إسكاف: بالكسر ثم السكون وكاف وألف وفاء، إسكاف بني الجنيد كانوا رؤساء هذه الناحية وكان فيهم كرم ونباهة فعرف الموضع بهم وهو إسكاف العليا من نواحي النهروان بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي وهناك إسكاف السفلي بالنهروان أيضا خرج منها طائفة كثيرة من أعيان العلماء والكتاب والعمال والمحدثين لم يتميزوا لنا وهاتان الناحيتان الآن خراب بخراب النهروان منذ أيام الملوك السلجوقية كان قد انسد نهر النهروان واشتغل الملوك عن إصلاحه وحفره باختلافهم وتطرقها عساكرهم فخربت الكورة بأجمعها، وممن ينسب إليه أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي روى عنه الدارقطني وأبو بكر بن مردويه ومات بإسكاف سنة 352 وكان ثقة، وأبو الفضل رزق بن موسى الإسكافي حدث عن يحيى بن سعيد القطان وأنس بن عياض الليثي وسفيان بن عيينة وشبابة بن سوار وسلمة بن عطية روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن سلمان الباغندي ويحيى بن صاعد والقاضي المحاملي وكان ثقة ومنهم محمد بن عبد الله أبو جعفر الإسكافي عداده من أهل بغداد أحد المتكلمين من المعتزلة له تصانيف فكان يناظر الحسين بن علي الكرابيسي ويتكلم معه مات في سنة 204 ومحمد بن يحيى بن هرون أبو جعفر الإسكافي حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي وعبدة بن عبد الله الصفار روى عنه الدارقطني والمعافا بن زكرياء الجريري وذكر الدارقطني أنه سمع منه بإسكاف، ومحمد بن، عبد المؤمن، الاسكافي، الخطيب القاضي بها حدث عن الحسن بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد بن المظفر وأبي بكر الأبهري وكان ثقة متفقها في مذهب مالك روى عنه الخطيب و غيره. وإسماعيل بن المؤمل بن الحسين بن إسماعيل الإسكافي أبو غالف سمع منه أبو المعالي عريزي بن عبد الملك الجيلي المعروف بشيذلة شيئا من شعره. وأبو الحسن أحمد بن عمر بن أحمد الإسكافي سمع منه أبو حسن محمد بن أحمد بن محمد النحاس العطار وغيره وغير هؤلاء مذكورون في تاريخ بغداد.
أسكبون: بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وباء موحدة وواو ساكنة ونون. إحدى قلاع فارس المنيعة من رستاق نائين. المرتقى إليها صعب جدا ليست مما يمكن فتحها عنوة وبها عين من الماء حارة.
أسكر: بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وراء. قرية مشهورة نحو صعيد مصر بينها وبين الفسطاط يومان من كورة الأطفيحية. كان عبد العزيز بن مروان يكثر الخروج إليها والمقام بها للنزهة وبها مات، وقد أسقط نصيب الهمزة من أوله فقال يرثي عبد العزيز.
أصبت يوم الصعيد من سكر ** مصيبة ليس لي بها قبل
وقد زعم بعضهم أن موسى بن عمران عليه السلام ولد بأسكر وله بها مشهد يزار إلى هذه الغاية، وبمصر قرية أخرى يقال لها أشكر بالشين المعجمة تذكر.
إسكلكند: بالكسر ثم السكون وكسر الكاف الأولى وسكون اللام وفتح الكاف الثانية وسكون النون ودال مهملة. مدينة صغير بطخارستان بلخ كثيرة الخير ولها رساتيق وبها منبر وتسقط همزتها وستذكر في السين إن شاء الله.
إسكندرونة: بعد الدال راء وواو ساكنة ونون قال أحمد بن الطيب: هي مدينة في شرقي أنطاكية على ساحل بحر الشام بينها وبين بغراس أربعة فراسخ وبينها وبين أنطاكية ثمانية فراسخ، ووجدت في بعض تواريخ الشام أن إسكندرونة بين عكا وصور.
الإسكندرية: قال أهل السير: إن الاسكندر بن فيلفوس الرومي قتل كثيرا من الملوك وقهرهم ووطىء البلدان إلى أقصى الصين وبنى السد وفعل الأفاعيل ومات وعمره اثنتان وثلاثون سنة وسبعة أشهر ولم يسترح في شيء منها. قال مؤلف الكتاب وهذا إن صح فهو عجيب مفارق للعادات والذي أظنه والله أعلم أن مدة ملكه أو حدة سعده هذا المقدار ولم تحسب العلماء غير ذلك من عمره فإن تطواف الأرض بسير الجنود مع ثقل حركتها لاحتياجها في كل منزل إلى تحصيل الأقوات والعلوفة ومصابرة من يمتنع عليه من أصحاب الحصون يفتقر إلى زمان غير زمان السير ومن المحال أن تكون له همة يقاوم بها الملوك العظماء وعمره دون عشرين سنة وإلى أن يتسق ملكه ويجتمع له الجند وتثبت له هيبة في النفوس وتحصل له رياسة وتجربة وعقل يقبل الحكمة التي تحكى عنه يفتقر إلى مدة أخرى مديدة ففي أي زمان كان سيره في البلاد وملكه لها ثم إحداه ما أحدث من المدن في كل قطر منها واستخلافه الخلفاء عليها على أنه قد جرى في أيامنا هذه وعصرنا الذي نحن فيه في سنة سبع عشرة وثمان عشرة وستمائة من التتر الواردين من أرض الصين ما لو استمر لملكوا الدنيا كلها في أعوام يسيرة فإنهم ساروا من أوائل أرض الصين إلى أن خرجوا من باب الأبواب وقد ملكوا وخربوا من البلاد الإسلامية ما يقارب نصفها لأنهم ملكوا ما وراء النهر وخراسان وخوارزم وبلاد سجستان ونواحي غزنة وقطعة من السند وقومس وأرض الجبل بأسره غير أصبهان وطبرستان وأذربيجان وأران وبعض أرمينية وخرجوا من الدربند كل ذلك في أقل من عامين وقتلوا أهل كل مدينة ملكوها ثم خذلهم الله وردهم من حيث جاؤوا ثم إنهم بعد خروجهم من الدربند ملكوا بلاد الخزر واللان وروس وسقسين وقتلوا القبجاق في بواديهم حتى انتهوا إلى بنغار في نحو عام آخر فكان هذا عضد قصة الإسكندر على أن الإسكندر كان إذا ملك البلاد عمرها واستخلف عليها وهذا يفتقر إلى زمان غير زمان الخراب فقط. قال أهل السير بنى الإسكندر ثلاث عشرة مدينة وسماها كلها باسمه ثم تغيرت أساميها بعده وصار لكل واحدة منها اسم جديد فمنها الاسكندرية التي بناها في باورنقوس. ومنها الاسكندرية التي بناها تدعى المحصنة، ومنها الاسكندرية التى بناها ببلاد الهند، ومنها الاسكندرية التي في جاليقوس، ومنها الاسكندرية التي في بلاد السقوياسيس، ومنها الاسكندرية التي على شاطىء النهر الأعظم، ومنها الاسكندرية التي بأرض بابل، ومنها الإسكندرية التي هي ببلاد الصغد وهي سمرقند، ومنها الإسكندرية التي تدعى مرغبلوس وهي مرو. ومنها الاسكندرية التي في مجاري الأنهار بالهند، ومنها الاسكندرية التي سميت كوش وهي بلخ. ومنها الأسكندرية العظمى التي ببلاد مصر فهذه ثلاث عشرة إسكندرية نقلتها من كتاب ابن الفقيه كما كانت فيه مصورة، وقرأت في كتاب الحافظ أبي سعد أنشدني أبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الإيادي من لفظ. بالاسكندرية قرية بين حلب وحماة. قال الأديب الأبيوردي:
فيا ويح نفسي لا أرى الدهر منزلا ** لعلوة إلا ظلت العين تذرف
ولو دام هذا الوجد لم يبق عبرة ** ولو أنني من لجة البحر أغرف
