صفحة 11 من 33 الأولىالأولى ... 91011121321 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 44 من 132

الموضوع: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان


  1. #41
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    في الفرق بين زيارة الموحدين للقبور وزيارة المشركين أما زيارة الموحدين: فمقصودها ثلاثة أشياء: أحدها: تذكر الآخرة والاعتبار والاتعاظ وقد أشار النبي إلى ذلك بقوله: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة
    الثاني: الإحسان إلى الميت وأن لا يطول عهده به فيهجره ويتناساه كما إذا ترك زيارة الحي مدة طويلة تناساه فإذا زار الحي فرح بزيارته وسر بذلك فالميت أولى لأنه قد صار في دار قد هجر أهلها إخوانهم وأهلهم ومعارفهم فإذا زاره وأهدى إليه هدية: من دعاء أو صدقة أو أهدى قربة ازداد بذلك سروره وفرحه كما يسر الحي بمن يزوره ويهدي له ولهذا شرع النبي للزائرين أن يدعوا لأهل القبور بالمغفرة والرحمة وسؤال العافية فقط ولم يشرع أن يدعوهم ولا أن يدعوا بهم ولا يصلي عندهم
    الثالث: إحسان الزائر إلى نفسه باتباع السنة والوقوف عند ما شرعه الرسول فيحسن إلى نفسه وإلى المزور
    وأما الزيارة الشركية: فأصلها مأخوذ عن عباد الأصنام
    قالوا: الميت المعظم الذي لروحه قرب ومنزلة ومزية عند الله تعالى لا يزال تأتيه الألطاف من الله تعالى وتفيض على روحه الخيرات فإذا علق الزائر روحه به وأدناها منه فاض من روح المزور على روح الزائر من تلك الألطاف بواسطتها كما ينعكس الشعاع من المرآة الصافية والماء ونحوه على الجسم المقابل له
    قالوا: فتمام الزيارة أن يتوجه الزائر بروحه وقلبه إلى الميت ويعكف بهمته عليه ويوجه قصده كله وإقباله عليه بحيث لا يبقى فيه التفات إلى غيره وكلما كان جمع الهمة والقلب عليه أعظم كان أقرب إلى انتفاعه به
    وقد ذكر هذه الزيارة على هذا الوجه ابن سينا والفارابي وغيرهما وصرح بها عباد الكواكب في عبادتها
    وقالوا: إذا تعلقت النفس الناطقة بالأرواح العلوية فاض عليها منها النور
    وبهذا السر عبدت الكواكب واتحذت لها الهياكل وصنفت لها الدعوات واتخذت الأصنام المجسدة لها وهذا بعينه هو الذي أوجب لعباد القبور اتخاذها أعيادا وتعليق الستور عليها وإيقاد السرج عليها وبناء المساجد عليها وهو الذي قصد رسول الله إبطاله ومحوه بالكلية وسد الذرائع المفضية إليه فوقف المشركون في طريقه وناقضوه في قصده وكان في شق وهؤلاء في شق
    وهذا الذي ذكره هؤلاء المشركون في زيارة القبور: هو الشفاعة التي ظنوا أن آلهتهم تنفعهم بها وتشفع لهم عند الله تعالى
    قالوا: فإن العبد إذا تعلقت روحه بروح الوجيه المقرب عند الله وتوجه بهمته إليه وعكف بقلبه عليه صار بينه وبينه اتصال يفيض به عليه منه نصيب مما يحصل له من الله وشبهوا ذلك بمن يخدم ذا جاه وحظوة وقرب من السلطان فهو شديد التعلق به فما يحصل لذلك من السلطان من الأنعام والإفضال ينال ذلك المتعلق به بحسب تعلقه به
    فهذا سر عبادة الأصنام وهو الذي بعث الله رسله وأنزل كتبه بإبطاله وتكفير أصحابه ولعنهم وأباح دماءهم وأموالهم وسبي ذراريهم وأوجب لهم النار والقرآن من أوله إلى آخره مملوء من الرد على أهله وإبطال مذهبهم
    قال تعالى: أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض [ الزمر: 43 ]
    فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض وهو الله وحده فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومن وافقهم وهي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله: واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة [ البقرة: 123 ] وقوله: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة [ البقرة: 254 ] وقال تعالى: وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون [ الأنعام51 ] وقال: الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولى ولا شفيع [ الأنعام32: 4 ]
    فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه كما قال تعالى: ما من شفيع إلا من بعد إذنه [ يونس: 3 ] وقال: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه [ البقرة: 255 ] فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه ولا الشافع شفيع من دونه بل شفيع بإذنه
    والفرق بين الشفيعين كالفرق بين الشريك والعبد المأمور فالشفاعة التي أبطلها الله: شفاعة الشريك فإنه لا شريك له والتي أثبتها: شفاعة العبد المأمور الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له ويقول: اشفع في فلان ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة أهل التوحيد الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه وهم الذين ارتضى الله سبحانه
    قال تعالى: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [ الأنبياء: 28 ] وقال: يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا [ طه: 109 ]
    فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاء قول المشفوع له وإذنه للشافع فيه فأما المشرك فإنه لا يرتضيه ولا يرضى قوله فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه فإنه سبحانه علقها بأمرين: رضاه عن المشفوع له وإذنه للشافع فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة
    وسر ذلك: أن الأمر كله لله وحده فليس لأحد معه من الأمر شيء وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده: هم الرسل والملائكة المقربون وهم عبيد محض لا يسبقونه بالقول ولا يتقدمون بين يديه ولا يفعلون شيئا إلا بعد إذنه لهم وأمرهم ولا سيما يوم لا تملك نفس لنفس شيئا فهم مملوكون مربوبون أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه فإذا أشرك بهم المشرك واتخذهم شفعاء من دونه ظنا منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه وما يجب له ويمتنع عليه فإن هذا محال ممتنع شبيه قياس الرب تعالى على الملوك والكبراء حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي
    والفرق بينهما هو الفرق بين المخلوق والخالق والرب والمربوب والسيد والعبد والمالك والمملوك والغني والفقير والذي لا حاجة به إلى أحد قط والمحتاج من كلوجه إلى غيره
