته للمتوكل: لا حُزْنَ إلا أراه دُونَ ما أَجدُ وهَلْ كمن فَقَدَتْ عَيْناي مَفتَقَدُ لا يَبْعدَنْ هالكٌ كانت مَنِيته كما هَوَى من غِطاء الزُّبْية الأسد هلاَّ أَتَتْهُ أعاديه مُجاهرةً والحَربُ تَسْعَر والأبطال تَجْتلد فخَر فوق سرَير المُلْكِ مُنْجدلاً لم يَحْمه مُلكُه لما آنقضىَ الأمد قد كان أنصارُه يَحْمُون حَوْزتَه وللردىَ دون أرْصاد الفَتَى رَصَد وأصْبَح الناس فَوْضىَ يَعْجَبون له لَيثاً صريعاً تَنَزَّى حوله النَّقَد علَتْكَ أسيافُ من لا دونه أحدٌ وليسَ فوقك إلا الواحد الصمد جاءُوا عظيماً لدُنيا يَسْعدون بها فقد شَقُوا بالذي جاءُوا وما سَعِدوا ضَجَّت نِساؤًك بعد العزَ حين رأتْ خدًّا كريماً عليه قارِت جَسِد أضحى شهيدُ بني العبّاس مَوْعِظةً لكلّ ذي عِزّة في رأسه صَيَد خَليفةٌ لم ينل ما ناله أحدٌ ولم يكن مثله رُوِح ولا جَسَد كم في أديمك من فَوْهاء هادرة من الجَوَائف يَغْلى فوقها الزَّبَد إذا بَكيتُ فإنّ الدمع مُنْهملٌ وإن رَثيتُ فإنَ القولَ مُطَرد قد كنتُ أسرف في مالي ويُخْلِف لي فعلَّمتْني الليالي كيف أقْتَصِد " إذا قُرَيْشَ أرادوا شَدِّ مُلكهمُ بغير قَحْطان لم يَبْرَح به أوَد " من الألى وَهَبوا للمَجد أنْفًسَم فما يبالون ما نَالوا إذا حُمدوا قد وتُر الناسُ طرًّا ثم صَمَتُوا حتى كأنَّ الذي يَبْلونه رَشَد وقال آخر: وِفتًى كأنّ جَبينَه بَدْرُ الدُّجا قامت عليه نَوَادِبٌ ورَوَامِس غرَسَ الفَسِيلَ مُؤَمّلاً لِبَقائه فنَما الفَسِيلُ ومات عنه الغارس وقال الأسود بن يَعْفُر. ماذا أؤَمِّلُ بعد آل مُحَرق تَرَكُوا منازلَهم وبَعد إيَادِ أهل الخَوَرْنَقِ والسَّدير وبارقٍ والقَصْر ذي الشّرفات مِن سِنْداد نَزَلوا بأَنقِرة يَسِيلُ عليهمُ ماءُ الفرات يَجىء مِن أطواد جَرَت الرِّياحُ على محلِّ دِيارهم فكأنما كانوا عَلَى مِيعاد ولقد غَنُوا فيها بأنعِم عِيشةٍ في ظِل مُلْكٍ ثابتِ الأوتاد وإذا النَّعيم وكلًّ ما يلْهَى به يوماَ يصِيرُ إلى بِلًى ونَفَاد يا حار ما طَلَعت شمسٌ ولا غَرَبتْ إلا تُقَرَبُ آجالا لميعاد هل نحن إلا كأرْواح يُمر بها تحت التراب وأجسادٌ كأجساد لما مات أسماء بن خارجة الفَزَاري قال الحجاج: ذلك رجل عاش ما شاء ومات حين شاء. وقال فيه الشاعر: إذا مات ابن خارجةَ بنِ زَيْدٍ فلا مَطَرَتْ على الأرض السماءُ ولا جاء البَريدُ بغُنْم جَيْشٍ ولا حُمِلت على الطهر النساء فَيَومٌ منْك خيرٌ من رِجالٍ كثيرٍ عندهم نَعَمٌ وَشَاء وقال مسلم بن الوليد الأنصاري: أمَسْعود هل غادَاكَ يومٌ بفَرْحَةٍ وأمْسَيْتَ لم تَعْرِضْ لها التَّرَحَاتُ وهل نحْنُ إلاّ أنفسٌ مُستعارةٌ تَمر بهما الرَّوَحات والغدوات بكيتَ وأَعْطَتْكَ البكاءَ مُصيبة مَضَتْ وَهْيَ فَرد ما لها أخَوَات كأنك فيها لم تَكن تَعْرِفُ العَزَا ولم تَتعمَّد
