أشكابس: بالفتح وفتح الكاف وبعد الألف باء موحدة مضمومة وسين مهملة. حصن بالأندلس من أعمال شنتمرية.
إشكرب: بالكسر وراء ساكنة وباء موحدة. مدينة في شرقي الأندلس. ينسب إليها أبو العباس يوسف بن محمد بن فازو الإشكربي ولد بإشكرب ونشأ بجيان فانتسب إليها وسافر إلى خراسان وأقام ببلخ إلى أن مات بها في سنة 548.
أشكر: بالفتح وضم الكاف. قرية من قرى مصر بالشرقية وبمصر أيضا أسكر ذكرته.
إشكنوار: بالكسر وفتح الكاف وسكون النون وواو وألف وراء، بلد بفارس.
أشكوران: بالفتح وضم الكاف وواو ساكنة وراء وألف ونون. من قرى أصبهان. قال أبو طاهر محمد أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن إبروية الأشكوراني قدم علينا أصبهان وقرأت عليه وسألته عن مولده فقال سنة 417 وتوفي سنة 493. قال وأشكوران من ضياع أصبهان وقال أخبرني جدي أبو أمي أبو نصر منصور بن محمد بن بهرام.
أشكونية: بكسر النون وياء مفتوحة. من نواحي الروم بالثغر غزاها سيف الدولة بن حمدان. فقال شاعره أبو العباس: الصفري وشدد الياء ضرورة.
وحلت بأشكونية كل نكبة ** ولم يك وفد الموت عنها بناكب
جعلت رباها للخوامع مرتعا ** ومن قبل كانت مرتعا للكواعب إشكيذبان: بكسر أوله والكاف وياء ساكنة وفتح الذال المعجمة وباء موحدة وألف ونون. قرية بين هراة وبوشنج. ينسب إليها الإمام أبو العباس الإشكيذباني، وأبو الفتح محمد بن عبد الله بن الحسين الإشكيذباني سمع بهمذان من أبي الفضل أحمد بن سعد بن حتان ومن أبي الوقت عبد الأول السجزي ومات بمكة في حدود سنة 590.
أشكيشان: بالفتح وكسر الكاف وياء ساكنة وشين أخرى معجمة وألف ونون. من قرى أصبهان. منها أبو محمد محمود بن محمد بن الحسن بن حامد الإشكيشاني حدث عن أبي بكر بن رندة وغيره.
أشلاء اللحام: أشلاء جمع شلو وهي الأعضاء من اللحم وبنو فلان أشلاء في بني فلان أي بقايا فيهم واللحام بكسر اللام والحاء المهملة. اسم موضع.
الأشل: جبل في ثغور خراسان غزاه الحكم بن عمرو الغفاري.
إشليم: بالكسر ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وميم. كورة أو قرية بحوف مصر الغربي.
أشمذان: بفتح أوله والميم والذال معجمة مفتوحة وألف ونون مكسورة بلفظ التثنية. يقال شمذت الناقة بذنبها إذا رفعته ويقال للنخل شمذ لأنهن يرفعن أذنابهن، وقيل في قول رزاح بن ربيعة العذري أخي قصي لأمه:
جمعنا من السر من أشمذين ** ومن كل حي جمعنا قبيلا وقيل. أشمذان ها هنا جبلان وقيل قبيلتان، وقال نصر: أشمذان تثنية أشمذا جبلان بين المدينة وخيبر تنزلهما جهينة وأشجع.
إشمنت: بكسر الميم وسكون النون وتاء مثناة. قرية بالصعيد الأدنى غربي النيل وقيل إنها إشنمت النون قبل الميم.
أشموم: بضم الميم وسكون الواو. اسم لبلدتين بمصر يقال لإحداهما أشموم طناح وهي قرب دمياط وهي مدينة الدفهلية والأخرى أشموم الجريسات بالمنوفية - طناح - بفتح الطاء والنون- والجريسات - بضم الجيم وفتح الراء وياء ساكنة وسين مهملة وألف وتاء مثناة. أشمون: بالنون وأهل مصر يقولون الأشمونين. وهي مدينة قديمة أزلية عامرة آهلة إلى هذه الغاية وهي قصبة كورة من كور الصعيد الأدنى غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت باسم عامرها وهو أشمن بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح قالوا قسم مصر بن بيصر نواحي مصر بين ولده فجعل لابنه أشمن من أشمون فما دونها إلى منف في الشرق والغرب وسكن أشمن أشمون فسميت به. ينسب إليه جماعة. منهم أبو إسماعيل ضمام بن إسماعيل بن مالك المعافري الاشموني مات بالإسكندرية سنة 185، وهجيع بن قيس الحارثي يروي عن حوثرة بن مسهر وعن حذيفة بن اليمان روى عنه عبد العزيز بن صالح وسعيد بن راشد وعبد الرحمن بن رزين وخلاد بن سليمان. قال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الحافظ وكان يعني هجنعا يسكن الأشمون من صعيد مصر وأحسبه من ناقلة الكوفة وذكره أبو سعد السمعاني كما ذكره ابن يونس سواء إلا أنه وهم في موضعين أحدهما أنه قال قيس بن الحارث وإنما هو الحارثي وقال هو من أهل أشموس قال آخره سين مهملة هذا لفظه قرية من صعيد مصر وإنما هو أشمونين.
أشمونيث: بكسر النون وياء ساكنة وثاء مثلثة. عين في ظاهر حلب قي قبلتها تسقي بستانا يقال له الجوهري وإن فضل منها شيء صب في قويق. ذكره منصور بن مسلم بن أبي الخرجين يتشوق حلب:
أيا سائق الأظعان من أرض جوشن ** سلمت ونلت الخصب حيث ترود
أبن لي عنها تشف ما بي من الجوى ** فلم يشف ما بي عالج وزرود
هل العوجان الغمر صاف لوارد ** وهل خضمته بالخلوق مدود
وهل عين أشمونيث تجري كمقلتي ** عليها وهل ظل الجنان مديد
إذا مرضت ودت بأن ترابها ** لها دون أكحال الأساة برود
ومن جرب الدنيا على سوء فعلها ** يعيب ذميم العيش وهو حميد
إذا لم تجد، ما تبتغيه فخض بها ** غمار السرى أم الطلاب ولود أشميون: الميم مكسورة وياء مضمومة وواو ساكنة ونون. من قرى بخارى وقيل محلة. ينسب إليها أبو عبد الله حاتم بن قديد الأشميوني من شيوخ محمد بن إسماعيل البخاري.
أشناذجرد: نون وألف وذال معجمة ساكنة وجيم مكسورة وراء ودال مهملة قرية، نسب إليها السلفي أبا العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الأشناذجردي، وقال أنشدني بنهاوند:
فؤادي منك منصدع جريح ** ونفسي لا تموت فتستريح
وفي الأحشاء نار ليس تطفى ** كأن وقودها قصب وريح أشنانبرت: الألف والنون الثانية ساكنتان وباء موحدة مكسورة وراء ساكنة وتاء مثناة. من قرى بغداد. منها أبو طاهر إسحاق بن هبة الله بن الحسن الأشنانبرتي الضرير حدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الغنوي الرقي بالخطب النباتية وعن غيره وسكن دمشق إلى حين وفاته. روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري التغلبي الدمشقي في معجمه وكان حيا في سنة 592.
الأشنان: بالضم وهو الذي تغسل به الثياب قنطرة الأشنان. محلة كانت ببغداد. ينسب إليها محمد بن يحيى الاشناني روى عن يحيى بن معين حدت عنه سعيد بن أحمد بن عثمان الأنماطي و غيره وهو الذي في عداد المجهولين.
