البائعين جَدِيدُ فخرجت إليها جاريةُ القديمة فقالت: نَقِّلْ فُؤادك حيثُ شِئْتَ من الهَوى ما القَلْبُ إلّا لِلحَبيبِ الأوَّل كم مَنْزِلٍ في الأرْض يأْلَفُه الفَتَى وحنينه أَبداً لأوًّل مَنْزِل الأصمعي قال: أخبَرني أعرابيّ قال: خَطَبَ منا رجلٌ مَغْموز امرأة مَغْموزة فَزوجوِه فقال رجل لوليّ المرأة: تَعمَم لكم فلان فزوِّجتُموه فقال: ما تَعَمَّم لنا حتى تَبرْقعنا له. أبو حاتم عن الأصمعي قال: قالت أعرابيّة لبنات عمّ لها: السعيدةُ منكنّ يتزوجها ابنُ عمّها فيَمْهرها بِتَيْسينْ وكَلْبيْن وعَيْرَين ورَحَيَينْ فيَنِبّ التَّيسان ويَنْهقَ العَيْرَان ويَنْبَح الكلْبان وتَدُور الرَّحَيان فَيَعِجّ الوادي والشقَيّة مِنْكُنَ مَن يَتزوّجها الحَضَريِّ فَيَكسوها الحريرَ ويُطْعِمها الخَمير ويَحْمِلها ليلَة الزفاف على عود تعنى سَرْجا. الأصمعي قال: سمعتُ أعرابياً يُشَارّ امرأته فقالت لها أخْتُه: أما واللهّ أيام شَرْخه إذ كان يَنْكتُكِ كما يَنْكت العَظْم عن مخّه لقد كنتِ له تَبُوعا ومنه سَمُوعاً فلما لان منه ما كان شديدا وأخلق منه ما كان جديدا تَغَيَّرتِ له وايمُ اللهّ لئِن كان تغيّر منه البعضُ لقد تغيّر منكِ الكل. وقيل لأعرابي: كيف حُبّك لزَوْجتك قال: ربما كنتُ معها على الفِراش فمدَّتْ يدها إلى صدري فَوَدَدْتُ والله أن آجُرَّة خَرت من السَّقف فقدَّت يدها وضِلْعين من أضْلاع صَدْري ثم أنشأ يقول: لقد كنتُ مُحْتاجاً إلى موت زَوْجتي ولكنْ قرينُ السُّوء باقٍ معَمِّرً فيا ليتها صارت إلى القَبْر عاجلا وعَذَّبها فيه نَكِيرٌ وَمُنْكَر وتزوج أعرابي امرأة فطالت صُحْبتها له فتغيَّر لها وقد طعَنت في السنّ فقالت له: ألم تكن تُرْضى إذا غَضِبْت وتُعْتِب إذا عَتَبْت وتَشْفى إذا أبيْت فما بالُك لآن قال: ذَهب الذي كان يُصْلح بيننا. الأصمعي قال: كنتُ أختلف إلى أعرابي أَقْتبس منه الغَريب فكنت إذا استأذنتُ عليه يقول: يا أمامة ائذني له فتقول: ادخُل. فاستأذنتُ ليه مِراراً فلم أسمعه يذكر أمامة فقلت له: يَرْحمك اللهِ ما أَسْمَعك تَذْكًر أمامة منذُ حين قال: فَوَجَمَ وَجْمة نَدِمْت معها على ما كان مني ثم قال: ظَعنت أمامة بالطلاقِ ونجوت من غُلّ الوَثاقِ بانَتْ فلم يَأْلم لها قَلْبي ولم تَدْمَع مآقِي وَدَوَاءُ ما لا تشته يه النفسُ تعجيل الفِراق والعيشُ ليس يَطيب بي ن اثنين من غير اتفاق لو لم أرَح بفراقها لأرَحْت نفسي بالإباق الأصمعي قال: تَزَوَج أعرابيٌّ امرأة فآذتْه وَافْتدى منها بِحِمار وجُبة فَقَدِم عليه ابن عمٍّ له من البادية فسأله عنها فقال: