صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 477

الموضوع: رغـد : أنـت لــي (كتـير حلـوة)

العرض المتطور


  1. #1

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array

    الحلقة الثامنة والعشرون
    ********






    " تتزوجيني ؟؟ "

    أروى حملقت بي لبرهة ، ثم ابتسمت و نظرت إلى الأرض بخجل !

    العرق صار يتصبب مني و ملابسي تحترق من حرارة جسدي.. أما لساني فانعقد تماما !

    أي جنون هذا ؟؟

    ظللنا واقفين فترة هكذا ، أنا لا أجرؤ على قول شيء و لا الانصراف ، و هي لا ترفع عينيها عن الأرض...

    نفحات الهواء الباردة أخذت تصافح جسدي و تطفئ اشتعاله.. و هبّت على الوشاح الذي تلفه أروى حول رأسها فتطايرت أطرافه.. كاشفة عن خصلات ذهبية ملساء انطلقت تتراقص مع النسيم ..

    غضضتُ بصري بسرعة ، و استدرت جانبا و قلت :

    " أنا آسف "

    " لم ؟؟ "

    قالتها بتعجب ، فكساني تعجبها تعجبا !

    أعدت النظر نحوها فوجدتها واقفة في مكانها و قد ضبطت الوشاح حول رأسها بإحكام...

    و لا تزال تبتسم بخجل !

    تشجعت حينها و قلت :

    " ألا تمانعين من الزواج من رجل مثلي ؟ "

    قالت دون أن تنظر إلي :

    " مثلك .. يعني ماذا ؟؟ "

    قلت :

    " فقير.. مشرد.. خريج سجون.. عاطل ! "

    قالت :

    " لكنك .. رجل نبيل يا وليد "

    ثم ألقت علي ّ نظرة خجولة ... و انصرفت مسرعة !

    في صباح اليوم التالي ، كنا أنا و العم إلياس ننظم أغصان بعض الأشجار...و كان الموضوع يلعب برأسي منذ الأمس... و كنت أحاول التقاط أي خيط من الكلام لفتحه أمام العجوز ..

    و ربما هو لاحظ ارتباكي إلا أنه لم يعلّق..

    قلت :

    " أليس لديكم أقارب آخرون يا عمي ؟ "

    قال :

    " هنا ؟ لا يوجد . إنني و أختي كما تعلم من خارج البلدة و لا أهل لنا هنا . نديم رحمه الله كان يقطن المدينة الساحلية هو و عائلته قبل استقراره هنا في هذه المدينة قبل زمن طويل .. و هو الآخر لم يكن لديه أقارب كثر "

    و المدينة الساحلية هي مدينتي الأم

    قلت :

    " و ماذا عنك ؟ ألم يكن لديك زوجة و أبناء ؟ "

    قال :

    " زوجة رحمها الله. لم أرزق الأبناء بقضاء من الله. الحمد لله "

    ثم أضاف :

    " لذلك أحب ابنة أختي حبا جما .. و أسأل الله أن يرزقها زوجا صالحا أطمئن إلى تركها معه بعد فنائي "

    قلت بسرعة :

    " أطال الله في عمرك عمّاه "

    قال :

    " فقط إلى أن أزوّجها و أرتاح "

    و غمز إلي بنظرة ذات معنى !

    احمر وجهي خجلا.. فصمت ، أما هو.. فنظر بعيدا مفكرا و قال :

    " أنا قلق عليها و على مستقبلها .. إنها فتاة بلا سند.. أريد أن أزوجها بسرعة لرجل جدير بالثقة.. أأتمنه عليها.. "

    و نظر نحوي.... يقصدني !

