صفحة 1 من 9 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 239

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الثاني/7

العرض المتطور


  1. #1
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    فأبعدوا منه فَسألناهم الجزية عن صَغار أو الصلحَ فكانت هذه أبعدَ فأقمنا عليهم ثلاثَ عشرَة ليلة نَتأنّاهم وتَختلف رُسُلنا إليهم‏.‏ فلما يَئِس منهم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذَكر فضلَ الجهاد وما لصاحبه إذا صَبر واحتسب ثم نَهضنا إلى عدوّنا وقاتلناهم أشدَّ القتال يومَنا ذلك وصَبر فيه الفريقان فكانت بيننا وبينهم قَتْلى كثيرة واستشهد للهّ فيهم رجال من المُسلمين فبِتْنا وباتوا وللمُسلمين دويّ بالقرآن كدويّ النحل وبات المشركون في خُمورهم وملاعبهم فلما أصبحنا أخذنا مصاّفَنا الذي كُنا عليه بالأمس فزحف بعضُنا على بعض فأفرغ الله علينا صَبْره وأنزل علينا نَصْره ففتحناها منِ آخر النهار فأصبنا غنائم كثيرة وفيئاً واسعاً بلغ فيه الخُمس خَسمائة ألف فصفق عليها مروان بن الحكم فتركتُ المسلمين قد قرَّت أعينُهم وأغناهم النّفل وأنا رسولُهم إلى أمير المؤمنين أُبشره وإياكم بما فَتح الله من البلاد وأذلِّ من الشرك‏.‏ فاحمدوا الله عبادَ الله على آلائه وما أحل بأعدائه من بأسه الذي لا يردّه عن القوم اْلمُجْرمين ثم سكت‏.‏ فنهض إليه أبوه الزُّبير فَقَبِّل بين عينيه وقالت‏:‏ ذُرِّية بعضُها من بعض والله سميع عليم يا بني‏:‏ ما زِالْتَ تنطق بلسان أبي بكر حتى صَمَت‏.‏ خطبة عبد الله بن الزبير لمّا بلغه قتل مصعب صَعِد المنبر فحمد الله وأَثنى عليه ثم سكت فجعل لونُه يحمر مرة ويصفر مرة فقال رجلٌ من قُريش لرجل إلى جانبه‏:‏ ما له لا يتكلًم فوالله إنه للبيب الخُطباء قال‏:‏ لعله يريد أن يذكر مَقتل سيد العرب فيشتدّ ذلك عليه وغير ملوم‏.‏ ثم تكلًم فقال‏:‏ الحمد لله له الخَلْق والأمر والدُّنيا والآخرة يُؤتي الملك مَن يشاء ويَنزع الملك ممّن يَشاء ويُعز مَن يشاء ويُذل مَن يشاء‏.‏ أمّا بعد‏:‏ فإنه لم يُعزّ اللهّ مَن كان الباطلُ معه وإن كان معه الأنامُ طُرّاً ولم يُذل مَن كان الحقُّ معه وإن كان فَرْداً‏.‏ ألاَ وإن خبراً من العراق أتانا فأَحْزننا وأَفْرحنا فأمّا الذي أَحزننا فإن لفراق الحَميم لوعةً يجدها حميمه ثم يرعوي ذوو الألباب إلى الصَّبر وكريم العَزاء وأمّا الذي أفرحنا فإنّ قَتْل مُصعب له شهادة ولنا ذخيرة أَسلمه النّعام المًصلَّم الآذان‏.‏ ألاَ وإن أهل العِراق باعوه بأقلّ من الثَمن الذي كانوا يأخذون منه فإن يُقتل فقد قُتل أخوه وأبوه وابنُ عمه وكانوا الخيارَ الصالحين‏.‏ إنا والله لا يموت حَتْفَاً ولكن قَعصاً بالرِّماح ومَوْتا تحت ظلال السُّيوف ليس كما تموت بنو مَرْوان ألا إنما الدُنيا عاريّة من المليك الأعلى الذي لا يَبيد ذِكْره ولا يَذِل سُلطانه فإنْ تُقبِل الدنيا عليّ لم آخُذها أَخْذ الأشِر البَطر وإنْ تُدْبر عني لم أَبْك عليها بُكاء الخَرِق المهين ثم نزل‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #2