    فالشفعاء عند المخلوقين: هم شركاؤهم فإن قيام مصالحهم بهم وهم أعوانهم وأنصارهم الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم فتنتقض طاعتهم لهم ويذهبون إلى غيرهم فلا يجدون بدا من قبول شفاعتهم على الكره والرضى فأما الغني الذي غناه من لوازم ذاته وكل ما سواه فقير إليه بذاته وكل من في السموات والأرض عبيد له مقهورون بقهره مصرفون بمشيئته لو أهلكهم جميعا لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته وإلهيته مثقال ذرة
    قال تعالى: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما والله على كل شىء قدير [ المائده: 17 ] وقال سبحانه في سيدة آى القرآن آية الكرسي: له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه [ البقرة: 255 ] وقال: قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض [ الزمر: 44 ]
    فأخبر أن حال ملكه للسموات والأرض يوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده وأن أحدا لا يشفع عنده إلا بإذنه فإنه ليس بشريك بل مملوك محض بخلاف شفاعة أهل الدينا بعضهم عند بعض فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس ويفعلها بعضهم مع بعض ولهذا يطلق نفيها تارة بناء على أنها هي المعروفة المشاهدة عند الناس ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه فإنه الذي أذن والذي قبل والذي رضي عن المشفوع والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله
    فمتخذ الشفيع مشرك لا تنفعه شفاعته ولا يشفع فيه ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده ويطلب رضاه ويتباعد من سخطه هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه
    قال تعالى: أم اتخذو من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا [ الزمر: 43 ] وقال تعالى: ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون [ يونس: 18 ]
    فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم وإنما تحصل بإذنه للشافع ورضاه عن المشفوع له
    وسر الفرق بين الشفاعتين: أن شفاعة المخلوق للمخلوق وسؤاله للمشفوع عنده لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده لا خلقا ولا أمرا ولا إذنا بل هو سبب محرك له من خارج كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه في أمر يكرهه ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض فيقبل شفاعة الشافع وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع فيردها ولا يقبلها وقد يتعارض عنده الأمران فيبقى مترددا بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد وبين الشفاعة التي تقتضي القبول فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله: هي سعى في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به ولو على كره منه فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يأمر غيره أو يكرهه على الفعل إما بقوة وسلطان وإما بما يرغبه فلابد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع إما رغبة ينتفع بها وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع ويأذن له فيها ويحبها منه ويرضى عن الشافع لم يمكن أن توجد والشافع لا يشفع عنده لحاجة الربإليه ولا لرهبته منه ولا لرغبته فيما لديه وإنما يشفع عنده مجرد امتثال لأمره وطاعة له فهو مأمور بالشفاعة مطيع بامتثال الأمر فإن أحدا من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله تعالى وخلقه فالرب سبحانه وتعالى هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره وهو في الحقيقة شريكه ولو كان مملوكه وعبده فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع بالنصر والمعاونة وغير ذلك كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه: من رزق أو نصر أو غيره فكلك منهما محتاج إلى الآخر
    ومن وفقه الله تعالى لفهم هذا الموضع ومعرفته تبين له حقيقة التوحيد والشرك والفرق بين ما أثبته الله تعالى من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور


  • #42
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    فصل

    ومن مكايد عدو الله ومصايده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين: سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان فهو قرآن الشيطان والحجاب الكثيف عن الرحمن وهو رقية اللواط والزنا وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحسنه لها مكرا منه وغرورا وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجورا فلو رأيتهم عند ذياك السماع وقد خشعت منهم الأصوات وهدأت منهم الحركات وعكفت قلوبهم بكليتها عليه وانصبت انصبابة واحدة إليه فتمايلوا ولا كتمايل النشوان وتكسروا في حركاتهم ورقصهم أرأيت تكسر المخانيث والنسوان ويحق لهم ذلك وقد خالط خماره النفوس ففعل فيها أعظم ما يفعله حميا الكؤوس فلغير الله بل للشيطان قلوب هناك تمزق وأثواب تشقق وأموال في غير طاعة الله تنفق حتى إذا عمل السكر فيهم عمله وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله واستفزهم بصوبه وحيله وأجلب عليهم برجله وخيله وخز في صدورهم وخزا وأزهم إلى ضرب الأرض بالأقدام أزا فطورا يجعلهم كالحمير حول المدار وتارة كالدباب ترقص وسيط الديار فيا رحمتا للسقوف والأرض من دك تلك الأقدام ويا سوأتا من أشباه الحمير والأنعام ويا شماتة أعداء الإسلام بالدين يزعمون أنهم خواص الإسلام قضوا حياتهم لذة وطربا واتخذوا دينهم لهوا ولعبا مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكنا ولا أزعج له قاطنا ولا أثار فيه وجدا ولا قدح فيه من لواعج الشوق إلى النار زندا حتى إذا تلي عليه قرآن الشيطان وولج مزموره سمعه تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على عينيه فجرت وعلى أقدامه فرقصت وعلى يديه فصفقت وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت وعلى أنفاسه فتصاعدت وعلى زفراته فتزايدت وعلى نيران أشواقه فاشتعلت فيا أيها الفاتن المفتون والبائع حظه من الله بنصيبه من الشيطان صفقة خاسر مغبون هلا كانت هذه الأشجان عند سماع القرآن وهذه الأذواق والمواجيد عند قراءة القرآن المجيد وهذه الأحوال السنيات عند تلاوة السور والآيات ولكن كل امرىء يصبو إلى ما يناسبه ويميل إلى ما يشاكله والجنسية علة الضم قدرا وشرعا والمشاكلة سبب الميل عقلا وطبعا فمن أين هذا الإخاء والنسب لولا التعلق من الشيطان بأقوى سبب ومن أين هذه المصالحة التي أوقعت في عقد الإيمان وعهد الرحمن خللا أفتتخذونه وذرعيته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا.