    قلت متلعثما :

    " أأ أحقا لا تمانع من زواجها من.. من .. "

    أتم العم الجملة :

    " منك يا وليد ؟ مطلقا.. فأنت رجل خلوق و مهذّب . بارك الله فيك "

    قلت مترددا :

    " لكنني .. كما تعرف "

    قاطعني :

    " لا يهم ، فهاهي المزرعة أمامك اعمل بها عملا شريفا نظيفا و إن كان بسيطا.. و إن كنت تود العمل في مكان آخر فاسع يا بني و الله يرزقك "

    طمأنني قوله كثيرا .. تماما كما كانت كلمات نديم رحمه الله تبعث في نفسي الطمأنينة في سني السجن ...

    قلت أخيرا :

    " لكنني.. خرجت من السجن "

    قال :

    " نديم كان في السجن أيضا ، و لم أر في حياتي من هو أشرف منه و لا أحسن خلقا "

    ابتسمت .. للتقدير و الاحترام اللذين يكنهما هذا الرجل لي.. و اللذين رفعا من معنوياتي المحطمة بعد كلمات دانة الجارحة ...

    العم ابتسم أيضا و قال و هو يصافح يدي :

    " أ نقول على بركة الله ؟؟ "





    ~ ~ ~ ~ ~ ~



رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array



    في نفس اليوم ، و الذي عادت فيه السيدة ليندا من المستشفى ، عقدنا قراننا أنا و أروى ..

    العائلة كانت سعيدة و مبتهجة ... و قد صنعت أروى كعكتين لذيذتين و عشاء مميزا، احتفالا بالمناسبة..

    لم يشاركنا الحفلة الصغيرة سوى سيدة واحدة هي صديقة للسيدة ليندا ، و ابناها اللذين شهدا على العقد..

    بالنسبة لي ، كان حدثا غريبا و أشبه بالوهم..نعم الوهم..لقد كنت هناك ، لكنني لم أكن.. و انتظرت أن أصحو من هذا الحلم الغريب.. إلا أنني لم أصح ُ ..

    بعد تناولنا العشاء.. أوحت إلينا السيدة ليندا بأن نخرج للتجوّل في المزرعة.. أنا كنت أتتصبب عرقا و في غاية الخجل.. و لا أجرؤ على النظر نحو أروى.. و لا أعرف كيف هي حالتها و تعبيراتها!

    خرجنا معا إلى المزرعة، و سرنا صامتين لا يلتفت أحدنا إلى الآخر..
    قطعنا شوطا طويلا في السير.. و كان الجو باردا فسمعت صوت كفّي أروى يحتكان ببعضهما.. و هنا التفت و نظرت إليها لأول مرّة مذ فارقتها البارحة ..

    قلت بتلعثم :

    " أتشعرين بالبرد؟؟ "

    أروى ابتسمت و نظرت للأسفل و قالت :

    " قليلا "

    " أتودين أن .. نعود ؟ "

    رفعت نظرها إلي و قالت :

    " لا.. "

    هربت أنا بنظري إلى الأشجار و أنا أتنحنح و ألمس عنقي بيدي.. و أشعر بالحر !

    حقيقة أنا لا أعرف ما أقول و لا كيف أتصرّف !

    و لا حتى كيف أفكّر ! و اسمعوا ما قلت :

    " هذه الأغصان بحاجة إلى ترتيب ! "

    و أنا أشير إلى الشجرة التي كنت أنظر إليها..

    أروى قالت :

    " نعم "

    " سوف أقوم بتنظيمها غدا "

    " نعم "

    لا أزال أحدق في الشجرة.. كأنني أفتش عن المفردات بين أوراقها !

    كيف يجب أن يتصرّف رجل عقد قرانه من فتاة قبل قليل ؟؟

    أنا لا أعرف بالضبط، فهي تجربتي الأولى، و لكن بالتأكيد.. ليس التحديق في أغصان الأشجار و أوراقها !

    " وليد "

    نادتني أروى.. فاقشعر جسدي خجلا ، التفت إليها بحرج .. و أنا أمسح قطيرات العرق المتجمعة على جبيني :

    " نعم ؟ "

    قال بخجل :

    " هل أنت .. سعيد بارتباطنا ؟؟ "

    تسارع نبض قلبي.. توترت كثيرا إلا أنني قلت أخيرا :

    " نعم، و .. أتمنى أن تكوني أنت سعيدة ! "

    ابتسمت هي مومئة إيجابا..