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    أَعقابهم فَحَمِد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ هذا أمر له أشهد أوّلَه ولا عِلْم لي بآخره وقد قاد أميرُ المؤمنين ما بَلغكم وشهدتْ الشهود بما سَمِعتم‏.‏ فالحمد لله الذي رَفع منّا ما وَضع الناس وحَفِظ منّا ضَيّعوا‏.‏ فأمّا عُبيد فإنما هو والد مبرور أو كافل مشكور‏.‏ خطبة الجامع المحاربي وكان شيخاً صالحاً خَطِيباً لسناً وهو الذي قال للحجاج حين بنى مدينة واسط‏:‏ بَنَيتَها في غير بلدك وأَوْرَثتها غيرَ وَلدك شَكا الحجّاج سُوء طاعة أهل العِراق وَنقَمَ مَذْهَبهم وَتَسَخطَ طريقتهم فقال جامع‏:‏ أما إنهمِ لو أحبُّوك لأطاعوك على أنهم ما شَنَؤوك لِنَسبك ولا لبلدك ولا لذات نَفْسك فدَعِ عنك ما يُبْعدهم منك إلى ما يُقرّبهم إليك والتمسى العافية ممن دُونك تُعْطَها ممن فوقك وليكُن إيقاعك بعد وَعيك ووَعيدُك بعد وَعْدك‏.‏ قال الحجَّاج‏:‏ إنّي والله ما أَرى أن أَردَ بني اللَّكيعة إلى طاعتي إلّا بالسيف‏.‏ قال له‏:‏ أيها الأمير إنّ السَّيف إذ لاقَى السيف ذَهَب الخيار‏.‏ قال الحجاج‏:‏ الخَيارُ يومئذ لله‏.‏ قال‏:‏ أجل ولكن لا تَدْرِي لمَن يَجْعله الله‏.‏ وغضب الحجاج فقال‏:‏ يا هناهُ إنك من مُحارب‏.‏ فقال جامع‏:‏ وللحَرْب سمَينا وكُنّا مُحارِباً إذا ما القنا أَمْسى من الطّعن أَحْمَرَا والبيت للخُضْرِي قال الحَجَّاج‏:‏ واللهّ لقد هَمْمتُ أن أقطع لسانَك فأضرب به وجهك‏.‏ قال جامعِ‏:‏ إن صَدقناك أَغْضبناك وإن غَششْناك أغضبنا الله فغضَبُ الأمير أَهْونُ علينا من غضب اللهّ‏.‏ قال‏:‏ أجل‏.‏ وشُغل الحجاج ببعض الأمر فانسلَّ جامع فمرّ بين صُفوف خَيْل الشام حتى جاوزَهم إلى خَيْل أهل العراق - وكان الحجَّاج لا يَخْلطهم - فأبصرَ كَبْكبة فيها جماعةٌ من بكر العِراق وقَيس العراق وتميم العراق وأزد العراق فلمّا رأَوْه اشرَأَبُّوا إليه وبلغهم خُروجُه فقالوا له‏:‏ ما عندك دافع الله لنا عن نفسك‏.‏ فقال‏:‏ ويحكم‏!‏ عُمّوه بالخلع كما يُعمكم بالعداوة ودَعُوا التَعادي ما عاداكم فإذا ظَفرْتم تَرَاجعتم وتعاديتم‏.‏ أيها التميمي هو أَعْدَى لك من الأزدي وأيها القيسي هو أعدى لك من التَّغلبي وليس يظفر بمَن نَاوَأَه منكم إلّا بِمَن بَقِيَ معه‏.‏ وهرب جامع من فَوْره ذلك إلى الشام فاستجار بزُفْر بن الحارث‏.‏ خطبة للحجاج بن يوسف خَطب الحجًاج فقال‏:‏ اللهم أَرِني الغَيّ غيّاً فأجتنبَه وأَرِني الهُدَى هُدىً فأتبعَه ولا تَكْلني إلى نَفسي فأضلّ ضلالاً بعيداً‏.