خَطَبْتً إلى الشَّيْطان للحَينْ بنْته فأدْخلها من شِقْوَتي في حِبَاليَا فأنْقَذني منها حِمَاري وجبتي جَزَى الله خيراً جبتي وحِمَاريا الأصمعي قال: خاصم أعرابيّ امرأته إلى زياد فشَدّد على الإعرابيّ فقال: أصلح اللهّ الأمير إِنّ خَيْرَ عُمْر الرجل آخرًه يَذْهب جهلُه وَيَثوبُ حِلْمه ويَجْتمع رأيه وإن شرَّ عُمْر المرأة آخرًهُ يَسُوء خُلقها ويحتدّ لسانها وتَعَقم رَحِمها. قال له صدقتَ اسفَع بيدها. قال: وذكرَتْ أعرابيّة زوجها وكان شيخاً فقالت: ذَهَبَ ذَفره وبَقي بَخَرِه وفٍتَر ذَكَرُه. الأصمعي قال: كان أعرابي قبيح طويل خطب امرأة فقيل له: أيّ ضرْب تريدها قالت أريدها قَصِيرة جميلة فيأتي ولدُها في جَمَالها وطُولي فتزوجها على تلك الصِّفة فجاء ولدُها في قِصَرِها وقُبْحه. قَدِمَ أعرابيّ من طيء فاحتلب لَبَناً ثم قعد مع زَوْجته يَنْتجعان فقالت له: مَن أنعم عيشاً أنحن أم بنو مَرْوَان فقال لها: بنو مروان أطيبُ منا طعاماً إلا أنّا أرْدَأ منهم كُسوة وهم أظهر منَّا نهاراً إلاّ أنَّا أظهر منهم ليَلاً. الأصمعي قال: خاصَم أعرابيّ امرأته إلى السلطان فقيل له: ما صنعتَ قال خيراً أكبها الله لوجهها ولو أمر بي إلى السجن. الأصمعي قال: استشارت
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
أعرابيّة في رجل تتزوَجهُ فقيل لها: لا تفعلي فإنه وُكَلَة تُكَلَة يأكل خَلَلَه أي يأكل ما يَخْرُج من بين أسنانه إذا تخلَّل. قال أبو حاتم: هو الخُلالة ووُكلَة تُكَلة إذا كان يَكل أمره إلى الناس ويَتَكِل عليهم. العُتبى قال: خَطب إلى أعرابيّ رجلٌ مُوسِر إحدى ابنتيه وكان للخاطب امرأة فقالت الكبرى: لا أريده. قال أبوها: ولم قالت: يومٌ عِتَاب ويومٌ اكتئاب يَبلى فيما بين ذلك الشباب. قالت الصغرى زَوِّجْنيه قال لها: على ما سَمِعْتِ من أختك قالت: نعم يومٌ تَزَيُّن ويومٌ أحِبُّه حُبَّ الشَّحيح مالَه قد كان ذاق الفَقْر ثم نالَه إذا أرادَ بَذله بَدَا له الأصمعي قال: هلك أعرابي فأدْمنت امرأته البكاء عليه فقال لها بعض بنيها أتَفْقدين من أبينا غيرَه أتفقْدِين نَفْعَه وخَيْرَه أرَاكِ ما تَبْكِين إلِّا أيره قال: فأمْسكت عن البُكاء. جلس أعرابيّ إلى أعرابيَّة فعلمتْ أنه ما جلس إلا لِيَنْظُر إلى محاسنها فأنشأت تقول: وما نِلْتَ منها غَيْرَ أنًكَ نائِكٌ بعَيْنَيك عَيْنَيها وأيرُكَ خائِبُ الرِّياشي قال: أنشدني العُتبي لأعرابي: ماذا تَظُنّ بسَلْمَى إن ألمّ بها مُرَجَّل الرّأْس ذو بُرْدَين مَزَّاحُ حُلو فًكاهَتُه خَزّ عِمَامته في كَفّه من رُقى إبليس مِفْتَاح أبو حاتم