صفحة 10 من 21 الأولىالأولى ... 8910111220 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 37 إلى 40 من 84

الموضوع: تاريخ الرسل والملوك(للطبري)1-

العرض المتطور


  1. #1
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن قتادة بن دعامة، عن جعفر بن إياس، عن عبد الله بن عباس، قال: خرج عليه كبش من الجنة قد رعاها قبل ذلك أربعين خريفًا، فأرسل إبراهيم إليه فاتبع الكبش، فأخرجه إلى الجمرة الأولى فرماه بسبع حصيات، فأفلته عنده، فجاء الجمرة الوسطى، فأخرجه عندها، فرماه بسبع حصيات، ثم أفلته فأدركه عند الجمرة الكبرى، فرماه بسبع حصيات، فأخرجه عندها، ثم أخذه فأتى به المنحر من منى فذبحه، فو الذي نفس ابن عباس بيده، لقد كان أول الإسلام، وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة، وقد وخش - يعني قد يبس.
    حدثني محمد بن سنان القزاز، قال: حدثني حجاج، عن حماد، عن أبي عاصم الغنوي، عن أبي الطفيل، قال: قال ابن عباس: إن إبراهيم لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبرئيل عليه السلام إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم تله للجبين، وعلى إسماعيل قميص أبيض، فقال له: يا أبت إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غير هذا فاخله عني، فأكفني فيه، فالتفت إبراهيم عليه السلام فإذا هو بكبش أعين أبيض أقرن فذبحه، فقال ابن عباس: لقد رأيتنا نتبع هذا الضرب من الكباش.
    حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثني أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: " وتله للجبين "، قال: وضع وجهه للأرض قال: لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي عسى أن ترحمني، فلا تجهز علي، أربط يدي إلى رقبتي، ثم ضع وجهي للأرض.
    حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن جابر، عن أبي الطفيل، عن علي عليه السلام: " وفديناه بذبح عظيم "، قال: كبش أبيض أقرن أعين مربوط بسمر في ثبير.
    حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: اخبرني ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس: " وفديناه بذبح عظيم "، قال: كبش قال عبيد بن عمير: ذبح بالمقام، وقال مجاهد: ذبح بمنى في المنحر.
    حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن ابن خشيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: الكبش الذي ذبحه إبراهيم عليه السلام هو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير: " وفديناه بذبحٍ عظيم "، قال: كان الكبش الذي ذبحه إبراهيم رعى في الجنة أربعين سنة، وكان كبشًا أملح، صوفه مثل العن الأحمر.
    حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن رجل، عن أبي صالح، عن ابن عباس: " وفديناه بذبحٍ عظيم "، قال: كان وعلًا.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عمرو ابن عبيد، عن الحسن أنه كان يقول: ما فدي إسماعيل إلا بتيس كان من الأروى، أهبط عليه من ثبير، وما يقول الله: " وفديناه بذبح عظيم " لذبيحته فقط، ولكنه الذبح على دينه، فتلك السنة إلى يوم القيامة، فاعلموا أن الذبيحة تدفع ميتة السوء، فضحوا عباد الله.
    وقد قال أمية بن أبي الصلت في السبب الذي من أجله أمر إبراهيم بذبح ابنه شعرًا، ويحقق بقيله ما قال في ذلك الرواية التي رويناها عن السدي، وأن ذلك كان من إبراهيم عن نذرٍ منه، فأمره الله بالوفاء به، فقال:
    ولإبراهيم الموفى بالنذ ** ر احتسابًا وحامل
    ابكره لم يكن ليصبر عنه ** أو يراهُ في معشر أقيال
    أي بني إني نذرتك لل ** ه شحيطًا فاصبر فدى لك خالي
    واشدد الصفد لا أحيدُ عن الس ** كين حيد الأسير ذي الأغلال
    وله مدية تخايل في اللح ** م جذام حنية كالهلال
    بينما يخلع السرابيل عنه ** فكهُ ربه بكبشٍ جلال
    فخذن ذا فأرسل ابنك إني ** للذي قد فعلتما غير قال
    والد يتقي وآخرُ مولو ** د فطارا منه بسمع فعالِ
    ربما تجزعُ النفوس من الأم ** ر له فرجةُ كحل العقالِ
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا الحسين - يعني ابن واقد - عن زيد -، عن عكرمة: قوله عز وجل: " فلما أسلما ": قال: أسلما جميعًا لأمر الله، رضي الغلام بالذبح ورضى الأب بأن يذبحه.
    قال: يا أبت اقذفني للوجه كيلا تنظر إلي فترحمني، وأنظر أنا إلى الشفرة فأجزع، ولكن أدخل الشفرة من تحتي، وامض لأمر الله، فذلك قوله تعالى: " فلما أسلما وتلهُ للجبين "، فلما فعل ذلك ناديناه " أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ".
    ذكر ابتلاء الله إبراهيم بكلمات

    وكان ممن امتحن الله به إبراهيم عليه السلام وابتلاه به - بعد ابتلائه إياه بما كان من أمره وأمر نمرود بن كوش، ومحاولته إحراقه بالنار وابتلائه بما كان من أمره إياه بذبح ابنه، بعد أن بلغ مع السعي ورجا نفعه ومعونته على ما يقربه من ربه عز وجل ورفعه القواعد من البيت، ونسكه المناسك - ابتلاؤه جل جلالهُ بالكلمات التي أخبر الله عنه أنه ابتلاه بهن فقال: " وإذا ابتلى إبرهيم ربه بكلماتٍ فأتمهن ".
    وقد اختلف السلف من علماء الأمة في هذه الكلمات التي ابتلاه الله بهن فأتمهنّ، فقال بعضهم: ذلك ثلاثون سهمًا، وهي شرائع الإسلام.
    ذكر من قال ذلك
    حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود، عن عكرمة: عن ابن عباس في قوله تعالى: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات "، قال: قال ابن عباس: لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم عليه السلام، ابتلاه الله تعالى بكلمات فأتمهن، قال: فكتب الله تعالى له البراءة فقال: " وإبراهيم الذي وفى ": عشر منها في الأحزاب، وعشر منها في براءة، وعشر منها في المؤمنين، وسأل سائل، وقال: إن هذا الإسلام ثلاثون سهمًا.
    حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي، قال: حدثنا خالد الطحان، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما ابتلي أحد بهذا الدين فقام به كله غير إبراهيم عليه السلام، ابتلى بالإسلام فأتمه، فكتب الله له البراءة فقال: " وإبراهيم الذي وفى "، فذكر عشرًا في براءة " التائبون العابدون الحامدون " وعشر في الأحزاب: " إن المسلمين والمسلمات.. " وعشرًا في سورة " المؤمنين " إلى قوله تعالى: " والذين هم على صلواتهم يحافظون "، وعشرًا في سأل سائل: " والذين هم على صلاتهم يحافظون ".
    وحدثني عبد الله بن أحمد المروزي، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا خارجة بن مصعب، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: الإسلام ثلاثون سهمًا، وما ابتلى أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم، قال الله تعالى: " وإبراهيم الذي وفى "، فكتب الله له براءة من النار.
    وقال آخرون: ذلك عشر خصال من سنن الإسلام، خمس منهن في الرأس وخمس في الجسد.
    ذكر من قال ذلك
    حدثني الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس: " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات "، قال: ابتلاه الله عز وجل بالطهارة: خمس في الرأس وخمس في الجسد، في الرأس قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس. وفي الجسد تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وعسر أثر الغائط والبول بالماء.
    حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر عن الحكم بن أبان، عن القاسم بن أبي بزة، عن ابن عباس بمثله، غير أنه لم يذكر أثر البول.
    حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا سلميان بن حرب، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا قتادة في قوله تعالى: " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " قال: ابتلاه بالختان، وحلق العانة وغسل القبل والدبر، والسواك، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط. قال أبو هلال: ونسيت خصلة.
    حدثني عبدان المروزي، قال: حدثنا عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن مطر، عن أبي الجلد، قال: ابتلي إبراهيم عليه السلام بعشرة اشياء هن في الإنسان سنة: المضمضة والاستنشاق وقص الشارب، والسواك، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وغسل البراجم والختان، وحلق العانة، وغسل الدبر والفرج.
    وقال آخرون نحو قول هؤلاء، غير أنهم قالوا: ست من العشر من جسد الإنسان، وأربع منهن في المشاعر.
    ذكر من قال ذلك
    حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي هبيرة، عن حنش، عن ابن عباس في قوله عز وجل: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن "، قال: ست في الإنسان وأربع في المشاعر، فالتي في الإنسان: حلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب، والغسل يوم الجمعة، وأربع في المشاعر: الطواف، والسعي بين الصفاء والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة.
    وقال آخرون: بل ذلك قوله: " إني جاعلك للناس إمامًا "، ومناسك الحج ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح: قوله: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " منهن إني جاعلك للناس إمامًا آيات المنسك حدثني أبو السائب، قال: حدثنا ابن إدريس قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، مولى أم هانئ في قوله: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات "، قال: منهن " إني جاعلك للناس إمامًا "، ومنهن آيات النسك " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ".
    حدثني محمد بن عمرو، قال: أخبرنا أبو عاصم، قال: حدثني عيسى ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " قال: قال الله لإبراهيم: إني مبتليك بأمر فما هو؟ قال: تجعلني للناس إمامًا، قال: نعم، " قال ومن ذريتي قال لا ينالُ عهدي الظالمين "، قال: تجعل البيت مثابة للناس، قال: نعم، قال: وتجعل هذا البلد أمنًا، قال: نعم، قال: وتجعلنا مسملين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك، قال: نعم، قال: وترينا مناسكنا وتتوب علينا، قال: نعم، قال: وترزق أهله من الثمرات من آمن منهم؟ قال: نعم.
    حدثني القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد بنحوه. قال ابن جريج: فاجتمع على هذا القول مجاهد وعكرمة.
    حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن ابن نجيح، عن مجاهد: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بلكمات فأتمهن "، قال: ابتلي بالآيات التي بعدها: " إني جاعلك للناس إمامًا قال ومن ذريتي قال لا ينالُ عهدي الظالمين ".
    حدثني المثنى بن إبراهيم، قلا: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، قال: أخبرني به عكرمة، قال: فعرضته على مجاهد فلم ينكره.
    حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: الكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم: " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، ربنا وابعث فيهم رسولًا منهم ".
    حدثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، في قوله: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات " قال الكلمات: " إني جاعلك للناس إمامًا "، وقوله: " وإذا جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا "، وقوله: " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " وقوله: " وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل. " الأية، وقوله: " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت.. " الآية. قال فذلك كله من الكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم.
    حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله تعالى: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن "، قال: منهن " إني جاعلك للناس إمامًا "، ومنهن: " وإذ يرفعُ إبراهيم القواعد من البيتِ "، ومنهن الآيات في شأن المنسك والمقام الذي جعل لإبراهيم، والرزق الذي رزق ساكن البيت، ومحمد بعث في ذريتهما.
    وقال آخرون: بل ذلك مناسك الحج خاصة.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    ذكر من قال ذلك
    حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا سلم بن قتيبة، قال: حدثنا عمر بن نبهان، عن قتادة، عن ابن عباس في قوله: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " قال: مناسك الحج.
    حدثت بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان ابن عباس يقول في قوله: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات قال: هي المناسك.
    حدثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه قال: بلغنا عن ابن عباس أنه قال: إن الكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم في المناسك.
    حدثني أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا إسرائيل، عن إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس قوله: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن "، قال: مناسك الحج.
    حدثني ابن المثنى، قال: حدثني الحماني، قال: حدثنا شريك، عن إبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس مثله.
    حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: قال: ابن عباس: أبتلاه بالمناسك.
    وقال آخرون: بل ابتلاه بأمور، منهن الختان.
    ذكر من قال ذلك
    حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا سلم بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات "، قال: منهن الختان.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا يونس ابن أبي إسحاق، قال: سمعتُ الشعبي يقول.. فذكر مثله.