أشند: بفتحتين ثم السكون ودال مهملة. قرية من قرى بلخ.
أشنه: بالضم ثم السكون وضم النون وهاء محضة. بلدة شاهدتها في طرف أذربيجان من جهة إربل بينها وبين أرمية يومان وبينها وبين إربل خمسة أيام وهي بين إربل وأرمية ذات بساتين وفيها كمثرى يفضل على غيره يحمل إلى جميع ما يجاورها من النواحي إلا أن الخراب فيها ظاهر وكان ورودي إليها مجتازا من تبريز سنة 617. نسب المحدثون إليها جماعة من الرواة على ثلاثة أمثلة أشناني كذا نسبوا أبا جعفر محمد بن عمر بن حفص الأشناني الذي روى عنه أبو عبد الله الغنجاري وهو منها قاله محمد بن طاهر المقدسي قال رأيتهم ينسبون إلى هذه القرية الاشنهي ولكن هكذا نسبه أبو سعد الماليني في بعض تخاريجه. قال وربما قالوا بالهمزة بعد الألف قالوا الأشناني على غير قياس. وإليها ينسب الفقيه عبد العزيز بن علي الأشنهي الشافعي تفقه على أبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزابادي وسمع الحديث من أبي جعفر بن مسلمة وصنف مختصرا في الفرائض جوده.
إشنين: بالكسر والنون أيضا وياء ساكنة ونون أخرى والعامة يقول إشني. قرية بالصعيد إلى جنب طنبذى على غربي النيل وتسمى هذه وطنبذى العروسين لحسنهما وخصبهما وهما من كورة البهنسا.
أشوقة: بالضم ثم الضم وسكون الواو وقاف وهاء. بلدة بالأندلس. ينسب إليها أحمد بن محمد بن مرحب أبو بكر الأشوقي فقيه مفت وله سماع من أبي عبد الله بن دليم وأحمد بن سعد ومات سنة 370 قاله أبو الوليد بن الفرضي.
أشوفة: بالنون مكان القاف. حصن بالأندلس من نواحي إستجه وعن السلفي أشونة حصن من نظر قرطبة. منه الأديب غانم بن الوليد المخزومي الأشوني وهو الذي يقول فيما ذكر السلفي:
ومن عجب أني أحن إليهم ** وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ** ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
أشيح: بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة وحاء مهملة. اسم حصن منيع عال جدا في جبال اليمن. قال عمارة اليمني حدثني المقرىء سلمان بن ياسين وهو من أصحاب أبي حنيفة قال بت في حصن أشيح ليالي كثيرة وأنا عند الفخر أرى الشمس تطلع من المشرق وليس لها من النور شيء وإذا نظرت إلى تهامة رأيت عليها من الليل ضبابا وطخاء يمنع الماشي من أن يعرف صاحبه من قريب وكنت أظن ذلك من السحاب والبخار وإذا هو عقابيل الليل فأقسمت أن لا أصلي الصبح إلا على مذهب الشافعي لأن أصحاب أبي حنيفة يؤخرون صلاة الصبح إلى أن تكاد الشمس أن تطلع على وهاد تهامة وما ذاك إلا لأن الشرق مكشوف لأشيح من الجبال لعلو ذروته. وقال أبو عبد الله الحسن بن قاسم الزبيدي يمدح الراعي سبأ بن أحمد الصلحي وكان منزله بهذا الحصن:
إن ضامك الدهر فاستعصم بأشيح أو ** إن نابك الدهر فاستمطر بنان سبا
ما جاءه طالب يبغي مواهبه ** إلا وأزمع منه فقره هربا
بني المظفر ما امتدت سماء علا ** إلا وألقيتم في أفقها شهبا أشير: بكسر ثانيه وياء ساكنة وراء. مدينة في جبال البربر بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل بجاية في البر، كان أول من عمرها زيري بن مناد الصنهاجي وكان سيد هذه القبيلة في أيامه وهو جد المعز بن باديس وملوك إفريقية بعد خروج الملقب بالمعز منها وكان زيري هذا في بدء أمره يسكن الجبال ولما نشأ ظهرت منه شجاعة أوجبت له أن اجتمع إليه طائفة من عشيرته فأغار بهم على من حوله من زناتة والبربر ورزق الظفر بهم مرة بعد مرة فعظم جمعه وطالبته نفسه بالإمارة وضاق عليه وعلى أصحابه مكانهم فخرج يرتاد له موضعا ينزله فرأى أشير وهو موضع خال وليس به أحد مع كثرة عيونه وسعة فضائه وحسن منظره فجاء بالبنائين من المدن التي حوله وهي المسيلة وطبنة وغيرهما وشرع في إنشاء مدينة أشير وذلك في سنة 324 فتمت على أحسن حال وعمل على جبلها حصنا مانعا ليس إلى المتحصن به طريق إلا من جهة واحدة تحميه عشرة رجال وحمى زيري أهل تلك الناحية وزرع الناس فيها وقصدها أهل تلك النواحي طلبا للأمن والسلامة فصارت مدينة مشهورة وتملكها بعده بنو حماد وهم بنو عم باديس واستولوا على جميع ما يجاورها من النواحي وصاروا ملوكا لا يطون أحدا طاعة وقاوموا بني عمهم ملوك إفريقية ال باديس، ومن أشير هذه الشيخ الفاضل أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري إمام أهل الحديث والفقه والأدب بحلب خاصة وبالشام عامة استدعاه الوزير عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة وزير المقتفي والمستنجد وطلبه من الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي فسيره إليه وقرأ كتاب ابن هبيرة الذي صنفه وسماه الإيضاح في شرح معاني الصحاح بحضوره وجرت له مع الوزير منافرة في شيء اختلفا فيه أغضب كل واحد منهما صاحبه وردف ذلك اعتذار من الوزير وبره برا وافرا ثم سار من بغداد إلى مكة، ثم عاد إلى الشام فمات في بقاع بعلبك في سنة 561.
أشيقر: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وكسر القاف وراء. واد بالحجاز. قال الحفصي الأشيقر جبل باليمامة وقرية لبني عكل. قال مضرس بن ربعي.
تحمل من وادي أشيقر حاضرة ** وألوى بريعان الخيام أعاصره
ولم يبق بالوادي لأسماء منزل ** وحوراء إلا مزمن العهد دائره
ولم ينقص الوسمي حتى تنكرت ** معالمه واعتم بالنبت حاجره
فلا تهلكن النفس لؤما وحسرة ** على الشيء سداه لغيرك قادره الأشيمان: بالفتح ثم السكون تثنية أشيم. موضعان وقيل حبلان بالحاء المهملة من رمل الدهناء وقد ذكرهما ذو الرمة في غير موضع من شعره ورواه بعضهم الأشامان وقد تقدم قول ذي الرمة:
كأنها بعد أحوال مضين لها ** بالأشيمين يمان فيه تسهيم وقال السكري الأشيمان في بلاد بني سعد بالبحرين دون هجر.
الأشيم: واحد الذي قبله وياؤه مفتوحة وهو في الأصل الشيء الذي به شامة، وهو موضع غير الذي قبله والله أعلم.