والاسكندرية أيضا قرية على دجلة بإزاء الجامدة بينها وبين واسط خمسة عشر فرسخا. ينسب إليها أحمد بن المختار بن مبشر بن محمد بن أحمد بن على بن المظفر أبو بكر الاسكندراني من ولد الهادي بالله أمير المؤمنين تفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه وكان أديبا فاضلا خيرا قدم بغداد في سنة 510 متظلما من عامل ظلمه فسمع منه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ وغيره أبياتا من شعره قاله صاحب الفيصل، ومنها الإسكندرية قرية بين مكة والمدينة ذكرها الحاظ أبو عبد الله بن النخار في معجمه وأفادنيها من لفظه. وجميع ما ذكرناه من المدن ليس فيها ما يعرف الآن بهذا الاسم إلا الاسكندرية العظمى: التي بمصر، قال المنجمون طول الاسكندرية تسع وستون درجة ونصف عرضها ست وثلاثون درجة وثلث وفي زيج أبي عون طول الإسكندرية إحدى وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وهي في الإقليم الثالث وذكر آخر أن الاسكندرية في الإقليم الثاني وقال طولها إحدى وخمسون درجة وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وثلاثون درجة، واختلفوا في أول من أنشأ الإسكندرية التي بمصر اختلافا كثيرا نأتي منه بمختصر لئلا نمل بالإكثار. ذهب قوم إلى أنها إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وقد روي عن النبي أنه قال خير مسالحكم الإسكندرية ويقال إن الإسكندر والفرما أخوان بنى كل واحد منهما مدينة بأرض مصر وسماها باسمه ولما فرغ الاسكندر من مدينته قال قد بنيت مدينة إلى الله فقيرة وعن الناس غنية فبقيت بهجتها ونضارتها إلى اليوم وقال الفرما لما فرغ من مدينته قد بنيت مدينة عن الله غنية وإلى الناس فقيرة فذهب نورها فلا يمر يوم إلا وشيء: منها ينهدم وأرسل الله عليها الرمال فدمرتها إلى أن دثرت وذهب أثرها، وعن الأزهر بن معبد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: أين تسكن من مصر قلت أسكن الفسطاط فقال أف أم نتن أين أنت عن الطيبة قلت: أيتهن هي? قال: الإسكندرية، وقيل إن الاسكندر لما هم ببناء الإسكندرية دخل هيكلا عظيما كان لليونانيين فذبح فيه ذبائح كثيرة وسأل ربه أن يبين له أمر هذه المدنية هل يتم بناؤها أم هل يكون أمرها إلى خراب فرأى في منامه كأن رجلا قد ظهر له من الهيكل وهو يقول له إنك تبني مدينة يذهب صيتها في أقطار العالم ويسكنها من الناس ما لا يحص عددهم وتختلط الرياح الطيبة بهوائها ويثبت حكم أهلها وتصرف عنها السموم والحر وتطوى عنها قوة الحر والبرد والزمهرير ويكتم عنها الشرور حتى لا يصيبها من الشياطين خبل وإن جلبت عليها ملوك الأرض بجنودهم وحاصروها لم يدخل عليها ضرر، فبناها وسماها الاسكندرية ثم رحل عنها بعدما استتم بناءها فجال الأرض شرقا وغربا ومات بشهرزور وقيل ببابل وحمل إلى الاسكندرية فدفن فيها، وذكر آخرون أن الذي بناها هو الاسكندر الأول ذو القرنين الرومي واسمه أسك بن سلوكوس وليس هو الاسكندر بن فيلفوس وإن الاسكندر الأول هو الذي جال الأرض وبلغ الظلمات وهو صاحب موسى والخضر عليهما السلام وهو الذي بنى السد وهو الذي لما بلغ إلى موضع لا ينفذه أحد صور فرسا من نحاس وعليه فارس من نحاس ممسك يسرى يديه على عنان الفرس وقد مد يده اليمنى وفيها مكتوب ليس ورائي مذهب وزعموا أن بينه وبين الاسكندر الأخير صاحب دار المستولي على أرض فارس وصاحب أرسطاطاليس الحكيم الذي زعموا أنه عاش اثنتين وثلاثين سنة دهر طويل وإن الأول كان مؤمنا كما قص الله عنه في كتابه وعمر عمرا طويلا وملك الأرض، وأما الأخير فكان يرى رأي الفلاسفة ويذهب إلى قدم العالم كما هو رأي أستاذه أرسطاطاليس وقتل دارا ولم يتعد ملكه الروم وفارس، وذكر محمد بن إسحاق أن يعمر بن شداد بن عاد بن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام هو الذي أنشأ الاسكندرية وهي كنيسة حنس وزير فيها: أنا يعمر بن شداد أنشأت هذه المدينة وبنيت قناطرها ومعابرها قبل أن أضع حجرا على حجر وأجريت ماءها لأرفق بعمالها حتى لا يشق عليهم نقل الماء وصنعت معابر لممر أهل السبيل وصيرتها إلى البحر وفرقتها عند القبة يمينا وشمالا وكان يعمل فيها تسعون ألفا لا يرون لهم ربا إلا يعمر بن شداد وكان تاريخ الكتاب ألفا ومائتي سنة،
وقال ابن عفير إن أول من بنى الاسكندرية جبير المؤتفكي وكان قد سخر بها سبعين ألف بناء وسبعين ألف مخندق وسبعين ألف مقنطر فعمرها في مائتي سنة وكتب على العمودين اللذين عند البقرات بالإسكندرية وهما أساطين نحاس يعرفان بالمسلتين أنا جبير المؤتفكي عمرت هذه المدينة في شدتي وقوتي حين لا شيبة ولا هرم أضناني وكنزت أموالها في مراجل جبيرية وأطبقته بطبق من نحاس وجعلته داخل البحر وهذان العمودان بالإسكندرية عند مسجد الرحمة، وروى أيضا أنه كان مكتوبا عليهما بالحميرية أنا شداد بن عاد الذي نصب العماد وجند الأجناد وسد بساعده الواد بنيت هذه الأعمدة في شدتي وقوتي إذ لا موت ولا شيب وكنزت كنزا على البحر في خمسين ذراعا لا تصل إليه إلا أمة هي آخر الأمم وهي أمة محمد ، ويقال إنما دعا جبيرا المؤتفكي إلى بنائها أنه وجد بالقرب منها في مغارة على شاطىء البحر تابوتا من نحاس ففتحه فوجد فيه تابوتا من فضة ففتحه فإذا فيه درج من حجر ألماس ففتحه فإذا فيه مكحلة من ياقوتة حمراء مرودها عرق زبرجد أخضر فدعا بعض غلمانه فكحل إحدى عينيه بشيء مما كان في تلك المكحلة فعرف مواضع الكنوز ونظر إلى معادن الذهب ومغاص الدر فاستعان بذلك على بناء الاسكندرية وجعل فيها أساطين الذهب والفضة وأنواع الجواهر حتى إذا ارتفع بناؤها مقدار ذراع أصبح وقد ساخ في الأرض فأعاده أيضا فأصبح وقد ساخ فمكث على ذلك مائة سنة كلما ارتفع البناء ذراعا أصبح سائخا في الأرض فضاق ذرعا بذلك وكان من أهل تلك الأرض راع يرعى على شاطىء البحر وكان يفقد في كل ليلة شاة من غنمه إلى أن أضر به ذلك فارتصد ليلة فبينما كان يرصد فإذا بجارية قد خرجت من البحر كأجمل ما يكون من النساء فأخذت شاة من غنمه فباشر إليها وأمسكها قبل أن تعود إلى البحر وقبض على شعرها فامتنعت عليه ساعة ثم قهرها وسار بها إلى منزله فأقامت عنده مدة لا تأكل إلا اليسير ثم واقعها فأنست به وبأهله وأحبتهم ثم حملت وولدت فازداد أنسها وأنسهم بها فشكوا إليها يوما ما يقاسونه من تهدم بنائهم وسيوخه كلما علوه وأنهم إذا خرجوا بالليل اختطفوا فعملت لهم الطلسمات وصورت لهم الصور فاستقر البناء وتم أمر المدينة وأقام بها جبير المؤتفكي خمسمائة سنة ملكا لا ينازعه أحد وهو الذي نصب العمودين اللذين بها ويسميان المسلتين وكان أنفذ في قطعهما وحملهما إلى جبل بريم الأحمر سبعمائة عامل فقطعوهما وحملوهما ونصبهما في مكانهما غلام يقال له قطن بن جاود المؤتفكي وكان أشد من رؤي في الخلق فلما نصبهما على السرطانين النحاس جعل بإزائها بقرات نحاس كتب عليها خبره وخبر المدينة وكيف بناها ومبلغ النفقة عليها والمدة. ثم غزاه رومان بن تمنع الثمودي فهزمه وقتل أصحابه قتلا ذريعا وأقام عمودا بالقرب منهما وكتب عليه أنا رومان الثمودي صنفت أصناف هذه المدينة وأسنان مدينة هرقل الملك بالدوام على الشهور والأعوام ما اختلق ابنا سمير وبقيت حصاة في ثبير وأنا غيرت كتاب جبير الشديد ونشرته بمناشير الحديد وستجدون قصتي ونعتي في طرف