‏ والله ما أُحِبّ أن ما مضى من الدنيا لي بعمامتي هذه ولمَا بَقِيَ منها أَشبهُ بما مَضى من الماء بالماء‏.‏ خطبة للحجاج قال الهيثم بن عديّ‏:‏ خرج الحجّاج بن يوسف يوماً من القصر بالكوفة فسمع تكبيراً في السُوق فراعه ذلك فَصَعِد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ يأهل العراق يأهل الشَقاق والنفاق ومساوي الأخلاق وبني اللًكيعة وعَبيد العصا وأولاد الإماء والفَقْع بالقرقرة إني سمعتُ تكبيراً لا يُراد به اللهّ وإنما يُراد به الشيطان وإنما مَثلي ومَثلكم ما قال ابن براق الهَمْداني‏:‏ وكنتُ إذا قوم غَزَوْني غزوْتهمٍ فهل أنا في ذا يا لهَمْدان ظالمُ متَى تَجْمَع القَلْبَ الذَكيّ وصارماً وأَنفاً حَمياً تَجْتَنِبْك المظالم أما والله لا تُقرع عصاً بعصاي إلا جعلتُها كأمس الدابر‏.‏ خطبة للحجاج بعد دير الجماجم خطب أهلَ العراق فقال‏:‏ يأهل العراق إنّ الشّيطان قد اسْتَبطنكم فخالَط اللحمَ الدَّم والعَصب والمِسامع والأطراف والأعضاد والشَغاف ثم أفضىَ إلى المِخاخ والصَّمائخ ثم ارتفعِ فَعَشّش ثم باض وفَرّخ فحشاكم شِقاقا ونفاقاً وأشعركم خلافاً اتخذتموه دَليلا تَتّبعونه وقائداً تُطيعونه ومُؤامراً تَسْتَشيرونه‏.‏ وكيف تنفعكم تجربة أو تَعِظكم وَقعة أو يحْجًزكم إسلام أو يَردّكم إيمان‏!‏ ألستم أصحابي بالأهواز حيث رُمتم المكر وسَعَيتم بالغَدْر واستجمعتمِ للكُفر وظَننتم أنَ الله يَخْذل دينه وخلافته وأنا أرميكم بطَرْفي وأنتم تَتَسلّلون لِو إذا وتنهزمون سراعاً ثم يومَ الزاوية وما يوم الزاوية‏!‏ بها كان فَشَلكم وتنازُعكم وتخاذلكم وبراءة الله منكم ونُكوص وليّه عنكم إذ وَلّيتم كالإبل الشَوارد إلى أَوْطانها النوازع إلى أعطانها لا يسأل المَرء منكم عن أخيه ولا يُلوي الشيخ على بنيه حتى عَضّكم السلاح وقَصَمتكم الرّماح ثم يوم دَيْر الجماجم وما دَيْر الجماجم‏!‏ بها كانت المعارك والملاحم بضرب يُزيل الهام عن مَقِيله ويذهل الخَلِيل عن خليله‏.‏ يأهل العراق والكَفَرات بعد الفَجَرات والغَدَرات بعد الخَتَرَات والنزوات بعد النزوات إن بعثتكم إلى ثُغوركم غَلَلتم وخُنتم وإن أمِنتم أَرْجفتم وإن خِفتم نافَقتم لا تَذْكرُون حسنة ولا تَشكرون نِعْمة‏.‏ يأهل العراق هل استخفكم ناكث أو استغواكم غاو أو استفزّكم عاص أو استنصركم ظالم أو استعضدكم خالع إلّا وَثقْتموه واويتُموه وعزّرتموه ونصرتموه ورَضيتموه يأهل العراق هل شَغَب شاغِب أو نعب ناعب أو ذَمَق ناعق أو زفر زافر إلاكنتم أتباعَه وأنصاره يأهل العراق ألم تَنهكم المواعظ ألم تزجركم الوقائع ثم التفت إلى أهل الشام فقال‏:‏ يأهل الشام إنما أنا لكم كالظَليم الذابّ عن فِرَاخه يَنْفي عنها المَدَر ويُباعد عنها الحَجر ويُكِنّها عن المطر ويَحميها من الضباب ويَحرُسها من الذئاب‏.‏ يأهل الشام أنتم الجُنة والرداء وأنتم الغدة والحِذاء‏.‏ خطبة للحجاج قال مالك بن دينار‏:‏ غ*** لجُمعة فجلست قريباً من المِنبر فصعد الحجاج ثم قال‏:‏ امرؤ حَاسب نَفْسه امرؤ راقب ربه امرؤ زَوَّر