أشي: بالضم ثم الفتح والياء مشددة. قال أبو عبيد السكوني من أراد اليمامة من النباج سار إلى القريتين ثم خرج منها إلى أشي وهو لعدي الرباب وقيل هو للأحمال من بلعدوية، وقال غيره: أشي موضع بالوشم والوشم واد باليمامة فيه نخل وهو تصغير الأشاء وهو صغار النخل الواحدة أشاءة، وقال زياد بن منقذ التميمي أخو المرار يذكره:
لا حبذا أنت ياصنعاء من بلد ** ولا شعوب هوى مني ولا نقم
وحبذا حين تمسي الريح باردة ** وادي أشي وفتيان به هضم
الواسعون إذا ما جر غيرهم ** على العشيرة والكافون ما جرموا
والمطعمون إذا هبت شآمية ** وباكر الحي في صرادها صرم
لم ألق بعدهم حيا فأخبرهم ** إلا يزيدهم حبا إلي هم وهي قصيدة شاعر في اختبار أبي تمام أنا أذكره بمشيئة الله وتوفيقه في صنعاء، وقال عبدة بن الطبيب هذه الأبيات:
إن كنت تجهل مسعاتي فقد علمت ** بنو الحويرث مسعاتي وتكراري
والحي يوم أشي إذ ألم بهم ** يوم من الدهر إن الدهر مرار
لولا يجوده الحي الذين بها ** أمسى المزالف لا تذكو بها نار - والمزالف - ما دنا من النار. قال نصر بن حماد
الأشاءة همزته منقلبة عن ياء لأن تصغيره أمشع بلفظ اسم هذا الموضع وقد خالفه سيبويه في ذلك وحكينا كلام أبي الفتح بن جني في ذلك في أشاءة ونتبعه بحكاية كلامه في أشي ههنا. قال قال لي شيخنا أبو علي قد ذهب قوم إلى أن أشياء من لفظ أشي هذا فهي على هذا فعلاء لا أفعال ولا أفعلاء ولا لفعاء ولامه مجهولة وهي تحتمل الحرفين الهمزة والياء كأنها أغلب على اللام ولا يجوز على هذا أن يكون أشي من لفظ وشئت بهمزة لامه لانضمامها كأجوه وأقنة لقولهم أشياء بالهمز ولو كان منه لوجب وشياء لانفتاح الهمزة ولا تقيس على أحد وأناة لقلته وينبغي لأشي أن يكون مصروفا فإن ظاهر أمره أن يكون فعيلا وفعيل أبدا مصروف عربيا كان أو عجميا، وقد روي أشي هذا غير معروف ولا أدفع أن يكون هذا جائزا فيه وهو أن يكون تحقير أفعل من لفظ شويت حقر وهو صفة فيكون أصله أشوى كأحوى حقر فحذفت لامه كحذف لام أخوى، وأما قياس قول عيسى فينبغي أن يصرف وإن كان تحقير أفعل صفة ولو كان من لفظ شويت لجاز فيه أيضا أشيو كما جاز من أحا أحيو غير أن ما فيه من علمية يسجله فيحظر عليه ما يجوز فيه في حال إشاعته وتنكيره وقد يجوز عندي في أشي هذا أن يكون من لفظ أشاءة فاؤه ولامه همزتان وعينه شين فيكون بناؤه من أشء وإذا كان كذلك احتمل أن يكون مكبره فعلا كأنه أشاء أحد أمثلة الأسماء الثلاثية العشرة غير أنه حقر فصار تقديره أشيء كأشيع ثم خففت همزته بأن أبدلت ياء وأدغمت فيها ياء التحقير فصار أشي كقولكم في تحقيركم مع تخفيف الهمزة كمي وقد يجوز أن يكون أشي من قوله وادي أشي تحقير أشيا أفعل من لفظ شأؤت أو شأيت حقر فصار أشيء كأعيم ثم خففت همزته فأبدلت ياء وأدغمت ياء التحقير فيها كقولك فيم تخفيف تحقير رأس أروس فاجتمعت معك ثلاث ياآت ياء التحقير والتي بعدها بدلا من الهمزة ولام الفعل فصارت إلى أشي ومن حذف من آخر تحقير أحوى فقال أحي مصروفا أو غير مصروف من هذه الياآت الثلاث في أشي شيئا وذلك أنه ليس معه في الحقيقة ثلاث ياآت ألا تعلم أن الياء الوسطى إنما هي همزة مخففة والهمزة المخففة عندهم في حكم المحققة فكما لا يلزم الحذف مع تخفيف الهمزة في أشي من قولك هذا أشي ورأيت أشيا كذلك لا يحذف في أشي أو لا تعلم أنك إن حقرت بريء اسم رجل في قياس قول يونس في رد المحذوف ثم خففت الهمزة لزمك أن تقول هذا بري فتجمع بين ثلاث ياآت ولا تحذف منهن شيئا من حيث كانت الوسطى منهن همزة مخففة وقياس قول العرب في تخفيف رؤيا ريا وقول الخليل في تخفيف فعل في أويت أوى وقول أبي عثمان في تخفيف الهمزتين معا من مثال إفعوعلت من وأيت إواويت أن تحذف حرفا من آخر أشي هذا فتقول أشيء مصروفا أو غير مصروف على خلاف القوم فيه فجرى عليه غير اللازم مجرى اللازم، وقد يجوز في أشئ أيضا أن يكون تحقير أشأ وهو فعلى كأرطى من لفظ أشاة حقر كأريط فصار أشيا ثم أبدلت همزته للتخفيف ياء فصار أشيا واصرفه في هذا ألبته كما تصرف أريط معرفة ونكرة ولا تحذف هنا ياء كما لم تحذفها فيما قبل لأن الطريقين واحدة لكن من أجاز الحذف على إجراء غير اللازم مجرى اللازم أجاز الحذف هنا أيضا. قال وفيه ما هو أكثر من هذا ولو كانت مسئلة مفردة لوجب بسطها وفي هذا ههنا كفاية إن شاء الله تعالى.
باب الهمزة والصاد وما يليهما
الإصاد: بالكسر. اسم الماء الذي لطم عليه داحس فرس قيس بن زهير العبسي وكان قد أجراه مع الغبراء فرس لحذيفة بن بدر الفزاري كان قد أوقف له قوما في الطريق فلما جاء داحس مسابقا لطم وجهه حتى سبق فكان في ذلك حرب داحس والغبراء أربعين عاما وآخر ذلك قتلوا أولاد بدر الفزاري قتلهم أولاد مالك بن زهير وعشيرتهم. قال بدر بن مالك بن زهير يرثي أباه وكان قد اغتاله أولاد بدر في الليل وقتلوه في جملة هذه الفتنة التي وقعت بينهم. فقال:
ولله عينا من رأى مثل مالك ** عقيرة قوم أن جرى فرسان
فإن الرباط النكد من آل داحس ** أبين فما يفلجن يوم رهان
جلبن بإذن الله مقتل مالك ** وطرحن قيسا من وراء عمان
لطمن على ذات الإصاد وجمعكم ** يرون الأذى من ذلة وهوان
سيمنع عنك السبق إن كنت سابقا ** وتقتل إن زلت بك القدمان
فليتهما لم يشربا قط شربة ** وليتهما لم يرسلا لرهان
أحل به أمس جنيدب نذره ** فأي قتيل كان في غطفان
إذا سجعت بالرقمتين حمامه ** أو الرس تبكي فارس الكتفان
- الكتفان - اسم فرسه، وقال قيس بن زهير:
ألم يبلغك والأنباء تنمي ** بما لاقت لبون بني زياد
كما لاقيت من حمل بن بدر ** وإخوته على ذات الإصاد
وقال أبو عبيد. ذات الإصاد ردهة في ديار عبس وسط هضب القليب وهضب القليب علم أحمر فيه شعاب كثيرة في أرض الشربة، وقال الأصمعي: هضب القليب بنجد جبال صغار والقليب في وسط هذا الموضع يقال له ذات الإصاد وهو اسم من أسمائها - والردهة - نقيرة في حجر يجتمع فيها الماء، وذكر ابن الفقيه في أودية العلاة من أرض اليمامة ذو الإصاد ولا أدري أهو المذكور آنفا أم غيره.