    حدثني أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: سمعتُ الشعبي - وسأله أبو إسحاق عن قوله عز وجل: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات " - قال: منهن الختان يا أبا إسحاق.
    وقال آخرون: ذلك الخلال الست: الكوكب، والقمر، والشمس، والنار، والهجرة، والختان، التي ابتلى بهن أجمع فصبر عليهن.
    ذكر من قال ذلك
    حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال: قلتُ للحسن: " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن "، قال: ابتلاه بالكوكب فرضى عنه، وابتلاه بالقمر فرضى عنه، وابتلاه بالشمس فرضى عنه، وابتلاه بالنار فرضى عنه، وابتلاه بالهجرة، وابتلاه بالختان.
    حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان الحسنُ يقول: إن الله ابتلاه بأمرٍ فصبر عليه، ابتلاه بالكواكب والشمس والقمر، فأحسن في ذلك، وعرف أنه ربه دائم لا يزول، فوجه وجهه للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما كان من المشركين، وابتلاه بالهجرة فخرج من بلاده وقومه حتى لحق بالشام مهاجرًا إلى الله تعالى، ثم ابتلاه بالنار قبل الهجرة فصبر على ذلك، وابتلاه بذبح ابنه والختان، فصبر على ذلك.
    حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عمن سمع الحسن يقول في قوله: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات "، قال: ابتلاه بذبح ولده، وبالنارو بالكوكب، وبالمشمس، وبالقمر.
    حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا سلم بن قتيبة، قال: حدثنا أبو هلال عن الحسن: " وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات "، قال: ابتلاه بالكوكب، وبالشمس وبالقمر، فوجده صابرًا.
    حدثنا أحمد بن إسحاق بن المختار، قال: حدثني غسان بن الربيع، قال: حدثنا عبد الرحمن - وهو ابن ثوبان - عن عبد الله بن الفضل، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : " اختتن إبراهيم بعد ثمانية سنة بالقدوم ".
    وقد روي عن النبي في الكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم خبران: أحدهما: ما حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا الحسن بن عطية، قال: حدثنا إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله : " وإبراهيم الذي وفى " قال: " أتدرون ما وفى؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " وفي عمل يومه أربع ركعات في النهار ".
    والآخر منهما ما حدثنا به أبو كريب، قال: حدثنا رشدين بن سعد، قال: حدثنا زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال: كان النبي يقول: " ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله " الذي وفى "؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى: " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون.. " حتى ختم الآية.
    فلما عرف الله تعالى من إبراهيم الصبر على كل ما ابتلاه به، والقيام بكل ما ألزمه من فرائضه، وإيثاره طاعته على كل شيء سواها، اتخذه خليلًا، وجعله لمن بعده من خلقه إمامًا، واصطفاه إلى خلقه رسولًا، وجعل في ذريته النبوة والكتاب والرسالة، وخصهم بالكتب المنزلة، والحكم البالغة، وجعل منهم الأعلام والقادة والرؤساء والسادة، كلما مضى منهم نجيبٌ خلفه سيد رفيع، وأبقى لهم ذكرًا في الآخرين، فالأمم كلها تتولاه وتثنى عليه، وتقول بفضله إكرامًا من الله له بذلك في الدنيا، وما ادخر له في الآخرة من الكرامة أجل وأعظم من أن يحيط به وصف واصف.
    أمر نمرود بن كوش بن كنعان

    ونرجع الآن إلى الخبر عن عدو الله وعدو إبراهيم الذي كذب بما جاء به من عند الله، وردَّ عليه النصيحة التي نصحها له جهلًا منه، واغترارًا بحلم الله تعالى عنه، نمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح، وما آل إليه أمره في عاجل دنياه حين تمرد على ربه، مع إملاء الله إياه، وتركه تعجيل العذاب له على كفره به، ومحاولته إحراق خليله بالنار حين دعاه إلى توحيد اللهو البراءة من الآلهة والأوثان، وأن نمرود لما تطاول عتوه وتمرده على ربه مع إملاء الله تعالى له - فيما ذكر - أربعمائة عام، لا تزيده حجج الله التي يحتج بها عليه، وعبره التي يريها إياه إلا تماديًا في غيه، عذبه الله - فيما ذكر - في عاجل دنياه قدر إملائه إياه من المدة بأضعف خلقه، وذلك بعوضة سلطها عليه توغلت في خياشيمه فمكث أربعمائة سنة يسب بها في حياته الدنيا.
    ذكر الأخبار الواردة عنه بما ذكرت من جهله وما أحل الله به من نقمته
    حدثني الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، أن أول جبار كان في الأرض نمرود، وكان الناس يخرجون فيمتارون من عنده الطعام، فخرج إبراهيم يمتارُ مع من يمتارُ، فإذا مر به ناس قال: من ربكم؟ قالوا: أنت، حتى مرّ به إبراهيم، قال: من ربك؟ قال: " ربي الذي يحيى ويميتُ قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ".
    قال: فرده بغير طعام، قال: فرجع إبراهيم إلى أهله فمر على كثيب أعفر، فقال: هلا أخذ من هذا فآتي به أهلي فتطيب أنفسهم حين أدخل عليهم! فأخذ منه، فأتي أهله. قال: فوضع متاعه ثم نام، فقامت امرأته إلى متاعه ففتحته فإذا هي بأجود طعام رآه أحدٌ، فصنعت له منه، فقربته إليه - وكان عهد أهله ليس عندهم طعام - فقال: من أين هذا؟ قالت: من الطعام الذي جئت به، فعلم أن الله قد رزقه، فحمد الله.