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #3
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    عمله امرؤ فكَر فيما يقرؤه غداً في صحيفته ويراه في ميزانه امرؤ كان عند همّه ذاكراً وعند هواه زاجراً امرؤ أخذ بِعِنان قلبه كما يأخذ الرجل بخِطام جَمَله فإن قاده إلى حق تبعه وإن قاده إلى معصية الله كفه‏.‏ إننا والله ما خُلقنا للفناء وإنما خلقنا للبقاء وإنما ننتقل من دار إلى دار‏.‏ خطبة للحجاج بالبصرة اتّقوا الله ما استطعتم فهذه لله وفيها مَثُوبة‏.‏ ثم قال‏:‏ واسْمعوا واطيعوا فهذه لعبد الله وخَليفة الله وحَبيب الله عبد الملك بن مَرْوان‏.‏ والله لو أمرتُ الناس ان يأخذُوا في باب واحد وأخذُوا في باب غَيْرِه لكانتْ دماؤُهم لي حلالاً من آلفه ولو قُتل ربيعُة ومُضر لكان لي حلالَاً‏.‏ عَذيري من هذِه الحَمْراء يَرْمي أحدُهم بالحَجَر إلى السماء ويقول‏:‏ يكونُ إلى أن يَقَع هذا خَيْر‏.‏ والله لأجعلنهم كأمْس الدّابر‏.‏ عَذِيري من عَبْد هُذَيل إنه زَعم أنه آمِن عند الله يقرأ القرآن كأنه رَجَز الأعراب والله لو أدركتُه لقتلُته‏.‏ خطبة للحجاح بالبصرة حِمَد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ إنَّ الله كفانا مَئُونة الدنيا وأمرنا بطَلب الآخرة فليت الله كفانا مؤونة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا‏.‏ ما لي أرى عُلماءكم يُدهنون وجُهالكم لا يَتعلمون وشِرارَكم لا يَتُوبون‏!‏ ما لي أراكم تَحْرِصون على ما كُفِيتم تُضيَعون ما به أمِرْتم‏!‏ إنَّ العِلْم يُوشك أن يُرفع ورَفْعه ذهابُ العلماء‏.‏ ألَا وإنَي أعلم بِشراركم من البَيْطار بالفَرس‏:‏ الذين لا يَقْرءون القرآن إلا هُجْراً ولا يأتونِ الصلاة إلا دًبْراً‏.‏ ألا وإنّ الدُّنيا عَرَض حاضر يأكل منها البَرّ والفاجِر‏.‏ ألَا وإنَ الآخرةَ أجَلٌ مُستأخر يَحكم فيه مَلِك قادر‏.‏ ألاَ فاعملوا وأنتم من الله على حَذَر واعلموا أنّكم مُلاقوه ليَجْزي الذين أساءووا بما عَمِلوا ويجزِي الذين أحسنوا بالحُسنى‏.‏ ألَا وإِنَّ الخيرَ كلَّه بحذافيره في الجَنَّة ألاَ وإنَ الشر كفَه بحذافيرهِ في النار ألاَ وإن مَن يَعمل مِثْقال ذَرّة خيراً يَرَه ومَن يَعملْ مِثْقال ذَرّة شراً يَرَه وأستغفر الله لي ولكم‏.‏ خطبة للحجاج خَطب الحجّاج أهلَ العراق فقال‏:‏ يأهل العِراق إنّي لم أجد لكم دواءً أدوى لدائكم من هذه المَغازى والبُعوث لولا طِيبُ لَيْلة الإياب وفَرْحة القَفل فإنها تُعقب راحة وإني لا أريد أن أرى الفَرَح عندكم ولا الرًّاحة بكم‏.‏ وما أراكم إلا كارهين لمَقالتي وإني والله لرُؤيتكم أكره‏.