    ولقد أحسن القائل:
    تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة... لكنه إطراق ساه لاهي
    وأتى الغناء فكالحمير تناهقوا... والله ما رقصوا لأجل الله
    دف ومزمار ونغمة شادن... فمتى رأيت عبادة بملاهي
    ثقل الكتاب عليهم لما رأوا... تقييده بأوامر ونواهي
    سمعوا له رعدا وبرقا إذ حوى... زجرا وتخويفا بفعل مناهي
    ورأوه أعظم قاطع للنفس عن... شهواتها يا ذبحها المتناهي
    وأتى السماع موافقا أغراضها... فلأجل ذاك غدا عظيم الجاه
    أين المساعد للهوى من قاطع... أسبابه عند الجهول الساهي
    إن لم يكن خمر الجسوم فإنه... خمر العقول مماثل ومضاهي
    فانظر إلى النشوان عند شرابه... وانظر إلى النسوان عند ملاهي
    وانظر إلى تمزيق ذا أثوابه... من بعد تمزيق الفؤاد اللاهي
    واحكم فأي الخمرتين أحق بالتحريم والتأثيم عند الله
    وقال آخر:
    برئنا إلى الله من معشر... بهم مرض من سماع الغنا
    وكم قلت: يا قوم انتم على... شفا جرف ما به من بنا
    شفا جرف تحته هوة... إلى درك كم به من عنا
    وتكرار ذا النصح منا لهم... لنعذر فيهم إلى ربنا
    فلما استهانوا بتنبيهنا... رجعنا إلى الله في أمرنا
    فعشنا على سنة المصطفى... وماتوا على تنتنا تنتنا
    ولم يزل أنصار الإسلام وأئمة المهدي تصيح بهؤلاء من أقطار الأرض وتحذر من سلوك سبيلهم واقتفاء آثارهم من جميع طوائف الملة
    قال الإمام أبو بكر الطرطوشي في خطبة كتابه في تحريم السماع:
    الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ونسأله أن يرينا الحق حقا فنتبعه والباطل باطلا فنجتنبه وقد كان الناس فيما مضى يستسر أحدهم بالمعصية إذا واقعها ثم يستغفر ويتوب إليه منها ثم كثر الجهل وقل العلم وتناقص الأمر حتى صار أحدهم يأتي المعصية جهارا ثم ازداد الأمر إدبارا حتى بلغنا أن طائفة من إخواننا المسلمين وفقنا الله وإياهم استزلهم الشيطان واستغوى عقولهم في حب الأغاني واللهو وسماع الطقطقة والنقير واعتقدته من الدين الذي يقربهم إلى الله وجاهرت به جماعة المسلمين وشاقت سبيل المؤمنين وخالفت الفقهاء والعلماء وحملة الدين. ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا [ النساء: 115 ] فرأيت أن أوضح الحق وأكشف عن شبه أهل الباطل بالحجج التي تضمنها كتاب الله وسنة رسوله وأبدأ بذكر أقاويل العلماء الذين تدور الفتيا عليهم في أقاصى الأرض ودانيها حتى تعلم هذه الطائفة أنها قد خالفت علماء المسلمين في بدعتها والله ولي التوفيق
    ثم قال: أما مالك فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه وقال: إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب
    وسئل مالك رحمه الله: عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق
    قال: وأما أبو حنيفة: فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب
    وكذلك مذهب أهل الكوفة: سفيان: وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك ولا نعلم خلافا أيضا بين أهل البصرة في المنع منه
    قلت: مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب وقوله فيه أغلظ الأقوال وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف حتى الضرب بالقضيب وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر هذا لفظهم ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه
    قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره
    وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي: ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض
    قالوا: ويتقدم إليه الإمام إذا سمع ذلك من داره فإن أصر حبسه أو ضربه سياطا وإن شاء أزعجه عن داره
    وأما الشافعي: فقال في كتاب أدب القضاء: إن الغناء لهو مكروه يشبه الباطل والمحال ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته
    وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحق وابن الصباغ
    قال الشيخ أبو إسحق في التنبيه: ولا تصح يعني الإجارة على منفعة محرمة كالغناء والزمر وحمل الخمر ولم يذكر فيه خلافا وقال في المهذب: ولا يجوز على المنافع المحرمة لأنه محرم فلا يجوز أخذ العوض عنه كالميتة والدم فقد تضمن كلام الشيخ أمورا
    أحدها: أن منفعة الغناء بمجرده منفعة محرمة
    الثاني: أن الاستئجار عليها باطل
    الثالث: أن أكل المال به أكل مال بالباطل بمنزلة أكله عوضا عن الميتة والدم
    الرابع: أنه لا يجوز للرجل بذل ماله للمغني ويحرم عليه ذلك فإنه بذل ماله في مقابلة محرم وأن بذله في ذلك كبذله في مقابلة الدم والميتة الخامس: أن الزمر حرام