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
غيْرَك النَّكَبات سَقَى الضاحكُ الوَسْميُ أعظُمَ حُفْرَةٍ طَواها الردَّى في اللّحْدِ وَهْي رُفات وقال أيضاً: أمَّا القُبورُ فإنَّهُنَّ أوانسٌ بِجِوار قَبْرِك والدِّيار قُبُورُ عًمَتْ فَوَاضِلُه وعَمَّ مُصابه فالناسُ فيه كُلّهم مَأجور رَدَّت صنائعه إليه حياتَه فَكانه من نَشْرِها منْشور وقال أشجع بن عمرو السُّلَمي يرثي منصور بن زِياد: يا حُفْرةَ الملك المُؤَمَّل رِفدُهُ ما في ثَرَاكِ مِن النَدَى والخِير لا زِلْتِ في ظِلَّين ظِلِّ سَحابةٍ وَطْفَاَءَ دانيةٍ وظِل حبُور وسَقَى الوليُّ على العِهاد عِراصَ ما وَالاكِ من قَبْرٍ ومن مَقْبور يا يومَ مَنصورٍ أبَحْتَ حِمَى النَدى وَفَجَعْته بِوليّه المَذكور يا يومَه أعْرَيْتَ راحلةَ النَّدَى من رَبِّها وحَرَمْتَ كل فَقير يا يومه ماذا صنَعت بِمُرْمل يرْجُو الغِنى ومُكبّل مأسور يا يومَه لو كنت جِئتَ بِصيْحَةٍ فَجَمَعت بين الحيِّ والمقبور للهّ أوْصال تقسمها البِلى في اللحد بين صَفائحٍ وصخور ذَلَتْ بمصرعه المكارِمُ والندى وذُبابُ كلِّ مُهَنَّد مأثُور أَفَلتْ نجوم بَني زِيادٍ بَعدما طَلَعَت بنوِر أهلَّة وبُدُور لولا بقاءُ محمد لتصدَعت أكبادُنا أَسفاً على منصور أبقى مَكارِمَ لا تَبِيدُ صفَاتُها ومَضىَ لِوَقت حِمَامه المَقْدُور أصْبحتَ مَهْجوراً بحُفرتك التي بُدِّلْتها من قَصرْك المَعْمُور بَلَيت عِظَامُك والصفاحُ جَديدة ليس البلى لفَعَالك المَشْهور إِنْ كُنْت ساكِنَ حفْرةٍ فلقد تُرى سَكناً لعُودي مِنْبرٍ وسرَير وقال يرثي محمد بن مَنْصور: أنْعَى فَتِىَ الجُودِ إلى الجود ما مِثلُ مَن أنْعَى بِمَوْجُودِ أنْعَي فَتَى مَصَّ الثَّرى بعده بَقِية الماءِ مِنَ العُود فانْثَلم المَجْدُ به ثَلمَةً جانِبُها ليس بِمَسْدُود أنْعَي ابن مَنْصور إلى سَيِّدٍ وأيِّدٍ ليسَ برِعْدِيد أوْرَده يومٌ عَظِيمٌ ثَأى في المجد حوضاَ غير محمود كُلُّ آمرىءٍ يَجرى إلى مٌدَّة وأجَل قد خُطّ مَعْدُود سَيَنْطَق الشِّعُرُ بأيامه على لِسانٍ غَيْرِ مَعْقُود فكل