‏ ولولا ما أريد من تَنْفيذ طاعةِ أمير المُؤمنين فيكم ما حَمّلت نفسي مُقاساتَكم والصبرَ عليى النَّظر إليكم والله أسألُ حُسن العوْن عليكم ثم نَزَل‏.‏ خطبة للحجاج حين أراد الحج يأهل العِراق إنِّي أردت الحج وقد استخلفتُ عليكم ابني محمداً وما كنتم له بأهل وأوْصيتُه فِيكم بخلاف ما أوصى به رسولُ الله في الانْصار فإنه أوْصى أنْ يَقْبل من مُحسنهم ويتجاوز عن مُسيئهم وأنا أوْصيتُه أن لا يَقْبل من مُحسنكم ولا يَتجاوز عن مُسيئكم‏.‏ ألَا وإنكم قائلون بعدي مَقالةً لا يَمْنعكم من إظهارها إلا خَوْفي تَقولون‏:‏ لا أحْسن الله خطبة للحجاج قال‏:‏ خَرج الحجّاج يريد العراق والياً عليها في اثني عشر راكباً على النَّجائب حتى دَخل الكوفة حين انتشر النهار وقد كان بِشْر بن مَرْوان بَعث المُهلَّب إلى الحَرُوريِّة فبدأ الحجّاج بالمسجد فدخله ثم صَعِد المِنْبر وهو مُلَثَّم بعمامة حمراء فقال‏:‏ عليّ بالناس فحَسبوه وأصحابَه خوارج فَهموا به حتى إذا اجتمع الناس في المَسجد قام ثم كَشف عن وجهه ثم قال‏:‏ أنا ابن جَل أو طَلاَعُ الثَّنَايَا متى أضَع العِمامةَ تَعْرِفُوني صَليب العُود مِن سَلَفي رباحٍ كنَصْل السَّيف وضحاح الجَبِينَ وماذا يَبتغي الشُّعراءُ منّي وقد جَاوزتُ حَدِّ الأرْبعين أخو خَمْسين مُجْتمع أشُدِّي ونَجَّذني مُداورةُ الشُّئون وإني لا يَعود إليّ قِرْني غداةَ العَبْءِ إلّا في قَرِين أمَا والله إني لا حمل الشرّ بَحْملَه وأحذوه بنَعْله وأجْزيه بمثله وإنّي لأرى رءوساً قد أيْنعَت وحان قِطافها وإني لصاحبها وإنِّي أنْظر إلى الدِّماء بين العمائم واللَحى تَتَرقرق‏:‏ ثم قال‏:‏ هذا أوانُ الشَّد فاشتدِّي زِيَم قد لَفها الليلُ بسَوَّاق حُطَمْ ليس براعِي إبلٍ ولا غَنم ولابجزّار على ظَهَر وَضَم ثم قال‏:‏ قد لَفّها الليلُ بعَصْلبي أروَع خَرّاج مِن الدَوي مُهاجِر ليس بأعْرابيّ قد شَمَّرتْ عن ساقها فَشُدوا ما عِلَّتي وأنا شَيْخ إدّ والقَوْس فيها وَتر عُردُ مثلُ ذِراع البَكْر أو أشَدُّ إنّي والله يأهل العِراق ومَعْدِنَ الشِّقاقْ والنِّفاق ومَسَاوِي الأخلاق لا يُغْمَز جانبي كَتغْماز التّين ولا يُقَعْقع لي بالشِّنان ولقد فُرِزْتُ عِن ذكاء وفُتشت عن تَجْربة وأجْرِيت إلى الغاية القُصْوِى وإنّ أميرَ المُؤمنين نثر كِنَانته بين يديه ثم عَجَم عِيدانَها فَوَجدني أمرَّها عُوداً وأشدَّها مَكْسِراً فَوَجهني إليكم ورَماكم بي فإنّه قد طالما أوضعتم في الفتن وسنَنْتم سُنَن الغَي وايم الله لألْحونكم لَحْو العصا ولأقرعنّكم قَرْع المَرْوَة ولأعْصِبنّكم عَصْب السَّلَمة ولأضْربنَكم ضَرْب غَرائب الإبل‏.‏ أمَا والله لا أعد إلّا وَفَّيت ولا أخلُق إلّا فَريْت‏.