    وإذا كان الزمر الذي هو أخف آلات اللهو حراما فكيف بما هو أشد منه كالعود والطنبور واليراع ولا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك فأقل ما فيه: أنه من شعار الفساق وشاربي الخمور
    وكذلك قال أبو زكريا النووي في روضته:


  • #43
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    القسم الثاني: أن يغنى ببعض آلات الغناء بما هو من شعار شاربي الخمر وهو مطرب كالطنبور والعود والصنج وسائر المعازف والأوتار يحرم استعماله واستماعه قال: وفي اليراع وجهان صحح البغوي التحريم ثم ذكر عن الغزالي الجواز قال: والصحيح تحريم اليراع وهو الشبابة
    وقد صنف أبو القاسم الدولعى كتابا في تحريم اليراع
    قد حكى أبو عمرو بن الصلاح الإجماع على تحريم السماع الذي جمع الدف والشبابة والغناء فقال في فتاويه:
    أما إباحة هذا السماع وتحليله فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع والخلاف المنقول عن بعض أصحاب الشافعي إنما نقل في الشبابة منفردة والدفع منفردا فمن لايحصل أو لا يتأمل ربما اعتقد خلافا بين الشافعيين في هذا السماع الجامع هذه الملاهي وذلك وهم بين من الصائر إليه تنادي عليه أدلة الشرع والعقل مع أنه ليس كل خلاف يستروح إليه ويعتمد عليه ومن تتبع ما اختلف فيه العلماء وأخذ بالرخص من أقاويلهم تزندق أو كاد قال: وقولهم في السماع المذكور: إنه من القربات والطاعات قول مخالف لإجماع المسلمين ومن خالف إجماعهم فعليه ما في قوله تعالى: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا [ النساء: 115 ]
    وأطال الكلام في الرد على هاتين الطائفتين اللتين بلاء الإسلام منهم: المحللون لما حرم الله والمتقربون إلى الله بما يباعدهم عنه
    والشافعي وقدماء أصحابه والعارفون بمذهبه: من أغلظ الناس قولا في ذلك
    وقد تواتر عن الشافعي أنه قال: خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن فإذا كان هذا قوله في التغبير وتعليله: أنه يصد عن القرآن وهو شعر يزهد في الدنيا بغنى به مغن فيضرب بعض الحاضرين بقضيب على نطع أو مخدة على توقيع غنائه فليت شعري ما يقول في سماع التغبير عنده كتفلة في بحر قد اشتمل على كل مفسدة وجمع كل محرم فالله بين دينه وبين كل متعلم مفتون وعابد جاهل قال سفيان بن عيينة: كان يقال: احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ومن تأمل الفساد الداخل على الأمة وجده من هذين المفتونين
    فصل

    وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني: ثم ذكر قول مالك إنما يفعله عندنا الفساق قال عبد الله: وسمعت أبي يقول: سمعت يحيى القطان يقول: لو أن رجلا عمل بكل رخصة بقول أهل الكوفة في النبيذ وأهل المدينة في السماع وأهل مكة في المتعة لكان فاسقا
    قال أحمد: وقال سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله
    ونص على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة وأمكنه كسرها وعنه في كسرها إذا كانت مغطاة تحت ثيابه وعلم بها روايتان منصوصتان
    ونص في أيتام ورثوا جارية مغنية وأرادوا بيعها فقال: لا تباع إلا على أنها ساذجة فقالوا: إذا بيعت مغنية ساوت عشرين ألفا أو نحوها وإذا بيعت ساذجة لا تساوي ألفين فقال: لا تباع إلا على أنها ساذجة ولو كانت منفعة الغناء مباحة لما فوت هذا المال على الأيتام
    فصل

    وأما سماعه من المرأة الأجنبية أو الأمرد فمن أعظم المحرمات وأشدها فسادا للدين
    قال الشافعي رحمه الله: وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته وأغلظ القول فيه وقال: هو دياثة فمن فعل ذلك كان ديوثا
    قال القاضي أبو الطيب: وإنما جعل صاحبها سفيها لأنه دعا الناس إلى الباطل ومن دعا الناس إلى الباطل كان سفيها فاسقا
    قال: وكان الشافعي يكره التغبير وهو الطقطقة بالقضيب ويقول وضعته الزنادقة ليشغلوا به عن القرآن
    قال: وأما العود والطنبور وسائر الملاهي فحرام ومستمعه فاسق واتباع الجماعة أولى من اتباع رجلين مطعون عليهما
    قلت: يريد بهما إبراهيم بن سعد وعبيدالله بن الحسن فإنه قال: وما خالف في الغناء إلا رجلان: إبراهيم بن سعد فإن الساجي حكى عنه: أنه كان لا يرى به بأسا والثاني: عبيدالله بن الحسن العنبري قاضي البصرة وهو مطعون فيه قال أبو بكر الطرطوشي: وهذه الطائفة مخالفة لجماعة المسلمين لأنهم جعلوا الغناء دينا وطاعة ورأت إعلانه في المساجد والجوامع وسائر البقاع الشريفة والمشاهد الكريمة وليس في الأمة من رأى هذا الرأى
    قلت: ومن أعظم المنكرات: تمكينهم من إقامة هذا الشعار الملعون هو وأهله في المسجد الأقصى عشية عرفة ويقيمونه أيضا في مسجد الخيف أيام منى وقد أخرجناهم منه بالضرب والنفي مرارا ورأيتهم يقيمونه بالمسجد الحرام نفسه والناس في الطواف فاستدعيت حزب الله وفرقنا شملهم ورأيتهم يقيمونه بعرفات والناس في الدعاء والتضرع والابتهال والضجيج إلى الله وهم في هذا السماع الملعون باليراع والدف والغناء