    ثم بعث إلى الجبار ملكًا: أن آمن بي وأتركك على ملكك، قال: فهل رب غيري؟ فجاءه الثانية فقال له ذلك، فأبى عليه، ثم أتاه الثالثة فأبى عليه، فقال له الملك: اجمع جموعك على ثلاثة أيام، فجمع الجبار جموعه، فأمر الله الملك، ففتح عليه بابًا من البعوض، فطلعت الشمس فلم يروها من كثرتها، فبعثها الله عليهم، فأكلت لحومهم وشربت دماءهم، فلم يبق إلا العظام، والملك كما هو لم يصبه من ذلك شيء، فبعث الله عليه بعوضة فدخله في منخره، فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه المطارق، وأرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه. وكان جبارًا أربعمائة عام فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه وأماته الله، وهو الذي بنى صرحًا إلى السماء، فأتى الله بنيانه من القواعد، وهو الذي قال الله: " فأتى الله بنيانهم من القواعد "
    حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي ، قال: أمر الذي حاج إبراهيم في ربه بإبراهيم، فأخرج - يعني من مدينته - قال: فأخرج فلقي لوطًا على باب المدينة - وهو ابن أخيه - فدعاه فآمن به، وقال: " إني مهاجر إلى ربي "، وحلف نمرود أن يطلب إله إبراهيم، فأخذ أربعة أفرخُ من فراخ النسور، فرباهن باللحم والخمر، حتى إذا كبرن وغلظن واستعلجن، قرنهن بتابوت، وقعد في ذلك التابوت، ثم رفع رجلًا من لحم لهنّ، فطرن به، حتى إذا ذهبن في السماء أشرف ينظر إلى الأرض، فرأى الجبال تدب كدبيب النمل، ثم ربع لهن اللحم، ثم نظر فرأى الأرض محيطًا بها بحر كأنها فلكة من ماء، ثم رفع طويلًا فوقع في ظلمة، فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته، ففزع فألقى اللحم فاتبعته منقضات، فلما نظرت الجبال إليهن وقد أقبلن منقضاتٍ وسمعن حفيفهن فزعت الجبال، وكادت أن تزول من أمكنتها ولم يفعلن، وذلك قوله عز وجل: " وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لنزول منه الجبال "، وهي في قراءة ابن مسعود: " وإن كاد مكرهم " فكان طيرانهن به من بيت المقدس، ووقوعهن في جبل الدخان، فلما رأى أنه لا يطيق شيئًا أخذ في بناء الصرح، فبنى حتى إذا أسنده إلى السماء ارتقى فوقه ينظر - يزعمه - إلى إله إبراهيم، فأحدث ولم يكن يحدث، وأخذ الله بنيانه من القواعد: " فخر عليهم السقفُ من فوقهم وأتاهم العذابُ من حيث لا يشعرون "، يقول: من مأمنهم، وأخذهم من أساس الصرح، فنتفض بهم. ثم سقط فتبلبلت ألسن الناس، من يومئذ من الفزع، فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانًا، فلذلك سميت بابل، وإنما كان لسان الناس قبل ذلك السريانية.
    حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن يعقوب، عن حفص بن حيمد - أبو جعفر - عن سعيد بن جبير: " وإن كان مكرهم لنزول منه الجبالُ "، قال: نمرود صاحب النسور، أمر بتابوت فجعُل وجعل معه رجلًا، ثم أمر بالنسور فاحتملته، فلما صعد قال لصاحبه: اي شيء ترى؟ قال: أرى الماء والجزيرة - يعني الدنيا - ثم صهد وقال لصاحبه: أي شيء ترى؟ قال: ما نزداد من السماء إلا بعدًا، قال: اهبط، وقال غيره: نودي: أيها الطاغية، أين تريد؟ فسمع الجبال حفيف النسور، وكانت ترى أنه أمر من السماء فكادت تزول، فهو قوله تعالى: " وإن كان مكرهم لنزول منه الجبال ".
    حثدنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: حدثنا عبد الرحمن بن دانيل، أن عليًا عليه السلام قال في هذه الآية: " وإن كان مكرهم لنزول منه الجبال "، قال: أخذ ذلك الذي حاج إبراهيم في ربه نسرين صغيرين، فرباهما حتى استغلطا واستعلما فشبا، قال: فأوثق رجل كل واحد منهما بوتر إلى تابوت، وجوعهما وقعد هو ورجل آخر في التابوت، قال: ورفع في التابوت عصًا على رأسه اللحم، فطارا، وجعل يقول لصاحبه: أنظر ماذا ترى؟ قال: أرى كذا وكذا، حتى قال: أرى الدنيا كأنها ذباب، فقال: صوب، فصوبها، فهبطا. قال فهو قوله عز وجل: " وإن كان مكرهم لنزول منه الجبال ". قال أبو إسحاق: ولذلك هي في قراءة عبد الله: " وإن كاد مكرهم ".


  • #3
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    فهاذ ما ذكر من خبر نمرود بن كوش بن كنعان.