العمود، فولد رومان بزيعا فملك الاسكندرية بعده خمسين سنة لم يحدث فيها شيئا ملك بعده ابنه رحيب وهو الذي بنى الساطرون، بالاسكندرية وزبر على حجر منه: أنا رحيب بن بزيع الثمودي بنيت هذه البنية في قوتي وشدتي وعمرتها في أربعين سنة على رأس ست وتسعين سنة من ملكي وولد رحيب مرة وولد مرة موهبا ملك بعد أبيه مائتي سنة وغزا أنيس بن معدى كرب العادي موهبا بالإسكندرية وملكها بعده ثم ملكها بعده يعمر بن شداد بن جناد بن صياد بن شمران بن مياد بن شمز بن برغش فغزاه ذفافة بن معاوية بن بكر العمليقي فقتل يعمر وملك الإسكندرية وهو أول من سمي فرعون بمصر وهو الذي وهب هاجر أم إسماعيل عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام وهذه أخبار نقلناها كما وجدناها في كتب العلماء وهي بعيدة المسافة من العقل لا يؤمن بها إلا من غلب عليه الجهل و الله أعلم، ولأهل مصر بعد إفراط في وصف الاسكندرية وقد أثبتتها علماؤهم ودونوها في الكتب فيها وهم، ومنها ما ذكره الحسن بن إبراهيم المصري
قال كانت الإسكندرية لشدة بياضها لا يكاد يبين دخول الليل فيها إلا بعد وقت فكان الناس يمشون فيها وفي أيديهم خرق سود خوفا على أبصارهم وعليهم مثل لبس الرهبان السواد وكان الخياط يدخل الخيط في الإبرة بالليل وأقامت الاسكندرية سبعين سنة ما يسرج فيها ولا يعرف مدينة على عرضها وطولها وهي شطرنجية ثمانية شوارع في ثمانية، قلت أما صفة بياضها فهو إلى الان موجود فإن ظاهر حيطانهم شاهدناها مبيضة جميعها إلى اليسير النادر لقوم من الصعاليك وهي مع ذلك مظلمة نحو جميع البلدان وقد شاهدنا كثيرا من البلاد التي تنزل بها الثلوج في المنازل والصحارى ومساعدة النجوم بإشراقها عليها إذا أظلم الليل أظلمت كما تظلم جميع البلاد لا فرق بينهما فكيف يجوز لعاقل أن يصدق هذا ويقول به. قال: وكان على الإسكندرية سبعة حصون وسبعة خنادق. قال وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إني فتحت مدينة فيها اثنا عشر ألف بقال يبيعون البقل الأخضر وأصبت فيها أربعين ألف يهودي عليهم الجزية. وروي عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم لما ولي مصر وبلغه ما كانت الإسكندرية عليه استدعى مشايخها وقال أحب أن أعيد بناء الإسكندرية على ما كانت عليه فأعينوني على ذلك وأنا أمدكم بالأموال والرجال. قالوا: انظر أيها الأمير حتى ننظر في ذلك وخرجوا من عنده وأجمعوا على أن حفروا ناووسا قديما وأخرجوا منه رأس آدمي وحملوه على عجلة إلى المدينة فأمر بالرأس فكسر وأخذ ضرس من أضراسه فوجد وزنه عشرين رطلا على ما به من النخر والقدم فقالوا إن جئتنا بمثل هؤلاء الرجال حتى نعيد عمارتها على ما كانت فسكت، ويقال إن المعاريج التي بالإسكندرية مثل الدرج كانت مجالس العلماء يجلسون عليها على طبقاتهم فكان أوضعهم علما الذي يعمل الكيمياء من الذهب والفضة فإن مجلسه كان على الدرجة السفلى، وأما خبر المنارة فقد رووا لها أخبارا هائلة وآذعوا لها دعاوى عن الصدق عادلة وعن الحق مائلة فقالوا إن ذا القرنين لما أراد بناء منارة الإسكندرية أخذ وزنا معروفا من حجارة ووزنا اخر ووزنا من حديد ووزنا من نحاس ووزنا من رصاص ووزنا من قصدير ووزنا من حجارة الصوان ووزنا من ذهب ووزنا من فضة وكذلك من جميع الأحجار والمعادن ونقع جميع ذلك في البحر حولا ثم أخرجه فوجده قد تغير كله وحال عن حاله ونقصت أوزانه إلا الزجاج فإنه لم يتغير ولم ينقص فأمر أن يجعل أساس المنارة من الزجاج وعمل على رأس المنارة مرآة ينظر فيها الناظر فيرى المراكب إذا خرجت عن أفرنجة أو من القسطنطينية أو من سائر البلاد لغزو الإسكندرية فأضر ذلك بالروم فلم يقدروا على غزوها، وكانت فيها جمة تنفع من البرص ومن جميع الأدواء وكان على الروم ملك يقال له سليمان فظهر البرص في جسمه فعزم الروم على خلعه والاستبدال منه فقال انظروني أمض إلى جمة الاسكندرية وأعود فإن برئت وإلا شأنكم وما قد عزمتم عليه. قال وكان فعله هذا من إظهار البرص بجسمه حيلة ومكرا وإنما أراد قلع المرآة من المنارة ليبطل فعلها، فسار إليه في ألف مركب وكان من شرط هذه الجمة أن لا يمنع منها أحد يريد الاستشفاء بها فلما سار إليها فتحوا له أبوابها الشارعة إلى البحر فدخلها وكانت الجمة في وسط المدينة بإزاء المعاريج التي تجلس العلماء عليها فاستحم في مائها أياما ثم ذكر أنه قد عوفي من دائه وذهب ما كان به من بلوائه ولما أشرف على هذه الجمة وما تشفي من الأدواء وكان قد تمكن من البلد بكثرة رجاله فقال هذه أضر من المراة ثم أمر بها فغورت وأمر أن تقلع المراة ففعل وأنفذ مركبا إلى القسطنطينية وآخر إلى أفرنجة وأمر من أشرف على المنارة ونظر إلى المركبين إذا دخلا القسطنطينية وأفرنجة وخرجا منها فأعلم أنهما لما بعدا عن الإسكندرية يسيرا غابا عنه فعاد إلى بلاده وقد أمن غائلة المرآة، وقيل إن أول من عمر المنارة امرأة يقال لها دلوكة بنت زبا وسيأتي ذكرها في هذا الكتاب في حائط العجوز وغيره، وقيل بل عمرتها ملكة من ملوك الروم يقال لها قلبطرة وهي في زعم بعضهم التي ساقت الخليج إلى الإسكندرية حتى جاءت به إلى مدينتها وكان الماء لا يصل إلا إلى قرية يقال لها كسا، والأخبار والأحاديث عن مصر وعن الإسكندرية ومنارتها من باب حدث عن البحر ولا حرج وكثرها باطل وتهاويل لا يقبلها إلا جاهل، ولقد دخلت الإسكندرية وطوفتها فلم أر فيها ما يعجب منه إلا عمودا واحدا يعرف الان بعمود السواري تجاه باب من أبوابها يعرف بباب الشجرة فإنه عظيم جدا هائل كأنه المنارة العظيمة وهو قطعة واحدة مدور منتصب على حجر عظيم كالبيت المربع قطعة واحدة أيضا وعلى رأس العمود حجر اخر مثل الذي في أسفله فهذا يعجز أهل زماننا عن معالجة مثله في قطعه من مقطعه وجنبه من موضعه ثم نصبه على ذلك الحجر ورفع الآخر إلى أعلاه ولو اجتمع عليه أهل الإسكندرية بأجمعهم فهو يدل على شدة حامليه وحكمة ناصبيه وعظمة همة الآمر به، وحدثني الوزير الكبير الصاحب العالم جمال الدين القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي أدام الله أيامه ثم وقفت على مثل ما حكاه سواء في بعض الكتب وهو كتاب ابن الفقيه وغيره أنه شاهد في جبل بأرض أسوان عمودا قد نقر وهندم. في موضعه من الجبل طوله ودوره ولونه مثل هذا العمود المذكور كأن المنية عاجلت الملك الذي أمر بعمله فبقي على حاله. قال أحمد بن محمد الهمذاني وكانوا ينحتون السواري من جبال أسوان وبينها وبين الاسكندرية مسيرة شهر البريد ويحملونها على خشب الأطواف في النيل وهو خشب يركب بعضه على بعض وتحمل الأعمدة وغيرها عليه، وأما منارة الإسكندرية فقد قدمنا إكثارهم في وصفها ومبالغتهم في عظمها وتهويلهم في أمرها وكل ذلك كذب لا يستحي حاكيه ولا يراقب الله راويه ولقد شاهدتها في جماعة من العلماء وكل عاد منا متعجبا من تخرص الرواة وذلك إنما هي بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة مثل سائر الأبنية ولقد رأيت ركنا من أركانها وقد تهدم فدعمه الملك الصالح رزيك أو غيره من وزراء المصريين واستجده فكان أحكم وأتقن وأحسن من الذي كان قبل وهو ظاهر فيه كالشامة لأن حجارة هذا المستجد أحكم وأعظم من القديم وأحسن وضعا ورصفا، وأما صفتها التي شاهدتها فإنها حصن عال على سن جبل مشرف في البحر في طرف جزيرة بارزة في ميناء الإسكندرية بيني وبين البر نحو شوط فرس وليس إليها طريق إلا في ماء البحر الملح وبلغني أنه يخاض من أحد جهاته الماء إليها والمنارة مربعة البناء ولها درجة واسعة يمكن الفارس أن يصعدها بفرسه، وقد سقفت الدرج بحجارة طوال مركبة على الحائطين المكتنفي الدرجة فيرتقى إلى طبقة عالية يشرف منها على البحر بشرافات محيطة بموضع آخر كأنه حصن آخر مربع يرتقي فيه بدرج أخرى إلى موضع اخر يشرف منه على السطح الأول بشرافات أخرى وفي هذا الموضع قبة كأنها قبة الديدبان وهذا شكلها،ويل لا يقبلها إلا جاهل، ولقد دخلت الإسكندرية وطوفتها فلم أر فيها ما يعجب منه إلا عمودا واحدا يعرف الان بعمود السواري تجاه باب من أبوابها يعرف بباب الشجرة فإنه عظيم جدا هائل كأنه المنارة العظيمة وهو قطعة واحدة مدور منتصب على حجر عظيم كالبيت المربع قطعة واحدة أيضا وعلى رأس العمود حجر اخر مثل الذي في أسفله فهذا يعجز أهل زماننا عن معالجة مثله في قطعه من مقطعه وجنبه من موضعه ثم نصبه على ذلك الحجر ورفع الآخر إلى أعلاه ولو اجتمع عليه أهل الإسكندرية بأجمعهم فهو يدل على شدة حامليه وحكمة ناصبيه وعظمة همة الآمر به، وحدثني الوزير الكبير الصاحب العالم جمال الدين القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي أدام الله أيامه ثم وقفت على مثل ما حكاه سواء في بعض الكتب وهو كتاب ابن الفقيه وغيره أنه شاهد في جبل بأرض أسوان عمودا قد نقر وهندم. في موضعه من الجبل طوله ودوره ولونه مثل هذا العمود المذكور كأن المنية عاجلت الملك الذي أمر بعمله فبقي على حاله. قال أحمد بن محمد الهمذاني وكانوا ينحتون السواري من جبال أسوان وبينها وبين الاسكندرية مسيرة شهر البريد ويحملونها على خشب الأطواف في النيل وهو خشب يركب بعضه على بعض وتحمل الأعمدة وغيرها عليه، وأما منارة الإسكندرية فقد قدمنا إكثارهم في وصفها ومبالغتهم في عظمها وتهويلهم في أمرها وكل ذلك كذب لا يستحي حاكيه ولا يراقب الله راويه ولقد شاهدتها في جماعة من العلماء وكل عاد منا متعجبا من تخرص الرواة وذلك إنما هي بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة مثل سائر الأبنية ولقد رأيت ركنا من أركانها وقد تهدم فدعمه الملك الصالح رزيك أو غيره من وزراء المصريين واستجده فكان أحكم وأتقن وأحسن من الذي كان قبل وهو ظاهر فيه كالشامة لأن حجارة هذا المستجد أحكم وأعظم من القديم وأحسن وضعا ورصفا، وأما صفتها التي شاهدتها فإنها حصن عال على سن جبل مشرف في البحر في طرف جزيرة بارزة في ميناء الإسكندرية بيني وبين البر نحو شوط فرس وليس إليها طريق إلا في ماء البحر الملح وبلغني أنه يخاض من أحد جهاته الماء إليها والمنارة مربعة البناء ولها درجة واسعة يمكن الفارس أن يصعدها بفرسه، وقد سقفت الدرج بحجارة طوال مركبة على الحائطين المكتنفي الدرجة فيرتقى إلى طبقة عالية يشرف منها على البحر بشرافات محيطة بموضع آخر كأنه حصن آخر مربع يرتقي فيه بدرج أخرى إلى موضع اخر يشرف منه على السطح الأول بشرافات أخرى وفي هذا الموضع قبة كأنها قبة الديدبان وهذا شكلها، وليس فيها كما يقال غرف كثيرة ومساكن واسعة يضل فيه الجاهل بها بل الدرجة مستديرة بشيء كالبئر فارغ زعموا أنه مهلك وأنه إذا ألقي فيه الشيء لا يعرف قراره ولم أختبره و الله أعلم به ولقد تطلبت الموضع الذي زعموا أن المرآة كانت فيه فما وجدته ولا أثره والذين يزعمون أنها كانت فيه هو حائط بينه وبين الأرض نحو مائة ذراع أو أكثر وكيف ينظر في مراة بينها وبين الناظر فيها مائة ذراع أو كثر ومن أعلى المنارة فلا سبيل للناظر في هذا الموضع فهذا الذي شاهدته وضبطته وكل ما يحكى غير هذا فهو كذب لا أصل له، وذكر ابن زولاق أن طول منارة الإسكندرية مائتا ذراع وثلاثون ذراعا وأنها كانت في وسط البلد وإنما الماء طفح على ما حولها فأخربه وبقيت هي لكون مكانها كان مشرفا على غيره، وفتحت الإسكندرية سنة عشرين من الهجرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد عمرو بن العاص بعد قتال وممانعة فلما قتل عمر وولي عثمان رضي الله عنه ولى مصر جميعها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخاه من الرضاح فطمع أهل الإسكندرية ونقضوا فقيل لعثمان ليس لها إلا عمرو بن العاص فإن هيبته في قلوب أهل مصر قوية فأنفذه عثمان ففتحها ثانية عنوة وسلمها إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وخرج من مصر فما رجع إليها إلا في أيام معاوية. حدثني القاضي المفضل أبو الحجاج يوصف بن أبي طاهر إسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي عارض الجيش لصلاح الدين يوسف بن أيوب قال حدثني الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد الأبي وأبة من بلاد إفريقية. قال أذكر ليلة وأنا أمشي مع الأديب أبي بكر أحمد بن محمد العيدي على ساحل بحر عدن وقد تشاغلت عن الحديث معه فسألني عن أي شيء أنت مفكر فعرفته أنني قد عملت في تلك الساعة شعرا، وهو هذا:
وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته ** لعل طرف الذي أهواه ينظره فقال مرتجلا:
يا راقد الليل بالإسكندرية لي ** من يسهر الليل وجدا بي وأسهره
ألاحظ النجم تذكارا لرؤيته ** وإن مرى دمع أجفاني تذكره
وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته ** لعل عين الذي أهواه تنظره
قلت ولو استقصينا في أخبار الاسكندرية جميع ما بلغنا لجاء في غير مجلد وهذا كاف بحمد الله.
اسكونيا.
أسكيفغن.
أسلام: بالفتح كأنه جمع سلم، وهو من شجر الغضا الواحدة سلمة. اسم واد بالعلاة من أرض اليمامة.
أسلمان: بالفتح وآخره نون، وهو نهر بالبصرة لأسلم بن زرعة أقطعه إياه معاوية، وهذا اصطلاح قديم لأهل البصرة إذا نسبوا النهر والقرية إلى رجل زادوا في آخر اسمه ألفا ونونا كقولهم عبادان نسبة إلى عباد بن الحصين وزيادان نسبة إلى زياد حتى قالوا عبد اللان نسبة إلى عبد الله وكأنها من نسب الفرس لأن أكثر أهل تلك القرى فرس إلى هذه الغاية.
أسمند: بالفتح ثم السكون وفتح الميم وسكون النون ودال مهملة. من قرى سمرقند ويقال لها سمند بإسقاط الهمزة. ينسب إليها أبو الفتح محمد بن عبد الحميد بن الحسن الأسمندي.
إسميثن: بالكسر ثم السكون وفتح الميم وياء ساكنة وثاء مثلثة مفتوحة ونون. من قرى الكشانية قريبة من سمرقند بما وراء النهر، والشهور بالنسبة إليها أبو بكر محمد بن النضر الأسميثني يروي عن أبي عيسى الترمذي توفي قبل سنة 320.