مَفْقودٍ إلى جَنْبِه وإنْ تعالى غَير مَفْقُود يا وافِدَيْ قومهما إنّ مَن طَلَبتما تحت الْجَلاميد طَلَبتما الجودَ وقد ضَمَه محمدٌ في بطن مَلْحُود فاتَكما الموت بمعْرُوفِه وليس ما فات بِمَرْدُود يا عَضداً لِلْمَجْدَ مَفْتوتةً وساعِداً ليس بمَعْضود أوْهَن زَنْدَيْها وَأكْباهما قَرْعُ المنايا في اَلصنَّاديد وهدَّت الرُكْنَ الذي كان بالأمْس عِمَاداً غَيْرَ مَهْدُود وقال حبيبٌ الطائيًّ يَرثي خالدَ بن يَزيد بن مَزيد: أشَيْبان لا ذاك الهِلالُ بطالعٍ عَلَينا ولا ذاك الغَمَام بعائدِ وأنشد أبو محمد التّيْمي في يَزيد بن مَزْيد: أحقاً أنّه أودى يَزِيدُ تَبَينَّ أيها النَّاعي المُشِيدُ أتدْرِي من نَعَيت وكيف فاهتْ به شَفَتَاكَ واراك الصَّعِيد أحامي المُلْكِ والإسْلام أوْدى فَما للأرْض وَيْحَكَ لا تَمِيد تَأمَّلْ هل تَرَى الإسْلامَ مالتْ دَعائمُهُ وهل شَابَ الوَليد وهَلْ شِيمَتْ سُيوف بني نِزَارٍ وهَل وُضِعت عن الخَيْل اللُّبُود وهَلْ نَسْقِي البِلادَ عِشَارُ مُزْنٍ بدرَّتها وهَلْ يَخْضَرُ عُود أما هُدَّت لمَصرَعه نِزَار بَلَى وتقوّض المجد المَشِيد وحلَّ ضَرِيحَه إذ حَلَّ فيه طَرِيفُ المَجْدِ والحَسَبُ التَّلِيد وهُدَّ العِزُّ والإسْلامُ لما ثَوَى وخَلِيفة اللهّ الرَّشيد لقد أوْفي رَبِيعَةَ كُلُّ نحْسٍ لمهْلِكه وغُيِّبت السُّعُود وأنْصِلَت الأسِنّة مِن قَنَاهاً وأشْرعت الرِّمَاح لِمَن يَكِيد فمِن يَحْمي حِمَى الإسْلام أمْ مَن يَذُبّ عن المَكارم أو يذُود ومَن يَدْعُو الإمامُ لكلّ خَطْبِ يخاف وكُلِّ معضلة تَؤُود ومَن تُجْلَى به الغَمَراتُ أم مَنَ يَقُوم لها إذا اعوج العنيد ومن يحمي الخميس إِذا تعَايا بحيلة نَفْسه البَطَل النَّجِيد وأين يَؤُمِّ منْتَجع وَلاجٍ وأين تَحُطّ أرْحُلَها الوُفُود لقد رُزِئتْ نِزَارٌ يوْمَ أودْىَ عمدٌَ ما يقاسُ به عَمِيد فلو قُبِلَ الفِدَاءُ فَدَاهُ منّا بِمُهْجَته المُسَوَّدُ والمَسُود أبَعْدَ يَزيد تَختَزن البَوَاكِي دُمُوعاً أو تُصَان لها خُدُود أما والله لا تَنْفَكُّ عَيْنِي عليه بدَمْعِها أبداً تجود وإنْ تَجْمُد دُمُوعُ لَئيم قَوْم فليس لِدَمْع ذي حَسَب جُمود وإن يك غالَه حَينٌ فأَوْدَىً لقد أودىَ وليس لهًُ نَدِيد وإنْ يَعْثر بهِ دهرٌ فكم قَد تَفَادىَ من مخافته الأسُود ألم تَعْلَم أخِي أن المَنايا غَدَرْنَ به وهُنَّ له جُنود قَصَدْنَ له وكُنَّ يَحدْنَ عنه إذا ما الحَرْبُ شبّ لها الوَقُود فهلا يوْمَ يَقْدُمهَا يَزِيدُ إلى الأبطال والخُلان حِيد ولو لاقى الحُتُوف عَلى سِوَاه للاقاها به حتْفٌ عَنِيد أضَرَاب الفوارس كل يوْم ترَى فيه الحُتُوفُ لها وَعِيد فمن يُرْضى القَواطع والعَواليً إذا ما هَزّها قَرْعٌ شَديد لِتَبْكِكَ قبَّةُ الإسلام لمَّاَ وَهتْ أطنابُها وَوَهى العَمُود