    وقد قال جماعة: إن نمرود بن كوش بن كنعان هذا ملك مشرق الأرض ومغربها، وهذا قول يدفعه أهل العلم بسير الملوك وأخبار الماضين، وذلك أنهم لا يدفعون ولا ينكرون أن موالد إبراهيم كان في عهد الضحاك بن أندرماسب الذي قد ذكرنا بعض أخباره فيما مضى، وأن ملك شرق الأرض وغربها يومئذ كان الضحاك. وقد قال بعض من أشكل عليه أمر نمرود ممن عرف زمان الضحاك وأسبابه فلم يدر كيف الأمر في ذلك مع سماعه ما انتهى إليه من الأخبار عمن روي عنه قال: ملك الأرض كافران ومؤمنان، فأما الكافران فنمرود وبختنصر، وأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين. وقول القائلين من أهل الأخبار إن الضحاك كان هو ملك شرق الأرض وغربها في عهد إبراهيم نمرود: هو الضحاك. وليس الأمر في ذلك عند أهل العلم بأخبار الأوائل، والمعرفة بالأمور السوالف، كالذي ظن، لأن نسب نمرود في النبط معروف، ونسب الضحاك في عجم الفرس مشهور، ولكن ذوي العلم بأخبار الماضين وأهل المعرفة بأمور السالفين من الأمم ذكروا أن الضحاك كان ضم إلى نمرود السواد وما اتصل به يمنة ويسرة، وجعله وولده عماله على ذلك، وكان هو ينتقل في البلاد، وكان وطنه الذي هو وطنه ووطن أجداده دنباوند، من جبال طبرستان، وهنالك رمي به أفريدون حين ظفر به وقهره موثقًا بالحديد. وكذلك بختنصر كان أصبهبذ ما بين الأهواز إلى أرض الروم من غربي دجلة من قبل لهراسب، وذلك أن لهراسب كان مشتغلًا بقتال الترك، مقيمًا بإزائهم ببلخ، وهو بناها - فيما قيل - لما تطاول مكثه هنالك لحرب الترك، فظن من لم يكن عالمًا بأمور القوم بتطاول مدة ولايتهم أمر الناحية لمن ولوا له أنهم كانوا هم الملوك. ولم يدع أحدٌ من أهل العلم بأمور الأوائل وأخبار الملوك الماضية وأيام الناس فيما نعلمه أن أحدًا من النبط كان ملكًا برأسه على شبر من الأرض، فيكف يملكُ شرق الأرض وغربها! ولكن العلماء من أهل الكتاب وأهل المعرفة بأخبار الماضين ومن قد عانى النظر في كبت التأريخات، يزعمون أن ولاية نمرود إقليم بابل من قبل الأزدهارق بيوراسب دامت أربعمائة سنة، ثم لرجل من نسله من بعد هلاك نمرود، يقال له نبط بن قعود مائة سنة، ثم لداوص بن نبط من بعد نبط ثمانين سنة، ثم من بعد داوص بن نبط لبالش بن داوص مائة وعشرين سنة، ثم لنمرود بن بالش من بعد بالش سنة وأشهرًا. فذلك سبعمائة سنة وسنة وأشهر، وذلك كله في أيام الضحاك، فلما ملك أفريدون وقهر الأزدهاق قتل نمرود بن بالش وشر النبط وطردهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة، لما كان منهم من معاونتهم بيوراسب على أموره، وعمل نمرود وولده له.
    وقد زعم بعض أهل العلم أن بيوراسب قد كان قبل هلاكه تنكر لهم. وتغير عما كان لهم عليه.
    ذكر لوط بن هاران وقومه

    ونعود الآن إلى
    ذكر الخبر عن بقية الأحداث التي كانت في أيام إبراهيم
    وكان من الكائن أيام حياته من ذلك ما كان من أمر لوط بن هاران ابن تارخ، ابن أخي إبراهيم عليهما السلام وأمر قومه من سدوم. وكان مع أمره فيما ذكر أنه شخص من أرض بابل مع عمه إبراهيم خليل الرحمن، مؤمنًا به، متبعًا له على دينه، مهاجرًا إلى الشام، ومعهما سارة بنت ناحور. وبعضهم يقول: هي سارة بنت هيبال بن ناحور. وشخص معهم - فيما قيل - تارخ أبو إبراهيم مخالفًا. لإبراهيم في دينه، مقيمًا على كفره حتى صاروا إلى حران، فمات تارخ وهو آزر أبو إبراهيم بحران على كفره.
    من فراعنتها، ذكر أنه كان سنان بن علوان بن عبيد بن عويج بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح. وقد قيل إن فرعون مصر يومئذ كان آخا للضحاك، كان الضحاك وجهه إليها عاملًا عليها من قبله - وقد ذكرتُ بعض قصته مع إبراهيم فيما مضى قبل - ثم رجعوا عودًا على بدئهم إلى الشأم. وذكر أن إبراهيم نزل فلسطين وأنزل ابن أخيه لوطًا الأردن، وأن الله تعالى أرسل لوطًا إلى أهل سدوم، وكانوا أهل كفرٍ بالله وركوب فاحشة، كما أخبر الله عن قوم لوط: " إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر ".
    وكان قطعهم السبيل - فيما ذكر إتيانهم الفاحشة إلى من ورد بلدهم.
    ذكر من قال ذلك
    حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله تعالى: " وتقطعون السبيل "، قال: السبيل طريق المسافر إذا مرّ بهم، وهو ابن السبيل قطعوا به وعملوا به ذلك العلم الخبيث.
    وأما إتيانهم ما كانوا يأتونه من المنكر في ناديهم، فإن أهل العلم اختلفوا فيه، فقال بعضهم: كانوا يحذفون من مر بهم.
    وقال بعضهم: كانوا يتضارطون في مجالسهم.
    وقال بعضهم: كان بعضهم ينكح بعضًا فيها.
    ذكر من قال كانوا يحذفون من مر بهم
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا عمر ابن أبي زائدة، قال: سمعتُ عكرمة يقول في قوله: " وتأتون في ناديكم المنكر "، قال: كانوا يؤذون أهل الطريق، يحذفون من مر بهم.
    حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن عمر بن أبي زائدة، قال: سمعت عكرمة، قال: الحذف.
    حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب رسول الله : " وتأتون في ناديكم المنكر "، قال: كانوا كل من مر بهم خذفوه، وهو المنكر.
    ذكر من قال كانوا يتضارطون في مجالسهم
    حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطفاوي، قال: حدثنا محمد بن ربيعة، قال: حدثنا روح بن غطيف الثقفي، عن عمرو بن مصعب، عن عروة بن مصعب، عن عروة ابن الزبير، عن عائشة في قوله تعالى: " ويأتون في ناديكم المنكر "، قالت: الضراط.
    ذكر من قال كان يأتي بعضهم بعضًا في مجالسهم
    حدثنا ابن وكيع وابن حميد، قالا: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد في قوله: " وتأتون في ناديكم المنكر "، قال: كان بعضهم يأتي بعضًا في مجالسهم.
    حدثنا سليمان بن عبد الجبار، قال: حدثنا ثابت بن محمد الليثي، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد في قوله: " وتأتون في ناديكم المنكر "، قال: كان يجامع بعضهم بعضًا في المجالس.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد مثله حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: كانوا يجامعون الرجال في مجالسهم.
    حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى. وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " وتأتون في ناديكم المنكر "، قال: المجالس، والمنكر إتيانهم الرجال.
    حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله " وتأتون في ناديكم المنكر "، قال: كانوا يأتون الفاحشة في ناديهم.
    حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: " وتأتون في ناديكم المنكر " قال: ناديهم المجالس، والمنكر عملهم الخبيث الذي كانوا يعلمونه، كانوا يعترضون الراكب فيأخذونه فيركبونه، وقرأ: " أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون " وقرأ: " ما سبقكم بها من أحد من العالمين ".