‏ وإياي وهذه الشفعاء والزًرافات والجماعات وقالًا وقيلاً وما يقولون وفيم أنتم وذاك الله لتَسْتقيمُن على طريق الحق أو لأدعنّ لكُل رجل منكم شُغلاً في جَسده مَن وجدتُه بعد ثالثة من بَعْث المُهلّب سفكتُ دمَه وانتهبت مالَه وهدمتُ منزله فشمًر الناس بالخُروج إلى المهلَّب‏.‏ فلما رأي المُهلّب ذلك قال‏:‏ لقد وَلِي العراق خيرُ ذكر خطبة الحجاج فلما مات عبد الملك قام خطيباً فَحَمِد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ أيها الناس إنَّ الله تبارك وتعالى نَعى نبيّكم إلى نفسه فقال‏:‏ ‏"‏ إنك مَيَتٌ وإنَهم مَيِّتون ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ وما مُحمّد إلا رَسُولٌ قد خَلَتْ مِنْ قَبله الرُّسُل أفإنْ ماتَ أوْ قُتل أنقلبتم على أعْقابكم ‏"‏ فمات رسولُ الله ومات الخلفاء الراشدون المُهتدون المَهديُون منهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان الشهيد المَظلوم ثم تَبعهم مُعاوية ثم وَليكم البازل الذِّكر الذي جَربَته الأمور وأحكمته التًجارب مع الفِقْه وقراءة القرآن والمُروءة الظاهرة واللِّين لأهل الحقّ والْوطء لأهل الزًيغ فكان رابعاً من الوُلاء المُهذيين الراشدين فاختار الله له مما عنده وألحقه بهم وعَهد إلى شِهه في العقل والمروءة والحَزم والجَلَدٍ والقيام بأمر الله وخلافته



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #4
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    فاسمعوا له وأطيعوه أيها الناس‏.‏ وإيّاكم والزَّيغ فإن الزّيغ لا يحَيق إلا بأهله‏.‏ ورأيتُمِ سِيرتي فيكم وعرفتُ خِلافَكم وقَبِلتُكم على معرفتي بكم ولو علمِتُ أنَ أحداَ أقوى عليكم منّي أو أعرفَ بكم ما وَليتكم فإياي وإياكم من تكلّم قَتلناه ومن سَكت مات بدائه غمّاً ثم نزل‏.‏ خطبة الحجاج لما أصيب بولده محمد أيها الناس محمّدان في يوم واحد أما الله لقد كنتً أحِبًّ أنهما معي فِي الدنيا مع ما أرجو لهما من ثواب الله يا الآخرة وايم الله ليُوشكنَّ الباقي منَا ومنكم أن يَفْني والجديدُ منَّا ومنكم أن يَبلى والحيّ منَّا ومنكم أن يموت وأن تُدال الأرض منّا كما أدِلنا منها فتأكل من لحومنا وتَشْرب من دمائنا كما مَشَينا على ظَهرها وأكلْنا من ثمارها وشربنا من مائها ثم يكون كما قال الله‏:‏ ‏"‏ ونُفِخ في الصُور فإذا هم مِن الأجداث إلى ربهم يَنْسِلون ‏"‏ ثم تَمثل بهذين البيتين‏:‏ عَزَائي نبي الله مِنْ كْل مَيتٍ وحَسْبي ثوابُ الله مِن كُلّ هالِكِ إذا ما لقيتُ الله عنِّيَ راضِياً فإن سرُورَ النًفس فيما هُنالِك خَطب الحجاج في يوم جمعة فأطال الجمعة فقام إليه رجل فقال‏:‏ إنَ الوقتَ لا ينتظرك والربّ لا يَعذرك‏.‏ فأمر به إلى الحَبس‏.‏ فأتاه آلُ الرجل وقالوا‏:‏ إنه مَجنون فقال‏:‏ إن أقَرَ على نفسه بما ذكرتم خليت سبيلَه‏.‏ فقال الرجل‏:‏ لا والله لا أزْعُم أنه ابْتَلاني وقد عافاني‏.‏ خطبة للحجاج ذكروا أن الحجّاج مَرض ففرح أهلُ العراق وقالوا‏:‏ مات الحجاج‏.