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
وًيبْكِك مُرْهَقٌ تتْلُوهُ خَيْلٌ إبَالَةُ وهو مَجْدُول وَحِيد وَيَبْكِكَ خاملٌ ناداك لمَّا تَوَا كَلَهُ الأقارِبُ والبعيد وَيَبْكِكَ شاعرٌ لم يُبْقِ دَهرٌ له نَشبَا وقد كَسَدَ القَصِيد تَرَكْتَ المَشرفيَّة والعَوَالي مُحَلاةً وقد حانَ الوُرُود وغادَرْتَ الجِيَاد بكُلِّ لُغْزٍ عَوَاطِلَ بَعْدَ زِينتها تَرُود لَقَد عَزَّى ربيعةَ أَنَّ يوماً عليها مثلُ يَوْمك لا يعود ومِثْلُك من قَصَدْن له المنايا بأسْهُمها وهُنَّ له جُنود فيا للدهر ما صَنَعَتْ يَدَاهُ كأنَّ الدهر منها مستقيد سَقَى جَدَثاً أقامَ به يزيدُ من الوَسْمِيِّ بَسَّام رَعُود فإن أَجْزَعْ لمَهْلِكة فإنّي على النَّكَبات إذ أوْدىَ جَلِيد لِيَذْهَبْ مَن أَراد فَلَسْت آسىَ على مَن مات بعدك يا يزيد وقال مَرْوان بن أبي حَفْصَة يَرْثي مَعْنَ بن زائدة: زار ابن زائدةَ المَقابِر بَعْدَ ما أَلْقَتْ إليه عُرَى الأمور نِزَارُ إنَّ القبائلَ مِنْ نزَارٍ أصْبَحَتْ وقلُوبُها أسفاً عليه حَرَارُ وَدَّتْ رَبِيعَةُ أنَّها قسمتْ لَهُ منها فعاشَ بِشَطْرِها الأعمار فَلأبْكِينًّ فَتَى رَبِيعَة ما دَجَا ليلٌ بِظُلْمَته ولاح نَهَار لا زال قَبْرُ أبي الوَليد تَجُوده بِعِهادها وبوَبْلِهِا الأمْطَار لهفاً عليك إذا الطِّعَانُ بمأزِق تَرَكَ القَنَا وطِوالُهُنَ قِصَار خلَّى الأعنة يومَ مات مشَيعٌَ بَطَلُ اللِّقَاءِ مُجَربٌ مِغْوَار يُمْسي وَيُصْبِحُ مُعْلَماً تًذْكَى بِه نَارٌ بمُعْتَرَكٍ وَتُخْمَدُ نَار مهما يُمرَّ فليس يَرْجُو نقْضَهُ أحدٌ وليس لِنَقْضِهِ إمْرَارُ لو كان خَلْفَكَ أو أمامَكَ هائباً أحداً سِوَاك لَهَابَكَ المِقْدَار وقال يرثيه: بَكى الشامُ مَعْناً يومَ خَلَى مكانَه فكادت له أرض العِرَاقين تَرْجُفُ ثَوَى القائدُ المَيْمُون والذائد الذي به كان يُرْمَى الجانبُ المتَخَوَف أتى الموتُ مَعْناً وهو للعِرْض صائنٌ وللمجدِ مُبْتَاعٌ وللمالِ مُتلِف وما مات حَتَّى قّلدَتْهُ أمُورَها ربيعةُ والحيَّان قيْسٌ وخِنْدِف وحتىَ فَشَا في كلِّ شَرْقٍ ومَغْرِبِ أيادٍ له بالضرُِّ والنفْع تُعْرَف وكم مِن يدٍ عنْدِي لِمَعنٍ كَريمةٍ سأشْكُرُها ما دامت العين تَطْرِف جَرَت جَوَارٍ بالسَّعد والنَّحس فنحن في وحْشَةٍ وَفي أنْس العينُ تَبْكىِ والسنُّ ضاحكةٌ فنحن في مأتمٍ وفي عُرْس يُضْحِكُنا القائم الأمِينُ ويُب كِينا وفاة الإمام بالأمْس بدْرَانِ بَدْرٌ أَضْحَى ببَغْداد في ال خُلْدِ وبَحْرُ بطُوس في الرّمْس وأنشد العُتْبي: والمرءُ يجمع مآلَهُ مُسْتَهْتِراً فَرٍحاً وليس بآكِلِ ما يجمعُ وليأتينّ عليك يومٌ مرَّةً يُنكَى عليك مُقَنَّعاً لا تَسْمَع وقال حارثه بن بَدْر الغُدانيّ يرثي زياداً: صَلّى الإلهُ علي قبرٍ وطهَرَه عند الثَّويِّة يَسْفِي فوقه المُورُ زَفَّتْ إليه قُرَيْشٌ نعْشَ سيِّدها فثَمَّ كلّ التُّقَى والبر مقبور أبا المغيرَة والدُّنْيَا مُغَيِّرَةٌ وإنَ من غرّت الدُّنيا لمغرُور قد كان عندكِ للْمعْرُوف معرفةٌ وكان عندك للنَّكْراء تَنْكير لوْ خلَّدً الخيرُ والإسلامُ ذا قَدَم إذاً لخلَّدَك الإسْلاَمُ والخِير ألا ذَهَبَ الغَزْو المُقَرِّبُ لِلغِنَى ومات النَّدَى والحَزْم بعد المهلَّبِ أقاما بمَرْو الرّوذ رَهْن ضرَيحه وقد غيبَا من كلِّ شرق ومَغْرِب وقال المهلْهل بنُ رَبيعة يرْثي أخاه كًلَيْب وائل وكان كُلَيب إذا جَلس لم يِرْفَع أحد بحضْرتِه صوتَه: ذَهَبَ الخِيار من المَعاشر كلِّهم واستْبَّ بعدك يا كُلَيْبُ المَجْلِسُ وَتناولُوا من كُلِّ أمرِ عظيمةٍ لو كنتَ حاضرِ أمرِهم لم يَنْبسوا وقال عبد الصَّمد بن المُعذَّل يَرْثِي سَعيد بن سَلم: كم يتيم جَبَرْتَه بعد يُتْمٍ وعَدِيمٍ نعَشْتَه بعد عُدْم كلما عض بالحوادث نادى رَضيَ اللهّ عن سعيد بنِ سَلمَ وقال ابن أخت تأبطَ شرا يرْثي خاله تأبطَ شرّا الفَهْمي وكانت هُذَيل قتلته: إنْ بالشَعْب الذي دونَ سَلْع لقتيلاً دمه ما يُطَل قَذف العَبءَ عليَّ ووَلّى أنا بالعِبْء له مستَقِل وَوراء الثأرِ منيَ ابن أختٍ مَصعٌ عُقْدَتُهُ ما تُحَل بَزَّني الدَّهر وكان غَشوماً بأَبّي جارُهُ ما بُذَلُّ شامِسٌ في القُرِّ حتى إذا ما ذَكَتِ الشِّعري فَبَرْدٌ وَظِلُّ يابِسُ الجَنْبَينْ من غير بُؤسٍ وندِيُّ الكَفَّين شَهْمٌ مُدِلّ ظاعِن بالْحَزم حتًى إذا ماَ حَل حَلَّ الحزْمُ حيْثُ يَحلُّ وله طَعْمانِ أَرْيٌ وَشَرْيٌ وكلا الطعْمَينْ قد ذاقَ كل رائحٌ بالمَجْدِ غادٍ عليه من ثيابِ الحمْدَ ثَوْبٌ رِفَلّ أفْتَحُ الراحة