    وقد حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن ابن أبي نجيج، عن عمرو بن دينار: قوله: " ما سبقكم بها من أحد من العالمين "، ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط.
    قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عند قول من قال: عني بالمنكر الذي كانوا يأتونه في ناديهم في هذا الموضع حذفهم من مر بهم وسخريتهم منه، للخبر الوارد بذلك عن رسول الله ، الذي حدثناه أبو كريب وابن وكيع، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ عن رسول الله في قوله تعالى: " وتأتون في ناديكم المنكر "، قال: كانوا يحذفون أهل الطريق ويسخرون منهم، وهو المنكر الذي كانوا يأتونه.
    حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا سليمان بن حيان، قال أخبرنا أبو يونس القشيري، عن سماك بن حرب، عن أبي صالح، عن أم هانئ، قالت: سألت النبي عن قوله: " وتأتون في ناديكم المنكر "، قال: كانوا يحذفون أهل الطريق ويسخرون منهم.


  • #4
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا سعيد بن زيد، قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، قال: حدثنا سماك بن حرب، عن باذام أبي صالح، مولى أم هانئ، عن أم هانئ، قالت: سألت النبي عن هذه الآية: " وتأتون في ناديكم المنكر "، فقال: كانوا يجلسون بالطريق فيحذفون أبناء السبيل ويسخرون منهم، فكان لوط عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله، وينهاهم بأمر الله إياه عن الأمور التي كرهها الله تعالى لهم من قطع السبيل وركوب الفواحش وإتيان الذكور في الأدبار، ويتوعدهم - على إصرارهم على ما كانوا عليه مقيمن من ذلك وتركهم التوبة منه - العذاب الأليم فلا يزجرهم عن ذلك وعيده ولا يزيدهم وعظه إلا تماديًا وعتوًا واستعجالًا لعذاب الله، إنكارًا منهم وعيده، ويقولون له: " ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين "، حتى سأل لوط ربه عز وجل النصرة عليهم لما تطاول عليه أمره وأمرهم وتماديهم في غيهم، فبعث الله عز وجل لما أراد خزيهم وهلاكهم ونصرة رسوله لوط عليهم جبرائيل عليه السلام وملكين آخرين معه.
    وقد قيل: إن الملكين الآخرين كان أحدهما ميكائيل والآخر إسرافيل فأقبلوا - فيما ذكر - مشاةً في صورة رجال شباب.
    ذكر بعض من قال ذلك
    حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي : وبعث الله الملائكة لتُهلك قوم لوط، فأقبلت تمشي في صورة رجال شباب، حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه، فكان من أمرهم وأمر إبراهيم ما قد مضى ذكرنا إياه في خبر إبراهيم وسارة. فلما ذهب عن إبراهيم الروع جاءته البشرى، وأطلعته الرسل على ما جاءوا له، وأنّ الله أرسلهم لهلاك قوم لوط ناظرهم وحاجهم في ذلك كما أخر الله عنه فقال: " فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط ".
    وكان جداله إياهم في ذلك - فيما بلغنا - ما حدثنا به ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب القمي، قال: حدثنا جعفر، عن سعيد " يجادلنا في قوم لوط " قال: لما جاءه جبرئيل ومن معه، قالوا لإبراهيم: " إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين ". قال لهم إبراهيم: أتهلكون قرية فيها أربعمائة مؤمن؟ قالوا: لا، قال: أفتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن؟ قالوا لا، قال: أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن؟ قالوا: لا، قال: أفتهلكون قرية فيها مائة مؤمن؟ قالوا: لا، قال: أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنًا؟ قالوا: لا، قال: أفتهلكون قريةً فيها أربعة عشر مؤمنًا؟ قالوا: لا، وكان إبراهيم يعدهم عشر بأمرأة لوط، فسكت عنهم، واطمأنت نفسه.
    حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا الحماني، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال الملك لإبراهيم: إن كان فيها خمسة يصلون رفع عنهم العذاب.
    حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: " يجادلنا في قوم لوط " قال: بلغنا أنه قال لهم يومئذ: أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين؟ قالوا: إن كان فيهم خمسون لن نعذبهم، قال: وأربعون؟ قالوا: وأربعون، قال: وثلاثون؟ قالوا: وثلاثون، حتى بلغ عشرة، قالوا: وإن كانوا عشرة؟ قال: ما من قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير، فلما علم إبراهيم حال قوم لوط بخبر الرسل قال للرسل: " إن فيها لوطًا " إشفاقًا منه عليه، فقالت الرسل: " نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ".
    ثم مضت رسل الله نحو أهل سدوم، قرية قوم لوط، فلما انتهوا إليها ذكر أنهم لقوا لوطًا في أرض له يعلم فيها، وقيل إنهم لقوا عند نهرها ابنة لوط تستقي الماء.
    ذكر من قال لقوا لوطا

    حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن حذيفة أنه لما جاءت الرسل لوطًا أتوه وهو في أرض له يعمل فيها، وقد قيل لهم - والله أعلم: لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط، قال: فأتوه فقالوا: إنا مضيفوك الليلة. فانطلق بهم فلما مشى ساعة التفت فقال: أما تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية؟ والله ما أعلم على ظهر الأرض أناسًا أخبث منهم. قال: فمضى معهم ثم قال الثانية مثل ما قال، فانطلق بهم، فلما بصرت بهم عجوز السوء امرأته انطلقت فأنذرتهم.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا الحكم بن بشير، قال: حدثنا عمرو ابن قيس الملائي، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، قال: أتت الملائكة لوطًا وهو في مزرعة له، وقال الله تعالى: إن شهد لوط عليهم أربع شهادات، فقد أذنت لكم في هلكتهم، فقالوا: يا لوط، إنا نريد أن نضيفك الليلة، قال: وما بلغكم أمرهم؟ قالوا: وما أمرهم؟ فقال: أشهد بالله أنها لشر قرية في الأرض عملًا، يقول ذلك أربع مرّات، فشهد عليهم لوط أربع شهادات، فدخلوا معه منزله.