    ثم قالت و هي تعبث بأصابعها بارتباك :

    " أنا.. معجبة بك "

    أنا سكنت تماما عن أي حركة أو كلام.. تماما كسيارة نفذ وقودها كليا ! صامت جامد في مكاني بينما الأشجار تتحرك و الأوراق تتمايل !

    الآن رفعت أروى بصرها إلي بابتسامة خجولة لتستشف ردة فعلي...

    تسللت من بين شفتي هذه الكلمة :

    " معجبة بي .. أنا ؟؟ "

    ضحكت أروى ضحكة خفيفة و هي تقول :

    " نعم أنت ! "

    قلت متأتئا متلعثما :

    " أأ لكن .. أنا.. شخص بسيط أعني.. إنني .. خريج سجون و .. "

    لم أتم ، فقد نفذت الحروف التي كانت مخزنة على لساني فجأة !

    أروى قالت :

    " أعرف، و لا يهمني ذلك .. "

    تبادلنا الآن نظرات عميقة .. أمددتني بطاقة أحلت عقدة لساني ..

    قلت :

    " أروى .. ألا يهمك أن تعرفي .. لم دخلت السجن ؟؟ "

    أروى هزّت رأسها سلبا..

    لكنني قلت :

    " يجب أن تعرفي... "

    ثم قلت :

    " دخلت السجن لأنني ... ... قتلت حيوانا "

    دهشت أروى و ارتفع حاجباها الأشقرين للأعلى :

    " ماذا ؟؟ "

    قلت ، و قد تبدّلت تعبيرات وجهي من الخجل و التوتر ، إلى الجدية و الغضب :

    " نعم حيوان.. حيوان بشري.. قذر.. كان يجب أن يموت ... "






    ~ ~ ~ ~ ~ ~



  • #3

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array









    لا أزال مضطجعة على سريري أذرف الدموع الحزينة المريرة... و أعيد في رأسي تقليب الذكريات... و قد مضت ساعات و أنا على هذه الحال

    كلما دخل سامر أو دانة هتفت :

    " دعوني وحدي ... دعوني وحدي ... "

    فالصاعقة لم تكن بالشيء الهيّن ...

    أعوذ بذاكرتي للوراء.. ذكريات مغبرة غير واضحة ، لا أستطيع سبر غورها و كشف غموضها و فهم أسرارها...

    مبهمة الملامح .. لا تتضح لي صورتها كما ينبغي ... فأبعدها بسرعة و أجبر رأسي على التفكير بشؤون أخرى ...

    مساء الغد.. ستغادر دانة مع عريسها بعيدا.. و أظل أنا و سامر.. في الشقة وحدنا.. و مئات من الشحنات المتنافرة تتضارب فيما بيننا...

    تموت الفكرة في رأسي .. تحت أقدام أفكار أقوى .. في وجه إعصار الذكريات التعيسة المشؤومة التي عشتها قبل تسع سنين ...

    أتخيل نفسي و أنا في تلك السيارة .. أصرخ .. و أصرخ .. و أهتف و استنجد و أستغيث ... و ما من معين..

    ما من شيء .. إلا صفعات متتالية على وجهي.. و كف تمتد إلى وجهي و تكتم أنفي و فمي مانعة إياي من الاستغاثة.. و يد تربط أطرافي الأربعة بذلك الحزام الطويل... ثم ترميني عند المدوسة .. تحت المقعد..

    بح صوتي من الصراخ ... كنت وحيدة .. لا أحد من أهلي حولي.. و لا من الناس ... في طريق بري مخيف موحش ...بعيدا عن أدنى معاني الأمان و الطمأنينة
    و أسمعه يقول :

    " سيأتي وليد إليك فاخرسي "

    أحاول أن أتحرر من القيد.. أحاول الركل و الرفس.. و العض.. و كل شيء .. دون جدوى.. فقد كنت أضعف و أوهن من أن أتغلب على ذلك الوحش القذر...