بالجُودِ جَواداً عاش في جَدْوَى يدَيْه المُقِلُّ مُسْبِلٌ في الحَيّ أَحْوَى رِفَل وإذا يَغْزُو فسِمْع أزَلُّ يرْكَبُ الهوْلَ وَحيداً يَصحَبُه إلا اليماني اقَلّ ولا فاحتَسوا أنفاسَ يوم فلمّا هَوَّموا رُعْتَهُمْ فاشْمَعَلّوا كلُّ ماض قد تَردَّى بمًاض كسَنَا البَرْق إذا ما يُسَل فَلئِنْ فَلّت هُذَيْلٌ شَبَاه لَبِمَا كان هُذَيْلاً يَفُلّ تَضْحًكُ الضَّبْعُ لِقَتْلَى هُذيلِ وتَرَى الذِّئْبَ لها يَستهل وعِتَاقُ الطَّير تَغْدُو بِطاناًَ تَتَخَطَّاهمُ فما تستقلّ وفُتُوّ هَجَّروا ثم أسْرَوْا ليْلَهم حتَّى إذا آنجاب حَلُّوا فاسْقِنِيها يا سوادَ بن عَمْروٍ إِنّ جِسْمي بعدَ خالِي لَخَلُّ وقال أُمَية بن أبي الصلت يَرْثى قَتلَى بَدْر " من قُريش ". ألاّ بَكّيْتِ عَلَى الكِرام بَني الكِرام أولِى المَمَادحْ كَبُكا الحَمام على فُروع الأيْكَ في الغُصنُِ الجوانح " يبكين حَرَّى مُستكي ناتٍ يَرُحْن مع الروَائح " أَمْثالَهنَّ الباكِيا ت المُعْوِلات من النوائح مَنْ يَبكهِم يَبْكى على حُزْنٍ وَيَصدُق كُلَّ مادح من ذا بِبَدْر فالعقن قل من مَرازِبة جَحَاجِح شُمْطٍ وَشُبَّانٍ بَهَا ليل مَناوير وَحَاوح دُعْمُوص أبواب المُلو ك وجائِب لِلخَرْق فاتح ومن السرَّاطِمَة الحَلا جمةَ المَلاًزِبة المنَاجِح القائِلين الفاعلي ن الآمِرين بكُلِّ صالح المُطْعِمينَ الشَحْم فوقَ الخُبْزِ شَحْماً كالأنافح نُقُل الجفَانِ مع الجفَا ن إلى جِفَانَ كالمنَاضِح ليست باَّصْفارٍ لِمَنْ يَعْفُو ولا رَح رَحارِح " للضيْف ثُمَّ الضَيْف بعد الضَّيْفِ والبُسْط السَّلاطح " وُهُب
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
المِئين من المِئين إلى المِئين من اللواقح سَوْقَ المُؤَبَّلِ للمؤبَّل صادِرَاتِ عن بَلاَدِح لِكِرامهم فوق الكرا م مزَيّة وَزْن الرَّواجح كتثاقل الأرطال بالقسطاس في الأيدي الموائح لله در بني عليّ أيّم منهم وناكح وُيلاقِ قِرْن قِرْنَهُ مَشي المُصَافح للمُصَافح بزُهاءِ ألْفٍ ثُمَ أل ف بين ذي بَدنٍ ورَامح الضَّارِبين التَقْدُمِيَّة بالمُهنَّدَة الصفائح روى الأخفش لسَهل بن هارون: ما للحوادث عنْكَ مُنصَرِف إلاّ بنَفْس ما لهَا خَلَفُ فَكأَنّها رَامٍ عَلَى حَنقٍ وَكأنَّنى لِسَهَامِها هَدَف دهرٌ سُرِرْت به فأَعْقَبَني جَرَيانه ما عِشْتُ ألْتَقف فابْكِ الّذي وَلِّى لمَهْلِكهَ عنك السُّرورُ خُلِّفَ الأسف إذ لا يَردّ عليك ما أخذَتْ منك الحوادثُ دَمْعةٌ تَكِف قَبْرٌ بمُخْتَلف الرِّياح به مَنْ لَسْتُ أبلغه بما أَصِف أنسَ الثرى بمحَلِّه وله قد أوحَشَ المُسْتَأْنَس الألِف فالصبر أحسن ما اعْتَصَمْتَ به إذ ليس منه لدَيّ منتصف تَجْري المَجَرّة والنِّسْرَان بَيْنهما والشمسُ والقمرُ الساري بمقدَار لقد علمتُ وخَيرُ العِلْم أنْفعه أن السَّيَدَ الذي ينْجُو منَ النار وقال يرْثى قَوْمَه: همُ نَصَبُوا الأجْسَاد للنَبْل والقَنَا فلم يَبْق منها اليومٍ إلا رَميمُها تَظلّ عِتاقُ الطير تحجلُ حَوْلهم يُعلِّلن أجساداً قليلا نَعيمها لِطَافاً بَرَاها الصَّوْمُ حتى كأنَها سيوفٌ إذا ما الخَيلُ تَدْمى كلومُها التعازي قال عبد الرحمن بن أبي بكر لسليمان بن عبد الملك يُعزِّيه في ابنه أيوب وكان وليّ عهده وأكبر ولده: يا أمير المؤمنين إنه من طال عمره فَقَدَ أحبَّتَهُ ومن قَصر عُمره كانت مُصيبته في نفسه. فلو لم يكن في مِيزانك لكُنْتَ في ميزانه. وكَتَب الحسنُ بن أبي الحسن إلى عُمَر بن عبد العزيز يُعزِّيه في ابنه عبد الملك: وعوِّضْتَ أَجْرًا مِنْ فَقِيدٍ فَلاَ يَكُنْ فَقِيدُكَ لا يَأتي وأَجْركَ يَذْهَبُ العُتْبىِ قال: قال عبدُ الله بن الأهْتَم: مات لي ابن وأنا بمكة فجزِعْتُ عليه جَزَعاً شديداَ فَدَخَل عليَّ ابن جُرَيجٍ يُعَزِّيني فقال لي: يا أبا محمد اسْلُ صَبراً واحْتِساباً قبْلَ أن تَسْلُو غفلة ونسْياناً كما تَسْلو البهائم. وهذا الكِلامُ لعليّ ابن أبي طالب كرّم الله وجهَه يُعزِّي به الأشْعَتَ بن قيْس في ابن له ومنه أخذه ابن جُرَيْج. وقد ذكَرَه حبيب في شعره فقال: وقال عليّ في التعازي لأشْعَثٍ وخاف عليه بعضَ تلك المآثِم أتَصْبِرُ لِلْبلْوَى عَزَاءً وحِسْبَةً فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سًلُوَّ البهائم أتى عليُّ أبي طالب كَرَّم الله وجهه لأشْعَث يُعَزِّيه عن ابنه فقال: إن تَحْزَنْ فقد آستحقًتْ ذلك مِنك الرّحم وإن تَصْبر فإن في الله خَلَفاً من كلِّ هالك مع أنّك إن صَبَرت جرَى عليك القَدَر وأنت مَأجُور وإن جَزِعْت جَرَى عليك القَدَر وأنت آثِم. وعزَّى ابن السمَّاك رجلاً فقال: عليك بالصَّبْر فبه يَعْمل من احتَسَب وإليه يَصير مَن جزع واعلم أنه ليست مُصيبة إلا ومعها أعظمُ منها من طاعة الله فيها أو مَعْصيته بها. الأصمعيّ قال: عزّى صالحٌ المُرِّي رجلاً بابنه فقال له: إنْ كانت مُصيبتك لم تُحْدِث لك مَوْعظةً فمُصِيبتك بنَفْسك أعظمُ من مُصيبتك بابنك