‏ فلما بلغه تحاملَ حتى صَعِد المنبر فقال‏:‏ يأهل الشِّقاق والنَفاق نَفخ إبليسُ في مَناخِركم فقُلتم‏:‏ مات الحجَّاج مات الحجاج‏.‏ فَمَهْ والله ما أحب ألاّ أموت وما أرْجو الخَيْر كُلّه إلاّ بعد الموت وما رأيتُ الله عزّ وجل كتب الخلود لأحدٍ من خَلقه إلا لأهونهم عليه إبليس‏.‏ ولقد رأيتُ العَبْد الصالح سأل ربه وقال‏:‏ ربِّ أغْفِر لي وَهَبْ لي مُلكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدِ مِن بَعْدِي إنّك أنتَ الوَهاب‏.‏ فَفَعل ثم اضمحل كأنْ لم يكن‏.‏ وخطبة للحجاج خطب فقال في خُطبته‏:‏ سَوْطى سَيْفيِ ونجاده في عُنقي وقائمُه في يَدي وذُبابه قِلادة لمن اغترِّ بي‏.‏ فقال الحسن‏:‏ بُؤساَ لهذا ما أغَرِّه بالله‏!‏ وحلف رجل بالطلاق‏:‏ إن الحجّاج في النار ثم أتي زوجتَه فمنعتهُ نفسها فأتى ابن شُبرمة يَستفتيه فقال‏:‏ يا بن أخي امض فكُن مع أهلك فإنّ الحجاج إن لم يكن من أهل النار فلا يَضرُك أن تَزْني‏.‏ هذا ما ذكرنا في كِتابنا من الخًطب للحجّاج وما بقي منها فهي مستقصاة في كتاب اليتيمة الثانية حيث ذكرت أخبارَ زياد والحجَّاج وإنما مَذْهبنا في كِتابنا هذا أنْ نأخذ من كل شىِء أحْسَنه ونَحْذف الكثيرَ الذي يُجتزأ منه بالقليل‏.‏ خطبة لطاهر بن الحسين لمّا افتتح مدينة السًلام صَعِد المْنبر وأُحضر جماعةُ من بني هاشم والقُواد وغيرهم فقال‏:‏ الحمدُ لله مالكِ الملك يُؤْتي المُلْك مَن يشاء وَينزع المُلك ممن يشاء ويُعز من يشاء ويُذل مَن يشاء ولا يُصلحِ عَمل المُفسدين ولا يَهْدي كَيْدَ الخائنين‏.‏ إنً ظُهور غَلَبتنا لم يكن عن أيْدنا ولا كيدنا بل اختار الله لخِلافته إذ جعلها عَموداً لدينه وقَواما لِعباده من يستقل بأعبائها ويَضطلع بحمْلها‏.‏ خطبة لعبد الله بن طاهر خطب الناسَ وقد تَيسر لقتال الخوارج فقال‏:‏ إنكم فئةُ الله المُجاهدون عن حقّه الذابّون عن ديِنه الذائدون عن مَحارمه الدّاعون إلى ما أمر به من الاعتصام بَحبْله والطاعةِ لوُلاة أمْره الذيغي جَعلهم رعاة الذين ونظامَ المُسلمين فاستنجِزُوا مَوْعود الله ونَصره بِمُجاهدة عدوَه وأهْل مَعْصيته الذين أشِروا وتَمَرِّدوا وشَقُّوا العصا وفارقوا الجماعة ومَرَقوا من الدين وسَعَوْا في الأرض فساداً فإنه يقول تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ إنْ تَنْصرُوا الله يَنْصُرْكم ويُثَبت أقدامَكم ‏"‏ عفلْيكن الصَبرُ معقِلَكم الذي إليه تَلْجئون وعُدَتكم التي بها تَسْتظهرون فإنه الوزر المَنيع الذي دَلَّكم الله عليه والجُنة الحَصِينة التي أمرِكم الله بلباسها‏.‏ غُضُّوا أبصاركم واخفتوا أصواتَكم في مَصافكم وامضُوا قُدُماً على بصائركمٍ فارِغين إلى ذِكْر الله والاستعانة به كما أمركم الله فإنه يقوك‏:‏ ‏"‏ إذا لَقِيتُم فئةً فاثبتُوا وأذكروا الله كَثِيراً لعلّكم تُفْلحون‏.