    فإقرار هذه الطائفة على ذلك فسق يقدح في عدالة من أقرهم ومنصبه الديني
    وما أحسن ما قال بعض العلماء وقد شاهد هذا وأفعالهم:
    ألا قل لهم قول عبد... نصوح وحق النصيحة أن تستمع
    متى علم الناس في ديننا... بأن الغناء سنة تتبع
    وأن يأكل المرء أكل الحمار... ويرقص في الجمع حتى يقع
    وقالوا: سكرنا بحب الإله... وما أسكر القوم إلا القصع
    كذاك البهائم إن أشبعت... يرقصها ريها والشبع
    ويسكره الناى ثم الغنا... ويس لو تليت ما انصدع
    فيا للعقول ويا للنهى... ألا منكر منكم للبدع
    تهان مساجدنا بالسماع... وتكرم عن مثل ذاك البيع
    وقال آخر وأحسن ما شاء:
    ذهب الرجال وحال دون مجالهم... زمرمن الأوباش والأنذال
    زعموا بأنهم على آثارهم... ساروا ولكن سيرة البطال
    لبسوا الدلوق مرقعا وتقشفوا... كتقشف الأقطاب والأبدال
    قطعوا طريق السالكين وغوروا... سبل الهدى بجهالة وضلال
    عمروا ظواهرهم بأثواب التقى... وحشوا بواطنهم من الأدغال
    إن قلت: قال الله قال رسوله... همزوك همز المنكر المتغالي
    أو قلت: قد قال الصحابة والأولى... تبعوهم في القول والأعمال
    أو قلت: قال الآل آل المصطفى... صلى عليه الله أفضل آل
    أو قلت: قال الشافعي: وأحمد... وأبو حنيفة والإمام العالي
    أو قلت: قال صحابهم من بعدهم... فالكل عندهم كشبه خيال
    ويقول: قلبي قال لي عن سره... عن سرع سري عن صفا أحوالي
    عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي... عن شاهدي عن واردي عن حالي
    عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي... عن سر ذاتي عن صفات فعالي
    دعوى إذا حققتها ألفيتها... ألقاب زور لفقت بمحال
    تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا... بظواهر الجهال والضلال
    جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا... شطحا وصالوا صولة الإدلال
    نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم... نبذ المسافر فضلة الأكال
    جعلوا السماع مطية لهواهم... وغلوا فقالوا فيه كل محال
    هو طاعة هو قربة هو... سنة صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال
    شيخ قديم صادهم بتحيل... حتى أجابوا دعوة المحتال
    هجروا له القرآن والأخبار... والآثار إذ شهدت لهم بضلال
    ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى... من أوجه سبع لهم بتوال
    تالله ما ظفر العدو بمثلها... من مثلهم واخيبة الآمال
    نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها... فأتى بذا الشرك المحيط الغالي
    فإذا بهم وسط العرين ممزقى... الأثواب والأديان والأحوال
    لا يسمعون سوى الذي يهوونه... شغلا به عن سائر الأشغال
    ودعوا إلى ذات اليمين فأعرضوا... عنها وسار القوم ذات شمال
    خروا على القرآن عند سماعه... صما وعميانا ذوي إهمال
    وإذا تلا القارى عليهم سورة... فأطالها عدوه في الأثقال
    ويقول قائلهم: أطلت وليس ذا... عشر فخفف أنت ذو إملال
    هذا وكم لغو وكم صخب وكم... ضحك بلا أدب ولا إجمال
    حتى إذا قام السماع لديهم... خشعت له الأصوات بالإجلال
    وامتدت الأعناق تسمع وحى... ذاك الشيخ من مترنم قوال
    وتحركت تلك الرءوس وهزها... طرب وأشواق لنيل وصال
    فهنا لك الأشواق والأشجان... والأحوال لا أهلا بذي الأحوال
    تالله لو كانوا صحاة أبصروا... ماذا دهاهم من قبيح فعال
    لكنما سكر السماع أشد... من سكر المدام وذا بلا إشكال
    فإذا هما اجتمعا لنفس مرة... نالت من الخسران كل منال
    يا أمة لعبت بدين نبيها... كتلاعب الصبيان في الأوحال
    أشمتمو أهل الكتاب بدينكم... والله لن يرضوا بذي الأفعال
    كم ذا نعير منهم بفريقكم... سرا وجهرا عند كل جدال
    قالوا لنا: دين عبادة أهله... هذا السماع فذاك دين محال
    بل لا تجىء شريعة بجوازه... فسلوا الشرائع تكتفوا بسؤال
    لو قلتمو فسق ومعصية وتزيين... من الشيطان للأنذال
    ليصد عن وحى الإله ودينه... وينال فيه حيلة المحتال
    كنا شهدنا أن ذا دين أتى... بالحق دين الرسل لا بضلال
    والله منهم قد سمعنا ذا إلى الآذان من أفواههم بمقال
    وتمام ذاك القول بالحيل التي... فسخت عقود الدين فسخ فصال
    جعلته كالثوب المهلهل نسجه... فيه تفصله من الأوصال
    ما شئت من مكر ومن خدع... ومن حيل وتلبيس بلا إقلال
    فاحتل على إسقاط كل فريضة... وعلى حرام الله بالإحلال
    واحتل على المظلوم يقلب ظالما وعلى الظلوم بضد تلك الحال
    واقلب وحول فالتحيل كله... في القلب والتحويل ذو إعمال