إسنا: بالكسر ثم السكون ونون وألف مقصورة. مدينة بأقصى الصعيد وليس وراءها إلا أدفوا وأسوان ثم بلاد النوبة وهي على شاطىء النيل من الجانب الغربي في الإقليم الثاني. طولها من الغرب أربع وخمسون درجة وأربع عشرة دقيقة وعرضها أربع وعشرون درجة وأربعون دقيقة وهي مدينة عامرة طيبة كثيرة النخل والبساتين والتجارة، وقد نسب إليها قوم. قال القاضي: ولي الدولة أبو البركات محمد بن حمزة بن أحمد التنوخي لم أر أفصح من القاضي أبي الحسن علي بن النضر الإسنائي قاضي الصعيد ولا آدب منه ولا أكثر احتمالا وكان يحفظ كتاب الله وقرأ القراآت وسمع الصحاح كلها ويحفظ كتاب سيبويه وقرأ علوم الأوائل وكتاب أوقليدس وله شعر وترسل توفي بمصر سنة 505 وكان فلسفيا يتظاهر ذلك عنه ويتظاهر بمذهب الإسماعيلية.
أسناف: بالفتح وآخره فاء. حصن باليمن من مخلاف سنحان.
أسنان: بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف. من قرى هراة.
أسنمة: بالفتح ثم السكون وضم النون وفتح الميم وهاء، ويروى بضم الهمزة وهو مما استدركه أبو إسحاق الزجاج على ثعلب في كتاب الفصيح فقال وقلت أسنمة بفتح الهمزة والأصمعي يقوله بضم الهمزة والنون فقال ثعلب هكذا رواه لنا ابن الأعرابي فقال له أنت تدري أن الأصمعي أضبط لمثل هذا، وقال ابن قتيبة أسنمة جبل بقرب طخفة بضم الألف. قلت وقد حكى بعض اللغوين أسنمة وهو من غريب، الأبنية لأن سيبويه. قال: ليس في الأسماء والصفات أفعل بفتح الهمزة إلا أن يكسر عليه الواحد للجمع نحو أكلب وأعبد وذكر ابن قتيبة أنه جبل وذكر صاحب كتاب العين أنه رملة ويصدقه قول زهير:
وعرسوا ساعة في كثب أسنمة ** ومنهم بالقسوميات معترك
وقال غيرهما أسنمة أكمة معروفة بقرب طخفة وقيل قريب عن فلج يضاف إليها ما حولها فيقال أسنمات. ورواه بعضهم أسنمة بلفظ جمع سنام. قال: وهي أكمات، وأنشد لابن مقبل:
من رمل عرنان أومن رمل أسنمة وقال التوزي رمل أسنمة جبال من الرمل كأنها أسنمة الإبل وقيل أسنمة رملة على سبعة أيام من البصرة، وقال عمارة أسنمة نقا محدد طويل كأنه سنام وهي أسفل الدهناء على طريق فلج وأنت مصعد إلى مكة وعنده ماء يقال له العشر وكان أبو عمرو بن العلاء يقول أسنمة بضم الهمزة روى ذلك عنه الأصمعي، وقال ربيعة بن مقروم:
لمن الديار كأنها لم تحلل ** بجنوب أسنمة فقف العنصل
درست معالمها فباقي رسمها ** خلق كعنوان الكتاب المحول
دار لسعدى إذ سعاد كأنها ** رشأ غضيض الطرف رخص المفصل
وقرأت بخط أبي الطيب أحمد بن أحمد المعروف بابن أخي الشافعي الذي نقله من خط أبي سعيد السكري أسنمة بفتح أوله وضم النون، وقال هو موضع في بلاد بني تميم. قال: ذلك في تفسير. قول جرير:
قال العواذل هل تنهاك تجربة ** أما ترى الشيب والإخوان قد دلفوا
أما تلم على ربع بأسنمة ** إلا لعينيك جار غربه يكف
ما كان مذ رحلوا من أرض أسنمة ** إلا الذميل لها ورد ولا علف
أسن: بضمتين. اسم واد باليمن وقيل واد في بلاد بني العجلان. قال ابن مقبل:
زارتك دهماء وهنا بعد ما هجعت ** عنها العيون بأعلى القاع من أسن
وقال نصر أسن واد باليمن وقيل من أرض بني عامر المتصلة باليمن، وقال ابن مقبل أيضا:
قلت سليمى غداة القاع من أسن ** لاخير في العيش بعد الشيب والكبر
لولا الحياء ولولا الدين عبتكما ** ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري
أسوارية: بفتح أوله وبضم وسكون ثانيه وواو وألف وراء. مكسورة وياء مشددة وهاء. من قرى أصبهان. ينسب إليها أبو المظفر سهل بن محمد بن أحمد الأشراري حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق وأبي بكر الطلحي وأبي إسحاق بن إبراهيم النيلي وغيرهم، وعنها أبو بكر شهريار بن محمد بن أحمد بن شهريار، أبو بكر الأسواري سافر إلى مكة والبصرة وحدث عن أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيري وأبي قلابة محمد بن أحمد بن حمدان إمام الجامع بالبصرة وسمع بمكة أبا علي الحسن بن داود بن سليمان بن خلف المصري سمع منه عبد العزيز وعبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن قاذويه وعبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ومحمد بن علي الجوزداني، وعبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يحيى الأسواري أبو القاسم الأصبهاني حدث عن أبي الشيخ الحافظ روى عنه قتيبة بن سعيد المعداني قاله يحيى بن مندة. وعمر بن عبد العزيز بن محمد بن علي الأسواري أبو بكر من أهل أصبهان حدث عن أبى القاسم عبيد الله بن عبد الله وأبي زفر الذهلي بن عبد الله الجيراني الضبي سمع منه محمد بن علي الجوزداني وغيره وأبو بكر محمد بن الحسين الأسواري الأصبهاني حدث عن أحمد بن عبيد الله بن أبي القاسم النهرديري روى عنه يحيى بن مندة إجازة في تاريخه، وأبو بكر محمد بن علي الأسواري حدث عن أبيه عن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الغزال الأصبهاني بالبصرة كتب عنه أبو نصر محمد بن عمر البقال، وأبو الحسين علي بن أبو بكر محمد بن بابويه الأسواري الأصبهاني أحد الأغنياء ذو ورع ودين روى عن أبي عمران موسى بن بيان روى عنه أبو أحمد الكرجي قاله يحيى، وأبو الحسن علي بن محمد بن الهيثم الأسواري الزاهد الصوفي مات في سنة 437 كان كثير الحديث سمع أبا بكر أحمد بن عبيد الله النهرديري وغيره روى عنه عبد الرحمن بن محمد وإسحاق بن عبد الوهاب بن مندة، وأحمد بن علي الأسواري روى عنه الحافظ أبو موسى الأصبهاني، فهؤلاء منسوبون إلى قرية بأصبهان كما ذكرنا وقد نسب بهذا اللفظ إلى الأسوار واحد الأساورة من الفرس كانوا نزلوا في بني تميم بالبصرة واختطوا بها خطة وانتموا إليهم وقد غلط فيهم أحد المتأخرين وجعلهم في بني تميم وسنذكرهم في نهر الأساورة من هذا الكتاب على الصواب ونحكي أمرهم على الوجه الصحيح إن شاء الله تعالى.
الأسواط: بلفظ جمع السوط دارة الأسواط بظهر الأبرق بالمضجع تناوحه جمة، وهي برقة بيضاء لبني قيس بن جزء بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، والأسواط في الأصل مناقع الماء والدارة كل أرض اتسعت فأحاطت بها الجبال.