    حينما ظهر وليد أخيرا .. فتح لي الباب ..

    قفزت من السيارة راكضة مسرعة نحو وليد.. تعلقّت بعنقه.. أردت أن أحتمي داخل صدره.. أردته أن يبعدني بسرعة عن ذلك المكان.. أن يطير بي عاليا .. إلى حيث لا تصلني يد مؤذ و لا نظراته...

    وليد...

    آه وليد...

    وليد...

    أخذت أبكي بقوّة.. بكل ما أوتي جسدي المنهك المصعوق من قوة ..

    سمعتني دانة فوافتني إلى الغرفة قلقة .. اقتربت مني و هي تراني في حالة انهيار لا مثيل لها.. أبكي دما لا دموعا ...

    " رغد.. أرجوك يكفي ! إلى متى ستظلين هكذا ؟؟ لم لا تنامين فقد انتصف الليل "

    " لماذا لم تخبروني بالحقيقة ؟ لماذا كذبتم علي ؟ أعيدوا وليد إلي .. أريد وليد .. أريد وليد "

    دانة أمسكت بوجهي في حيرة و اضطراب ، و قالت :

    " رغد ! ما الذي تهذين به ؟ أ عاودتك الحمى من جديد ؟؟ "

    قلت و أنا أنظر إليها بعمق و تشتت في آن معا في تخبط و ضياع و تيه :

    " لم أعتقد أنه مات .. رأيته يهوي أرضا.. لم أفهم ما حصل .. لكن وليد ضربه بسببي أنا .. أنا .. أنا "

    و انهرت باكية بحدة على صدرها ...

    دانة كانت تحاول إبعادي عنها ليتسنى لها النظر إلى وجهي ، و قراءة ما ارتسم عليه، إلا أنني كنت أدفن رأسي في صدرها بإصرار...

    " رغد .. ما الذي تقولينه ؟؟ "

    صرّحت :

    " لم أفهم ذلك .. لم أع ِ شيئا.. لا أذكر ماذا فعل بي .. لكنه ضربني كثيرا .. و ربطني بالحزام .. "

    " عمّ تتحدثين يا رغد بالله عليك أفصحي ما تقولين ؟؟ "

    رفعت رأسي أخيرا و نظرت إليها و انفجرت قائلة :

    " عمار .. الحقير .. الجبان .. اللعين .. القذر .. اختطفني و حبسني في السيارة.. وليد جاء لإنقاذي و ضربه بالصخرة .. أفهمت الآن؟؟ أفهمت ؟؟ أفهمت ؟؟ "

    لم أزد على ما قلت حرفا واحدا، إذ أنني انهرت كليا .. كما انهارت دانة الجالسة قربي.. و عندما طلبت مني سرد الأحداث ، قلت :

    " لا أريد أن أتذكر شيئا.. لا أريد أن أتذكر..، وليد .. أريد وليد.. أريد العودة إلى وليد"





    ~ ~ ~ ~ ~





  • #4

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array







    الآن.. و في هذا الصباح الجميل .. و تحت أشعة هذه الشمس الجديدة ، أشعر بأنني شخص آخر .. رجل ولد من جديد...

    ابتداء من هذا اليوم، دخلت عالما جديدا.. و ودعت عالمي الماضي .. للأبد

    أنا اليوم ، وليد .. المزارع البسيط الذي يعمل مع خطيبته و عائلتها في مزرعة صغيرة .. في مدينة بعيدة عن مدينته و أصله و أهله ..

    الحياة الماضية قد انتهت ، لا رغد و لا حب و لا جنون.. لا ألم و لا عذاب و لا معاناة.. و لا حرب...

    الليلة ، ستدخل رغد عالم المتزوجين، و تصبح زوجة لأخي ، و أقطع آخر خيط أمل في استعادتها ذات يوم..