عن الأصمعي قال: خَطَبَ أعرابيّ امرأة فقالت له: سَلْ عَني بَني فلان وبَنىِ فُلان قال لها: وما عِلْمهم بذلك قالت: في كلهم نُكِحْت قال: أراك جَلَنْفعة قد خَزَمَتْك الخزائم قالت: لا ولكن جوَالة بالرحْل عَنْتَريس. تزوّج رجل من الأعراب امرأة منهم عجوزاً ذاتَ مال فكان يَصْبر عليها لمالِها ثم مَلَّها وترَكها فكتبت إليه تَسْترده فكتب إليها يقول: لَيس بيني وبين قَيْس عِتَاب غيرُ طَعْن الكُلاَ وضَرْب الرِّقاب فكتبت إليه: إنّه واللهّ ما يُريد قيسٌ غَيْر طَعْن الكلا. المًفَضَل الضَّبي قال: خَطَبَ أعرابي امرأة فجَعَل يَخْطبها ويُنْعِظ فضَرَب ذَكَرَه بيده وقال: مَه إليكِ يُساق الحديث فأرسلها مَثلا. عليّ بن عبد العزيز قال: كان أبو البَيْدَاء عِنّينا وكان يتجلّد ويقول لقومه: زَوِّجوني امرأتين فيقال له: إنّ في واحدة كفاية فيقول: أمّا لي فلا فقالوا نُزَوِّجك واحدة فإن كَفَتْك وإلا زَوَجناك أخرى فزوّجوه إعرابيَّة فدما دَخَل بها أقام معها أسبوعاً فلما كان في اليوم السابِع أتوه فقالوا له: يا أبا البَيْداء ما كان أمْرُك في اليوم الأوَل قال: عَظيم جدا قالوا: ففي الثاني قال: أجَلّ وأَعظم قالوا: ففي الثالث قال: لا تسألوا. فأجابت المرأة مِن وراء الستر فقالت: كان أبو البَيْداء يَنْزُو في الوَهَقْ حتى إذا أدْخِلَ في البيت أبقْ فيه غَزَال حَسن الدَّلّ خَرِق مارَسه حتى إذا ارفضّ العَرَق كانت لأعرابيّ امرأة لا تَرُدِّ يَد لامس فقيل له: مالك لا تُفارقها قال: إنها حسناء فلا تُفْرَك وأمِّ بَنين فلا تترك. قال شَيْخ من الإعراب: أنا شَيْخٌ ولي امرأة عَجُوزُ تُرَاودني على ما لا يَجُوزُ تريد أنيكها في كل يَوْم وذلك عند أمثالي عَزيز وقالت رَقَ إيْرُك مُذ كَبِرْنا فقلت لها بل اتسع القَفِيز الأصمعي قال: قال أعرابيّ في امرأة تَزوّجها وقد تَزوّجتْ قبله خمسةً وتَزوّج هو قبلها أربعاً فلاحَتْه يوماً فقال فيها: لو لابس الشيطانُ ما ألاَبِس أو مارس الغُولَ التي أمارِسُ لأصبح الشيطانُ وهو عابسُ زَوَجها أربعةٌ عَمارِس فانْفَلتوا منها ومات الخامسُ وساقني الحَيْنُ فها أنا السّادس وقال فيها: بُوَيْزِل أعوام أذاعتْ بخمسة وتَعْتَدُّني - إن لم يَق الله - ساديا ومِنْ قَبْلِها غَيبْت في التُّرْب أَرْبعاً وَأَعْتَدُّها مُذ جِئْتُها في رَجائيا كِلانا مُطِلّ مُشْرِف لِغَنيمة يَرَاها وَيقُضي اللهّ ما كان قاضيا أشْكو إلى الله عِيَالاً دَرْدَقَا مُقَرْقَمِينَ وعجوزاً شَمْلَقَا الدَّرْدَق: الصِّغار. والمُقَرْقَم: البَطيء الشَّبَاب. والشَّمْلَق: السيئة الخُلق.