    إن كنت تفهم ذا ظفرت بكل ما... تبغى من الأفعال والأقوال
    واحتل على شرب المدام وسمها... غير اسمها واللفظ ذو إجمال
    واحتل على أكل الربا واهجر شنا... عة لفظه واحتل على الابدال
    واحتل على الوطء الحرام ولا تقل... هذا زنا وانكح رخى البال
    واحتل على حل العقود وفسخها... بعد اللزوم وذاك ذو إشكال
    إلا على المحتال فهو طبيبها... يا محنة الأديان بالمحتال
    واحتل على نقض الوقوف وعودها... طلقا ولا تستحي من إبطال
    فكر وقدر ثم فصل بعد ذا... فإذا غلبت فلج في الإشكال
    واحتل على الميراث فانزعه م... الوراث ثم ابلع جميع المال
    قد أثبتوا نسبا وحصرا فيكم... حتى تحوز الإرث للأموال
    واعمد إلى تلك الشهادة واجعل... الإبطال همك تحظ بالابطال
    فالحصر إثبات ونفى غير... معلوم وهذا موضع الاشكال
    واحتل على مال اليتيم فإنه... رزق هنى من ضعيف الحال
    لا سوطه تخشى ولا من سيفه... والقول قولك في نفاذ المال
    واحتل على أكل الوقوف فإنها... مثل السوائب ربة الإهمال
    فأبو حنيفة عنده هي باطل... في الأصل لم تحتج إلى إبطال
    فالمال مال ضائع أربابه... هلكوا فخذ منه بلا مكيال
    وإذا تصح بحكم قاض عادل... فشروطها صارت إلى اضمحلال
    قد عطل الناس الشروط وأهملوا... مقصودها فالكل في إهمال
    وتمام ذاك قضاتنا وشهودنا... فاسأل بهم ذا خبرة بالحال
    أما الشهود فهم عدول عن طريق... العدل في الأقوال والأفعال
    زورا وتنميقا وكتمانا... وتلبيسا وإسرافا بأخذ نوال
    ينسى شهادته ويحلف إنه... ناس لها والقلب ذو إغفال
    فإذا رأى المنقوش قال: ذكرتها... يا للمذكر جئت بالآمال
    ويقول قائلهم: أخوض النار في... نزر يسير ذاك عين خبال
    ثقل لى الميزان إني خائض... للمنكبين أجر بالأغلال
    أما القضاة فقد تواتر عنهم... ما قد سمعت فلا تفه بمقال
    ماذا تقول لمن يقول: حكمت أنت... فاسق أو كافر في الحال
    فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي... قد طرقوه كمثل طرق نعال
    فيقول طق فتقول: قط فتعارضا... ويكون قول الجلد ذا إعمال
    فأجارك الرحمن من ضرب ومن... عرض ومن كذب وسوء مقال
    هذا ونسبة ذاك أجمعه إلى... دين الرسول وذا من الأهوال
    حاشا رسول الله يحكم بالهوى... والجهل تلك حكومة الضلال
    والله لو عرضت عليه كلها... لاجتثها بالنقض والإبطال
    إلا التي منها يوافق حكمه... فهو الذي يلقاه بالإقبال
    أحكامه عدل وحق كلها... في رحمة ومصالح وحلال
    شهدت عقول الخلق قاطبة بما... في حكمه من صحة وكمال
    فإذا أتت أحكامه ألفيتها... وفق العقول تزيل كل عقال
    حتى يقول السامعون لحكمه:... ما بعد هذا الحق غير ضلال
    لله أحكام الرسول وعدلها... بين العباد ونورها المتلالى
    كانت بها في الأرض أعظم رحمة... والناس في سعد وفي إقبال
    أحكامهم تجرى على وجه السداد... وحالهم في ذاك أحسن حال
    أمنا وعزا في هدى وتراحم... وتواصل ومحبة وجلال
    فتغيرت أوضاعها حتى غدت... منكورة بتلوث الأعمال
    فتغيرت أعمالهم وتبدلت... أحوالهم بالنقص بعد كمال
    لو كان دين الله فيهم قائما... لرأيتهم في أحسن الأحوال
    وإذا همو حكموا بحكم جائر... حكموا لمنكره بكل وبال
    قالوا: أتنكر حكم شرع محمد... حاشا لذا الشرع الشريف العالي
    عجت فروج الناس ثم حقوقهم... لله بالبكرات والآصال
    كم تستحل بكل حكم باطل... لا يرتضيه ربنا المتعالي
    والكل في قعر الجحيم سوى الذي... يقضى بدين الله لا لنوال
    أو ما سمعت بأن ثلثيهم غدا... في النار في ذاك الزمان الخالي
    وزماننا هذا فربك عالم... هل فيه ذاك الثلث أم هو خالي
    يا باغى الإحسان يطلب ربه... ليفوز منه بغاية الآمال
    انظر إلى هدة الصحابة والذي... كانوا عليه في الزمان الخالى
    واسلك طريق القوم أين تيمموا... خذ يمنة ما الدرب ذات شمال
    تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى... سبل الهدى في القول والأفعال
    درجوا على نهج الرسول وهديه... وبه اقتدوا في سائر الأحوال
    نعم الرفيق لطالب يبغى الهدى... فمآله في الحشر خير مآل
    القانتين المخبتين لربهم... الناطقين بأصدق الأقوال
    التاركين لكل فعل سيء... والعاملين بأحسن الأعمال
    أهواؤهم تبع لدين نبيهم... وسواهم بالضد في ذي الحال
    ما شابهم في دينهم نفص... ولا في قولهم شطح الجهول الغالي
    عملوا بما علموا ولم يتكلفوا... فلذاك ما شابوا الهدى بضلال
    وسواهم بالضد في الأمرين قد... تركوا الهدى ودعوا إلى الإضلال
    فهم الأدلة للحيارى من يسر... بهداهم لم يخش من إضلال
    وهم النجوم هداية وإضاءة... وعلو منزلة وبعد منال
    يمشون بين الناس هونا... نطقهم بالحق لا بجهالة الجهال
    حلما وعلما مع تقى... وتواضع ونصيحة مع رتبة الإفضال
    يحيون ليلهم بطاعة ربهم... بتلاوة وتضرع وسؤال
    وعيونهم تجرى بفيض دموعهم... مثل انهمال الوابل الهطال
    في الليل رهبان وعند جهادهم... لعدوهم من أشجع الأبطال
    وإذا بدا علم الرهان رأيتهم... يتسابقون بصالح الأعمال
    بوجوههم أثر السجود لربهم... وبها أشعة نوره المتلالي
    ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم... في سورة الفتح المبين العالي
    وبرابع السبع الطوال صفاتهم... قوم يحبهم ذوو إدلال
    وبراءة والحشر فيها وصفهم... وبهل أتى وبسورة الأنفال


  • #44
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    فصل

    هذا السماع الشيطاني المضاد للسماع الرحماني له في الشرع بضعة عشر اسما: اللهو واللغو والباطل والزور والمكاء والتصدية ورقية الزنا وقرآن الشيطان ومنبت النفاق في القلب والصوت الأحمق والصوت الفاجر وصوت الشيطان ومزمور الشيطان والسمود أسماؤه دلت على أوصافه تبا لذي الأسماء والأصاف فنذكر مخازي هذه الأسماء ووقوعها عليه في كلام الله وكلام رسوله والصحابة ليعلم أصحابه وأهله بما به ظفروا وأي تجارة رابحة خسروا:
    فدع صاحب المزمار والدف والغنا وما اختاره عن طاعة الله مذهبا
    ودعه يعش في غيه وضلاله... على تاتنا يحيا ويبعث أشيبا
    وفي تنتنا يوم المعاد نجاته... إلى الجنة الحمراء يدعى مقربا
    سيعلم يوم العرض أي بضاعة... أضاع وعند الوزن ما خف أو ربا
    ويعلم ما قد كان فيه حياته... إذا حصلت أعماله كلها هبا
    دعاه الهدى والغى من ذا يجيبه... فقال لداعي الغى: أهلا ومرحبا
    وأعرض عن داعي الهدى قائلا له:... هواى إلى صوت المعازف قد صبا
    يراع ودف بالصنوج وشاهد... وصوت مغن صوته يقنص الظبا
    إذا ما تغنى فالظباء تجيبه... إلى أن تراها حوله تشبه الدبا
    فما شئت من صيد بغير تطارد... ووصل حبيب كان بالهجر عذبا
    فيا آمري بالرشد لو كنت حاضرا... لكان توالي اللهو عندك أقربا
    فصل

    فالاسم الأول: اللهو ولهو الحديث قال تعالى: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم [ لقمان: 7 ]
    قال الواحدي وغيره: أكثر المفسرين: على أن المراد بلهو الحديث: الغناء، قاله ابن عباس في رواية سعيد بن جبير ومقسم عنه وقاله عبد الله بن مسعود في رواية أبي الصهباء عنه وهو قول مجاهد وعكرمة
    وروى ثور بن أبي فاختة عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى: ومن الناس من يشتري لهو الحديث [ لقمان: 7 ] قال: هو الرجل يشتري الجارية تغنيه ليلا ونهارا
    وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: هو اشتراء المغني والمغنية بالمال الكثير والاستماع إليه وإلى مثله من الباطل وهذا قول مكحول
    وهذا اختيار أبي إسحاق أيضا، وقال: أكثر ما جاء في التفسير: أن لهو الحديث ههنا هو الغناء لأنه يلهى عن ذكر الله تعالى
    قال الواحدي: قال أهل المعاني: ويدخل في هذا كل من اختار اللهو والغناء والمزامير والمعازف على القرآن وإن كان اللفظ قد ورد بالشراء فلفظ الشراء يذكر في الاستبدال والاختيار وهو كثير في القرآن قال: ويدل على هذا: ما قاله قتادة في هذه الآية: لعله أن لا يكون أنفق مالا قال: وبحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق
    قال الواحدي: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء ثم ذكر كلام الشافعي في رد الشهادة بإعلان الغناء
    قال: وأما غناء القينات: فذلك أشد ما في الباب وذلك لكثرة الوعيد الوارد فيه وهو ما روي أن النبي قال: من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة الآنك: الرصاص المذاب
    وقد جاء تفسير لهو الحديث بالغناء مرفوعا إلى النبي
    ففي مسند الإمام أحمد ومسند عبد الله بن الزبير الحميدي وجامع الترمذي من حديث أبي أمامة والسياق للترمذي: أن النبي قال: لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام في مثل هذا نزلت هذه الآية: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله. وهذا الحديث وإن كان مداره على عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد الإلهانى عن القاسم فعبيد الله بن زحر ثقة والقاسم ثقة وعلي ضعيف إلا أن للحديث شواهد ومتابعات سنذكرها إن شاء تعالى ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث: بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود
    قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: ومن الناس من يشتري لهو الحديث فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء يرددها ثلاث مرات
    وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء
    قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير من كتاب المستدرك: ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين: حديث مسند
    وقال في موضع آخر من كتابه: هو عندنا في حكم المرفوع
    وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم فهم أعلم الأمة بمراد الله تعالى من كتابه فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل ولا تعارض بين تفسير لهو الحديث بالغناء وتفسيره: بأخبار الأعاجم وملوكها وملوك الروم ونحو ذلك مما كان النضر بن الحارث يحدث به أهل مكة يشغلهم به عن القرآن فكلاهما لهو الحديث ولهذا قال ابن عباس: لهو الحديث: الباطل والغناء
    فمن الصحابة من ذكر هذا ومنهم من ذكر الآخر ومنهم من جمعهما
    والغناء أشد لهوا وأعظم ضررا من أحاديث الملوك وأخبارهم فإنه رقية الزنا ومنبت النفاق وشرك الشيطان وخمرة العقل وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه
    إذا عرف هذا فأهل الغناء ومستمعوه لهم نصيب من هذا الذم بحسب اشتغالهم بالغناء عن القرآن وإن لم ينالوا جميعه فإن الآيات تضمنت ذم من استبدل لهو الحديث بالقرآن ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا وإذا يتلى عليه القرآن ولى مستكبرا كأن لم يسمعه كأن في أذنيه وقرا وهو الثقل والصمم وإذا علم منه شيئا استهزأ به فمجموع هذا لا يقع إلا من أعظم الناس كفرا وإن وقع بعضه للمغنين ومستمعيهم فلهم حصة ونصيب من هذا الذم
    يوضحه: أنك لا تجد أحدا عنى بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علما وعملا وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء بحيث إذا عرض له سماع الغناء وسماع القرآن عدل عن هذا إلى ذاك وثقل عليه سماع القرآن وربما حمله الحال على أن يسكت القارىء ويستطيل قراءته ويستزيد المغني ويستقصر نوبته وأقل ما في هذا: أن يناله نصيب وافر من هذا الذم إن لم يحظ به جميعه والكلام في هذا مع من قلبه بعض حياة يحس بها فأما من مات قلبه وعظمت فتنته فقد سد على نفسه طريق النصيحة: ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم [ المائده: 41 ]
    فصل

    الاسم الثاني والثالث: الزور واللغو
    قال تعالى: والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما.
    قال محمد بن الحنفية: الزور ههنا الغناء وقاله ليث عن مجاهد وقال الكلبى: لا يحضرون مجالس الباطل
    واللغو في اللغة: كل ما يلغى ويطرح والمعنى: لا يحضرون مجالس الباطل وإذا مروا بكل ما يلغى من قول وعمل أكرموا أنفسهم أن يقفوا عليه أو يميلوا إليه ويدخل في هذا: أعياد المشركين كما فسرها به السلف والغناء وأنواع الباطل كلها
    قال الزجاج: لا يجالسون أهل المعاصى ولا يمالئونهم ومروا مر الكرام الذين لا يرضون باللغو لأنهم يكرمون أنفسهم عن الدخول فيه والاختلاط بأهله وقد روى أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: مر بلهو فأعرض عنه فقال رسول الله إن أصبح ابن مسعود لكريما وقد أثنى الله سبحانه على من أعرض عن اللغو إذا سمعه بقوله: وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم [ القصص: 55 ]
    وهذه الآية وإن كان سبب نزولها خاصا فمعناها عام متناول لكل من سمع لغوا فأعرض عنه وقال بلسانه أو بقلبه لأصحابه: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم
    وتأمل كيف قال سبحانه: لا يشهدون الزور [ الفرقان: 72 ] ولم يقل: بالزور لأن يشهدون بمعنى: يحضرون فمدحهم على ترك حضور مجالس الزور فكيف بالتكلم به وفعله والغناء من أعظم الزور
    والزور: يقال على الكلام الباطل وعلى العمل الباطل وعلى العين نفسها كما في حديث معاوية لما أخذ قصة من شعر يوصل به فقال: هذا الزور فالزور: القول والفعل والمحل
    وأصل اللفظة من الميل ومنه الزور بالفتح ومنه: زرت فلانا إذا ملت إليه وعدلت إليه فالزور: ميل عن الحق الثابت إلى الباطل الذي لا حقيقة له قولا وفعلا

  • صفحة 11 من 33 الأولىالأولى ... 91011121321 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. حوار مع الشيطان
      بواسطة king-of-nothing في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 08-03-2010, 11:35 PM
    2. الشيطان
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 07-19-2010, 06:06 PM
    3. كن مثل الشيطان
      بواسطة nano في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 07-11-2010, 10:47 PM
    4. الكبرياء خلة الشيطان
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 07-06-2010, 02:25 AM
    5. الشيطان المثقف !!!
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 05-01-2010, 11:30 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1