الأصاغي: بالغين المعجمة. موضع في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي. قال:
ولو أنه إذ كان ما حم واقعا ** بجانب من يخفى ومن يتودد
لهن بما بين الأصاغي ومنصح ** تعاو كما عج الحجيج الملبد الأصافر: جمع أصفر محمول على أحوص وأحاوص وقد تقدم، وهي ثنايا سلكها النبي في طريقه إلى بدر، وقيل الأصافر: جبال مجموعة تسمى بهذا الاسم ويجوز أن تكون سميت بذلك لصفرها أي خلوها، وقد ذكرها كثير في شعره. فقال:
عفا رابع من أهله فالظواهر ** فأكناف هرشى قد عفت فالأصافر
معان يهيجن الحليم إلى الصبا ** وهن قديمات العهود دواثر
لليلى وجارات لليلى كأنها ** نعاج الملا تحدى بهن الأباعر إصبع: بلفظ الإصبع من اليد بكسر الهمزة وسكون الصاد وفتح الباء، وفي إصبع اليد ثلاث لغات جيدة مستعملة وهن إصبع ونظائره قليلة جاء من إبرم نبت وإبين اسم رجل نسبت إليه عدن إبين وإشفى وهو المخصف وإنفحة وإصبع نحو إثمد وأصبع نحو أبلم، وحكى النحويون لغة رابعة ردية وهي أصبع بفتح الهمزة ثم السكون ثم الكسر وليس في كلام العرب على كل الوزن غيره. إصبع خفان بناء عظيم قرب الكوفة من أبنية الفرس وأظنهم بنوه منظرة هناك على عادتهم في مثله، وإصبع أيضا جبل بنجد. وذات الإصبع رضيمة لبني أبي بكر بن كلاب عن الأصمعي، وقيل هي في ديار غطفان- والرضام - صخور كبار يرضم بعضها على بعض.
أصبغ: بالفتح وآخره غين معجمة. اسم واد من ناحية البحرين.
أصبهانات: جمع أصبهانة. وهي مدينة بأرض فارس.
إصبهانك: بكسر أوله ويفتح وهو تصغير أصبهان بلغة الفرس وهم إذا أرادوا التصغير في شيء زادوا في آخره كافا. وهي بليدة في طريق أصبهان.
أصبهان: منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسره آخرون منهم السمعاني وأبو عبيد البكري الأندلسي وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية الإسراف وأصبهان اسم للإقليم بأسره وكانت مدينتها أولا جيا ثم صارت اليهودية وهي من نواحي الجبل في آخر الإقليم الرابع طول ست وثمانون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان. طول أصبهان أربع وسبعون درجة وثلثان وعرضها أربع وثلاثون درجة ونصف، ولهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف. قال أصحاب السير: سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن يونان بن يافث، وقال ابن الكلبي سميت بأصبهان بن فلوج بن سام بن نوح عليه السلام. قال ابن دريد أصبهان اسم مركب لأن الاصب البلد بلسان الفرس وهان اسم الفارس فكأنه يقال بلاد الفرسان. قال عبيد الله المستجير بعفوه المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس وهان كأنه دليل الجمع فمعناه الفرسان والأصبهاني الفارس، وقال حمزة بن الحسن أصبهان اسم مشتق من الجندية وذلك أن لفظ أصبهان إذا رد إلى اسمه بالفارسية كان أصباهان وهي جمع أسباه وأسباه اسم للجند والكلب وكذلك سك اسم للجند والكلب وإنما لزمهما هذان الإسمان واشتركا فيهما لأن أفعالهما لفقت لأسمائهما وذلك أن أفعالهما الحراسة فالكلب يسمى في لغة سك وفي لغة أسباه وتخفف فيقال أسبه فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين وسموا بهما بلدين كان معدن الجند الأساورة فقالوا لأصبهان أسباهان ولسجستان سكان وسكستان. قال وذكر ابن حمزة: في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوائم الناس وهوامهم قال أصله أسباه آن أي هم جند الله قال وما أشبه قوله هذا إلا باشتقاق عبد الأعلى القاص حين قيل له لم سمي العصفور قال لأنه عصى وفر قيل له فالطفشيل قال لأنه طفا وشال. قالوا ولم يكن يحمل لواء ملوك الفرس من ال ساسان إلا أهل أصبهان. قلت: ولذلك سبب ربما خفي عن كثير من أهل هذا الشأن وهو أن الضحاك المسمى بالازدهاق ويعرف ببيوراسب وذي الحيتين لما كثر جوره على أهل مملكته من توظيفه عليهم في كل يوم رجلين يذبحان وتطعم أدمغتهما للحيتين اللتين كانتا نبتتا في كتفيه فيما تزعم الفرس فانتهت النوبة إلى رجل حداد عن أهل أصبهان يقال له كابي فلما علم أنه لا بد من ذبح نفسه أخذ الجلدة التي يجعلها على ركبتيه ويقي النار بها عن نفسه وثيابه وقت شغله ثم إنه رفعها على عصا وجعلها مثل البيرق ودعا الناس إلى قتل الضحاك وإخراج فريدون جد بني ساسان من مكمنه وإظهاره أمره فأجابه الناس إلى ما دعاهم إليه من قتل الضحاك حتى قتله وأزال ملكه وملك فريدون وذلك في قصة طويلة ذات تهاويل وخرافات فتبركوا بذلك اللواء إذ انتصروا به وجعلوا حمل اللواء إلى أهل أصبهان من يومئذ لهذا السبب. قال مسعر بن مهلهل وأصبهان صحيحة الهواء نفيسة الجو خالية من جميع الهوام لا تبلى الموتى في تربتها ولا تتغير فيها رائحة اللحم ولو بقيت القدر بعد أن تطبخ شهرا وربما حفر الإنسان بها حفيرة فيهجم على قبر له ألوف سنين والميت فيه على حاله لم يتغير وتربتها أصح تراب الأرض ويبقى التفاح فيها غضا سبع سنين ولا تسوس بها الحنطة كما تسوس في غيرها. قلت أنا وسألت جماعة من عقلاء أهل أصبهان عما يحكى من بقاء جثه الميت بها في مدفنها فذكروا لي أن ذلك بموضع منها مخصوص وهو في مدفن المصلى لا في جميع أرضها. قال الهيثم بن عدي: لم يكن لفارس أقوى من كورتين واحدة سهلية والأخرى جبلية أما السهلية فكسكر وأما الجبلية فأصبهان وكان خراج كورة اثني عشر ألف ألف مثقال ذهب وكانت مساحة أصبهان ثمانين فرسخا في مثلها وهي ستة عشر رستاقا كل رستاق ثلاثمائة وستون قرية قديمة سوى المحدثة وهي جي وماربانان والنجان والبراآن وبزخوار ورويدشت وأردستان وكروان وبرزاباذان ورازان وفريدين وقهستان وقامندار وجرم قاشان والتيمرة الكبرى والتيمرة الصغرى ومكاهن الداخلة وزاد حمزة رستاق جابلق ورستاق التيمرة ورستاق أردستان ورستاق أنارباذ ورستاق ورانقان، ونهر أصبهان المعروف بزندروذ غاية في الطيب والصحة والعذوبة، وقد ذكر في موضعه وقد وصفته الشعراء. فقال بعضهم:ه وقد وصفته الشعراء. فقال بعضهم:
لست آسى من أصبهان على شي ** ء سوى ماءها الرحيق الزلال
ونسيم الصبا ومنخرق الريح وجو صاف على كل حال
ولها الزعفران والعسل الما ** ذي والصافنات تحت الجلال وكذلك قال الحجاج لبعض من ولاه أصبهان قد وليتك بلدة حجرها الكحل وذبابها النحل وحشيشها الزعفران، وقال آخر:
لست آسى من أصبهان على شي ** ء أنا أبكي عليه عند رحيلي
غير ماء يكون بالمسجد الجا ** مع صاف مروق مبذول وأرض أصبهان حرة صلبة فلذلك تحتاج إلى الطعم فليس بها شيء أنفق من الحشوش فإن قيمتها عندهم وافرة، وحدثني بعض التجار قال رأيت بأصبهان رجلا من الثناء يطعم قوما ويشرط عليهم أن يتبرزوا في خربة له. قال ولقد اجتزت به مرة وهو يخاصم رجلا ويقول له كيف تستجيز أن تأكل طعامي وتفعل كذا عند غيري ولا يكنى وقد ذكر ذلك شاعر. فقال:
بأصبهان نفر ** خشسوا وخاسوا نفرا
إذا رأى كريمهم ** غرة ضيف نفرا
فليس للناظر في ** أرجائها إن نظرا
من نزهة تحيي القلو ** ب غير أوقار الخرا ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان مكتوب هذه الأبيات:
قبح السالكون في طلب الرز ** ق على أيذج إلى أصبهان
ليت من زارها فعاد إليها ** قد رماه الإله بالخذلان
ودخل رجل على الحسن البصري فقال له من أين أنت فقال له من أهل أصبهان فقال: الهرب من بين يهودي ومجوسي واكل ربا، وأنشد بعضهم لمنصور بن باذان الأصبهاني:
فما أنا من مدينة أهل جي ** ولا من قرية القوم اليهود
وما أنا عن رجالهم براض ** ولا لنسائهم بالمستريد وقال آخر في ذلك:
لعن الله أصبهان بلدا ** ورماها بالسيل والطاعون
بعت في الصيف قبة الخيش فيها ** ورهنت الكانون في الكانون
وكانت مدينة أصبهان بالموضع المعروف بجي وهو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة فلما سار بخت نصر وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان فبنوا لهم في طرف مدينة جي محلة ونزلوها وسميت اليهودية ومضت على ذلك الأيام والأعوام فخربت جي وما بقي منها إلا القليل وعمرت اليهودية فمدينة أصبهان اليوم هي اليهودية هذا قول منصور بن باذان. ثم قال: إنك لو فتشت نسب أجل من فيهم من الثناء والتجار لم يكن بد من أن تجد أصل نسبه حائكا أويهوديا، وقال بعض من جال البلدان إنه لم ير مدينة أكثر زان وزانية من أهل أصبهان قالوا ومن كيموس هوائها وخاصيتها أنها تبخل فلا تر بها كريما. وحكى عن الصاحب أبي القاسم بن عباد أنه كان إذا أراد الدخول إلى أصبهان قال من له حاجة. فليسألنيها قبل دخولي إلى أصبهان فإنني إذا دخلت وجدت بها في نفسي شحا لا أجده في غيرها، وفي بعض الأخبار أن الدجال يخرج من أصبهان. قال: و خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار أهلها تطول ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصر ولها عدة تواريخ وقد فشا فيها الخراب في هذا الوقت وقبله في نواحيها لكثرة الفتن والتعصب بين الشافعية والحنفية والحروب المتصلة بين الحربين فكلما ظهرا طائفة نهبت محلة الأخرى وأحرقتها وخربت لا يأخذهم في ذلك إل ولا ذمة ومع ذلك فقل أن تدوم بها دولة سلطان أو يقيم بها فيصلح فاسدها وكذلك الأمر في رساتيقها وقراها التي كل واحدة من كالمدينة، وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب رضي عنه في سنة 19 للهجرة المباركة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان وعلى مقدمته عبد الله بن ورقاء الرياحي وعلى مجنبته عبد الله ورقاء الأسدي. قال سيف الدين: لا يعلمون يرون أحدهما عبد الله بن بديل بن ورقاه الخزاعي لذكر ورقاء فطنوا أنه نسب إلى جده وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء قتل بصفين وهو ابن أربعة وعشرين سنة فهو أيم صبي، وسار عبد الله بن عتبان إلى جي والملك يومئذ بأصبهان القاذوسقان ونزل بالناس على جي فخرجوا إليه بعد ما شاء الله من زحف فلما التقوا قال القاذوسقان لعبد الله لا تقتل أصحابي ولا أصحابك ولكن ابرز لي فإن قتلتك رجع أصحابك وإن قتلتني سالمتك أصحابي فبرز له عبد الله فقال له إما أن تحمل علي وإما أن أحمل عليك فقال أنا أحمل عليك فأثبت لي فوقف له عبد الله وحمل عليه القاذوسقان فطعنه فأصاب قربوس السرج فكسره وقطع اللبب والحزام فأزال اللبب والسرج فوقف عبد الله قائما ثم استوى على فرسه عريانا فقال له أثبت فحاجزه وقال له ما أحب أن أقاتلك فإني رأيتك رجلا كاملا ولكني أرجع معك إلى عسكرك فأصالحك وأدفع المدينه إليك على أن من شاء أقام وأدى الجزية وأقام على ماله وعلى أن يجري من أخذتم أرضه مجراهم ومن أبى أن يدخل في ذلك ذهب حيث شاء ولكم أرضه قال ذلك لك، وقدم عليه أبو موسى الأشعري من ناحية الأهواز وكان عبد الله قد صالح القاذوسقان فخرج القوم من جي ودخلوا في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أصبهان لحقوا بكرمان ودخل عبد الله وأبو موسى جيا وجي مدينة أصبهان، وكتب عبد الله بالفتح إلى عمر رضي الله عنه فرجع إليه الجواب يأمره أن يلحق بكرمان مددا للسهيل بن عدي لقتال أهلها فاستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع ومضى، وكان نسخة كتاب صلح أصبهان بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عبد الله للقاذوسقان وأهل أصبهان وحواليها إنكم آمنون ما أديتم الجزية وعليكم من الجزية على قدر طاقتكم كل سنة تؤدونها إلى من يلي بلدكم من كل حاكم ودلالة المسلم وإصلاح طريقه وقراه يومه وليلته وحملان الراجل إلى رحله لا تسلطوا على مسلم وللمسلمين نصحكم وأداء ما عليهم ولكن الأمان بما فعلتم فإن غيرتم شيئا أو غيره منكم مغير ولم تسلموه فلا أمان لكم ومن سب مسلما بلغ منه فإن ضربه قتلناه وكتب وشهد عبد الله بن قيس وعبد الله بن ورقاء وعصمة بن عبد الله، وقال عبد الله بن عتبان في ذلك.