الأسواف: يجوز أن يكون جمع السوف وهو الشم أو جمع السوف وهو الصبر أو يجعل سوف الحرف الذي يدخل على الأفعال المضارعة اسما ثم جمعه كل ذلك سائغ، وهو اسم حرم المدينة وقيل موضع بعينه بناحية البقيع وهو موضع صدقة زيد بن ثابت الأنصاري وهو من حرم المدينة حكى ابن أبي ذئب عن شرحبيل بن سعد قال كنت مع زيد بن ثابت بالأسواف فأخذوا طيرا فدخل زيد فدفعوه في يدي وفروا قال فأخذ الطير فأرسله ثم ضرب في قفائي وقال لا أم لك ألم تعلم أن رسول الله حرم ما بين لابتيها أسوان: بالضم ثم بالسكون وواو وألف ونون ووجدته بخط أبي سعيد السكري سوان بغير الهمزة، وهي مدينة كبيرة وكورة في آخر صعيد مصر وأول بلاد النوبة على النيل في شرقيه وهي في الإقليم الثاني طولها سبع وخمسون درجة وعرضها اثنتان وعشرون درجة وثلاثون دقيقة وفي جبالها مقطع العمد التي بالإسكندرية قال أبو بكر الهروي: وبأسوان الجنادل ورأيت بها آثار مقاطع العمد في جبال أسوان وهي حجارة مانعة ورأيت عمودا قريبا من قرية يقال لها بلاق أو براق يسمونها الصقالة وهو ماتع مجزع بحمرة ورأسه قد غطاه الرمل فذرعت ما ظهر منه فكان خمسة وعشرين ذراعا وهو مربع كل وجه منه سبعة أذرع وفي النيل هناك موضع ضيق ذكر أنهم أرادوا أن يعملوا جسرا على ذلك الموضع، وذكر آخرون أنه أخو عمود السواري الذي بالإسكندرية، وقال الحسن بن إبراهيم المصري بأسوان من التمور المختلفة وأنواع الأرطاب وذكر بعض العلماء أنه كشف أرطاب أسوان فما وجد شيئا بالعراق إلا وبأسوان مثله وبأسوان ما ليس بالعراق. قال وأخبروني أبو رجاء الأسواني: وهو أحمد بن محمد الفقيه صاحب قصيدة البكرة أنه يعرف بأسوان رطبا أشد خضرة من السلق، وأمر الرشيد أن تحمل إليه أنواع التمور من أسوان من كل صنف تمرة واحدة فجمعت له ويبة وليس بالعراق هذا ولا بالحجاز ولا يعرف في الدنيا بسر يصير تمرا ولا يرطب إلا بأسوان ولا يتمر من بلح قبل أن يصير بسرا إلا بأسوان. قال وسألت بعض أهل أسوان عن ذلك فقال لي كلما تراه من تمر أسوان لينا فهو مما تمر بعد أن يصير رطبا وما رأيته أحمر مغير اللون فهو مما يتمر بعد أن صار يسرا وما وجدته أبيض فهو مما يتمر بعد أن صار بلحا، وقد ذكرها البحتري في مدحه خمارويه بن طولون:
هل لقيني الى رباع أبي الجي ** ش حظار التغوير أو غرره
وبين أسوان والعرا ** ق زها رعية ما يغبها نظره
وقد نسب إلى أسوان قوم من العلماء. منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن أبي حاتم الأسواني حدث عن محمد بن المتوكل بن أبي السري روى عنه أبو عوانة الإسفراييني وأبو يعقوب إسحاق بن إدريس الأسواني من أهل البصرة كان يسرق الحديث، والقاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني الملقب بالرشيد صاحب الشعر والتصانيف ولي ثغر الإسكندرية وقتل ظلما في سنة 563 كذا نسبه السلفي وكتب عنه. وأخوه المهذب أبو محمد الحسن بن علي كان أشعر من أخيه وهو مصنف كتاب النسب مات سنة 561، وأبو الحسن فقير بن موسى بن فقير الأسواني حدث بمصر عن محمد بن سليمان بن أبي فاطمة وحدث عن أبي حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم الأسواني عن الشافعي بحكاية حدث عنه أبو بكر حمد بن إبراهيم بن المقري الأصبهاني في معجم شيوخه.
الأسود: قال عوام بن الأصبغ بحذاء بطن نخل. جبل يقال له الأسود نصفه نجدي ونصفه حجازي وهو جبل شامخ لا نبت فيه غير الكلا نحو الصليان والغضور.
أسود: الحمى بكسر الحاء المهملة والقصر. جبل في قول أبي عميرة الجزمي:
ألا ما لعين لا ترى أسود الحمى ** ولا جبل الأوشال إلا استهلت
غنينا زمانا باللوي ثم أصبحت ** براق اللوى من أهلها قد خلت
وقلت لسلام بن وهب وقدر رأى ** دموعي جرت من مقلتي فدرت
وشدى ببردى حشوة ضبئت بها ** يد الشوق في الأحشاء حتى احزألت
ألا قاتل الله اللوى من محلة ** وقاتل دنيانا بها كيف ولت أسود الدم: اسم جبل قيل فيه:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن ** رحلن بنصف الليل من أسود الدم أسود العشاريات: بضم العين المهملة وشين معجمة وألف وراء وياء مشددة وألف وتاء مثناة. جبل في بلاد بكر بن وائل كانت به واقعة عن وقائع حرب البسوس وكانت الدائرة فيه على بكر وقتل سعد بن مالك بن ضبيعة وجماعة من وجوههم.
أسود العين: بلفظ العين الباصرة. جبل بنجد يشرف على طريق البصرة إلى مكة. أنشد القالي عن ابن دريد أبي عثمان:
إذا ما فقدتم أسود العين كنتم ** كراما وأنتم ما أقام ألائم والجبل لا يغيب. يقول فأنتم لئآم أبدا: أسود النسا: عرق يستبطن الفخذ. جبل لبني أبي بكر بن كلاب مشرف على العكلية.
الأسورة: بفتح الراو. من مياه الضباب بينه وبين الحمى من جهة الجنوب ثلاث ليال بواد يقال له ذو الجدائر ذكر في موضعه.
أسيس: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وسين أخرى تصغير أس. موضع في بلاد بني عامر بن صعصعة. قال امرؤ القيس:
فلو أني هلكت بأرض قومي ** لقلت الموت حق لا خلودا
ولكني هلكت بأرض قوم ** بعيدا من بلادهم بعيدا
بأرض الروم لا نسب قريب ** ولا شاف فيسدو أو يعودا
أعالج ملك قيصر كل يوم ** وأجدر بالمنية أن تعودا
ولو صادفتهن على أسيس ** وخافة إذ وردن بهما ورودا وقال ابن السكيت في تفسير قول عدي بن الرقاع:
قد حباني الوليد يوم أسيس ** بعشار فيها غنى وبهاء أسيس ماء في شرقي دمشق.
أسيس: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وسين أخرى. حصن باليمن.
أسيلة: بلفظ التصغير. ماء بالقرب من اليمامة عن ابن أبي حفصة لبني مالك بن امرىء القيس. وأسيلة أيضا ماءة ونخل لبني العنبر باليمامة عن الحفصي أيضا، وقال نصر الأسيلة: ماء به نخل وزرع في قاع يقال له الجثجاثة يزرعونه وهو لكعب بن العنبر بن عمرو بن تميم.
أسيوت: بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وتاء مثناة. جبل قرب حضرموت مطل على مدينة مرباط ينبت الدادي الذي يصلح به النبيذ وفيه يكون شجر اللبان ومنه يحمل إلى جميع الدنيا ولا يكون في غيره قط بينه وبين عمان على ما قيل ثلاثمائة فرسخ.
أسيوط: بوزن الذي قبله. مدينة في غربي النيل من نواحي صعيد مصر وهي مدينة جليلة كبيرة. حدثني بعض النصارى من أهلها أن فيها خمسا وسبعين كنيسة وهم بها كثير، وقال الحسن بن إبراهيم المصري: أسيوط من عمل مصر وبها مناسج الأرمني والدبيقي المثلث وسائر أنواع السكر لا يخلو منه بلد إسلامي ولا جاهلي وبها السفرجل يزيد في كثرته على كل بلد وبها يعمل الأفيون يعتصر من ورق الخشخاش الأسود والخس ويحمل إلى سائر الدنيا قال وصورت الدنيا للرشيد فلم يستحسن إلا كورة أسيوط وبها ثلاثون ألف فدان في استواء من الأرض لو وقعت فيها قطرة ماء لانتشرت في جميعها لا يظمأ فيها شبر وكانت إحدى منتزهات أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، وينسب إليها جماعة. منهم أبو علي الحسن بن علي بن الخضري بن عبد الله الأسيوطي توفي سنة 372 وغيره.