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
قولهم في الإعراب الأصمعي قال: قلت لأعرابي أتَهْمِز إسرائيل قال: إنّي إذاً لرجلُ سَوْء قلت له: أفتجرّ فِلسْطين قال: إنّي إذاً لقويّ. وسَمع أعرابيّ إماماً يقرأ: وَلاَ تَنْكِحوا المُشرْكين حتَى يُؤمِنُوا. قال: ولا إن آمنوا أيضاً لن نَنْكحهم فقيل له: إنه يَلْحَن وليس هكذا يُقرأ فقال: أخرًوه قَبٌحَه الله لا تَجْعَلوه إماماً فإنه يُحِلُّ ما حرَّم الله. وسمع أعرابيّ أبا المكْنُون النَحْوِيّ وهو يقول في دُعائه يَسْتَسْقي: اللهم ربنا وإلهنا وسيدنا ومولانا فصلِّ على محمد نبيّنا ومَن أراد بنا سوءاً فأحِطْ ذلك السوء به كإحاطة القلائد بأعناق الوَلائد ثم أرسِخْه على هامته كرُسوخ السجًيل على هام أصحاب الفيل اللهم اسْقِنا غَيْثاً مريئاً مريعاً مُجَلْجِلاً مُسْحَنْفِراً هَزِجاً سَحًّا سَفُوحاً طَبَقاً غَدَقا مُثْعَنْجِرا صَخِباً نافعاً لعامّتنا وغيرَ ضارّ بخاصّتنا. فقال الأعرابي: يا خليفة نُوح هذا الطُّوفان وربِّ الكعبة دَعني حتّى آوىَ إلى جَبلِ يَعْصِمني من الماء. الأصمعي قال: أصابت الأرضَ مجاعة فلقيتُ رجلاً منهم خارجاً من الصَحراء كأنه جِذْع مُحْترق فقلت له: أتقرأ مني كتاب اللهّ شيئاً قال: لا قلتُ: فأعلمك قال: ما شئتَ قلت: اقرأ: " قُل يَا أيها الكافِرُون " قال: كُلْ يا أيها الكافرون قلتُ: " قُلْ يا أيها الكافرون " كما أقول لك قال: ما أجد لساني يَنْطلق بذلك. قال: ورأيتُ أعرابياً ومعه بُنيّ له صَغير مُمْسِك بفَم قِرْبة وقد خاف أن تَغْلِبه القِرْبةُ فصاح: يا أبتِ أدْرِك فاها غَلبَني فوها لا طاقة لي بفيها. قولهم في الدين قال أعرابي: الدَّيْن ذلٌ بالنهار وهَمّ بالليل. وقال أعرابيّ في غُرَماء له يَطْلبونه بدَيْن: جاءوا إليَّ غِضاباً يَلْغَطون معاً فقلت موعد كم ابن هبار وما أوَاعدُهم إلا لأدْرَأهم عني فيحرجني نقضي وإمراري وما جَلبتُ إليهم غَيرَ راحلة تَخْدِي بِرَحْلى وسيفٍ جَفنُه عارِي إنّ القضاء سَيأتي دًونه زمن فاطْوِ الصَّحيفة واحفظها من النًار الأصمعي قال: كان لرجل مِنْ يَحْصًب على رجل من باهِلَة دَيْن فلما حًلَ دَيْنُه هَرَب الأعرابيّ وأنشأ يقول: ذا حًلّ دَين اليَحْصُبيّ فَقُلْ له تَزوَدْ بزادٍ واستَعِنْ بدلِيل سَيُصْبِحُ فَوقي أقتُم الريش واقعاً بقالي قَلَا أو من وراء دَبيل الأصمعي قال: فأخبرني رجلٌ أنه رآه مَقْتُولاً بقالي قَلا وعليه نَسْر أقْتم الرِّيش. الأصمعي قال: اختصمَ أعرابياًن إلى بعض الوُلاة في دَيْن لأحدهما على صاحبه فجعل المًدَّعَى عليه يحلف بالطّلاق والعِتاق فقال له المدَعِي: دَعني من هذه الأيمان واحْلف بما أقول لك: لا تَرك الله لك خُفّا