    الذكرى الحزينة أجبرتها على مغادرة رأسي ،، فأنا لا أريد لدمعة واحدة أن تسيل من عيني على ما فات.. و لأعش حياتي الجديدة كما قدّر الله لها أن تكون ...

    تخرج أروى من المنزل.. مقبلة نحوي ، تحمل صينية تحوي طعاما...

    كنت أقف في الساحة أتنفس الصعداء و أشم رائحة الزهور الفواحة ...

    إنه مكان يستحق أن يضحي المرء بأي شيء من أجل العيش فيه ...

    " صباح الخير .. وليد "

    تبتسم لي و يتورد خداها خجلا.. فيجعلها كلوحة طبيعية بديعة من صنع الإله..

    أدقق النظر إليها .. فاكتشف أنها آية في الجمال.. جمال لم ألحظه مسبقا و لم أكن لأعره اهتماما ..

    ملونة مثل الزهور.. و خصلات شعرها الذهبي تتراقص مع تيارات الهواء.. لامعة مثل أشعة الشمس..

    سبحان الله ..

    أحقا ..هذه الحسناء هي زوجة مستقبلي ؟

    تقبل إلي و تقول :

    " أعددت فطورا خاصا بنا "

    ابتسم ، و أقول :

    " شكرا .. "

    ثم نجلس على البساط المفروش في الساحة، و ننعم بفطور شهي لذيذ.. فمخطوبتي هذه ماهرة جدا في الطهو !

    ميزة أخرى تجعلني أشعر بالزهو ...

    إضافة إلى كونها طيبة القلب مثل والديها و خالها..

    و أكرر في نفسي :

    " الحمد لله "

    لقد لعبت الأقدار دورها الدرامي معي.. و حين ألقت بي في السجن لثمان سنين ، عرّفتني على رجل عظيم، أصبحت في نهاية المطاف زوجا لابنته !

    أظن أن على المرء أن يشكر الله في جميع الأحوال و لا يتذمّر من شيء ، فهو لا يعلم ما الحكمة من وراء بعض الأحداث التي يفرضها عليه القدر ...

    سبحان الله

    أكثر ما شدّني في الأمر ، هو أنها اعترفت لي البارحة بإعجابها بي !

    برغم كل عيوبي و مساوئي، و رغم جهلها بالكثير عن ماضي و أصلي .. إلا أنها ببساطة قالت :

    " أنا معجبة بك ! "

    اعتقد أن لهذه الجملة تأثيرها الخاص ... و خصوصا على رجل يسمعها للمرة الأولى في حياته من لسان فتاة !

    تحدّثنا عن أمور كثيرة... فوجدتها حلوة المعشر و راقية الأسلوب، و اكتشفت أنها أنهت دراستها الثانوية و درست في أحد المعاهد المحلية أيضا ...

    قلت :

    " كان حلمي أن أدرس في الجامعة ! "

    " أي مجال ؟؟ "

    " الإدارة و الاقتصاد ، كنت أطمح لامتهان إدارة الأعمال .. تخيّلت نفسي رجل أعمال مرموق ! "

    و ضحكت ُ بسخرية من نفسي ...

    قالت :

    " و هل تخلّيت عن هذا الحلم ؟؟ "

    قلت بأسف :

    " بل هو من تخلّى عنّي .. "

    ابتسمت أروى و قالت :

    " إذن فطارده ! و أثبت له جدارتك ! "

    " كيف ؟؟ "

    قالت :

    " لم لا تلتحق بمعهد إداري محلي ؟ أتعرف.. زوج السيدة التي كانت معنا البارحة يدير أحد المعاهد و قد ييسر أمورك بتوصية من أمي ! "

    بدت لكي فكرة وهمية ... كالبخار.. إلا أن أروى تحدثت بجد أكبر و جعلتني انظر للفكرة بعين الاعتبار.. و أنميها في رأسي...





    ~ ~ ~ ~ ~




  • صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 9 (0 من الأعضاء و 9 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. لا تعـوّدني على [ قـربك ] كثـير
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 05:13 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1