واعلم أنّ التَّهْنِئَة على آجِل الثَّوَاب أولَى من التَّعزِية على عاجل المصيبة. العُتْبىّ قال: عزَى أبي رجلاً فقال: إنما يَسْتوجب على اللهّ وَعْده من صبر لحقه فلا تجْمَع إلى ما فُجِعت به الفَجيعةَ بالأجر فإنها أعظمُ المصيبتن عليك ولكلّ اجتماعٍ فُرْقة إلى دار الحُلولِ. عزّى عبدُ الله بن عبَّاس عمر بن الخطّاب رضى الله تعالى عنه في بُنى له صَغير فقال: عوَّضك الله منه ما عوّضه الله منك. وكان عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه إذا عزَّى قوماً قال: عليكم بالصَّبر فإنّ به يأخُذ الحازم وإليه يَرْجع الجازع. وكان الحسنُ يقول في المُصيبة: الحمدُ لله الذي آجَرَنا على ما لو كلَّفنا غيرَه لعَجَزْنا عنه. أما بعد فإنَ أحق مَن تعزَّى وأوْلى مَنْ تأسى وسلّم لأمر الله وقَبِلَ تأديبَه في الصَبر على نَكبَات الدنيا وتجرع غُصَص البَلْوى مَن تَنجَز من الله وعده وفَهِم عن كتابه أمرَه وأخْلص له نفسَه واعترف له بما هو أهلُه. وفي كتاب الله سَلوَة من فَقْدَ كل حَبيب وإن لم تَطب النفسُ عنه وأنْسٌ من كلِّ فقيد وإن عَظًمت اللوعةُ به إذ يقول عزَّ وجلّ: " كلُّ شيءَ هَالِكٌ إلاّ وَجْهَه لَهُ الحُكم وَإلَيْهِ تُرْجَعُون " وحيث يقول: " الذِين إذا أصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إنّا لله وَإنّا إلَيْهِ رَاجِعُون أولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهمْ وَرَحْمَةٌ وأولئِكَ هم المُهُتَدُون ". والموتُ سبيل الماضِين والغابرين ومورِد الخَلاَئق أجْمعين وفي أَنبياء الله وسالفِ أوليائه أفضلُ العِبْرة وأحْسن الأسوة فهل أحد منهم إلا وقد أخذ من فجائع الدُّنيا بأَجْزل العطاء ومن الصبر عليها باحتساب الأجْر فيها بأوْفر الأنصِبَاء فِجع نبيّنا عليه الصلاةُ والسلام بابنه إبراهيم وكان ذخْرَ الإيمان وقُرَّة عَين الإسلام وعَقِب الطٌهارة وسَلِيل الوحي ونَتِيج الرَّحمة وحَضِين الملائِكة وبِقيّة آل إبراهيم وإسماعيل صلوات اللهّ عليهم أجمعين وعلى عامة الأنبياء والمُرْسلين فعمَت الثقلَين مُصِيبتُه وخَصَّت الملائكةَ رَزِيتَّهً " ورضى من فراقه بثواب الله بدلاً ومنِ " فِقْدَانه عِوَضاً فشكَرَ قَضَاه واتبع رِضَاه فقال: يَحْزَن القَلب وتَدْمَع العين ولا نقول ما يُسْخِط
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 10 (0 من الأعضاء و 10 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)