باب الهمزة والشين وما يليهما
الأشاءة: بالفتح وبعد الألف همزة مفتوحة وتاء التأنيث. موضع أظنه باليمامة أو ببطن الرئة. قال زياد بن منقذ العدوي:
يا ليت شعري عن جنبي مكشحة ** وحيث تبنى من الحناءة الأطم
عن الأشاءة هل زالت محارمها ** أم هل تغير من آرامها إرم
قالوا: الحناءة - الجمص - والأشاءة - في الأصل صغار النخل، وقال إسماعيل بن حماد: الأشاءة همزته منقلبة عن الياء لأن تصغيره أشي وقد رد ابن جني هذا وأعظمه وقال ليس في الكلام كلمة فاؤها وعينها همزتان ولا عينها ولامها أيضا همزتان بل قد جاءت أسماء محصورة فوقعت الهمزة فيها فاء ولاما وهي أأة وأجأ وأخبرني أبو علي أن محمد بن حبيب حكى في اسم علم أتاءه، وذهب سيبويه في قولهم ألاءة وأشاءة إلى أنهما فعالة مما لامه همزة فأما أباءة فذكر أبو بكر محمد بن السري فيما حدثني به أبو علي عنه أنها من ذوات الياء من أبيت فأصلها عنده أباية ثم عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية وعطاية حتى صرن عباءة وصلاءة وعطاءة في قول من همز ومن لم يهمز أخرجهن على أصولهن وهو القياس اللغوي وإنما حمل أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من الياء وأصلها أباية المعنى الذي وجده في أباءة من أبيت وذلك أن الأباءة هي الأجمة وهي القصبة والجمع بينها وبين أبيت أن الأجمة ممتنعة مما ينبت فيها من القصب وغيره من السلوك والتصرف وخالفت بذلك حكم البراح والبراز وهو النقا من الأرض فكأنها ابت وامتنعت على سالكها فمن ههنا حملهاعندي على أبيت. فأما ما ذهب إليه سيبويه أن لاءة وأشاءة مما لامه همزة فالقول فيه عندي أنه عدل بهما عن أن يكونا من الياء كعباءة وصلاءة وعطاءة لأنه وجدهم يقولون عباءة وعباية وصلاءة وصلاية وعطاءة وعطاية فيهن على أنها بدل الياء التي ظهرت فيهن لاما ولما لم يسمعهم يقولون أشاية ولا ألاية ورفضوا فيهما الياء ألبتة دله ذلك على أن الهمزة فيها لام أصلية غير منقلبة عن واو ولا ياء ولو كانت الهمزة فيهما بدلا لكانوا خلقاء أن يظهروا ما هو بدل منه ليستدلوا به عليهما كما فعلوا ذلك في عباءة وأختيها وليس في ألاءة وأشاءة من الاشتقاق من الياء ما في أباءة من كونها في معنى أبية فلهذا جاز لأبي بكر أن يزعم أن همزتها من الياء وإن لم ينطقوا فيها بالياء.
أشابة: موضع بنجد قريب من الرمل.
الأشافي: بلفظ جمع الأشفى الذي يخرز به. واد في بلاد بنى شيبان. قال الأعشى:
أمن جبل الأمرار صرت خيامكم ** على نبإ إن الأشافي سائل هذا مثل ضربه الأعشى لأن أهل جبل الأمرار لا يرحلون إلى الأشافي ينتجعونه لبعده إلا أن يجدبوا كل الجدب ويبلغهم أنه مطر وسال.
أشاقر: كأنه جمع أشقر نحو أحوص وأحاوص. جبال بين مكة والمدينة وقد روي بضم أوله، وأنشد أبو الحسين المهلبي لجران العود:
عقاب عقنباة ترى من حذارها ** ثعالب أهوى أو أشاقر تضح الأشامان: بلفظ التثنية. موضع في قول ذي الرمة:
أعن ترسمت من خرقاء منزلة ** ماء الصبابات من عينيك مسجوم
كأنها بعد أحوال مضين لها ** بالأشامين يمان فيه تسهيم أشاهم: بالضم ويقال أشاهن بالنون. موضع في شعر ابن أحمر.
أشبورة: بالضم ثم السكون وضم الباء الموحدة وواو ساكنة وراء وهاء. ناحية بالأندلس من أعمال طليطلة ويقولون: أشبورة من أعمال إستجة ولا أدري أهما موضعان يقال لكل واحد منهما أشبورة أم هو واحد.
أشبونة: بوزن الذي قبله إلا أن عوض الراء نون، وهي مدينة بالأندلس أيضا يقال لها لشبونة وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط يوجد على ساحلها العنبر الفائق. قال ابن حوقل: هي على مصب نهر شنترين إلى البحر قال ومن فم النهر وهو المعدن إلى أشبونة إلى شنترة يومان. وينسب إليها جماعة. منهم أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن خلف بن عبد الكريم بن سعيد المصمودي من البربر ويعرف بالزاهد الأشبوني سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن وقاسم بن أصبغ وغيرهما وكان ضابطا لما كتب ثقة توفي سنة 360.
إشبيلية: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ولام وياء خفيفة. مدينة كبيرة عظيمة وليس بالأندلس اليوم أعظم منها تسمى حمص أيضا وبها قاعدة ملك الأندلس وسريره وبها كان بنو عباد ولمقامهم بها خربت قرطبة وعملها متصل بعمل لبلة وهي غربي قرطبة بينهما ثلاثون فرسخا وكانت قديما فيما يزعم بعضهم قاعدة ملك الروم وبها كان كرسيهم الأعظم وأما الان فهو بطليطلة، وإشبيلية قريبة من البحر يطل عليها جبل الشرف وهو جبل كثير الشجر والزيتون وسائر الفواكه ومما فاقت به على غيرها من نواحي الأندلس زراعة القطن فإنه يحمل منها إلى جميع بلاد الأندلس والمغرب وهي على شاطىء نهر عظيم قريب في العظم من دجلة أو النيل تسير فيه المراكب المثقلة يقال له وادي الكبير وفي كورتها مدن وأقاليم تذكر في مواضعها. ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم. منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب الإشبيلي وهو قاضيها مات سنة 276.
أشتابديزه: بالضم ثم السكون وتاء مثناة وألف وباء موحدة مفتوحة ودال مكسورة وياء ساكنة وزاي وهاء. محلة كبيرة بسمرقند متصلة بباب دستان. ينسب إليها جماعة ويزيدون إذا نسبوا إليها كافا في اخرها فيقولون إشتابديزكي. منها أبو الفضل محمد بن صالح بن محمد بن الهيثم الكرابيسى الاشتابديزكي السمرقندي كان مكثرا من الحديث روى عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي توفي سنة 322.
أشتاخوست: بالفتح ثم السكون وتاء مثناة وألف والخاء معجمة مفتوحة والواو والسين يلتقي فيها ساكنان خفيفان وتاء مثناة أخرى. قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراساخ. منها أبو عبد الله الأشتاخوستي كان زاهدا صالحا.
أشترج: بالضم ثم السكون وتاء مثناة مضمومة وراء ساكنة وجيم. قرية في أعالي مرو يقال لها أشترج بالا معناه أشترج الأعلى وهذا يري أن هناك أشترج الأسفل. ينسب إلى أشترج بالا أبو القاسم شاه بن النزال بن شاه السعدي الاشترجي مات في شهر رمضان سنة 301.
أشتر: بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وراء. ناحية بين نهاوند وهمذان. قال ابن الفقيه: وعلى جبال نهاوند طلسمان وهما صورة ثور وسمكة من ثلج لا يذوبان شتاء ولا صيفا وهما ظاهران مشهوران ويقال إنهما للماء حتى لا يقل بنهاوند ومن ذلك الجبل ينقسم نصفين يعني ماء عين فيه نصف يأخذ في الغرب حتى يسقي رستاقا يعرف برستاق الأشتر وأهله يسمونه ليشتر وبين الأشتر ونهاوند عشرة فراسخ ومنها إلى سابور خوست اثنا عشر فرسخا. ينسب إليها جماعة. منهم أبو محمد مهران بن محمد الأشتري البصري ولم يتحقق لي هل هو من هذا الموضع أم بعض أجداده كان يقال له الأشتر.
الأشتوم: بالضم ثم السكون وتاء مثناة مضمومة والواو ساكنة وميم. موضع قرب تنيس. قال يحيى بن الفضل:
حمار أتى دمياط والروم وثب ** بتنيس منه رأي عين وأقرب
يقيمون بالأشتوم يبغون مثلما ** أصابوه من دمياط والحرب ترتب وقال الحسن بن محمد المهلبي في كتابه العزيزي ومن تنيس إلى حصن الأشتوم وفيه مصب ماء البحيرة إلى بحر الروم ستة فراسخ ومن هذا الحصن إلى مدينة الفرما في البر ثمانية أميال وفي البحيرة ثلاثة فراسخ ثم قال عند ذكر دمياط ومن شمالي دمياط يصب النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم عرض النيل هناك نحو مائة ذراع وعليه من حافتيه سلسلة حديد وهذا غير الأول.
أشتون: مثل الذي قبله إلا أن عوض الميم نون. حصن بالأندلس من أعمال كورة جيان، وفي ديوان المتنبي يذكر وخرج أبو العشائر يتصيد بالأشتون أظنه قرب أنطاكية والله أعلم.