    ذكر من قال إنما لقيت الرسل أول ما لقيت حين دنت من سدوم ابنة لوط دون لوط

    حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عيه وسلم، قال: لما خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط، فأتوها نصف النهار فلما بلغوا نهر سدوم لقوا ابنة لوط تستقي من الماء لأهلها - وكانت له ابنتان: اسم الكبرى ريثا واسم الصغرى رعزيا - فقالوا لها: يا جارية، هل من منزل؟ قالت: نعم فإنكم لا تدخلوا حتى أتيكم فرقت عليه من قومها، فأتت أباها، فقالت: يا أبتاه، أرادك فتيان على باب المدينة، ما رأيت وجوه قوم هي أحسن منهم، لا يأخذهم قوم فيفضحوهم - وقد كان قومه نهوه أن يضيف رجلًا - فقالوا له: خل عنا فلنضف الرجال، فجاء بهم فلم يعلم أحد إلا أهل بيت لوط، فخرجت امرأته فأخبرت قومها فقالت: إن في بيت لوط رجالًا ما رأيت مثلهم ومثل وجوههم حسنًا قط، فجاءه قومه يهرعون إليه.
    قال أبو جعفر: فلما أتوه قال لهم لوط: يا قوم اتقوا الله " ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد "، هؤلاء بناتي هن أطهر لكم مما تريدون. فقالوا له: أو لم ننهك أن تضيف الرجال! لقد علمت ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد! فلما لم يقبلوا منه شيئًا مما عرضه عليهم قال: " لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديدٍ ". يقول عليه السلام: لو أن لي أنصارًا ينصرونني عليكم أو عشيرة تمنعني منكم، لحُلت بينكم وبين ما جئتم تريدونه من أضيافي! حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهبًا يقول: قال لوط له: " لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد "، فوجد عليه الرسل وقالوا: إن ركنك لشديد، فلما يئس لوط من إجابتهم إياه إلى شيء مما دعاهم إليه وضاق بهم ذرعًا، قالت الرسل له حينئذ " يا لوط إنا رسل ربك لئن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطعٍ من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم "، فذكر أن لوطًا لما علم أن أضيافه رسل الله وأنها أرسلت بهلاك قومه قال لهم: أهلكوهم الساعة.
    ذكر من روي ذلك عنه أنه قال من أهل العلم
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، قال: مضت الرسل من عند إبراهيم إلى لوط، فلما أتوا لوطًا وكان من أمرهم ما ذكر الله قال جبرئيل للوط: يا لوط، إنا مهلكو أهل هذه القرية، إن أهلها كانوا ظالمين. فقال لهم لوط: أهلكوهم الساعة، فقال جبرئيل عليه السلام: " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريبٍ " فأنزلت على لوط " أليس الصبح بقريب ".
    قال: وأمره أن يُسري بأهله بقطع من الليل ولا يلتفت منهم أحدٌ إلا امرأته، قال: فسار فلما كانت الساعة التي أهلكوا فيها أدخل جبرئيل جناحه في أرضهم فقلعها ورفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة، ونباح الكلاب، فجعل عاليها سافلها، وأمر عليهم حجارة من سجيل، قال: وسمعت امرأة لوط الهدة فقالت: واقوماه! فأدركها حجر فقتلها.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، قال: كان لوط أخذ على امرأته ألا تذيع شيئًا من سر أضيافه، قال: فلما دخل عليه جبرئيل ومن معه ورأتهم في صورة لم تر مثلها قط انطلقت تسعى إلى قومها، فأتت النادي فقالت بيدها هكذا، فأقبلوا يهرعون مشيًا بن الهرولة والجمز، فلما انتهوا إلى لوط قال لهم لوط ما قال الله تعالى في كتابه. قال جبرئيل: يا ولط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك، قال: فقال بيده، فطمس أعينهم، قال: فجعلوا يطلبونهم، يلتمسون الحيطان وهم لا يبصرون.
    حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن حذيفة، قال: لما بصرت بهم - يعني بالرسل - عجوز السوء، امرأته، انطلقت فأنذرتهم فقالت: قد تضيف لوطًا قومٌ ما رأيت قومًا أحسن منهم وجوهًا - قال: ولا أعلمه إلا قالت: وأشد بياضًا وأطيب ريحًا منهم - قال: فأتوه " يهرعون إليه "، كما قال الله عز وجل، فأصفق لوط الباب. قال: فجعلوا يعالجونه، قال: فاستأذن جبرئيل ربه عز وجل في عقوبتهم، فأذن له، فصفقهم بجناحه، فتركهم عميانًا يترددون في أخبث ليلة، ليلة أنت عليهم قط، فأخبروه إنا رسل بك، فأسر بأهلك بقطعٍ من الليل، قال: ولقد ذكر لنا أنه كانت مع لوط حين خرج من القرية امرأته، ثم سمعت الصوت فالتفتت، فأرسل الله تعالى عليها حجرًا فأهلكها.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا الحكم بن بشير، قال: حدثنا الحكم بن بشير، قال: حدثنا عمرو ابن قيس المائي، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، قال: انطلقت امرأته - يعني امرأة لوط - حين رأتهم - يعني حين رأت الرسل - إلى قومها فقالت: إنه قد ضافه الليلة قوم ما رأيت مثلهم قط أحسن وجوهًا، ولا أطيب ريحًا. فجاءوا يهرعون إليه فبادرهم لوط إن أن يزحمهم على الباب فقال: " هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين "، فقالوا: " أو لم ننهك عن العالمين "، فدخلوا على الملائكة فتناولتهم الملائكة، فطمست أينهم فقالوا: يا لوط جئتنا بقوم سحرة، سحرونا كما أنت حتى نصبح. قال: فاحتمل جبرئيل قريات لوط الأربع، في كل قرية مائة ألف، فرفعهم على جناحه بين السماء والأرض حتى سمع أهل السماء الدنيا أصوات ديكتهم ثم قلبهم، فجعل الله عاليها سافلها.
    حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور. وحدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، جميعًا عن معمر، عن قتادة، قال: قال: حذيفة: لما دخلوا عليه ذهبت عجوزه، عجوز السوء، فأتت قومها فقالت: قد تضيف لوطًا الليلة قومًا قط أحسن وجوهًا منهم، قال: فجاءوا يهرعون إليه، فقام ملك فلز الباب - يقول: فسده - فاستأذن جبرئيل في عقوبتهم، فأذن له، فضربهم جبرئيل بجناحه، فتركهم عميانًا، فباتوا بشر ليلة، ثم قالوا: إن رسل ربك لن يصلوا إليك، فأسر بأهلك بقطع من الليل، ولا يلتفت منكم أحدًا إلا امرأتك، قال: فبلغنا أنها سمعت صوتًا، فالتفتت فأصابهم حجر وهي شاذة من القوم معلوم مكانها.
    حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه: لما قال لوط: " لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركنٍ شديد "، بسط حينئذ إسرائيل جناحه ففقأ أعينهم، وخرجوا يدوس بعضهم في آثار بعض عميانًا، يقولون: النجاء النجاء! فإن في بيت لوط أسحر قوم في الأرض، فذلك قوله تعالى: " ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم " وقالوا للوط: " إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد "، يقول: سر بهم فامضوا حيث تؤمرون، فأخرجهم الله تعالى إلى الشأم. وقال لوط: أهلكوهم الساعة. فقالوا: إنا لم نؤمر إلا بالصبح، أليس الصبح بقريب! فلما كان السحر خرج لوط وأهله معه إلا امرأته، وذلك قوله تعالى: " إلا آل لوطٍ نجيناهم بسحرٍ ".
    حدثنا المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد أنه سمع وهب بن منبه يقول: كان أهل سدوم الذين فيهم لوط قوم سوء قد استغنوا عن النساء بالرجال، فلما رأى الله ذلك منهم بعث الملائكة ليعذبوهم، فأتوا إبراهيم، فكان من أمره وأمرهم ما ذكره الله تعالى في كتابه، فلما بشروا سارة بالولد قاموا، وقام معهم إبراهيم يمشي، فقال: أخبروني لم بعثتم؟ وما خطبكم؟ قالوا: إنا أرسلنا قوم سدوم لندمرها فإنهم قوم سوء، قد استغنوا بالرجال عن النساء. قال إبراهيم: أرأيتم إن كان فيهم خمسون رجلًا صالحًا؟ قالوا: إذًا لا نعذبهم، فلم يزل ينقص حتى قال أهل البيت، قالوا: فإن كان فيهم بيت صالح، قال: فلوط وأهل بيته، قالوا: إن امرأته هواها معهم، فلما يئس إبراهيم انصرف ومضوا إلى أهل سدوم فدخلوا على لوط، فلما رأتهم امرأته أعجبها حسنهم وجمالهم، فأرسلت إلى أهل القرية أنه قد نزل بنا قومٌ لم نر قومًا قطّ أحسن منهم ولا أجمل، فتسامعوا بذلك، فغشوا دار لوط من كل ناحية، وتسوروا عليه الجدران، فلقيهم لوط فقال: يا قوم لا تفضحون في ضيفي وأنا أزوجكم بناتي فهن أطرُ لكم.، قالوا: لو كنا نريد بناتك لقد عرفنا مكانهن، فقال: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد، فوجد عليه الرسل فقالوا: إن ركنك لشديد، وإنهم آتيهم عذاب غير مردود، فمسح أحدهم أعينهم بجناحه، فطمس أبصارهم، فقالوا: سحرنا، انصرفوا بنا حتى نرجع إليه، فكان من أمرهم ما قد قص الله تعالى في القرآن، فأدخل ميكائيل وهو صاحب العذاب جناحيه حتى بلغ أسفل الأرضين، فقلبها فنزلت حجارة من السماء، فتتبعت من لم يكن منهم في القرية حيث كانوا فأهلكهم الله، ونجى لوطًا وأهله إلا امرأته.
    حدثنا أبو كريب، قلا: حدثنا جابر بن نوح، قال: حدثنا الأعمش، عن مجاهد، قال: أخذ جبرئيل قوم لوط من سرحهم ودورهم، حملهم بمواشيهم وأمتعتهم، حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ثم كفأها.
    وحدثنا أبو كريب مرة أخرى، عن مجاهد، فقال: أدخل جبرئيل جناحيه تحت الأض السفلى من قوم لوط، ثم أخذهم بالجناح الأيمن وأخذهم من سرحهم ومواشيهم ثم رفعها.
    حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: كان يقول: " فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها، قال: لما أصبحوا غدا جبرئيل على قريتهم ففتقها من أركانها ثم أدخل جناحيه، ثم حملها على خوافي جناحيه.
    حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، قال: وحدثني هذا ابن أبي نجيح، عن إبراهيم بن أبي بكر، قال: ولم يسمعه ابن أبي نجيح من مجاهد قال: فحملها على خوافي جناحيه بما فيها، ثم صعتد بها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم، ثم قلبها، فكان أول ما سقط منها شرافها، فذلك قوله تعالى: " فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل " حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: بلغنا أن جبرئيل عليه السلام أخذ بعروة القرية الوسطى ثم ألوى بها إلى السماء حتى سمع أهل السماء ضواغي كلابهم، ثم دمر بعضها على بعض، فجعل عاليها سافلها، ثم أتبعتهم الحجارة. قال قتادة: وبلغنا أنهم كانوا أربعة آلاف ألف.

  • صفحة 10 من 21 الأولىالأولى ... 8910111220 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. الرزء الأليم
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الحـــوار العام للمغتربين السوريينDialogue Discussion Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 07-06-2010, 06:39 PM
    2. فن الرسم في الماء
      بواسطة رامون في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 07-03-2010, 10:24 PM
    3. فن الرسم على البطاطس
      بواسطة رامون في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 06-07-2010, 09:56 PM
    4. فن الرسم بالقهوة
      بواسطة رامون في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 06-06-2010, 01:19 AM
    5. فن الرسم في الفحم
      بواسطة رامون في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 06-02-2010, 07:42 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1