ألم تسمع وقد أوذي ذميما ** بمنعرج السراة من اصبهان
عميد القوم إذ ساروا إلينا ** بشيخ غير مسترخي العنان وقال أيضا:
من مبلغ الأحياء عني فإنني ** نزلت على جي وفيها تفاقم
حصرناهم حتى انسروا ثمت انتزوا ** فصدهم عتا القنا والصوارم
وحادلها القاذوسقان بنفسه ** وقد دهدهت بين الصفوف الجماجم
فثاورته حتى إذا ما علوته ** تفادى وقد صارت إليه الحزائم
وعادت لقوحا أصبهان بأسرها ** يدر لنا منها القرى والدراهم
وإني على عمد قبلت جزاءهم ** غداة تفادوا والعجاج فواقم
ليزكوا لنا عند الحروب جهادنا ** إذا انتطحت في المأزمين الهماهم
هذا قول أهل الكوفة يرون أن فتح أصبهان كان لهم، وأما أهل البصرة وكثير من أهل السير فيرون أن أبا موسى الأشعري لما انصرف من وقعة نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها أياما ثم افتتحها ووجه الأحنف بن قيس إلى قاشاق ففتحها عنوة ويقال بل كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري يأمره بتوجيه عبد الله بن بديل الرياحي إلى أصبهان في جيش فوجهه ففتح عبد الله بن بديل جيا صلحا على أن يؤدي أهلها الخراج والجزية وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم وأموالهم خلا ما في أيديهم من السلاح ونزل الأحنف بن قيس على اليهودية فصالحه أهلها على مثل صلح أهل جي. قال البلاذري وكان فتح أصبهان ورساتيقها في بعض سنة 23 وبعض 24 في خلافة عمر رضي الله عنه، ومن نسب إلى أصبهان من العلماء لا يحصون إلا إنني أذكر من أعيان أئمتهم جماعة غلبت على نسبهم فلا يعرفون إلا بالأصبهاني. منهم الحافظ الامام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران سبط محمد بن موسى البناء الحافظ المشهور صاحب التصانيف منها حلية الأولياء وغير ذلك مات يوم الاثنين لعشرين من محرم سنة 430 ودفن بمردبان ومولده في رجب سنة 330 قاله ابن مندة يحيى.
أصبهبذان: بسكون الهاء وضم الباء الثانية وذال معجمة وألف ونون، والأصبهبذان في أصل كلام الفرس لغة لكل من ملك طبرستان كما نعت ملك الفرس بكسرى وملك الترك بخاقان وملك الروم بقيصر، وهي مدينة في بلاد الديلم كان يسكنها ملك تلك الناحية وبينها وبين البحر ميلان.
الأصدار: كأنه جمع الصدر ضد الورد. مواضع بنعمان الأراك قرب مكة يجلب منها العسل والمراد بها صدور الوادي عن الأصمعي.
أصطاذنة: ناحية بالمغرب غزاها عابس بن سعد وجهه مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل معاوية إليها قبيل سنة 57 إصطخر: بالكسر وسكون الخاء المعجمة والنسبة إليها إصطخري وإصطخرزي بزيادة الزاي. بلدة بفارس من الإقليم الثالث طولها تسع وسبعون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها. قيل كان أول من أنشأها اصطخر بن طهمورث ملك الفرس وطهمورث عند الفرس بمنزلة آدم. قال جرير بن الخطفي يذكر أن فارس والروم والعرب من ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام
ويجمعنا والغر أبناء سارة ** أب لا نبالي بعده من تعذرا
وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا ** حمائل موت لابسين السنورا
إذا افتخروا عدوا الصبهبذ منهم ** وكسرى وعدوا الهرمزان وقيصرا
وكان كتاب فيهم ونبوة ** وكانوا باصطخر الملوك وتسترا
قال الإصطخري، وأما إصطخر فمدينة وسطة وسعتها مقدار ميل وهي من أقدم مدن فارس وأشهرها وبها كان مسكن ملك فارس حتى تحول اردشير إلى جور، وفي بعض الأخبار أن سليمان بن داود عليه السلام كان يسير من طبرية إليها من غدوة إلى عشية، وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان عليه السلام وزعم قوم من عوام الفرس أن جم الملك الذي كان قبل الضحاك سليمان بن داود قال وكان في قديم الأيام على مدينة إصطخر سور فتهدم وبناؤه من الطين والحجارة والجص على قدر يسار الباني وقنطرة خراسان خارجة عن المدينة على بابها مما يلي خراسان ووراء القنطرة أبنية ومساكن ليست بقديمة ولازال باصطخر وباء، إلا أن خارج المدينة صحيح الهواء وبين اصطخر وشيراز اثنا عشر فرسخا قال ويرتفع من جبال اصطخر حديد وبقرية من كورة إصطخر تعرف بدار أبجرد معدن الزيبق ويقولون أن كور فارس خمس وقيل سبع أكبرها وأجلها كورة إصطخر وبها كانت قبل الإسلام خزائن الملوك، وكان إدريس بن عمران يقول أهل اصطخر أكرم الناس أحسابا ملوك وأبناء ملوك، ومن مشهور مدن كورتها البيضاء ومائين ونيريز وابرقويه ويزد وغير ذلك وطول ولايتها اثنا عشر فرسخا في مثلها والمنسوب إليها جماعة وافرة من أهل العلم. منهم أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى المفضل الإصطخري القاضي أحد الأئمة الشافعية وصاحب قول فيهم مولده سنة 244 ووفاته في جمادى الآخرة سنة 328، وأبو سعيد عبد الكريم بن ثابت الإصطخري ثم الجزري مولى بني أمية وهو ابن حصيف أصله من اصطخر سكن حران، وأحمد الحسين بن داناج أبو العباس الزاهد الإصطخري سكن مصر وسمع إبراهيم بن دحيم ومحمد بن صالح عصمة بدمشق وعبد الله بن محمد بن سلام المقدسي ومحمد بن عبيد الله بن فضيل الحمصي وعبدان أحمد الأهوازي وجعفر الفريابي وعبد الله بن أحمد حنبل والحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز بالبصرة و علي بن عبد العزيز البغوي بمكة وأبا علي الحسن أحمد بن المسلم الطبيب بصنعاء وغيرهم روى أبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن جابر التنيسي وأبو محمد بن النحاس وغيرهما ومات بمصر لعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 336.
أصطفانوس: بالفتح والفاء وألف ونون مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة. محلة بالبصرة مسماة باسم كاتب نصراني قديم كان في أيام زياد أو ما قاربها.
اصطنبول: بسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو ولام. هو اسم لمدينة القسطنطينية وهناك يبسط القول فيها إن شاء الله تعالى.
أصفون: بضم الفاء وسكون الواو ونون. قرية بالصعيد الأعلى على شاطىء غربي النيل تحت إشني وهي على تل عال مشرف.
إصمت: بالكسر وكسر الميم وتاء مثناة. اسم علم لبرية بعينها. قال الراعي:
أشلى سلوقية باتت وبات بها ** من وحش إصمت في أصلابها أود وقال بعضهم العلم هو وحش إصمت الكلمتان معا، وقال أبو زيد يقال لقيته بوحش إصمت وببلدة اصمت أي بمكان قفر وإصمت منقول من فعل الأمر مجردا عن الضمير وقطعت همزته ليجري على غالب الأسماء وهكذا جميع ما يسمى به من فعل الأمر وكسر الهمزة من إصمت إما لغة لم تبلغنا وإما أن يكون غير في التسمية به عن أصمت بالضم الذي هو منقول في مضارع هذا الفعل وإما أن يكون مجردا مرتجلا وافق لفظ الأمر الذي بمعنى أسكت وربما كان تسمية هذه الصحراء بهذا الفعل للغلبة لكثرة ما يقول الرجل لصاحبه إذا سلكها اصمت لئلا تسمع فنهلك لشدة الخوف بها.
أصم: بفتحتين وتشديد الميم ضد السميع، أصم بالجلحاء وأصم السمرة في ديار بني عامر بن صعصعة ثم لبني كلاب منهم خاصة ويقال لهما الأصمان عن نصر.
الأصنام: جمع صنم. إقليم الأصنام بالأندلس من أعمال شدونة وفيه حصن يعرف بطبيل في أسفله عين غزيرة الماء عذبة اجتلب الأوائل منها الماء إلى جزيرة قادس في خرز الصخر المجوف أنثى وذكر وشقوا به الجبال فإذا صاروا إلى موضع المنخفضة والسباخ بنيت له فيه قناطر على جنايا كذلك حتى وصلوا إلى البحر ثم دخلوا به في البحر الملح ستة أميال في خرز من الحجارة كما ذكرنا حتى أخرج إلى جزيرة قادس وقيل إن أعلامها إلى اليوم باقية وقد ذكر السبب الداعي إلي هذا الفعل في ترجمة قادس.