يتبع خُفّا ولا ظِلْفا يتبع ظِلفا وحَتّك من أهلك حَتّ الوَرَقَ من الشّجر إن لم يكن لي هذا الحقّ قِبلك. فأعطاه حَقَه ولم يَحْلِف له. الهَيْثَم بن عَدِيّ قال: يَمين لا يَحْلِف بها أَعرابيّ أبداً: لا أَوْرد الله لك صادرة ولا أَصْدَر لك واردة ولا حَطَطْتَ رَحْلك ولا خَلَعتَ نَعْلَك. قولهم في النوادر والملح الشيباني قال: خَرَجِ أبو العبّاس أميرُ المؤمنين مُتَنَزِّها بالأنبار فأَمْعن في نُزْهَته وانتبذ من أصحابه فوافى خِبَاءً لأعرابيّ فقال له الأعرابي: ممَّن الرَّجل قال: من كِنانة قال: من أيّ كِنانة قال: مِنْ أبغض كِنانة إلى كِنانة قال: فأنتَ إذاً من قُريش قال: نعم قال: فمن أي قُرَيش قال: مِن أبغض قُريش إلى قُريش قال: فأنت إذاً من ولد عبد المطلب قال نعم قال: فمن أي ولد عبد المطلب قال: من أبغض ولد عبد المطلب إلى عبد المُطلب قال: فأنت إذاً أمير المؤمنين وَوَثب إليه فاستحسن ما رأَى منه وأَمر له بجائزة. الشِّيبانيّ قال: خرج الحجَّاج مُتَصيِّداً بالمدينة فوقف على أَعرابيّ يرعى إبلًا له فقال له: يا أعرابيّ كيف. رأيتَ سِيرَة أَميركم الحجَّاج قال له الأعرابيّ: غَشوم ظَلُوم لا حيّاه الله فقال: فَلِم لا شَكَوْتموه إلى أمير المًؤمنين عبد الملك قال: فأظْلم وأغشم. فبينما هو كذلك إذ أحاطت به الخيل فأومأ الحجّاج إلى الأعرابي فأخذ وحُمِلَ فلما صار معهم قال: مَن هذا قالوا له: الحجاج فحرَّك دابته حتى صار أعرابي قال: السرّ الذي بيني وبينك أحِبُّ أن يكون مكتوماً قال: فَضَحك الحجًاج وأمر بتَخْلِية سَبيلِه: الأصمعي قال: وَلى يُوسُف بن عُمَر صاحبُ العِرَاق أعرابياً على عمل له فأصاب عليه خِيَانةً فعَزَلَه فلما قَدِمَ عليه قال له: يا عدوً اللهّ أكلتَ مال الله قال الأعرابيّ: فمالَ مَنْ آكُلْ إذا لم آكل مال اللهّ لقد راودتُ إبليس أن يُعطيني فَلْساً واحداً فما فَعل. فَضحِك منه وخلِّى سبيله. الشّيْبَانيِّ قال: نزل عبدُ اللهّ بن جعفر إلى خيمة أعرابيّة ولها دَجاجة وقد دَجَنت عندها فَذَبحتها وجاءتها بها إليه فقالت: يا أبا جعفر هذه دَجاجة لي كنت أدْجنها وأعْلِفها من قُوتي وألمَسها في آناء الليل فكأنما ألمَس بِنْتى زَلَّت عن كَبِدي فَنَذرتُ لله أن أدفنها في أكرم بُقعة تكون فلم أجد تلك البُقعة المباركة إلا بَطنك فأرَدت أن أدْفنها فيه. فَضَحِك عبدُ اللهّ بن جعفر وأمر لها بخمسمائة دِرْهم. ونظر أعرابيّ إلى قَوْم يلتمسون هِلالَ شهر رَمضان فقال: واللهّ لئنِ أريتموه لتُمْسِكُن منه بذِناب عَيْش أغبر. الأصمعي قال: رأيتُ أعرابياً واقفاً على رَكيّة مِلْحة فقلتُ: كيف هذا الماء يا أَعرابيّ قال: يُخْطِيءُ القلبَ ويُصيب الأستَ. ونظر أَعرابيّ إلى