‏ أيْدكم الله بعزّ الصَّبر وَوَليكم بالحِياطة والنّصر‏.‏ خطبة لقتيبة بن مسلم قام بِخُراسان حين خلع سليمان بن عبد الملك فَصَعِد المنبر فَحَمد اللهّ وأثنى عليه ثم قال‏:‏ أتَدْرون مَن تُبايعون إنما تُبايعون يزيدَ بن مَرْوان - يعني هَبنقّة القَيْسي - كأني بكم وحَكَم جائر قد أتاكم يَحْكُم في أموالكم ودِمَائكم وفُروجكم وأبْشاركم‏.‏ ثم قال‏:‏ الأعْراب‏!‏ وما الأعراب‏!‏ لعن الله الأعْراب‏!‏ جَمعتُهم كما يُجمع فَرْخ الخَرْبَق من مَنابت الشِّيح والقَيْصوم والفلفل يَرْكبون البَقَر ويَأكلون الهَبِيد‏.‏ فحملتُهم على الخيل وألبستهمٍ السّلاخ حتى مَنع الله بهم البلاد وجُبي بهيم الفيء‏.‏ قالُوا‏:‏ مُرنا بأمرك‏.‏ قال‏:‏ غُرّوا غيري‏.‏ خطبة لقتيبة بن مسلم يأهل العِراق ألستُ أعْلمَ الناس بكم‏.‏ أمّا هذا الحيّ من أهل العالية فَنَعمُ الصًدقة وأمّا هذا الحيُّ من بكر بنِ وائِل فعِلَجة بَظراء لا تَمنع رِجْلَيها وأما هذا الحيّ من عبد القَبس فما ضرَب العَيْر بذَنبه وأما هذا الحيّ من الأزْد فعُلُوج خَلْق اللهّ وأنْباطه‏.‏ وايم الله لو ملكتُ أمر الناس لنَقَشْتُ أيدِيهَم وأمّا هذا الحيّ من تميم فإنهم كانوا يُسمّون الغَدْرَ في الجاهليِّة كَيْسان‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ إذا كنتَ من سَعْد وخالُك منهمُ بعيداً فلا يَغْرُرْك خالُك من سَعْدِ إذا ما دَعَوْا كَيْسان كانت كُهولُهمْ إلى الغَدر أدنى من شَبابهم المُرْد وخطبة لقتيبة بن مسلم يأهل خُراسان قد جَربكم الوُلاة قبلي أتاكم أُميّة فكان كاَسمه أُميّةَ الرأي وأُميّة الدين فكتب إلى خَليفته‏:‏ إنّ خراج خُراسان لو كان في مَطْبخه لم يَكْفه‏.‏ ثم أتاكم بعده أبو سعيد ثلاثاً لا تدرون أفي طاعة اللهّ أنتم أم في مَعْصيته‏!‏ ثم لم يجْب فيئا ولم يَبْل عَدوًّا ثم أتاكم بنوه بعده مثلَ أطْباء الكَلْبة منهم ابن دَحْمة حِصان يَضرب في عانة لقد كان أبوه يخافه على أُمّهات أولاده‏.‏ ثم أصْبحتم وقد فَتح الله عليكم البلاد حتى إنَ الظَّعينة لتخرج من مَرْو إلى سَمَرْقند في غير جوار‏.‏ قوله‏:‏ أبو سعيد يريد المُهلّب بن أبي صُفْرة وقوله‏:‏ ابن دَحْمة يريد يزيد بن المُهلب‏.‏ خطبة ليزيد بن المهلب حمد الله وأثْنى عليه وصلى على النبي ثم قال‏:‏ أيها الناس إني أسْمع قول الرًعاع‏:‏ قد جاء العَبّاس قد



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!






  • صفحة 1 من 9 123 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الثاني/2
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:12 AM
    2. العقد الفريد/الجزء الثاني/1
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:08 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1