الأصهبيات: بفتح الهاء وكسر الباء الموحدة وياء مشددة وألف وتاء كأنه جمع الأصهبية وهو الأشقر ماء وأنشد:
دعاهن من ثاج فأزمعن ورده ** أو الأصهبيات العيون السوافح
الأضيغ: ياء مفتوحة وغين معجمة. هو واد وقيل ماء.
أصيل: ياء ساكنة ولام. بلد بالأندلس. قال سعد الخير: ربما كان من أعمال طليطلة. ينسب إليه أبومحمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي محدث متقن فاضل معتبر تفقه بالأندلس فانتهت إليه الرياسة وصنف كتاب الآثار، والدلائل في الخلاف ثم مات بالأندلس في نحر سنة 395، وذكر أبو الوليد بن الفرضي في الغرباء الطارئين على الأندلس قال ومن الغرباء في هذا الباب عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأصيلي من أصيلة يكنى أبا محمد سمعته يقول قدمت قرطبة سنة 342 فسمعت بها من أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد ومحمد بن معاوية القرشي وأبي بكر اللؤلؤي وإبراهيم ورحلت إلى وادي الحجارة إلى وهب بن مسرة فسمعت منه وأقمت عنده سبعة أشهر وكانت رحلتي إلى المشرق في محرم سنة 351 ودخلت بغداد وصاحب الدولة بها أحمد بن بويه الأقطع فسمعت بها من أبي بكر الشافعي وأبي علي بن الصواف وأبي بكر الأبهري وآخرين وتفقه هناك لمالك بن أنس ثم وصل إلى الأندلس في آخر أيام المستنصر فشوور وقرأ عليه الناس كتاب البخاري رواية أبى زيد المروزي وغير ذلك وكان حرج الصدر ضيق الخلق وكان عالما بالكلام والنظر منسوبا إلى معرفة الحديث وقد حفظت عنه أشياء ووقف عليها أصحابنا وعرفوها وتوفي لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة 392، ويحقق قول أبي الوليد أن الأصيلي من الغرباء لا من الأندلس كما زعم سعد الخير ما ذكره أبو عبيد البكري في كتابه في المسالك عند ذكره بلاد البربر بالعدوة بالبر الأعظم فقال ومدينة أصيلة أول مدينة العدوة مما يلي الغرب وهى في سهلة من الأرض حولها رواب لطاف والبحر بغربيها وجنوبيها وكان عليها سور ولها خمسة أبواب فإذا ارتج البحر بلغ الموج حائط الجامع وسوقها حافلة يوم الجمعة وماء آبار المدينة شروب وبخارجها آبار عذبة وهي الان خراب وهي بغربي طنجة بينهما مرحلة، وكان والد أبي محمد الأصيلي إبراهيم أديبا شاعرا له شعر في أهل فاس ذكر في ترجمة فاس.
الأصيهب: بلفظ تصغير الأصهب وهو الأشقر. ماء قرب المروت في ديار بني تميم ثم لبني حتان أقطعه النبي حصين بن مشئت لما وفد إليه مسلما مع مياه آخر.
باب الهمزة والضاد وما يليهما
الأضاء: بالفتح والمد، واد.
أضاخ: بالضم وآخره خاء معجمة. من قرى اليمامة لبني نمير وذكره ابن الفقيه في أعمال المدينة، وقال الأصمعي ومن مياههم الرسيس ثم الإراطة وبينها وبين أضاخ ليلة وأضاخ سوق وبها بناء وجماعة ناس وهي معدن البرم، وقال أبو القاسم بن عمر أضاخ جبل وقيل وضاخ ولم يزد، ولوضاخ ذكر في قصة امرىء القيس قالوا أتى امرؤ القيس قتادة بن الشؤم اليشكري وأخويه الحارث وأبا شريح. فقال امرؤ القيس:
يا حار أجز ** أحار ترى بريقا هب وهنا فقال الحارث:
كنار مجوس تستعر استعارا فقال قتادة:
أرقت له ونام أبو شريح ** إذا ما قلت قد هدأ استطارا فقال أبو شريح:
كأن هزيزه بوراء غيث ** عشار وله لاقت عشارا فقال الحارث:
فلما أن علا شرجي أضاخ ** وهت أعجاز ريف فحارا فقال قتادة:
فلم يترك ببطن الشر ظبيا ** ولم يترك بقاعته حمارا فقال امرؤ القيس إني لأعجب من بيتكم هذا كيف لا يحترق من جودة شعركم فسموا بني النار يومئذ. وقد نسب الحافظ أبو القاسم إليها محمد بن زكريا أبا غانم النجدي ويقال اليمامي الأضاخي من قرية من قرى اليمامة سمع محمد بن كامل العناني بعمان البلقاء والمقدام بن داود الرعيني المصري روى عنه أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر الفيروزآبادي المقري وأبو الفهد الحسين بن محمد بن الحسن وأبو بكر عتيق بن عبد الرحمن بن أحمد السلمي العباداني.
الأضارع: جمع أضرع اسم بركة من حفر الإعراب في غربي طريق الحاج ذكرها المتنبي. فقال:
ومسي الجميعي دئداءها ** وغادى الأضارع ثم الدنا أضاعي: بالضم والقصر، واد في بلاد عذرة.
إضان: بالكسر ورواه أبو عمرو أطان بالطاء المهملة وأنشد على اللغتين والروايتين. قول ابن مقبل:
تأنس خليلي هل ترى من ظعائن ** تحملن بالعلياء فوق إضان أضاءة بني غفار: بعد الألف همزة مفتوحة والإضاءة الماء، المستنقع من سيل أو غيره ويقال هو غدير صغير ويقال هو مسيل الماء إلى الغدير وغفار قبيلة من كنانة موضع قريب من مكة فوق سرف قرب التناضب له ذكر في حديث المغازي.
أضاءة لبن: بكسر اللام وسكون الباء الموحدة ونون. حد من حدود الحرم على طريق اليمن.
أضبع: بسكون ثانيه وضم الباء الموحدة والعين المهلة جمع ضبع جمع قلة. موضع على طريق حاج البصرة بين رامتين وإمرة عن نصر.
أضراس: كأنه جمع ضرس. موضع في قول بعض الأعراب:
أيا سدرتي أضراس لا زال رائحا ** روى عروقا منكما وذراكما
لقد هجتما شوقا علي وعبرة ** غداة بدا لي بالضحى علماكما
فموت فؤادي أن يحن إليكما ** ومحياة عيني أن ترى من يراكما أضرع: موضع في شعر الراعي:
فأبصرتهم حتى رأيت حمولهم ** بأنقاء يحموم ووركن أضرعا قال ثعلب: هي جبال أو قارات.
أضرعة: من قرى ذمار من نواحي اليمن.
إضم: بالكسر ثم الفتح وميم ذو إضم. ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة، وقيل ذو إضم جوف هناك به ماء وأماكن يقال لها الحناظل وله ذكر في سرايا النبي ، وقال السيد علي: إضم واد بجبال تهامة وهو الوادي الذي فيه المدينة ويسمى من عند المدينة القناة ومن أعلا منها عند السد يسمى الشظاة ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمى إضما إلى البحر، وقال سلامة بن جندل:
يا دار أسماء العلياء من إضم ** بين الدكادك من قو فمعصوب
كانت لها مرة دارا فغيرها ** مر الرياحي بسافي الترب مجلوب قال ابن السكيت إضم واد يشق الحجاز حتى يفرغ في البحر وأعلا إضم القناة التي تمر دون المدينة، وقيل إضم واد لأشجع وجهينة ويوم إضم من أيامهم وعن نصر. إضم أيضا جبل بين اليمامة وضرية، وقال غيره ذو إضم ماء بين مكة واليمامة عند السمينة يطؤه الحاج.