إشتيخن: بالكسر ثم السكون وكسر التاء المثناة وياء ساكنة وخاء معجمة مفتوحة ونون. من قرى صغد سمرقند بينها وبين سمرقند سبعة فراسخ. قال الأصطخري: وأما إشتيخن فهي مدينة مفردة في العمل عن سمرقند ولها رساتيق وقرى وهي على غاية النزهة وكثرة البساتين والقرى والخصب والأشجار والثمار والزروع ولها مدينة وقهندز وربض وأنهار مفردة وضياع ومن بعض قراها عجيف بن عنبسة وبها قراه إلى أن استصفاها المعتصم ثم أقطعها المعتمد على الله محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر. وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم. منهم أبو بكر محمد بن أحمد بن مت الأشتيخني كان من أئمة أصحاب الشافعي حدث بصحيح البخاري عن الفربري توفي في سنة 381 وقيل سنة 88 وغيره.
أشداخ: بالفتح ثم السكون وآخره خاء معجمة والشدخ كسر الشيء الأجوف تقول شدخت رأسه فانشدخ، وهو موضع في عقيق المدينة. قال أبو وجزة السعدي:
تأبد القاع من ذي العش فالبيد ** فتغلمان فأشداخ فعبود أشرف: بالفتح. موضع بالحجاز في ديار بني نصر بن معاوية.
ذو أشرق: بالقاف مضاف إليه ذو فيقال ذو أشرق. بلدة باليمن قرب ذي جبلة. منها أحمد بن محمد الأشرقي الشاعر يمدح الملك المعز إسماعيل بن سيف الإسلام طغتدكين بن أيوب بقصيدة أولها
بني العباس هاتوا ناظرونا أراد قبحه الله وأخزاه أن يفضله عليهم وكان ذلك في أوائل إدعاء إسماعيل الخلافة والنسب في بني أمية وصنع على لسان إسماعيل ونحله إياه:
قسما بالمسومات العتاق ** وبسمر القنا وبيض الرقاق
وبجيش أجش يحسب بحرا ** موجه السلبغات يوم التلاقي
لتدوسن مصر خيلي ورجلي ** ودمشق العظمى وأرض العراق ومن ذي جبلة كان أيضا الفقيه القاضي مسعود بن علي بن مسعود الأشرقي وكان قد ولي القضاء باليمن بعد عزل صفي الدين أحمد بن علي بن أبي بكر العرشاني مات بذي أشرق في أيام أتابك سنقر سلوك سيف الإسلام في حدود سنة 590 وصنف كتابا سماه كتاب الأمثال في شرح أمثال اللمع لأبي إسحاق الشيرازي وصير إليه رجل يقال له سليمان بن حمزة من أصحاب عبد الله حمزة الخارجي من بلاد بني حبيش عشر مسائل في أسود الدين فأجاب عنها بكتاب سماه الشهاب وصنف كتابا في شروط القضاء ومات ولم يتمه وسير إليه الريف عبد الله بن حمزة الخارجي مسائل في صحة إمامة نفسه فصنف كتابا أبطل فيه جميع ما أورده من الشبه.
أشروسنه: بالضم ثم السكون وضم الراء وواو ساكنة وسين مهملة مفتوحة ونون وهاء أورده أبو سعد رحمه الله بالسين المهملة وهذا الذي أوردته ها هنا هو الذي سمعته من ألفاظ أهل تلك البلاد، وهي بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد الهياطلة بين سيحون وسمرقند وبينها وبين سمرقند ستة وعشرون فرسخا معدودة في الإقليم الرابع طولها إحدى وتسعون درجة وسدس وعرضها ست وثلاثون درجة وثلثان. قال الإصطخري أشروسنة اسم الاقليم كما أن الصغد اسم الإقليم وليس بها مكان ولا مدينة بهذا الاسم والغالب عليها الجبال والذي يطوف بها من أقاليم ما وراء النهر من شرقيها فرغانة ومن غربيها حدود سمرقند وشماليها الشاش وبعض فرغانة وجنوبيها بعض حدود كش والصغانيان وشومان وولا شجرد وراشت ومدينتها الكبرى يقال لها بلسان ومن مدنها بنجيكت وساباط وزامين وديزك وخزقانه ومدينتها التي يسكنها الولاة بنجيكت. ينسب إلى أشروسنة أمم من أهل العلم. منهم أبو طلحة حكيم بن نصر بن خالج بن جندبك وقيل جندلك الأشروسني.
إش: بالكسر وتشديد الشين. من قرى خوارزم.
أش: بالفتح والشين مخففة وربما مدت همزته. مدينة الأشات بالأندلس من كورة البيرة وتعرف بوادي أش والغالب على شجرها الشاهبلوط وتنحدر إليها أنهار من جبال الثلج بينها وبين غرناطة أربعون ميلا وهي بين غرناطة وبجانة وفيها يكون الإبريسم الكثير. قال ابن حوقل بين ماردة ومدلين يومان ومنها إلى تزجيلة يومان ومنها إلى قصر أش يومان ومن قصر أش إلى مكناسة يومان. قلت ولا أدري قصر أش هو وادي أش أو غيره.
أشطاط: بالفتح والطاآن مهملان يجوز أن يكون جمع شط وهو البعد أو جمع. الشطط وهو الجور ومجاوزة القدر وغدير الأشطاط. قريب من عسفان. قال عبيد الله بن قيس الرقيات.
لم تكلم بالجلهتين الرسوم ** حادث عهد أهلها أم قديم
سرف منزل لسلمة فالظه ** ران منا منازل فالقصيم
فغدير الأشطاط منها محل ** فبعسفان منزل معلوم
صدروا ليلة أنقضى الحج فيهم ** حرة زانها أغر وسيم
يحمي أهلها النفوس عليها ** فعلى نحرها الرقى والتميم الأشعر: بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة وراء. الأشعر والأقرع جبلان معروفان بالحجاز. قال أبو هريرة خير الجبال أحد والأشعر وورقان وهي بين مكة والمدينة، وقال ابن السكيت الأشعر: جبل جهينة ينحدر على ينبع من أعلاه، وقال نصر: الأشعر والأبيض جبلان يشرفان على صبوحة وحنين والأشعر والأجرد جبلا جهينة بين المدينة والشام.
الأشفار: بالفاء كأنه جع شفر وهو الحد. بلد بالنجد من أرض مهرة قرب حضرموت بأقص اليمن له ذكر في أخبار الردة.
أشفند: بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وسكون النون ودال مهملة. كورة كبيرة من نواحي نيسابور قصبتها فرهاذجرد أول حدودها مرج الفضاء إلى حد زوزن والبوزجان وهي ثلاث وثمانون قرية لها ذكر في خبر عبد الله بن عامر بن كريز أنه نزلها في عسكره فأدركهم الشتاء فعادوا إلى نيسابور.
أشفورقان: من قرى مرو الروذ والطالقان فيما أحسب. منها عثمان بن أحمد بن أبي الفضل أبو عمر الأشفورقاني الحضري كان إماما فاضلا حسن السيرة جميل الأمر وكان إمام جامع أشفورقان سمع أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن بن أبي القصر الخطيب السنجري وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني الفقيه وأبا جعفر محمد بن محمد بن الحسن الرابي. قال أبو سعد: قرأت عليه بأشفورقان عند منصرفي من بلخ وكانت ولادته تقديرا سنة 471 ووفاته في سنة 549 الإشفيان: تثنية الإشفي الذي يخرز به. ظربان يكتنفان ماء يقال له الظبي لبني سليم.
أشقاب: بالفتح ثم السكون وقاف وألف وباء موحدة. موضع في قول اللهبي:
فالهاوتان فكبكب فجتاوب ** فالبوص فالأفراع من أشقاب أشقالية: بالفتح واللام مكسورة وياء خفيفة. إقليم من نواحي بطليوس من نواحي الأندلس.
أشقر: أشقر وشقراء. من قرى اليمامة لبني عدي بن الرباب.
الأشق: القاف مشددة. موضع في قول الأخطل يصف سحابا.
باتت يمانية الرياح تقوده ** حتى استقاد لها بغير حبال
في مظلم غدق الرباب كأنما ** يسقي الأشق وعالجا بدوالي أشقوبل: بالضم ثم السكون وضم القاف والواو ساكنة وباء موحدة مضمومة ولام. مدينة في ساحل جزيرة صقلية.
أشقة: القاف مفتوحة. مدينة مشهورة بالأندلس متصلة الأعمال بأعمال بربطانية في شرقي الأندلس ثم في شرقي سرقسطة وشرقي قرطبة وهي مدينة قديمة أزلية متقنة العمارة هي اليوم بيد الإفرنج ولها حصون ومعاقل تذكر في مواضعها إن شاء الله تعالى.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)