رجل سَمِين فقال: أرى عليك قطيفةً من نَسْج أضرْاسك. قال: وسمعت أعرابياً يقول: اللهم إنّي أسألك مِيتة كمِيتة أبي خارجة أكل بَذَجاً وشَرِبَ مُعَسَّلا ونام في الشَمس فمات دَفيئاً شبْعان رَيّان. محمد بن وَضّاح يرفعه إلى أبي هُريرة رضي الله عنه. قال: دخلِ أعرابيّ المسجد والنبي جالسٌ فقام يُصلّي فلما فرغ قال: اللهم ارْحَمني ومحمداً ولا تَرْحَم معنا أحداً فقال النبيّ عليه الصلاة والسلام: لقد حجرْت واسعاً يا أعرابيّ. قال: وسمعت أعرابياً وهو يقول في الطواف: اللهم اغفر لأمي فقلتُ له: مالك لا تَذْكر أباك فقال أبي رجلٌ يَحتال لنفسه وأما أُمي فبائسة ضعيفة. أبو حاتم عن أبي زَيد قال: رأيتُ أعرابياً كأنّ أنفَه كُوز من
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
عِظَمه فرآنا نَضحك منه فقال: ما يُضْحِكُكم فوالله لقد كنتُ في قوم ما كنتُ فيهم إلا أفْطس. قال: وجيء بأعرابيّ إلى السُّلطان ومعه كِتاب قد كَتب فيه قصَته وهو يقول: هاؤُم اقرؤا كِتابيه. فقيل له: يُقال هذا يومَ القيامة قال: هذا والله شر من يوم القيامة إنّ يوم القيامةِ يُؤتي بحَسَناتي وسيّأتي وأنتم جِئتم بسيآتي وتركتم حسناتي. قيل لأبي المِخَشّ الأعرابي: أيسرك أنك خَليفة وأن أمَتك حُرَّة قال: لا والله ما يَسُرُّني قيل له: ولمَ قال: لأنها كانت تَذْهب الأمَة وتُضِيع الأمَّة. اشترى أعرابيّ غُلاماً فقيل للبائع: هل فيه منِ عَيْب قال: لا إلا أنه يَبُول في الفِراش قال: هذا ليس بعيب إن وَجَدَ فِراشاَ فَلْيَبُل فيه. أخذ الحجَّاج أعرابياً لِصًّا بالمدينة فأمر بِضَرْبِه فلما قرَعه بسَوْط قال: يا ربّ شُكْراً حتى ضَرَبه سَبْعمائة سَوْط قال: لماذا قال: لكَثرة شُكرك إنَّ اللهّ تعالى يقول: " لئن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكم ". قال: وهذا في القرآن قال: نعم. فقال الأعرابي: يا ربّ لا شكْرَ فلا تَزِدْني أسَأتُ في شُكْرِيَ فاعْفُ عَني باعِد ثَوَاب الشَّاكرين مِني مرَّ أعرابيّ بقوم وهو يَنْشد ابنَاَ له فقالوا له: صِفْه قال: كأنه دُنَيْنير قالوا: لم نَره. ثمِ لم يَلْبث القومُ أن أقبل الأعرابيّ وعلى عُنقه جُعَل فقالوا: هذا الذي قلت فيه كأنه دُنينير فقال: القَرَنْبي في عَين أمها حَسناء. والقَرَنْبي دُوَيبة من خَشاش الأرض إذا مَسَّها أحد تقبَّضت فصارت من الكرة. قيل لأعرابي: ما يمنعك أن تَغْزو قال: والله إني لأبْغِضُ الموتَ على فِرَاشي فكيف أمضي إليه رَكْضاً! وغزا أعرابيٌّ مع النَّبي فقيل له: ما رَأيتَ مع رسول اللهّ في غَزاتك هذه قال: وَضع عنا نصفَ الصلاة وأرجو في الغَزاة الأخرى أن يضع النصفَ الباقي. جَلس أعرابيّ إلى مجلس أيوب السختياني فقيل له: يا أعرابيِّ لعلك قَدَرِيّ قال: وما القَدَري فذكر له مَحاسن قولهم قال: أنا ذاك ثم ذكر له ما يَعِيب الناسُ من قَوْلهم فقال: لستُ بذاك قال: فلعلّك مُثبت قال: وما المثبت فذكر مَحاسنَهم فقال: أنا ذاك ثم ذكر له ما يَعِيب الناسُ منهم فقال: لستُ بذاك! قال أيوب: هكذا يفعل العاقلُ يأخذ من كلِّ شيء أحْسنه. الأصمعيُ قال: سمع أعرابيّ جريراً يُنْشد: كاد الهَوَى يَوْمَ سَلمانين يَقْتُلني وكاد يَقْتُلني. يوْماً بنَعْمانِ وكاد يَقْتُلني يوماً بذي خُشُب وكاد يقتلني يوماً بسلمان فقال: هذا رجل أفلت من الموًت أربعَ مَرَّات لا يموت هذا أبداً. الشَّيبان قال: بلغني أنَ أعرابيًين ظريفَين من شياطين العَرب حَطَمتهما سَنةٌ فانحدرا إلى العِرَاق فبينما هما يَتماشيان في السُّوق واسم أحدهما خُنْدان إذا فارس قد أوطأ دابَّته رِجْلَ خُنْدان فَقَطَع إصْبعاً من أصابعه فتعلقا به حتى أخذا أرش الإصبع وكانا جائعين مَقْرُورَين فلما صار المال بأيديهما قصدا إلى بعض الكرابج فابتاعا من الطَّعام ما اشتهيا فلما شَبع صاح خُنْدان أنشأ يقول: فلا غَرْثةٌ ما دام في الناس كُربَج وما بَقِيَتْ في رِجْل خُنْدَان إصْبَعُ وهذا شبيه قول أعرابيًة في إبنها وكان لها ابنٍ شديد العُرام كثيرُ القِتال للناس مع ضٍعْف أَسْر ورقَّة عَظْم فوَاثَب مرة فتىً من الأعراب فَقَطَع الفتى أنفَهُ فأخذت أمّه دِيَة أنفه فَحَسُن حالها بعد فَقر مُدْقِع ثم وَاثَب آخرً فَقَطع شَفَته ثم أخذت دِية شَفَته فلما رأت ما صار عندها من الإبل والبَقر والغنم والمتاع بجوارح ابنها ذكرته في أرْجوزة لها تقوِل فيها: أحلِفُ بالمَرْوَةِ حِلْفاً والصَفَا أنّكَ خيرً من تَفاريق العَصَا فقلت لأعرابي: ما تفاريق العصا قال: العصا تُقطع ساجوراً ثم يُقطع السَّاجور أوتاداً ثم تُقطَعِ الأوتاد أشِظه. الأصمعيّ قال: خرج أعرابيّ إلى الحَجّ مع أصحاب له فلما كان ببعض الطريق راجعاً ُيريد أهلَه لَقِيه ابنُ عمّ له فسأله عن أهله ومنزله فقال: أعلم أنّك لما خرَجتَ وكانت لك ثلاثةُ أيام وَقع في بَيْتك الحريقُ. فرَفعِ الأعرابي يديه إلى السماء وقال: ما أحسن هذا يا ربّ! تَأْمرنا بعِمارة بيتك وتخرب أنت بُيوتنا. وخرجتْ أعرابيّة إلى الحجّ فلما كانت ببعض الطريق عَطِبت راحلتُها فرَفعت يديها إلى السَّماء وقالت: يا ربّ أخرجتني من بيتي إلى بيتك فلا بيتي ولا بيتك. الأصمعي قال: عُرضت السُّجُون بعد هلاك الحجَّاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفاً لم يَجب على واحد منهم قَتْل ولا صَلْب
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 11 (0 من الأعضاء و 11 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)