اضم: بالضم ثم السكون. موضع في قول عنترة العبسي:
عجلت بنو شيبان مدتهم ** والبقع أسناها بنو لأم
كنا إذا نفر المطي بنا ** وبدت لنا أحواض ذي أضم
نعدي فنطعن في أنوفهم ** نختار بين القتل والغنم
الأضوج: بفتح أوله والواو ثم جيم. موضع قرب أحد بالمدينة. قال كعب بن مالك الأنصاري يرثي حمزة بن عبد المطلب:
نشجت وهل لك من منشج ** وكنت متى تذكر تلجج
تذكر قوم أتاني لهم ** أحاديث في الزمن الأعوج
بما صبروا تحت ظل اللواء ** لواء الرسول بذي الأضوج
غداة أجابت بأسيافها ** جميعا بنو الأوس والخزرج
أضوح: بالحاء المهملة حصن من حصون ناحية زبيد باليمن وزبيد بفتح الزاي اسم البلد و الله أعلم بالصواب.
[عدل] باب الهمزة والطاء المهملة وما يليهما
إطان: بالكسر واخره نون ويروى بالضاد المعجمة وقد تقدم قال ابن مقبل:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن ** تحملن بالعلياء فوق إطان
فقال أراها بين تبراك موهنا ** وطلحام إذ علم البلاد هداني وقد روي عن قول الأعشى:
كانت وصاة وحاجات لنا كفف ** لو أن صحبك إذ ناديتهم وقفوا
على هريرة إذ قامت تودعنا ** وقد أتى من إطاء دونها شرف بالراء ولا أدري أهو تصحيف أم هو موضع آخر: أطائف: بالضم وبعد الألف ياء وفاء. موضع في قول المرقش:
بودك ما قومي إذا ما هجوتهم ** إذا هب في المشتاة ريح أطائف
أطحل: بالفتح ثم السكون وفتح الحاء المهملة ولام، والطحلة لون بين الغبرة والبياض ورماد أطحل وشراب أطحل إذا لم يكن صافيا وهو جبل بمكة يضاف إليه ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة فيقال لهم ثور أطحل. قال البعيث:
وجئنا بأسلاب الملوك وأحرزت ** أسنتنا مجد الأسنة والأكل
وجئنا بعمرو بعد ما حل سربها ** محل الذليل خلف أطحل أوعكل وإلى ثور أطحل ينسب سفيان بن سعيد الثوري مات في البصرة سنة 161.
أطد: بفتحتين. أرض قرب الكوفة من جهة البر نزلها جيش المسلمين في أول أيام الفتوح. قال الزبرقان بن بدر.
سيروا رويدا فإنا لن نفوتكم ** وإن ما بيننا سهل لكم جدد
إن الغزال الذي ترجون غرته ** جمع يضيق به العتكان أو أطد قال ابن الأعرابي عتكان وأطد أودية لبني بهدلة أطرابزندة: بالفتح ثم السكون وراء وألف وباء موحدة مفتوحة وزاي مضمومة ونون ساكنة ودال مهملة وهاء. مدينة من أعيان مدن الروم على ضفة بحر القسطنطينية الشرقي وهو المعروف ببحر بنطس، وإلى هذه المدينة منتهى جبل القبق ثم يقطعه البحر وهي مشرفة على البحر وماؤه محيط بها كالخندق محفور حولها بأسرها وعليه قنطرة إذا دهمهم عدو قطعوها ولها رستاق واسع ومقابلها مدينة كراسنده على ساحل هذا البحر الغربي وأكثر أهلها رهبان وهي من أعمال القسطنطينية وولايتها كلها جبال وعرة.
أطرب: الباء موحدة أفعل من الطرب وهو الخفة والسرور موضع قرب حنين. قال سلمة بن دريد بن الصمة وهو يسوق ظعينة.
أنسيتني ما كنت غير مصابة ** ولقد عرفت غداة نعف الأطرب
إنى منعتك والركوب مجنب ** ومشيت خلفك غير مشي الأنكب
إذ فر كل مهذب ذي لمة ** عزامة وخليله لم يعقب أطرابلس: بضم الباء الموحدة واللام والسين مهملة مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام بين اللاذقية وعكا، وزعم بعضهم أنها بغير همز فخالف أبو الطيب المتنبي فقال:
وقصرت كل مصر عن طرابلس
وقد بسط القول فيها وفي المغربي في باب الطاء وقد خرج من أطرابلس هذه خلق من أهل العلم منهم معاوية بن يحيى الأطرابلسي يكنى أبا مطيع روى عن سعيد بن أبي أيوب وعن أبي الزناد وسليمان بن سليم وخالد الحذاء روى عنه بقية بن الوليد وهشام بن عمار ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد الله بن يوسف التنيسي قاله الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال ومعاوية بن يحيى أبو روح الصدفي الدمشقي الأطرابلسي كان يلي بيت المال بالري للمهدي حدث عن مكحول والزهري وذكر جماعة روى عنه عقيل بن زياد وقال أبو بكر بن موسى عقيب ذكره أبا مطيع وفر الدمشقيين اخر يقال له معاوية بن يحيى الصدفي وكان على بيت المال بالري روى عن الزهري روى عنه عقيل بن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب وروى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه ولم يكنه ابن موسى ولانسبه إلى أطرابلس وكناه ونسبه إليها الحافظ، وسعيد بن عجلان الأطرابلسي سمع محمد بن شعيب بن شابور روى عنه أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين وإسماعيل بن الحارث الأطرابلسي روى عن يحيى بن صالح الوحاظي روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عيسى المقري، وعبد الله بن إسحاق الأطرابلسي سمع علي بن عبد العزيز البغوي وغيره روى عنه محمد بن إسحاق بن مندة وجماعة وخيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن داود بن خيثمة القرشي الأطرابلسي أحد حفاظ الشام والمكثرين منهم سمع الكثير ورحل في طلب الحديث فسمع بالشام واليمن وبغداد والكوفة وواسط وحديثه كثير مشهور في العراقيين والشاميين والأصبهانيين ومن أعلام مشايخه عبد الله بن أحمد بن حنبل والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وأبو قلابة الرقاشي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وغيرهم روى عنه خلق كثير منهم أبو الحسين بن جميع ومحمد بن يوسف البغدادي الأديب الأخباري وأبو حفص بن شاهين سئل عنه الخطيب فقال ثقة ووثقه ابن الأكفاني وعبد العزيز الكناني ثم وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس توفي خيثمة بن سليمان في ذي القعدة سنة 343 وذكر أنه سأله عن مولده فقال سنة 227 وقال غيره: مولده سنة 217 وسمع بعد الستين ومائتين وكان ثقة مؤمنا من العتاد مات وهو ابن مائة وست وعشرين سنة، وأخوه محمد بن سليمان الأطرابلسي روى عنه محمد بن يوسف بن بحر وغيره، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأطرابلسي ابن أخت خيثمة بن سليمان سمع خاله، وحمزة بن عبد الله بن الحسين بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي القاسم بن الشام الأطرابلسي الفقيه الأديب الشاهد قدم دمشق وحدث بها وبطرابلس عن أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي وأبي القاسم عبد الوهاب بن عبيد الله البغدادي وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه وغيرهم روى عنه علي بن أبي زوران وعلي بن إبراهيم الجنابيان والقاضي أبو عبد الله القضاعي وأبو علي الأهوازي وجماعة سواهم.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)